عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2010-06-16, 05:34 PM
نورالاسلام نورالاسلام غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-12
المكان: china
المشاركات: 2,306
افتراضي

السبب في تفضيل اليد اليمنى على اليد اليسرى


السبب في تفضيل اليد اليمنى على اليد اليسرى


سؤال :-

لماذا فضلت اليد اليمنى على اليد اليسرى في السلام وفي الأكل وخلافه ؟

وما العيب في استخدام اليسرى لهذه الأغراض ؟

الجواب:

الحمد لله

من تمام نعمة الله علينا ، وكمال هذا الدين العظيم أنه نظم كل شيء في حياتنا ،

فما من خير إلا دلنا عليه ، وما من شر إلا حذرنا منه ، ومن ذلك:

بعد العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق ،

تصرفاتنا الخاصة والتي وجهنا فيها إلى مستوى يليق بشرف الإنسان وتكريم الله تعالى له ،

ومن ذلك : كيفية تناول الإنسان المسلم لطعامه وشرابه ونحو ذلك .

و "هَذِهِ قَاعِدَة مُسْتَمِرَّة فِي الشَّرْع :

أنَّ مَا كَانَ مِنْ بَاب التَّكْرِيم وَالتَّشْرِيف كَلُبْسِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ

وَدُخُول الْمَسْجِد وَالسِّوَاك وَالِاكْتِحَال , وَتَقْلِيم الْأَظْفَار , وَقَصّ الشَّارِب ,

وَتَرْجِيل الشَّعْر (وهو تسريحه), وَنَتْف الْإِبِط , وَحَلْق الرَّأْس , وَالسَّلَام مِنْ الصَّلَاة ,

وَغَسْل أَعْضَاء الطَّهَارَة , وَالْخُرُوج مِنْ الْخَلَاء , وَالْأَكْل وَالشُّرْب , وَالْمُصَافَحَة ,

وَاسْتِلَام الْحَجَر الْأَسْوَد , وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ يُسْتَحَبّ التَّيَامُن فِيهِ .

وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ كَدُخُولِ الْخَلَاء وَالْخُرُوج مِنْ الْمَسْجِد وَالِامْتِخَاط وَالِاسْتِنْجَاء

وَخَلْعِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَيُسْتَحَبّ التَّيَاسُر فِيهِ ,

وَذَلِكَ كُلّه لِكَرَامَةِ الْيَمِين وَشَرَفهَا " قاله النووي في شرح صحيح مسلم .

وقد دل على هذه القاعدة أدلة كثيرة ، منها :

في الصحيحين عن عمر بن سلمة رضي الله تعالى عنهما قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( يَا غُلَامُ ، سَمِّ اللَّهَ ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ )

رواه البخاري (5376) ومسلم (2022)

وفي صحيح مسلم (2021) :

( أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ ،

فَقَالَ : (كُلْ بِيَمِينِكَ ) قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ ،

قَالَ : لَا اسْتَطَعْتَ ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ ، قَالَ : فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ ) .

دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتحقق

ما ادعاه من عدم الاستطاعة التي اعتذر بها، لأنه تكبر على الحق

ولم يلتزم الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ،

وكذب في اعتذاره ، والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على أحد .

وفي سنن أبي داود (33) عن عائشة رضي الله عنها قالت :

( كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ وَطَعَامِهِ ،

وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وروى مسلم (262) من حديث سلمان رضي الله عنه قال :

( نَهَانَا ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ ) .

وروى مسلم (2020) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ،

فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ ) .

وقد حذر الله تعالى من مخالفة أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور/63 .

وهذا عند القدرة على الأكل باليمين ، أما عند العجز فلا حرج في ذلك ،

قال النووي في "شرح مسلم " (13/191) : " وكراهتهما - أي الأكل والشرب بالشمال ـ

وهذا إذا لم يكن عذر ، فإن كان عذر يمنع الأكل والشرب باليمين

من مرض أو جراحة أو غير ذلك فلا كراهة " اهـ .

قال الغزالي في "الإحياء" (4/93) : " ثم أحوجك من أعطاك اليدين إلى أعمال بعضها شريف ،

كأخذ المصحف ، وبعضها خسيس كإزالة النجاسة ، فإذا أخذت المصحف باليسار ،

وأزلت النجاسة باليمين ، فقد خصصت الشريف بما هو خسيس ،

فغضضت من حقه ، وظلمته ، وعدلت عن العدل " انتهى .


وحاصل ما ذكره العلماء من الحكمة من التيامن في الأشياء التي هي من باب الإكرام :

1- أن في هذا مخالفة للشيطان ، كما في الأكل والشرب .

2- أن فيه إكراماً لليد اليمنى على اليسرى .

3- أن فيه استعمال الأدب مع الناس ، حيث لا يصافحهم ولا يأخذ منهم ،

ولا يعطيهم بيده التي يزيل بها النجاسة .

4- أن في هذا تفاؤلاً أن يجعلنا الله من أهل اليمين .

والله أعلم .


__________________
مصطفي عبدالرحمن احمدنور
رد مع اقتباس