عرض مشاركة واحدة
  #1152  
قديم 2009-12-08, 03:42 AM
نورالاسلام نورالاسلام غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-12
المكان: china
المشاركات: 2,306
افتراضي

يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى




عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
‏ عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ :" إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ ‏ ‏يَا ابْنَ ‏ ‏آدَمَ ‏ ‏تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ "
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي

قَوْلُهُ :

( إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَا اِبْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي ) ‏أَيْ تَفَرَّغْ عَنْ مُهِمَّاتِك لِطَاعَتِي
( أَمْلَأْ صَدْرَك ) ‏أَيْ قَلْبَك
( غِنًى ) ‏وَالْغِنَى إِنَّمَا هُوَ غِنَى الْقَلْبِ
( وَأَسُدَّ فَقْرَك ) ‏أَيْ تَفَرَّغْ عَنْ مُهِمَّاتِك لِعِبَادَتِي أَقْضِي مُهِمَّاتِك وَأُغْنِيك عَنْ خَلْقِي , وَإِنْ لَا تَفْعَلْ مَلَأْت يَدَيْك شُغْلًا . وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَك أَيْ إِنْ لَمْ تَتَفَرَّغْ لِذَلِكَ وَاشْتَغَلْت بِغَيْرِي لَمْ أَسُدَّ فَقْرَك لِأَنَّ الْخَلْقَ فُقَرَاءُ عَلَى الْإِطْلَاقِ فَتَزِيدُ فَقْرًا عَلَى فَقْرِك .

عَجباً لِمَنْ لا يتفرَّغُ لعبادةِ اللهِ سبحانهُ بِحُجَّةِ السعيِ للرزقِ أو طَلَبِ نَصيبٍ أكبرَ من الدنيا! والعبادةُ هنا طبعاً لا تعني فقط أركانَ الإسلامِ الخمسة، ويكفي لِبيانِ ذلكَ قولُهُ تعالى (قُلْ إِنَّ صَلاتِيْ وَنُسُكِيْ وَمَحْيايَ وَمَماتِيْ للهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).


أَلاْ يعلمُ أولئكَ الذينَ يُقدِّمونَ الاشتغالَ بالرِّزقِ على التّفرُّغِ لعبادةِ الله، أنّهمْ يتعدَّوْنَ على اللهِ وأمرَهُ بِفِعْلِهِمْ هذا والعياذُ بالله! أليسَ الغِنى والفقرُ من أَمْرِ اللهِ العليمِ القدير؟ أليسَ الرِّزقُ مكفولاً من اللهِ الرزّاقِ الكريم! فكيفَ نرضى لأنفسِنا أنْ نشتغلَ بما هو أمرُ اللهِ سبحانه، ونتركَ ما طَلَبَ منّا سبحانه أنْ نشتغلَ به، وهو التفرُّغُ لعبادَتِهِ عزّ وجلّ، وعلى رأسِ ذلك التفرُّغُ لإقامةِ دينِ اللهِ عزَّ وجلَّ وإظهارُهُ على الدّينِ كلِّه!

**********




تعليق:

عندما قرأت هذا الحديث لاول مرة, انتابني شعور بالخجل من الله عز وجل.
__________________
مصطفي عبدالرحمن احمدنور
رد مع اقتباس