خواتيم سورة المزمل ومفتتح سورة المدثر *
كلتا السورتين خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم
1ـ قال سبحانه في ختام سورة المزمل :
{ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ... (20)} .
ثم خاطب تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في أول سورة المدثر بقوله :
{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2)} .
فالأولى في إصلاح النفس والأخرى في إصلاح المجتمع .
2 ـ ذكر عزّ وجل في سورة المزمل عذاب الكافرين بقوله :
{ إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13)} .
وكذلك في سورة المدثر : { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرَ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ (29)} .
جاء في البحر المحيط (1) :
مناسبة سورة المدثر لما قبلها أن في سورة المزمل :
{ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11)} ،
وفيها :
{ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)} .
فناسب قوله عزّ وجل في سورة المدثر :
{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2)} ،
وناسب ذكر يوم القيامة بعد وذكر بعض المكذبين في قوله :
{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11)} .
وجاء في روح المعاني (2) :
سورة المدثر متواخية مع السورة قبلها وبُدئت تلك بالأمر بقيام الليل :
{ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} ،
وهو عبادة خاصة .. وبُدئت هذه بالإنذار :
{ قُمْ فَأَنذِرْ (2)} ،
وفيه من تكليف الغير مافيه .
(1) البحر المحيط 8/384
(2) روح المعاني 29/115
* بتصرف بسيط جدا