
2020-11-28, 12:57 PM
|
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
|
|
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 2,686
|
|
رد: سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم
الشيخ صالح بن عبد الله التركي
{ شَيْء }
لفظ { شَيْء } أبهم كلمة في العربية، موغلة في التنكير، ينتهي التنكير عندها
{ شَيْء } تعني كل شيء في الوجود وغيره، هذه الكلمة من شدة إغراقها في التنكير لا تتعرّف تدل على العموم والشمول والإحاطة، هذا نراه أينما حلّت الكلمة وأينما ولينا أنظارها لها
ومثال ما سلف قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ، هنا استغراق كامل عام لقدرة الله تعالى، فكلمة { كُلّ } التي تدل على العموم أضيف لأعم منها وهي { شَيْء } فلا شيء في ملكوت السماوات والأرض خارج قدرة الله تعالى وهيمنته وسطوته مهما كان قدره وعلا شأنه.
ونظيره قوله سبحانه : { ... وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ... (67)} [يوسف] وهنا أمر عجب حيث دخلت { مِّن } الاستغراقية على النكرة { شَيْء } فزادتها إغراقًا في التنكير، كل ذلك ليصور لنا السياق أن يعقوب عليه السلام لا يملك مثقال ذرة من نفع أو ضر لأولاده وإنما هو أخذ بالأسباب !
ومثله، قوله عز وجلّ : { ... وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ... (44)} [الإسراء] هذه الآية تصوّر لنا أن كل ما في الكون على اختلاف أممهم يسبح الله العظيم فالاستغراق في هذه الآية غشي التنكير، فجاء المعنى محيطًا بكل شيء فكل شيء يسبح وينزه خالقه العظيم، فسبحان الله العظيم.
|