خواتيم سورة الشعراء ومفتتح سورة النمل
1 ـ ذكر سبحانه القرآن في أواخر سورة الشعراء فقال :
{ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)} .
وذكره قبل ذلك فقال :
{ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195)} .
وذكره في أوائل سورة النمل فقال :
{ طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} ... { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)}.
فالتناسب ظاهر بينهما .
2 ـ ذكر تعالى في آخر سورة الشعراء الذين امنوا وعملوا الصالحات بعد ذكر الشعراء الذين في كل واد يهيمون فقال :
{ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)} .
وذكر في أوائل سورة النمل المؤمنين وأعمالهم فقال :
{ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3)} .
3 ـ هدد جل شأنه الذين ظلموا في آخر سورة الشعراء فقال :
{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } .
وهدد غير المؤمنين في أول النمل فقال :
{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5)} .
جاء في البحر المحيط (1) :
مناسبة أول سورة النمل بآخر ما قبلها واضحة لأنه قال في سورة الشعراء :
{ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210)} .
وقبله :
{ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)}
وقال في سورة النمل :
{ طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1)}
أي الذي هو تنزيل رب العالمين .
وأضاف الآيات الى القرآن والكتاب المبين على سبيل التفخيم والتعظيم لأن المضاف إلى العظيم عظيم .
(1) البحر المحيط 7/52