عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 2019-07-11, 12:39 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 2,686
افتراضي رد: التناسب بين سور القرآن الكريم في الخواتيم والمفتتح /د. فاضل السامرائي

خواتيم سورة الزمر ومفتتح سورة غافر


1 ـ ذكر سبحانه في خواتيم سورة الزمر من سيقَ إلى النار :
{ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا ... (71)} ، ومن سيقَ إلى الجنة : { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ... (73)} .
وذكر في أوائل سورة غافر أنه سبحانه غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول فقال سبحانه :
{ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)} .
وذلك ليدعوهم إلى التوبة والاستغفار وذكّرهم بأنه شديد العقاب لينجوا من العذاب الشديد فيكونوا من أهل زمر الجنه.

2 ـ لما ذكر تعالى مصيرهم في خواتيم سورة الزمر قال في أول سورة غافر :
{ ... إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)} .

3 ـ ذكر عزّ وجل في أواخر سورة الزمر عاقبة الكافرين في الآخرة وعقوباتهم .
وذكر في أوائل سورة غافر عقوبة المكذبين في الدنيا فقال :
{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} .
فذكر في سورتي الزمر وغافر عاقبة المكذبين في الدنيا والآخرة

4 ـ قال جلّ شأنه في آخر سورة الزمر :
{ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)} .
وقال في أوائل سورة غافر :
{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8)} .
فذكر الملائكة وتسبيحهم في الدنيا والآخرة والدعاء للمؤمنين بالنجاة من النار ودخول الجنة .

جاء في روح المعاني (1) :
وجه مناسبة أول سورة غافر لآخر سورة الزمر أنه تعالى لما ذكر في أواخر سورة الزُمر ما يؤول إليه حال الكافر وحال المؤمن ، ذكر جل وعلا في أوائل سورة غافر أنه تعالى غافر الذنب وقابل التوب ليكون ذلك استدعاء للكافر إلى الإيمان والإقلاع عما هو فيه .

(1) روح المعاني 24/39 وانظر البحر المحيط 7/446

آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2019-10-31 الساعة 11:13 AM
رد مع اقتباس