عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 2010-07-28, 10:07 AM
زينب من المغرب زينب من المغرب غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-14
المكان: tangier morocco
المشاركات: 221
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيرا نطق ابنها بأول اسم وقال في تعثر: بابا.
نزلت دمعة من عينيها وهي تسمعها ضمته بقوة وقبلته، أحست أن العالم كله يصفق لها لأن ابنها نطق بهذه الكلمة لم تكثرت إن كان لم ينادها هي ولكن المهم عندها هو أنه تكلم. فرحة لا تعادلها فرحة أن نطق فلذة كبدها.
قالت في نفسها: آه كم هي جميلة هذه اللغة التي تتشكل من رموز وعبارات تعطي لأفكارنا وجودا واقعيا، لم يفكر الفلاسفة وهم يكتبون عنها ويسبحون في طياتها بهذه الفرحة التي تغمر نفس الأم عند أول كلمة يتلفظها إبنها.
تتبخر كل التعاريف الفلسفية من الذهن وتحل محلها فرحة عارمة وكأن كلمة "بابا" جاءت لتنسف كل العلوم التي اهتمت باللغة من مخيلتي.
آه يا ولدي وكأني بسماعي لهذه الكلمة قد حققت حلمي بأن أتجاوز الزمن لأعود إلى اليوم الذي استطاع فيه الإنسان اختراع هذه الخاصية التي شكلت حدا فاصلا بينه وبين كل مخلوق تطور عنه.
وكأنني أشهد تلك الإبتسامة في عينيه وهو يحرك شفتيه لأول مرة ويتلفظ بأولى كلماته. رغم أنها مجرد تفاسير شخصية خاض فيها علماء الفلسفة إلا أنني أحس أنها أقرب إلى التصديق وأنا أسمع هذه الكلمة من فم ابني.
يالعار الأديان يحرمون الإنسان كل إنتصاراته وينسبونها إلى إلههم ليضفون عليه طابع القوة والحكمة والغلبة.
كم عانا ابني ورمى الحروف مبعثرة قبل أن يلفظ كلمة صحيحة أخيرا ليحاكي ما تسمعه أذناه. فكم من الجهد تكبله الإنسان الأول ليحاكي أصوات الطبيعة ويصنع كلمة من غير محاكاة؟؟ وفي الأخير يأتي من ينسبها إلى وهم لا يوجد إلا في خيالات المتدينين.
كم يتنكر هذا الإنسان لمجهود جده الأول. ينسى أن طاقاته غير محدوده لقد وصل إلى القمر بعلمه وبحثه وكده ولا زالت المسيرة ماضية. أتساءل إن بقي بعد مئات السنين متدينين هل سينسبون هم الآخرون وصول الإنسان إلى القمر إلى إله؟؟
مجرد هراء هذا الذي يتناقله هؤلاء المتدينون.
وأعادت النظر في عيني ابنها وهي تحتضنه بين ذراعيها وقالت له: قل بابا
فرددها في تعثره الأول: بابا
تمنت لو أنه يستمر بسرعة في تلفظ الأسماء بسرعة.
وتمتمت: وأخيرا سأنتقل معك أيها الغالي في حلقة التواصل من مرحلة الإشارات البطيئة إلى مرحلة الضخ السريع للمعلومات. أخيرا سنبدأ مشوارنا في التأسيس لمدرسة الإلحاد الجديدة التي لا تهزمها الأديان أبدا.
ابتداء من اليوم أستطيع أن أقول بدأت رحلة الغوص في أعماقك لأضع كل فكرة في مكانها الصحيح دون أن تخضع لإرهابات وآمال الأديان الواهية.
سنبحر في عالم لا يوجد فيه غيب ولا يوجد فيه عاقل غيرنا.
عالم كل قواعده مدركة بالحواس وقابلة للأخذ والرد.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
************************************************** *************************
على هامش القصة:
رجاء اقرأ هذا الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك
رد مع اقتباس