خواتيم سورة النمل ومفتتح سورة القصص
1 ـ قال سبحانه في أواخر سورة النمل :
{ ... وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92)} .
وقال في أوائل سورة القصص :
{ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)} .
فذكر القرآن في الموضعين باسم القرآن في موضع والكتاب في القصص .
والمناسبة ظاهرة
2 ـ وقال تعالى في أواخر سورة النمل :
{ ... فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92)} .
وذكر في أول سورة القصص من اهتدى وهم موسى ومن آمن به ومن ضل وهم فرعون ومن تبعه وعاقبة كل منهما .
فكان ما في سورة القصص بيانا لما ورد في عاقبة الهدى والضلال اللذين ذكرهما في سورة النمل .
جاء في البحر المحيط (1) :
مناسبة أول سورة القصص لآخر السورة قبلها أن تعالى أمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في آخر سورة النمل بحمده وذلك قوله :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ... (93) }
ثم قال :
{ ... سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)} .
وكان مما فسّر به آياته تعالى معجزات الرسول وأنه أضافها الله تعالى إليه ، إذ كان هو المخبر بها على قومه فقال :
{ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)} .
إذ كان الكتاب هو أعظم المعجزات وأكبر الآيات البينات . والظاهر أن الكتاب هو القرآن .
(1) البحر المحيط 7/104