السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفي محاولاته اليائسة التي يبثها الملحد عن عدم وجود عدل في بعض الإبتلاءات، يبرز العنوان الواضح لكل من عرف ربه:
عن أي إله يتحدث هذا؟؟
ألا ترى معي أن ذلك الإله الذي يستطيع مخلوقه أن يفهم عنه ما لم يبلغه به هو غير عادل؟؟
أجل كيف يكون عادلا وهو مقيد بشروط مخلوقه؟؟
سأقرب لك المعنى أكثر، أوليس الملحد العربي يرى انتفاء صفة العدل عن الإله الذي خلق طفلا معاقا وترك طفلة يعذبها مستخدموها حتى الموت و و و. أوليس هذا الإنتفاء والإنتقاص خاضع لقانونه هو -أي الملحد العربي- ؟؟
إذن فهذا الإله الذي لا يجب عليه فعل كذا وكذا وعليه أن يكون كذا وكذا هو إله لا يعرفه سوانا نحن المسلمين من خلال الوحي" مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاه" .
هذا هو هذا الإله الذي يتحدث عنه الملحد العربي إنه هواه الذي يخضع لغرائزه وشهواته وهذا الإله طبعا -وأضيف صوتي إليهم- ننفي عنه صفة العدل طالما أنه يخضع لنفس نقاط ضعف مخلوقه.
وهذا هو ما كنت أقصده في حديثي عن مثال النظارة.
فالملحد يرى بعين إلهه ويتوهم المسكين أنه يتحدث عن إله غيره.
مسكين أنت أيها الملحد.
اعتقدت أننا حين أسلمنا فإننا استسلمنا لدين يستطيع أعور مثلك أن ينخر فيه؟؟
مسكين أنت أيهاالتافه.
أوهمك إلهك بأننا قد ننخدع بغبار نظارتك ولا نعرف أن كل ما تؤلفه هو مجرد وساوس شيطان أقسم على أن لا يدخل جهنم إلا ومعه كل أعور مثلك.
.........
ولنعد إلى الله سبحانه وتعالى ولنتأمل تصويره البديع في الكون وفي أنفسنا، ولنرى هذه الشمس التي يعقبها القمر وهذه المنظومات الحيوانية التي حين حاول أن يتدخل فيها الإنسان بعلمه الضئيل لم يفعل سوى أن خرب وساهم في الانقراض والكسر والجرح والظلم. فأصبح على الخيرين منه مهمة أصعب من الإكتشاف والتطوير ألا وهي ترميم ما أفسده الجاهلين.
هل تعتقد أن هذا الله الذي جعل من تلك النطفة علقة ثم كسى لحمها عظما وأخرجها من العتمة المظلمة إلى نور الدنيا، فقامت وأذنبت وأسرفت وقتلت تسعا وتسعين نفسا فعرض لها التوبة وأنقدها من النار بشبر من ارض.
أترى الله الذي علم أنه سيكون فينا من هم منا وعلى ديننا ولكن دعاة يهدون بغير هدي حبيبنا فمر الزمان وظهر ذلك.وغيره الكثير " وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا"
أتراه هذا الله يمكن أن تصل بنا الجرأة أن نخضع عدله إلى أمثال هذه الإبتلاءات لننفي ونثبت فيها؟؟
سبحان الله الذي خلق كل شيء بقدر. سبحانه وتعالى الله عما يفتري هؤلاء العمي علوا كثيرا
فذاك ما يجب أن نبدأ به مع الملحد فهو يقول لك إن سلمنا بأن لهذا الكون إله فهل هو عادل. فلنبادره بالقول إن سلمت بأنه الله سبحانه الذي خلق الخلائق وسير الكون وجعل لكل شيء قدرا. ورغم كل ذلك فإنه يرى مخلوقه الضعيف الضئيل الذي عصاه فلا يؤاخذه بما كسب. ويترك هذا الكون الذي لا يساوي عنده جناح بعوضة ليطيعه فيه من يطيع ويعصيه فيه من يعص.
هل لنا أن نناقش بعقلنا البسيط -ودون وحي- عدله في ظل جهلنا الشديد بعلمه وحكمته ووو وباقي صفاته؟؟
فعند ذلك فقط ستقول اللهم لا تحاسبنا بعدلك ولكن برحمتك.
ولكن سؤالا لا ينفك يغادر مخيلتي عن الطفل الملحد. كيف سيتربى وكيف سينشأ وكيف يمكننا أن نحشر فطرة سليمة بسواد خبيث؟؟
وهذا ما سأفعله بحول الله في ما سيقدم من حديث سأحاول أن أدخل معك بيت ملحدة عربية تربي ابنها على الإلحاد ليكون رمزا للملحد الذي يحلم به هؤلاء الشرذمة التي بيننا.
وهذا البيت سوف أبنيه إنطلاقا من تجربتي مع الأطفال الذين يدهشونني بأسئلتهم دائما وأفكار الأم سأحاول اقتباسها من كل ما ينادي به هؤلاء العمي في كتاباتهم ومنتدياتهم.
وأسأل الله أن يحفظني في خلال ذلك من وساوس الشيطان وزيغ القلب واللسان.
فسألج عالمهم المقرف وليس معي سوى هذا الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
|