العربية كلمة تدل على نفسها ومن ينكر ذلك فهو منكر لأصالة تلك اللغة .
فأعرب يعرب عن نفسه ؛ أي عبر عما بداحلها بصدق وفصاحة وجزالة !!! والأهم هو دون تكلف !!!
وهذا ما يميز العربي وحتى اليوم فهو لايطيق الذل والمواربة لشيئ ! ولا يطيق الذل إلا لله تعالى !!
فهو يغبر عن مكنون قلبه والحق والكرامة ، ولا يحب اللغة الممسوخة ولا التعبير الممسوخ والتبذل الكريه .
فنتجت العربية وبمشيئة الله تعالى لغة من أعظم اللغات وأجزلها وأصدقها وأصفاها عن كل كدر !
ونزل كتاب الله تعالى والذي هو في أم الكتاب لعلي حكيم وبكل ما فيه من لغة ومن آيات الله تعالى وحكمة بالغة من الله تعالى .
ثم الدين الاسلامي واللغة العربية لهم فضل كبير وبفضل الله تعالى على البشرية جمعاء ، فعدا ونقل العلوم وقوة وصدق التعبير لربما تردى حال الدنيا إلى ما لايطاق !
وأوروبا في العصور كان فيها من الظلم والهمجية ما تقشعر له الابدان ، وخصوصا وما تراسهم به الفرنجة !
وليقرأ التاريخ من يشاء !!!
وصدق الشاعر البطل حافظ إبراهيم في قصيدته :
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
رجعت لنفسي فاتهمت حصـاتي ....... وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني ........ عقمت فلم أجزع لقول عداتـي
وسعت كتاب الله لفظا وغايـــة ......... وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ........ وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ... فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ........ ومنكم وإن عز الدواء أساتي
فلا تكلوني للزمان فإنني ................ أخاف عليكم أن تحين وفاتي
أرى لرجال الغرب عزا ومنعة .............. وكم عز أقوام بعز لغات
أتوا أهلها بالمعجزات تفننا ................. فيا ليتكم تأتون بالكلمات
أيطربكم من جانب الغرب ناعب ........ ينادي بؤدي في ربيع حياتي
ولو تزجون الطير يوما علمتم ............ بما تحته من عثرة وشتات
سقى الله في بطن الجزيرة أعظما .......... يعز عليها أن تلين قناتي
حفظن ودادي في البلى وحفظته ........... لهن بقلب دائم الحسرات
وفاخرت أهل الغرب والشرق مطرق ... حياء بتلك الأعظم النخرات
أرى كل يوم في الجرائد مزلقا ............ من القبر يدنيني بغير أناة
وأسمع للكتاب في مصر ضجة .......... فأعلم أن الصائحين نعاتي
أيهجرني قومي عفا الله عنهم ............... إلى لغة لم تتصل برواة
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى - لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضمن سبعين رقعة ........ مشكلة الألوان مختلفات
إلى معشر الكتاب والجمع حافل ... بسطت ؤجائي بعد بسط شكاتي
فيا ليت شعره وأولاؤكم الذين انسلخوا عن العز والكرامة وصاروا رقما هينا ضائعا فاقد الكيان يدور في فلك من يهدمون الخير لأنفسهم ثم لمن تبعهم وصار صفرا على شمال .
فيا ليت تلك العزة والأباة تستيقظ بالنفوس أو كما قال حافظ
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ........ ومنكم وإن عز الدواء أساتي أهــ
ويا ويحهم رضوا الذل في لغة أكل منها الحروف وعجمت وصاروا في ركب من هم على الحق والعدل والخير جناة .
استهانوا بلغة خير كتاب ، واستهانوا بلغة قوم صنعوا للناس أمجاد ، ورفعوا الناس من دنس الطغاة .