خواتيم سورة السجدة ومفتتح سورة الأحزاب
1 ـ قال سبحانه في خاتمة سورة السجدة :
{ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ (30)} .
وقال في أول سورة الأحزاب :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)} .
فعدم طاعة الكافرين والمنافقين إنما هو من الإعراض عنهم .
2 ـ قال تعالى في أواخر سورة السجدة :
{ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (29)} .
ولو أنهم آمنوا في الدنيا لنفعهم إيمانهم.
وقد أمر الله تعالى نبيه في سورة الأحزاب بتقوى الله وهي التي تنفع في الدنيا ويوم الفتح ويوم الفتح هو يوم القيامة (1) .
3 ـ قال عز وجل في أواخر سورة السجدة :
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22)} .
وقال في أوائل سورة الأحزاب : { وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2)} .
فذكر في آيات السجدة من أعرض عن آيات ربه .
وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة الأحزاب باتباع آيات ربه وهي ما يُوحى إلى نبيه منه .
جاء في البحر المحيط :
مناسبة أول سورة الأحزاب لآخر سورة السجدة واضحة وهو أنه حكى عنهم أنهم يستعجلون يوم الفتح وذلك قوله تعالى :
{ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (28)} ،
وهو الفصل بينهم وأخبر تعالى أنه يوم الفتح لا ينفع إيمانهم .
فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم في أول سورة الأحزاب بتقوى الله ونهاه عن طاعة الكفار والمنافقين فيما أرادوا به (2).
الهوامش
(1)انظر فتح القدير 4/250 ، روح المعاني 16/25
(2)البحر المحيط 7/210