رد: سلسلة كلمات في القرآن الكريم / د. عثمان قدري مكانسي
سلسلة كلمات في القرآن الكريم (20)
الدكتور عثمان قدري مكانسي
{ بَلَغَ } ومشتقاتها
يقول صاحب الصحاح في معنى بلغ : بَلَغْتَ المكان بُلوغاً: وصلت إليه، وكذلك إذا شارفتَ عليه. ومنه قوله تعالى : { فإذا بلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } أي قارَبْنَهُ. وبَلَغَ الغلامُ: أدرك. والإِبْلاغُ: الإيصالُ، وكذلك التَبْليغُ، والاسمُ منه البَلاغُ. والبَلاغُ أيضاً: الكفايةُ ، وبَلَّغْتُ الرسالةَ أوصلتها. وبَلَّغَ الفارسُ، إذا مَدَّ يدَه بعنان فرسه ليزيد في جَرْيه. وشيءٌ بالِغٌ، أي جيِّدٌ. وقد بَلَغَ في الجودة مَبْلَغاً. ويقال: أمرُ اللهِ بَلْغٌ بفتح الباء، أي بالِغٌ من قوله سبحانه في سورة الطلاق : { ... إنّ اللهَ بالِغٌ أَمْرُهُ ... (3)} . وقولهم: أَحْمَقُ بِلْغٌ بكسر الباء، أي هو مع حماقته يَبْلُغُ ما يريد.
والبَلاغَةُ: الفصاحةُ. وبَلُغَ الرجلُ بضم العين ، أي صار بَلِيغاً. والبَلاغاتُ، كالوشاياتِ. والبُِلَغينُ: الداهية.
وفي الحديث أن عائشة قالت لعليّ رضي الله عنهما حين أُخِذَتْ: " بَلَغْتَ مِنَّا البُِلَغينَ " . وبالَغَ فلانٌ في أمري، إذا لم يقصِّر فيه. والبُلْغَةُ: ما يُتَبَلَّغُ به من العَيش. وتَبَلَّغَ بكذا، أي اكتفَى به. وَتَبَلَّغَتْ به العِلَّةُ أي اشتدّتْ. والبالِغاءُ: الأكارعُ في لغة أهل المدينة.
وقد وردت كلمة بلغ ومشتقاتها في القرآن الكريم قريب الثمانين مرة بالمعاني التي ذكرناها وبمعان أخرى لا تبعد عنها ، وهي :
1- الدعوة إلى الله تعالى : كقوله سبحانه في سورة الأعراف :
{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)} ،
وقوله عز وجلّ في السورة نفسها :
{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)}
ففي الآية الأولى يستمر في تقديم النصح لهم ، فهذا دأب المصلحين الذين يريدون الخير للناس جميعا ، وفي الآية الثانية يعلل ما يفعله سوى الناصح المحب الأمين في تبليغ الرسالة .
ونرى الدعوة إلى الله في سورة المائدة في قوله تعالى :
{ ... فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)} ،
ثم يقول جل وعلا في السورة نفسها :
{ مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ ... (99)} ،
ففي الآية الأولى يستعمل أسلوب القصر ـ إنما ـ خشية أن يشكوا فيتولّوا ، وفي الثانية يستعمل أسلوب الاستثناء ليثبت عمل الرسل في البشرية . وجاءت الكلمة بهذا المعنى في القرآن كثيراً .
2 ـ قد تأتي بمعنى شبّ وصار رجلاً : كقوله تعالى يحكي عن يوسف عليه السلام في سورة يوسف :
{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)} ،
وكقوله سبحانه يحكي عن موسى عليه السلام في سورة القصص :
{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)} .
ونجد الاستواء في الحديث عن موسى لأنه سيتحمل الصعاب غريباً مطارداً وسيعود برسالة ثقيلة إلى فرعون الظالم ، فلا بد أن يكون قوياً متمرساً . وكقوله عز وجلّ في سورة النور :
{ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا ... (59)} ،
والحُلم أول مرحلة الشباب وبناء الأسرة ، يعضد هذا قوله جل ثناؤه في سورة النساء :
{ وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ... (6)} ،
وحين يبلغ الرجل النكاح يشعر باستقلاله والرغبة في تحمل المسؤولية . فاليتيم حين يبلغ النكاح لن يعود يتيماً ، وهذا ما نراه واضحاً في قوله تعز من قائل في سورتي الأنعام والإسراء :
{ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } ،
فإن شب وبلغ أشده كان أهلاً لتحمل مسؤولية أسرته التي نشأ فيها وليكوّن أسرة تخصه .
والعبد الصالح في سورة الكهف أقام الجدار بأمر الله جل وعلا :
{ فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ... (82)} .
3 ـ وقد تكون بمعنى الكمال الإنساني : كقوله تعالى في سورة الأحقاف يحكي قصة المؤمن السويّ الذي بلغ سن الأربعين :
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)} ،
وقد بُعِثَ النبي صلى الله عليه وسلم في سن الأربعين وهو سن الكمال البشري .
والدعاء نفسه دعا به سليمان عليه السلام حين سمع قول النملة تحذر قومها من جيشه في سورة النمل :
{ ... وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)} .
تأتي الكلمة كذلك بمعنى التمام والكمال في قوله سبحانه في سورة الأنعام :
{ قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ... (149)} الكاملة التامة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها .
4 ـ وتأتي هذه الكلمة بمعنى الهرم والضعف : كقوله تعالى في سورة آل عمران حكاية على لسان زكريا عليه السلام :
{ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ... (40)} ؟!
فهو يستغرب أن تحمل زوجته منه وهي عقيم ، وقد صارت عجوزاً وسبقها هو بالضعف وكبر السنّ .
والمعنى نفسه نجده في سورة مريم :
{ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8)} .
ونجد هذا المعنى في سورة الإسراء يرشدنا ربنا تبارك وتعالى إلى توقير الوالدين والرحمة بهما :
{ ... إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)}
5 ـ وتأتي الكلمة ـ بَلَغَ ـ بمعنى التحدي : مثال ذلك في قوله تعالى في سورة الإسراء منبهاً كل من تكبر وتجبر وتعالى على البشر :
{ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37)}
فعلام هذه الغطرسة وهذا التفاخر الكاذب؟! ونجد ذلك في قوله سبحانه في سورة الرعد :
{ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14)}
فإذا كانت الآلهة المزعومة لا تنفع غيرها بله أن تنفع نفسها فلم يعبدها هؤلاء المغفّلون ؟..
ونجد التهديد ظاهراً في الإنذار الدعوي في كثير من الآيات نذكر بعضها في قوله عز وجلّ في سورة آل عمران :
{ ... وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)} ، وفي سورة إبراهيم :
{ هَـٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ ... (52)} ، وفي سورة الشورى :
{ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ... (48)} ،
فمن لم يستجب للدعوة فقد أساء لنفسه ، وقد أعذر من أنذر .
ونجد ذلك واضحاً في قوله عز من قائل في سورة النساء يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يهدد الكافرين :
{ ... فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63)} .
ونجد ذلك في التقرير الإلهي الذي يجزي المؤمن المتوكل عليه خير الجزاء ، في سورة الطلاق :
{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)} ،
ومن يقف أمام أمر الله وإرادته وقوته – سبحانه - ؟
6 ـ وتأتي بمعنى تمام الأمر وانتهائه : والتبليغ للدعوة يعني لإتمامها كما أمر ربنا ، وهذا نجده كثيراً في القرآن . من أمثلته قوله تعالى في سورة الأحزاب يمدح الرسل وحاملي الدعوة إلى الناس :
{ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا (39)} .
ومن أمثلة انتهاء الأمر الحديث عن عدة النساء ، مثاله قوله سبحانه في سورة البقرة :
{ ... وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ... (235)} ،
فإذا انتهت عدة الأرملة يبدأ نكاحها من رجل آخر ، ونرى هذا في الطلاق تحكيه بداية سورة الطلاق :
{ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ... (2)} ،
أما أن يكون الأمر بيد الرجل كما يحب دون رابط ، يعذب زوجته بطلاق ثم إعادة إلى ما شاء فلا يجوز هذا الظلم في دين الله .
ونرى تمام الأمر وانتهاءه في حلق الرؤوس في الحج بعد بلوغ الهدي مكان الأضحية به ، يقول الله جلّ وعلا في سورة البقرة :
{ ... وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ... (196)} .
7 ـ وتأتي الكلمة بلغ بمعنى الوصول إلى الهدف : ففي قصة ذي القرنين في سورة الكهف نجده يبلغ مغرب الشمس ، ومطلعها ، وبين السدين . ونرى قبل هذه الآيات سيدنا موسى يصر على بلوغ مجمع البحرين ، وننبه أن البلوغ أمتن وأوثق من الوصول ، فالبلوغ يعني الثبات والامتزاج والرسوخ . أما الوصول فلا يعني ذلك ، والدليل على ذلك أن القرآن يستعمل البلوغ وليس الوصول كقوله تعالى في سورة الأحقاف :
{ ... بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)} ؟! " ولم يقل : وصول . وعلى ذلك فقِسْ .
وفرعون يريد أن يرى الله ، قالها ساخراً من موسى عليه السلام فأشار إلى وزيره هامان يقول له مستهزئاً بموسى :
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَى ... (37)} (غافر) ،
والأمثلة في هذا المعنى كثيرة في القرآن .
8 ـ وقد تعني الكلمةُ الخوفَ : ومثاله قوله تعالى في سورة الأحزاب يصف إحاطة المشركين واليهود بالمسلمين والخوف الذي تسرب بقوة بادئ الأمر إلى قلوب المسلمين :
{ ... وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا (10)} ،
ولا تبلغ القلوب الحناجر إلا من شدة الخوف .
9 ـ وقد تعني كلمة ( بَلَغَ ) الأمنَ : في قوله تعالى في سورة التوبة يعلـّم المسلمين أن يبذلوا الجوار لمن يدعونه ، ثم يبلغوه مكاناً آمناً :
{ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ... (6)} .
10 ـ وقد تأتي بمعنى الشورى غير الملزمة : فقد أمر الله تعالى إبراهيم في المنام أن يذبح ابنه ، فإبراهيم يخبر ولده بذلك ولا يستأمره ، وإن سأله { فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ } فهو يعتقد أن الولد شديد الإيمان ، وسوف يريح أباه حين يذعن لذلك . يقول له في سورة الصافات بعد أن { بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ } : { يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ... (102)}
والحقيقة أن هذا الموقف صعب لا يرقى إليه إلا الخُلّصُ من الكرام ،وعلى هذا استحق إبراهيم عليه السلام أن يكون خليل الله.
11 ـ وقد تأتي كلمة { بَلَغَ } بمعنى النقص والإخلاف : نجد مثال ذلك في قوله تعالى في سورة المائدة حين يأمر الله تعالى نبيه الكريم أن يبلغ رسالته إلى البشرية :
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... (67)}.
وقد بلّغ الحبيب المصطفى هذه الرسالة السماوية على أتم وجه وأكمل صورة فاستحق إكرام الله تعالى له صلى الله عليه وسلم وحشرنا في زمرته . ونرى النقص في قوله تعالى في سورة غافر :
{ ... إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ... (56)} ،
فلم يصلوا هدفهم ، وخاب مسعاهم .
ولا شك أن في هذه الكلمة ومشتقاتها العديدَ مما قصر الفهم عن إدراكه
نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما يزيدنا علماً لنكون من أهل القرآن وحافظيه .
آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2020-09-26 الساعة 08:33 AM
|