عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2015-02-07, 12:20 PM
أبو عبد الرحمن القيسي أبو عبد الرحمن القيسي غير متواجد حالياً
مشرف قسم عقيدة أهل السنة والجماعة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-03
المشاركات: 66
افتراضي فصل : أدلة جواز وقوع الأنبياء في الصغائر

[align=center]فصل : أدلة جواز وقوع الأنبياء في الصغائر
[/align]




دلت نصوص الكتاب و السنة على أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين تقع منهم بعض الصغائر مع عدم الإقرار وعدم الإصرار عليها و سرعة التوبة منها و الله يحب التوابين و يحب المتطهرين و من هذه النصوص :

النص الأول :
قوله تعالى : ﴿ و َيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَ نَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَ أَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَاأَنفُسَنَا وَ إِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَ تَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[1] .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من آدم عليه السلام :
1- أكل آدم عليه السلام من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها و مخالفة النهي معصية .
2- تصريح آدم عليه السلام أنه ظلم نفسه و الظلم لا يتأتى إلا من فعل معصية حقيقية .
3- استغفار آدم عليه السلام ، و الاستغفار عند الإطلاق لا يكون إلا من فعل معصية حقيقية .

النص الثاني :
قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ﴾[2] .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من آدم عليه السلام :
1- أكل آدم عليه السلام من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها و مخالفة النهي معصية . 2- التصريح بعصيان آدم عليه السلام و لفظ عصى عند الإطلاق يقصد به العصيان الحقيقي أي الوقوع في الذنب حقيقة .
3- توبة الله سبحانه وتعالى على آدم و التوبة عند الإطلاق لا تكون إلا عن ذنب حقيقي .

النص الثالث :
قال تعالى : ﴿ وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [3] .
معنى الآيات :
أن نوح عليه السلام دعا ربه في ابنه الكافرفلامه ربه على مقالته هذه ، وأعلمه أنّه ليس من أهله ، وأن هذا منه عمل غير صالحفاستغفر ربّه من ذنبه وتاب وأناب
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من نوح عليه السلام :
1- عتاب الله لنوح عليه السلام و العتاب لا يكون إلا عن خطأ حقيقي فعله .
2- استغفار نوح عليه السلام ، و الاستغفار عند الإطلاق لا يكون إلا من فعل معصية حقيقية .





النص الرابع :
قال تعالى : ﴿ و َدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾[4] .
معنى الآيات :
أراد موسى عليه السلام نصرة الذي من شيعته ، فوكز خصمه فقضى عليه و اعترف موسى عليه السلام بظلمه لنفسه ، وطلب من الله أن يغفر له ، وأخبر الله بأنه غفر له .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من موسى عليه السلام :
1- ضرب موسى عليه السلام للقبطي ضربة أدت إلى موته و هذا خطأ و معصية .
2- اعترف موسى عليه السلام بأن ضربه القبطي كان من تهيج الشيطان لغضبه و الشيطان لا يهيج الإنسان إلا على فعل المعاصي الحقيقة .
3- تصريح موسى عليه السلام أنه ظلم نفسه و الظلم لا يتأتى إلا من فعل معصية حقيقية .
4- استغفار موسى عليه السلام ، و الاستغفار عند الإطلاق لا يكون إلا من فعل معصية حقيقية .
5- غفران الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام و الغفران عند الإطلاق لا يكون إلا عن ذنب حقيقي .

النص الخامس :
قال تعالى : ﴿ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾[5] .
معنى الآية :
والذي أطمع أن يتجاوز عن ذنبي يوم القيامة .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من إبراهيم عليه السلام :
1- طمع إبراهيم عليه السلام في أن يغفر الله له و لا يكون هذا إلا من فعل معصية حقيقية .
2- أضاف إبراهيم عليه السلام الخطيئة لنفسه مما يدل أنها خطيئة حقيقية .

النص السادس :
قال تعالى : ﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾[6] .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من يونس عليه السلام :
1- خروج يونس عليه السلام من قومه دون إذن ربه و هذا خطأ .
2- تصريح يونس عليه السلام أنه كان من الظالمين ، و الظلم لا يتأتى إلا من فعل معصية حقيقية .

النص السابع :
قال تعالى : ﴿ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ﴾[7] .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من محمد صلى الله عليه و سلم :
تجاوز الله عن وزره صلى الله عليه و سلم و لفظ الوزر عند الإطلاق لا يكون إلا عن ذنب حقيقي .

النص الثامن :
عن أَبُي هُرَيْرَةَ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة »[8] .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من محمد صلى الله عليه و سلم :
1- استغفار النبي صلى الله عليه وسلم ، و الاستغفار عند الإطلاق لا يكون إلا من فعل معصية حقيقية .
2- توبة النبي صلى الله عليه وسلم ، والتوبة عند الإطلاق لا تكون إلا من فعل معصية حقيقية .





[1]- الأعراف الآيات 19 - 23
[2] - طه الآيات 115 - 122
[3] - هود الآيات 45- 47
[4] - القصص 15 -16
[5] - الشعراء الآية 82
[6] - الأنبياء 87
[7] - الشرح الآية 2
[8] - رواه البخاري في صحيحه رقم 5948
__________________


قال الإمام البربهاري رحمه الله :
اعلموا أن الإسلام هو السنَّة، والسنَّة هي الإسلام، ولا يقوم أحدهما إلَّا بالآخَر...
وذلك أنَّ السنَّة والجماعة قد أحكما أمر الدين كلِّه وتبيَّن للناس، فعلى الناس الاتِّباع.
« شرح السنَّة » للبربهاري (1/ 35)

قال أبو بكر المَرُّوْذِي قلت لأبي عبدالله -يعني الإمام أحمد بن حنبل-
" يا إمام من مات على الإسلام و السنة ، مات على الخير ؟ "
قال : ( اسكت ، بل مات على الخير كله )
سير أعلام النبلاء » للذهبي
(11/296)

رد مع اقتباس