عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2010-01-22, 07:11 AM
عبد الله بوراي عبد الله بوراي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-27
المشاركات: 166
افتراضي



لئن كان الشيخ أحمد القطان قد ذكرها متندرا في بعض المناسبات
ولئن انتشرت في بعض الأشرطة وتم تمثيلها في المسرحيات
إلا أن هذا لايجيز القصيدة ويجعل قبولها مسلما به .
بل أراها تتضمن أكاذيب وترهات ينبغي التوقف عندها. ومن ذلك :
1- نسبتها للأصمعي رحمه الله ، وهو من هو في علمه وصلاحه وتقواه ، مترفع عن قول أبيات الشعر التي تتضمن الغناء الماجن والغزل الفاحش .
2- الخليفة العباسي أبو جعفر كان محبا للعمل مقربا للعلماء ؛ فضلا عما عرف عنه من فصاحة وبيان وطلبه للعل قبل أن تقوم الدولة العباسية . ولا يليق به مثل هذه الاهتمامات أو التلويح بتبذير أموال الدولة بهذه الصورة .
3- الأصمعي كانت صلته بالخليفة العباسي هارون الرشيد وليس أبا جعفر المنصور ؛ حيث أنه لم ينبغ ويذيع صيته إلا في عهده ، لذلك تجد البعض يعدل في القصة عند روايتها ليجعل هارون الرشيد بدلا من أبي جعفر .
4- إذا تأملنا الأبيات نجد بأن قائلها يحكي عن نفسه بأنه
* ( ثمل ) أي مخمور .
* يتشبب برجل يناديه فيقول (وأنت ياسيد لي )
* راق له ضرب الآلة الموسيقية العود ( والعود دندن دللي ) والطبل (والطبل طبطب طب لي)
* قام بالرقص طربا (والرقص قد طاب لي)
وهذه أمور ينبغي على المسلم إنكارها ؛ ولا مجال لتأويلها بأن الشعر يسوغ فيه قول الحرام والدعوة إليه .
5- ورد في القصيدة لفظة القهوة وأن القائل شربها كما العسل (قهوة كالعســلــلِ) والثابت أن القهوة (شجرة البن) لم يزرعها العرب إلا عام 1110 ميلادية وكانت تؤكل ، ثم كان إعداداها للشرب بعد ذلك ؛ في حين توقي الأصمعي عام 831 ميلادية
أي قبل قرابة ثلاثمائة عام من شرب العرب للقهوة!!
6- لم تورد أي من كتب الأدب المعتبرة قديما وحديثا هذه القصة والقصيدة ، مما يدل على اختلاقها من قبل المحسوبين على الشعر والشعراء .
7- ركاكة الأبيات وضحالة معانيها ومبانيها . حتى قال عنها الأديب عمر فرّوخ رحمه الله :" إن مثل هذا الهذر السقيم لا يجوز أن يُروى ، ومن العقوق للأدب وللعلم وللفضيلة أن تؤلف الكتب لتذكر أمثال هذا النظم " .

هذا ماتيسر إيراده حول (صوت صفير البلبل) ... والله تعالى أعلم .
* هذا ما وجدته من نقد على هامش القصيدة






__________________
رد مع اقتباس