عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 2009-05-15, 05:50 PM
صابر عباس صابر عباس غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-20
المشاركات: 430
افتراضي مبدأ التوحيد في القرآن العظيم - الجزء الحادي والعشرون ( 3 )

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الحادي والعشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
( 3 )
وبعض آيات من سورة الروم

نعيش اليوم مع دعوة للتأمل في النفس والملكوت من حولنا
فلو تدبر الإنسان قليلا لوجد أن كل شئ مخلوق بحكمة .
ومخلوق لغاية . وكل شئ محسوب بدقة ليؤدي مهمتة .
كذلك كل حركة في هذا الكون لا تتحرك الا بقانون وضعه الله تعالى
فالظواهر الكونية مسخرة ,
تتحقق بقدر الله تعالى وليس حتمية طبيعية عشوائية .
فإذا تيقنا ذلك كله فوجب علينا أن نؤمن باليوم الأخر وأن البعث حق
حيث الحساب والحياة الخالدة في النعيم للمؤمنين , والعذاب لمن كذب وكفر بربه وكذب الرسل
فإن الحياة لم تخلق عبثا , قال تعالى :
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ -115
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ
لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ -116 المؤمنون

ونمضي مع رحلة التأمل في أنوار القرآن العظيم ومبدأ التوحيد

أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)

أولم يتفكر هؤلاء المكذِّبون برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم, وأنه خلقهم, ولم يكونوا شيئًا.
ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا لإقامة العدل والثواب والعقاب,
والدلالة على توحيده وقدرته, وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة..
وإن كثيرًا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون منكرون.

أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ
فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)

أولم يَسِرْ هؤلاء المكذبون بالله الغافلون عن الآخرة في الأرض سَيْرَ تأمل واعتبار,
فيشاهدوا كيف كان جزاء الأمم الذين كذَّبوا برسل الله كعاد وثمود والفراعنة .
وقد كانوا أقوى منهم أجسامًا, وأقدر على التمتع بالحياة حيث حرثوا الأرض وزرعوها,
وبنَوْا القصور وسكنوها, فعَمَروا دنياهم,
فلم تنفعهم عِمارتهم ولا طول مدتهم مع كفرهم .
فقد جاءتهم رسلهم بالحجج الظاهرة والبراهين الساطعة,
فكذَّبوهم فأهلكهم الله, ولم يظلمهم الله بذلك الإهلاك, وإنما ظلموا أنفسهم بالشرك والعصيان.

ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون (10)

اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)

الله وحده هو المتفرد بإنشاء المخلوقات كلها, وهو القادر وحده على إعادتها مرة أخرى, ثم إليه يرجع جميع الخلق, فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.

*****

فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)

فإن المتأمل فيما سبق لا يملك إلا أن يقول سبحان ربي العظيم
فيا أيها المؤمنون سبِّحوا الله ونزِّهوه عن الشريك والصاحبة والولد,
وَصِفوه بصفات الكمال بألسنتكم, وحقِّقوا ذلك بجوارحكم كلها حين تمسون, وحين تصبحون,
ووقت العشي, ووقت الظهيرة.
فله – سبحانه - الحمد والثناء في السموات والأرض وفي الليل والنهار.

يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَيُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20)

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)

ومن دلائل القدرة الربانية: خَلْقُ السموات وخَلْقُ الأرض مع اتساعها وامتدادها,
واختلافُ لغاتكم وتباينُ ألوانكم, إن في هذا لَعبرة لكل ذي علم وبصيرة.
فالعلماء يدركون هذه الحقائق أكثر من غيرهم .

وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)

ومن دلائل هذه القدرة أن جعل الله النوم راحة لكم في الليل أو النهار; إذ في النوم حصول الراحة وذهاب التعب, وجعل لكم النهار تنتشرون فيه لطلب الرزق, ودلالة على البعث بعد الموت ,
إن في ذلك لدلائل على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته لقوم يسمعون المواعظ سماع تأمل وتفكر واعتبار.

وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً
وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِ بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)

نلاحظ في كل الآيات السابقة دلائل وضحة على عظمة الله تعالى وكمال قدرته
ودلالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون, ويتدبرون.

*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس