من قتل حسان اللقيس على أطراف الضاحية الجنوبية
بعد استعراض التصريحات والتقارير السياسية والعسكرية والاستخباراتية والاخبارية المؤيدة لحزب الله والمعارضة له تزاحمت الاستفسارات وعلامات الاستفهام في رأسي وأخذت تدور وتبحث عن ترتيب فخلصت لإمّات ثلاث .
إما أن تكون اسرائيل وراء هذا الاغتيال بناء على الاتهام المباشر الفوري والسريع الذي وجهه حزب الله لإسرائيل فور تنفيذ الاغتيال ، لاسيما وأن لحزب الله جهازاً استخباراتياً دقيقاً وموثوقاً بالنسبة للحزب على الأقل . ولكن الاختراق الأمني الحاصل للضاحية باعتبارها مربعاً أمنياً عصياً في عمليات التفجير التي استهدف آخرها السفارة الايرانية وعملية اغتيال اللقيس في سقي الحدث على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت ، وهذه العملية التي تتميز بالحرفية كما أطلق عليها الحزب وقد تطال الاحترافية هذه قادة اعلى مستوى من اللقيس كانت نظيفة ولم تترك أي دليل يشتبه به كما جاء على لسان المقربين من الحزب ، تجعلنا نشكك في دقة وميثاقية استخبارات الحزب .
اتهم الحزب اسرائيل بالعملية مثلما اتهمها باغتيال القائد عماد مغنية وتبين بعد ذلك أن آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد وراء الاغتيال . واليوم أنكرت اسرائيل علاقتها بالاغتيال على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها يغال بالمور الذي قال أن " اسرائيل لا علاقة لها باغتيال اللقيس وان اتهام الحزب لنا رد فعل تلقائي قبل معرفة ما حدث " بينما أكد وزير الطاقة الإسرائيلية سيلفان شالوم للإذاعة العامة الإسرائيلية “ليس لإسرائيل أي علاقة بذلك حتى لو أننا لسنا حزينين كثيراً” إذاً اسرائيل حزينة على اللقيس ولكن قليلاً !! وإن هذا الاتهام يشبه تماماً اتهام اسرائيل باغتيال عماد مغنية الذي كان بداية الانهيار المتدحرج لإمبراطورية حزب الله .
وإما أن يكون فصيل اسلامي أو ثوري أو مجاهد أو جيش حر سوري قام بهذه العملية على خلفية تدخل حزب الله بالمسألة السورية ، فهذا احتمال وارد والغاية منه الضرب على يدي الحزب لتدخله في الشأن السوري الى جانب نظام الأسد لا سيما وأن اللقيس كان القائد العسكري لمجزرة القصير . ولكن حرفية العملية والاختراق تؤكد امران الأول ان هؤلاء ليس لديهم تقنيات الاختراق ولا فنون التخطيط ولا التجربة الغنية بالاغتيال ، وإن كان العكس صحيح فإننا أمام حزب مخترق ومنخور ورائحة العفونة ضاربة أطنابها في الضاحية ، والحزب أضحى على المهوار اسوة بسيده الأسد ، وأن خصومهم في سوريا أصبحوا على درجة عالية من التجذر والتكتيك الثوري والعصاباتي وأصبحت أيديهم تطول من تريد لنكون على موعد مع اغتيال شخصيات ارفع مستوى في الحزب ونظام الأسد وداعميهم . ولكن تبنى العملية من أكثر من فصيل لم نسمع بها قط وضعنا أمام مفرق إما الأخيرة .
وإما الأخيرة أن حزب الله هو من أكل ولده اللقيس ، وكعادة المافيات تأكل أولادها كالقطط التي تعاني ألم المخاض فتأكل وليدها الضعيف انتقاماً من الألم ولتتغذى فيأتيها الحليب لتقوي به إخوته . وباعتبار الحزب يعيش حالة مخاض وتحول نتيجة القتلى التي تتوافد الى الضاحية مكفنة بالواجب الجهادي ، ما أدى إلى تسلخات وانفراط في أطراف الحاضنة الشعبية للحزب هذا من جهة ، ومن جهة ثانية وباعتبار اللقيس الرجل الخارق والألمعي الممسك بتكنولوجيا الحزب وهو المسؤول عن شبكة اتصالات الحزب وتفاصيل أخرى خطيرة كان يسر للمقربين منه عن استيائه من جيش الأسد الغادر وخيانته لعناصر الحزب المقاتلة الى جانبه في سوريا وإن هذا الكلام يصدع الجدران الاستنادية التي يتكئ عليها الحزب فبات على الحزب أن يعدم اللقيس كما يفعل الأكاسرة والقياصرة بإعدام مصمم ومنفذ المخبأ السري لكسرى وقيصر وأن ينفذ معادلته ثلاثة بواحد . نتخلص من لسان اللقيس ونعدم الأسرار التي يعرفها ونتهم اسرائيل كالعادة ونعيد اللحمة الشيعية الحاضنة للحزب . وإلا كيف يترك حزب الله قصداً اللقيس في العراء مكشوفاً دون حراسة أمنية ودون كاميرات مراقبة حتى ؟ فلو كان مهماً حقاً فكيف يكشفه الحزب ويتركه دون غطاء امني وهو المقرب جداً من الأمين العام للحزب كما يزعم الحزب .
5/12/2013
المحامي صدام عكاش
|