خواتيم سورة الفرقان ومفتتح سورة الشعراء
قال سبحانه في آخر سورة الفرقان :
{ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)} .
وقال في أوائل سورة الشعراء :
{ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (6)} .
ومن المناسبات بين أواخر سورة الفرقان وبداية الشعراء :
1 ـ ذكر تعالى عباد الرحمن في أواخر الفرقان :
{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ... (63)} ... إلى آخر الآية (76) .
وذكر المكذبين في أوائل الشعراء فكانت استكمالا للمكلفين من العباد
2 ـ وذكر عزّ وجل اسم الرحمن في الموضعين
فقد ذكر عباد الرحمن في الفرقان
وقال في الشعراء :
{ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ ... (5)} ،
فالرحمن يريد أن يرحم عباده وذلك بإنزاله الذكر عليهم .
3 ـ توعد جل شأنه المكذبين بالعذاب في آخر الفرقان وذلك قوله :
{ ... فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)} .
وكذلك في الشعراء فقد قال :
{ فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (6)} .
4 ـ ذكر تقدست أسماؤه المكذبين في الموقعين فقد قال في الفرقان :
{ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } .
وقال في الشعراء :
{ فَقَدْ كَذَّبُوا } .
جاء في البحر المحيط (1) :
مناسبة أول سورة الشعراء لآخر ما قبلها أنه قال تعالى :
{ ... فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)} .
أوعدهم في أول هذه فقال في أثر إخبارهم بتكذيبه :
{ ... فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (6)} .
البحر المحيط 7/5