[أبو جهاد الأنصاري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صابر عباس

*****
غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)
وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)

أخى صابر عباس على هذه السلسلة الممتعة حقاً ، أعتبر إخبار القرآن بهزيمة الروم ثم غلبهم بعد بضع سنين من الإعجاز الغيبى ، وهو معجزة عقلية بخلاف المعجزات المادية الأخرى كانشقاق القمر ، أو المعجزة المادية العقلية العظمى للنبى ألا وهى القرآن الكريم.
وهذا باب من العلم كبير لا ينتبه إليه إلا الخواص من العلماء ناهيك عن الناس. وهو أحد وسائل إثبات نبوة النبى أو أى نبى آخر ، والمعجزة كذلك إلا التى تبين كذب الدجالين والكذابين من مدعيى النبوة المزيفة.
تأمل إخبار النبى عن هزيمة جيش كبير وتشتته وتشرذمه وتمزيقه إرباً إرباً ، هل يستطيع أحد مهما أوتى من ذكاء أو حصافة أن يخبر أن هذا الجيش المهزوم سيرجع إلى دياره ويستعيد قوته وينظم صفوفه ويصبح أقوى مما كان ثم يعود إلى ساحة القتال فيقاتل ويغلب ؟! حتى لو كان هو اذكى الناس؟! كما أنه يحدد زمناً قريباً لهذا ويقع كل شئ على ما أخبر به؟!
أنا أوقن أن قائد معركة الروم نفسه ما كان يستطيع أن يقول هذا الكلام ، بل لو أنه ادعاه يوم أن انهزم لوصفوه بالجنون. ومن هنا كانت هذه المعجزة والتى تنضم إلى صفوف المعجزات الأخرى التى أخبر بها النبى برهاناً على صدق نبوته وصحة رسالته.