الأمر الثانى الذى يجب أن نتناوله هو مسألة علم الغيب. وهذه مهنة العرافين والمنجمين وقراء الطالع وقارئى الفنجان وفاتحى ورق اللعب ( الكوتشينة ) وهذه لم يسلم منها أحد إلا من رحم الله ، العوام والخواص ، حتى كبار المفكرين والسياسيين والقادة ، اشتهر الكثير منهم بان له عراف يقرأ له الطالع ويحدد له مسالك عمله!!
وهذه قد ذكرها القرآن الكريم :
.gif)
فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

[الأعراف:131]
والتطير هو التشاؤم. ولهذا نجد أغلب الصحف تفرد أبواباً خاصة للابراج تحت عنوان حظك اليوم أو ما شابه. يزعم فيها دجال أنه يعلم الغيب والصواب أنه يكذب ويكذب ويكذب. فهو يأتى على عموميات ويطلقها ، فتجد كل قارئ ينزلها على نفسه ولو بشكل من الأشكال كأن يقول : ( تلقى صديق قديم اليوم ) وليس هذا بالأمر الغريب بل الغريب أن تجد من يصدقون هذا الكلام ومن يربطون سلوكيات حياتهم بمثل هذه الترهات.
وهذا يخالف عقيدة الإسلام أيما مخالفة ، فالغيب مما اختص الله به تعالى نفسه من العلم :
قال تعالى :
.gif)
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ..

[ الأنعام ك 59 ]
وقال تعالى :
.gif)
قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ ..

[ الأعراف : 188 ]
وقال تعالى :
.gif)
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

[لقمان:34]
والذى يزعم علم الغيب فقد كذب بالقرآن الكريم. وكفر بما أنزل على محمد

وقد حذر النبى

عن هذا فقال فى بعض حديثه : ( من جلس إلى ساحر أو كاهن أو عراف فقد كفر بما أُنول على محمد ).
وهناك من الناس من يقول أنا لا أؤمن بهذه الشياء ولكنى فقط أقرأها من باب التفاؤل وهذا لا يجوز بل حرام لأنه سيوقع فى القلب الشبهات والتعلق ودرجة من درجات اليقين المذوم. فوجب الامتناع عنها.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]