عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2020-11-20, 01:12 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 2,686
افتراضي رد: سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي

سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ جَبَل / الْجَبَل }


بالتنكير { جَبَل } تعني العموم والشمول، وهذا نلحظه من قوله تعالى : { قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ... (43)} [هود] فمع خضم الطوفان الهائل الذي أعدم وسحق طغيان قوم نوح وأهلكهم، نادي نوح عليه السلام ابنه ليركب معه في الفلك، فرد الابن أنه سيعتصم بأدنى جبل، ظنًا منه أنه سينجو
ونظير ما سلف قوله تعالى: { لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ... (21)} [الحشر] ، هذه الآية تبين عظمة القرآن جاء لفظ { جَبَل } نكرة لتعمّ الجبال قاطبة، فلو نزل هذا القرآن على جبل لخشع وتصدّع من هيبة القرآن وتأثيره، هل أدركنا هذه الهيبة لكلام ربنا ؟ أجل ما بال قلوبنا أقسى من الجبل !

وبالتعريف { الْجَبَل } تدل على العهد الذهني، كما في قوله تعالى :
{ ... قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِ ... (143)} [الأعراف] ،
وهذا معهود لدى موسى عليه السلام وتدل أيضا على منتهى عظمة الجبل فإذا كان هذا الجبل الأشم الأعظم انهار لنور الله ودكّ، فكيف لبشر من لحم ودم أن يتحمل ذلك !
ومثله : { وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ ... (171)} [الأعراف] ، والجبل هنا هو الطور بدلالة : { وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ (154)} [النساء] ، فالتعريف هنا للعهد الذهني، فهو معلوم لدى بني إسرائيل فالتعريف للجبل حدد الكلمة وعينها وهذا من دلالة التعريف في العربية وصفوة هذا الكلام أنه شتان بين التنكير والتعريف
رد مع اقتباس