الزميل العزيز ، اعلم ، أرشدك الله إلى طاعته أننى سأجيبك عن الحكمة من خلق الله للبشر ، ولكنى لمست نقطة مهمة الآن يجب أن أنتهى منها أولاً ألا وهى أننا قد سلمنا أن لهذا الكون خالق وأن هذا الخالق لابد أن يكون موصوفا بالحكمة ، كما بينا أن عدم إدراك الحكمة لا يعنى بالضرورة فقدها ، كما سلمنا أن الإله يجب أن يكون موصوفاً بالعدل ، والمشاهد فى حياتنا أن اليشر متفاوتون فى قدراتهم ومختلفون فى سلوكهم فمهم من يعدل ومنهم من يظلم ، فهناك الظالم وهناك المظلوم ـ ألا ترى أنه من دواعى العدل أن يكون هناك يوم يحاسب فيه ذلك الإله الناس على ما كان منهم من إساءة فى حق إخوانهم فى الإنسانية ، أليس هذا من مقتضى العدل؟؟!!!
وفى هذا دليل عقلى يوجب الإيمات بأن هتاك يوم آخر يحاسب فيه الناس بما كسبوا ـ إما خيراً فخير وغما شراً فشر.
كذلك من مقتضى العدل وطالما أن الخالق سوف يحاسب الناس أن يضع المنهج القياسى والشروط والمواصفات التى لو خالفها الناس حاسبهم وعاقبهم ، كذلك يجب عليه أن يبين نا هو نوع العقاب المناسب لكل خطأ ، وفى هذا إنذار وتخويف للظالمين حتى يرتدعوا ويزدجروا فلا يتمادون ، كذلك يكون فيه تهدئة لنفوس المظلومين عندما بعلمون أن هناك من سيحاسب أولئك الظالمين عما فعلوه بهم ، وحتى لا يتحول مجتمع الإنسان إلى غابة يقتل فيها القوى الضعيف.
وما هذه المواصفات القياسية وما تلك الشروط إلا الدين !!!!
كل هذه أدلة عقلية على وجوب إنزال الشرائع من الله وضرورة الإيمان بذلك.
ألم أقل لك أن الإيمان بوجود خالق ينينى عليه كب شئ يعد؟!
لعلك الآن أدركت لماذا كنت أركز فى بداية حوارى عن سبب وأهمية الإيمان بوجود خالق للكون.
__________________
قـلــت : [LIST][*] من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*] ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*] ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*] ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|