
2020-11-21, 12:00 PM
|
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
|
|
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 2,686
|
|
رد: سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم
الشيخ صالح بن عبد الله التركي
{ ضُر / الضُرُّ }
بالتنكير { ضُر } عام، يدل على الشمول، وهذا عين دلالة النكرة يقول الحق جل وعلا : { وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ ... (8)} [الزُمَر] ، أي ضر، مهما كان حجمه وقوته وضعفه! عندها يبادر الإنسان لربه مباشرة { ... دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ... (8)} [الزُمَر] في هذه الحالة يتبين حجم الإنسان وضعفه سبحان الله!
ونظيره قوله تعالى : { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ ... (75)} [المؤمنون] ، فجاء اللفظ { ضُرٍّ } نكرة مجرورًا بمن الاستغراقية ليعمّ أي ضر واقع بهم مهما كان حجمه، ومع هذا كله لرجعوا في طغيانهم واستمروا في غيهم إذًا النكرة لها دلالة واضحة إذ هي ترسم صورة بيانية، لا تؤديها المعرفة
وبالتعريف : { الضُرًُ } هو المرض حينًا ، كما قال تعالى في شأن أيوب عليه السلام بعد أن أنهكه شدة المرض وطوله زمنه : { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)} [الأنبياء] ، فالتعريف له دلالة التعيين، فنادر ما يخرج التعريف في لفظ الضر عن شدة المرض كما قال تعالى في سورة يوسف { ... مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ ... (88)} وهو العمى
ومثله قوله تعالى : { وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا ... (12)} [يُونس] ، قال السدي رحمه الله هو المرض، وهو قول قتادة أيضا. فالتعريف للكلمة يحجر من معناه ولا يرخي لها العنان في عموم المعاني وهذا التعبير القرآني الفريد جاء على سنن اللغة العربية وطرائقها
|