[فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ]
الحمد لله القوي القهار العزيز الجبار؛ يعذب من يشاء بعدله، وينجي من يشاء برحمته، لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه، وهو على كل شيء قدير:
والصلاة والسلام على محمد عبد الله ورسوله؛ أعلم الناس بالله تعالى، وأكثرهم رجاء له، وخوفاً منه، وكان إذا تلبدت السماء تغير لونه، وخشي أن يكون عذاباً، فإذا أمطرت سُرِّي عنه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. وبعد
فالسعيد من تدبر كتاب ربه، واتعظ بما حلَّ بالأمم قبله، والشقي من أتبع نفسه هواها، فأوبقها وأشقاها، فلا بقيت له الدنيا، ولا سلم في الآخرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: [فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ] {العنكبوت:40}
من عرف الله تعالى حق المعرفة بأسمائه وصفاته وخلقه وآياته مع هدايته للإيمان واليقين قام في قلبه من مهابة الله تعالى وتعظيمه وإجلاله ما يدفعه للطاعات، ويحجزه عن المحرمات؛ محبة لله تعالى، ورجاء ثوابه، وخوفاً من عذابه، وكلما ازداد علمُ العبد بربه ويقينُه ازداد مهابة له، وخوفاً منه.
لقد قرأنا في القرآن أن ربنا سبحانه وتعالى مع كمال قدرته وقوته وعزته وكبريائه وقهره وجبروته لما عذّب من استحقوا العذاب من خلقه كان عذابه أليماً شديداً، وقد قص ذلك علينا لنحاذر سخطه، ونجتنب أسباب عذابه [وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ] {البقرة:196} وفي آية أخرى [إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ] {إبراهيم:47} وفي ثالثة [وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ العَذَابِ] {البقرة:165} وفي رابعة [إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ] {هود:102} وفي خامسة [وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ] {الرعد:13} وفي سادسة [وَلَكِنَّ عَذَابَ الله شَدِيدٌ] {الحج:2} وآيات أخرى كثيرة تثبت شدة عذاب الله تعالى، وقوة بطشه، وسرعة انتقامه.
وقرأنا في القرآن أيضاً تنوع عقوباته، فهي ليست عقوبة واحدة، ولا على طريقة مألوفة، فلا يدري العباد كيف يعذبون، ولا ما يحاذرون؛ لأن مظان الرحمة قد يقلبها الله تعالى عذاباً؛ فالغرق عذابٌ يأتي مما ظاهره الرحمة وهو المطر، فيفرح الناس به وهو عذابهم كما أهلك به قوم نوح عليه السلام , فسبحان من جعل الماء الذي لا حياة للناس إلا به سبب هلاكهم، وسبحان من عظمت قدرته فقلب آية الرحمة عذاباً، وأغرق بالمطر أقواماً,وبالغرق في البحر أهلك فرعون وجنده .
والريح آية أخرى لا حياة على الأرض بفقدها، ومع ذلك يجعلها الله تعالى عذاباً لمن شاء من خلقه،والصيحة صوت، والصوت في العادة لا يضر الأعيان، والبشر قد جبلوا على الأصوات ضعيفها وقويها، ومع ذلك جعل الله تعالى بقدرته هذا الصوت هلاكاً للمكذبين،وأقوام آخرون من المكذبين حُصبوا بالحجارة حتى هلكوا،وعُذب قارونُ بالخسف، فتجلجل بداره في الأرض إلى حيث يعلم الله تعالى [فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ] {القصص:81} وقد هدّد الله تعالى أهل المعاصي بذلك [أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ] {النحل:45}
ولذا كان القحط والجوع ونضوب الماء وقلة الأمطار هلاكاً، كما كانت زيادتها إلى حدِّ الإغراق عذاباً، وقد عُذب أقوام بالجوع حتى هلكوا، وتاريخ البشر مليء بالمجاعات والأوبئة العامة التي هلك فيها أمم من الناس وآخرون عُذبوا بتلف أموالهم، وذهاب زرعهم وثمارهم، وعُذبت أمةٌ من بني إسرائيل بالمسخ، ففقدوا في لحظات آدميتهم، ونُقلوا إلى درك الحيوانية البهيمية، نعوذ بالله تعالى من سخطه [فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ] {الأعراف:166} وفي آية أخرى [وَجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ وَالخَنَازِيرَ] {المائدة:60} وعُذب آخرون منهم بالذُل والهوان وتسليط الجبابرة عليهم قتلاً وأسراً وإذلالاً [وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ] {الأعراف:167} وفي آية أخرى [ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا] {آل عمران:112} .
وآتى الملك أقواما فاستكبروا في الأرض فأخذهم الله كلا بما تميز به في عصره فالقاتل ؛ قتل والنافي ؛ نفي والساجن ؛سجن والبقية آتية لا محالة (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )
بشار قاتل هو وجماعته النصيرية وحزب الات فجزاؤهم إنشاء الله القتل بالنسبة للشبيحة طبعا وكما شردوا أبناء السنة ونسائهم وشيوخهم وجعلوهم لاجئين وبعد ماكانو أعزه الفأل إنشاء الله لعائلات الشبيحة يصبحوا لاجئين عند من عاونهم .
منقول
|