عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 2019-07-27, 01:11 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 2,686
افتراضي رد: التناسب بين سور القرآن الكريم في الخواتيم والمفتتح /د. فاضل السامرائي

خواتيم سورة المنافقون ومفتتح سورة التغابن


1 ـ ذكر الله سبحانه المؤمنين والكافرين في أواخر سورة المنافقون فقال :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10)} .
وذكر المؤمنين والكافرين في أوائل سورة التغابن فقال :
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)} .

2 ـ قال تعالى في خاتمة سورة المنافقون :
{ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)} .
وقال في أوائل سورة التغابن :
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)} .
فذكر علمه بالعمل في الموضعين ، وذكر علمه في كل شيء في السماوات والأرض بعد ذلك فقال :
{ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)} .
فاستوفى علمه كل شيء .

3 ـ قال عزوجل في خواتيم سورة المنافقون :
{ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)} .
وقال في أوائل سورة التغابن : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5)} .
فللكافرين الذلة وللمؤمنين العزة وقد أتاهم نبأ الذين كفروا من قبل ممن ما ذاقوا وبال أمرهم .

جاء في البحر المحيط (1) :
مناسبة سورة التغابن لما قبلها أن ما قبلها يشتمل على حال المنافقين وفي آخرها خطاب المؤمنين فأتبعها في أوائل سورة التغابن ما يناسب من قوله جل شأنه : { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ } هذا تقسيم في الإيمان والكفر .

وجاء في روح المعاني (2) : مناسبة سورة التغابن لما قبلها أنه سبحانه ذكر في سورة المنافقون حال المنافقين وخاطب بعد المؤمنين وذكر جلّ وعلا هنا تقسيم الناس إلى مؤمن وكافر .
وقال أيضا في آخر سورة المنافقون :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)} ،
وقال في سورة التغابن :
{ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)} ،
وهذه الجملة على ماقيل كالتعليل لتلك .

الهوامش :
(1) البحر المحيط 8/276
(2) روح المعاني 28/119

آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2019-11-03 الساعة 11:40 AM
رد مع اقتباس