لئن كان الشيخ أحمد القطان قد ذكرها متندرا في بعض المناسبات
ولئن انتشرت في بعض الأشرطة وتم تمثيلها في المسرحيات
إلا أن هذا لايجيز القصيدة ويجعل قبولها مسلما به .
بل أراها تتضمن أكاذيب وترهات ينبغي التوقف عندها. ومن ذلك :
1- نسبتها للأصمعي رحمه الله ، وهو من هو في علمه وصلاحه وتقواه ، مترفع عن قول أبيات الشعر التي تتضمن الغناء الماجن والغزل الفاحش .
2- الخليفة العباسي أبو جعفر كان محبا للعمل مقربا للعلماء ؛ فضلا عما عرف عنه من فصاحة وبيان وطلبه للعل قبل أن تقوم الدولة العباسية . ولا يليق به مثل هذه الاهتمامات أو التلويح بتبذير أموال الدولة بهذه الصورة .
3- الأصمعي كانت صلته بالخليفة العباسي هارون الرشيد وليس أبا جعفر المنصور ؛ حيث أنه لم ينبغ ويذيع صيته إلا في عهده ، لذلك تجد البعض يعدل في القصة عند روايتها ليجعل هارون الرشيد بدلا من أبي جعفر .
4- إذا تأملنا الأبيات نجد بأن قائلها يحكي عن نفسه بأنه
* ( ثمل ) أي مخمور .
* يتشبب برجل يناديه فيقول (وأنت ياسيد لي )
* راق له ضرب الآلة الموسيقية العود ( والعود دندن دللي ) والطبل (والطبل طبطب طب لي)
* قام بالرقص طربا (والرقص قد طاب لي)
وهذه أمور ينبغي على المسلم إنكارها ؛ ولا مجال لتأويلها بأن الشعر يسوغ فيه قول الحرام والدعوة إليه .
5- ورد في القصيدة لفظة القهوة وأن القائل شربها كما العسل (قهوة كالعســلــلِ) والثابت أن القهوة (شجرة البن) لم يزرعها العرب إلا عام 1110 ميلادية وكانت تؤكل ، ثم كان إعداداها للشرب بعد ذلك ؛ في حين توقي الأصمعي عام 831 ميلادية
أي قبل قرابة ثلاثمائة عام من شرب العرب للقهوة!!
6- لم تورد أي من كتب الأدب المعتبرة قديما وحديثا هذه القصة والقصيدة ، مما يدل على اختلاقها من قبل المحسوبين على الشعر والشعراء .
7- ركاكة الأبيات وضحالة معانيها ومبانيها . حتى قال عنها الأديب عمر فرّوخ رحمه الله :" إن مثل هذا الهذر السقيم لا يجوز أن يُروى ، ومن العقوق للأدب وللعلم وللفضيلة أن تؤلف الكتب لتذكر أمثال هذا النظم " .
هذا ماتيسر إيراده حول (صوت صفير البلبل) ... والله تعالى أعلم .
* هذا ما وجدته من نقد على هامش القصيدة
__________________
|