خواتيم سوره المعارج و مفتتح سوره نوح
1 ـ قال سبحانه في أواخر سورة المعارج :
{ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42)} .
وذكر في أوائل سورة نوح قوم نوح الذين كانوا يخوضون ويلعبون ويستهزئون وذكر عاقبتهم إلى أن قال :
{ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)} .
2 ـ قال تعالى في أواخر سورة المعارج :
{ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)} .
وضرب لنا بعدها في سورة نوح مثلا بقوم نوح الذين أهلكهم وأبدلهم خيرا منهم.
جاء في البحر المحيط (1) :
لما أقسم عز وجل على أن يبدل خيراً منهم وكانوا قد سخروا من المؤمنين وكذبوا بما وُعِدوا به من العذاب ذكر قصة نوح وقومه وكانوا أشد تمرداً من المشركين فأخذهم الله أخذَ استئصال حتى إنه لم يُبْقِ لهم نسلاً على وجهِ الأرض ... فحذّر تعالى قريشاً أن يصيبهم عذاب يستأصلهم إن لم يؤمنوا .
وجاء في روح المعاني (2) :
لما قال جل شأنه في سورة المعارج :
{ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ } ،
عَقَّبَ تعالى بقصة قوم نوح عليه السلام المشتملة على إغراقهم عن آخرهم بحيث لم يبق منهم في الأرض ديار وبَدّل خيراً منهم ، فوقعت موقع الاستدلال والاستظهار لتلك الدعوة .
(1) البحر المحيط 8/338
(2) روح المعاني 29/67