49 ـ سورة الحجرات
السورة كلها في توجيه المؤمنين إلى حسن التعامل مع الرسول صلى الله عليه وسلم و مع إخوانهم من المؤمنين و أما التناسب بين أول السورة وآخرها فهو ظاهر فقد قال سبحانه في أول السورة :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)} .
ومعنى الآية لا تقطعوا أمرا وتجزموا به وتجترئوا على ارتكابه قبل ان يحكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم به ويأذنا فيه ولا تعجلوا بالأمر دونه (1) .
وقال تعالى في خواتيمها :
{ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16)} .
فكأن الذي يقدم بين يدي الله ورسوله يعلّم الله بدينه .
وقوله عزّ وجل :
{ ... إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)} ،
في أول السورة يناسب قوله في خواتيمها :
{ ... وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16)}
وختم الله السورة بقوله :
{ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)} .
فذكر السمع والعلم في اول السورة وذكر البصر والعلم في آخرها بل ذكر سبحانه أنه بكل شيء عليم .
فناسب آخر السورة أولها .
(1) انظر روح المعاني 26/132