( بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد )
.gif)
قل

جاءت إجابة عن أسئلة وجهها المشركون للنبى

فقال البعض: صف لنا إلهك أمن ذهب هو أم من فضة؟ لأن منهم من كان يصنع أصنامه من الذهب والفضة وكان لهبل - كبير أصنامهم - يد مكسورة فصنعوا لها أخرى من العقيق.
وقال البعض : انسب لنا إلهك. يقصدون من سلالته وعائلته؟
فجاء قوله تعالى :
.gif)
قل هو الله أحد

و ( أحد ) غير ( واحد ) فالثانية يقصد بها العدد ، الواحد والاثنان والثلاثة ... أما ( أحد ) فتعنى أنه لا يتجزأ ولا يتبعض.
وشخصياً أعتبر استخدام لفظة ( أحد ) استخداما عبقريا - طبقًا لعلم البلاغة - ذلك أن كلمة ( أحد ) تستعمل فى اللغة العربية حال النفى فنقول : " لما يأت أحد من القوم " أما حين الإثبات فنقول : " جاء واحد من القوم ".
فجاءت لفظة ( أحد ) فى الإثبات لتدل على الأحدية المطلقة لله الذى لا يتجزأ لأجزاء ولا يتبعض لأبعاض. وهذه الصفة فارقة وحاصرة وقاسمة بين الله وخلقه ، فكل مخلوقات الله تتبعض وتتجزأ وتنقسم أو على الأقل قابلة لكل هذا. حتى أصغر الأجرام والكائنات والمخلوقات كالذرة والجزئ والإلكترونات كل يوم يكتشف العلم أن بها كائنات أدق لم يكونوا يعرفونها ....
إلا الله الأحد سبحانه وتعالى ، و ( الأحد ) اسم من أسماء الله الحسنى وكذلك ( الواحد ) ولكل منهما معنى قائم بذاته ينفرد به عن الاسم الآخر. ومن معانى ( الأحد ) أنه الذى يكون وليس معه شئ أحد فى ذاته ، أحد فى صفاته. كلٌ لا يتجزأ ولا يتبعض ولا ينقسم.
( الله الصمد ) الصمد له معانى عدة منها أنه الذى تصمد إليه الكائنات حين طلب الحوائج وتتضرع إليه . ولكن فى هذا المقام فإن السورة بكاملها تتحدث عن صفات الله الخالصة ، الذاتية ، وقد اختص منها رب العالمين سبحانه وتعالى الصفات التى لا تتعلق بخلقه ، فلم يقل الرحيم لأن الرحمة تتعلق بمن يرحمه الله وهم خلقه ، ولم يقل الغفور أو الغفار أو المحيي أو المميت أو الخالق أو البارئ أو المصور .... إلخ وإن كانت كل هذه الأسماء والصفات تتعلق مباشرة برب العالمين سبحانه وتعالى إلا أن الصفات والأسماء الواردة فى سورة الإخلاص تتعلق بصفات الله التى تتعلق به هو سبحانه وتعالى ولا تتعلق بخلقه.
لهذا فإن ( الصمد ) هنا تعنى أن الله سبحاه وتعالى هو الذى لا جوف له. ومعلوم أن الكائنات التى لها جوف كالإنسان والحيوان هى كائنات تعتريها الشهوات كشهوة الطعام والشراب والإخراج والشهوة الجنسية والولادة .. إلخ
أما الله سبحانه وتعالى فهو صمد وجاء تفسير لها فى سورة الأنعام حيث قال ربنا سبحانه وتعالى :
.gif)
وهو يُطعم ولا يُطعم

أى يؤكل الناس ولا أحد يؤكله ، وجاء فى قراءة أخرى :
.gif)
وهو يُطعم ولا يَطعم

أى لا يأكل بذاته ، فلا يطعمه أحد وهو هو بنفسه يأكل الطعام أن هذا من صفات المخلوقات والله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو منزه عن ل هذه النقائص لأنه ( الصمد ).
و ( الأحد ) له ارتباط وثيق بـ ( الصمد ) لأن الذى لا يتجزأ هو الذى لا جوف له. لأن الجوف يكون فراغ ومختلف عن ماهية الجسد والله منزه عن كل هذه الأوصاف
.gif)
ليس كمثله شئ وهو السميع البصير

.
( لم يلد ولم يولد ) تبين أن الله سبحانه وتعالى خالق غير مخلوق أول بلا ابتداء. وإن كان الله قادر على أن يلد ويون له أولاد فإن من كمال أحديته سبحانه وتعالى ألا يلد ولا يولد وهذه هى صفات الإلهية الحق. وهو بخلاف ما تقوله اليهود والنصارى. فمن يبحث عن الذرية هو الذى يبحث عن معين له ومساعد حال كبره ، أو من يمد له نسبه ويطيل له ذكره فى الدنيا ، والله سبحانه غنى عن كل هذا لأنه هو الأول الآخر. الأول الذى ليس شئ قبله والآخر الذى لا شئ بعده.
( ولم يكن له كفوا أحد ) وهذا إجمال القول أن الله سبحانه وتعالى لا شبيه ولا مثيل ولا نظير ولا ند ولا كفء له. أحد فى ذاته وأحد فى صفاته وليس يشبهه أحد.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]