عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2011-11-17, 04:34 AM
يعرب يعرب غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-12
المكان: دار الاسلام
المشاركات: 1,014
افتراضي رد: توحيد الأسماء والصفات

الدرس الثالث

قواعد في أسماء الله ـ عز وجل ـ


ـ القاعدة الأولى ـ أسماء الله ـ تعالى ـ كلها حسنى :



أي بالغة في الحسن غايته ، قال الله ـ تعالى ـ : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) [الأعراف : 180] .

وذلك لأنها متضمنة لصفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، لا احتمالاً ولا تقديراً ، ذلك لأن الألفاظ إما أن تدل على معنى ناقص نقصاً مطلقاً فهذه ينزه الله عنها ، وإما أن تدل على غاية الكمال فهذه هي الدالة على أسماء الله وصفاته ، وإما أن تدل على كمال لكنه يحتمل النقص فهذا لا يُسمّى الله به لكن يُخبر به عنه ، مثل : المتكلم ، الشائي .

كذلك ما يدل على نقص من وجه وكمال من وجه لا يُسمّى الله به ، لكن يُخبر به عن الله مثل : الماكر .

ومثال الأسماء الحسنى " الحي " وهو اسم من أسماء الله متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدم ، ولا يلحقها زوال ، الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر وغيرها .

ومثال آخر " العليم " من أسماء الله متضمن للعلم الكامل ، الذي لم يُسبق بجهل ، ولا يلحقه نسيان .

قال الله ـ تعالى ـ : ( عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ) [طه : 52] العلم الواسع بكل شيء جملة وتفصيلاً ، سواء ما يتعلق بأفعاله أو أفعال العباد .

وقل مثل ذلك في السميع ، والبصير ، والرحمن ، والعزيز ، والحكيم وغيرها من الأسماء الحسنى .


ـ القاعدة الثانية ـ أسماء الله ـ تعالى ـ أعلام وأوصاف :


أعلام باعتبار دلالتها على الذات ، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني .

وهي بالاعتبار الأول مترادفة ؛ لدلالتها على مسمى واحد وهو الله ـ عز وجل ـ .

وبالاعتبار الثاني متباينة ؛ لدلالة كل واحد منها على معناه الخاص ؛ فمثلاً " الحي ، القدير ، السميع ، البصير ، الرحيم ، العزيز ، الحكيم " كلها أسماء لمسمى واحد وهو الله ـ سبحانه وتعالى ـ لكن معنى " الحي " غير معنى " العليم " ، ومعنى " العليم " غير معنى " القدير " وهكذا . . .


ـ القاعدة الثالثة ـ أسماء الله ـ تعالى ـ إن دلت على وصفٍ متعدٍّ تضمنت ثلاثة أمور :


أحدها : ثبوت ذلك الاسم .

الثاني : ثبوت الصفة التي تضمنها ذلك الاسم لله ـ عز وجل ـ .

الثالث : ثبوت حكمها ومقتضاها ـ أي الأسماء ـ .

مثال ذلك " السميع " فهو يتضمن إثبات " السميع " اسماً لله ـ تعالى ـ وإثبات " السمع " صفة له ، وإثبات حكم ذلك ومقتضاه ، وهو أنه يسمع السر والنجوى ، كما قال ـ تعالى ـ : ( وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) [المجادلة : 1] .

وقل مثل ذلك في العليم والرحيم ، وغيرها من الأسماء المتعدية .

وإن دلت على وصفٍ غير متعدٍ ـ لا لازم ـ تضمن أمرين :

أحدها : ثبوت ذلك الاسم .

الثاني : ثبوت الصفة التي تضمنها لله ـ عز وجل ـ .

مثل اسم " الحي " فهو يتضمن إثبات اسم " الحي " لله ـ عز وجل ـ وإثبات " الحياة " صفة له ، ومثل ذلك اسم " العظيم والجليل " .


ـ القاعدة الرابعة ـ دلالة أسماء الله ـ تعالى ـ على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة ، وبالتضمن ، وبالالتزام .


فمعنى دلالة المطابقة : تفسير الاسم بجميع مدلوله ، أو دلالته على جميع معناه .

ومعنى دلالة التضمن : تفسير الاسم ببعض مدلوله ، أو بجزء معناه .

ومعنى دلالة الالتزام : الاستدلال بالاسم على غيره من الأسماء التي يتوقف هذا الاسم عليها ، أو على لازم خارج عنها .

مثال ذلك : " الخالق " يدل على ذات الله ، وعلى صفة " الخلق " بالمطابقة ، ويدل على الذات وحدها بالتضمن ، ويدل على صفتي " العلم والقدرة " بالالتزام .

وذلك لأن الخالق لا يمكن أن يخلق إلا وهو قادر ، وكذلك لا يمكن أن يخلق إلا وهو عالم .


ـ القاعدة الخامسة ـ أسماء الله توقيفية لا مجال للعقل فيها :


ومعنى ذلك أن نتوقف على ما جاء في الكتاب والسنّة ، فلا نسمّي الله ـ تعالى ـ إلا بما سمَّى به نفسه ، أو سمّاه به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه الله ـ تعالى ـ من الأسماء .

وتسميتهُ ـ تعالى ـ بما لم يسمِّ به نفسه ، أو إنكار ما سمَّى به نفسه جناية في حقه ـ تعالى ـ فوجب سلوك الأدب ، والوقوف مع النص .


ـ القاعدة السادسة ـ أسماء الله غير محصورة بعدد معين :


لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث المشهور : " أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك " .

وما استأثر الله ـ تعالى ـ به في علم الغيب لا يمكن أحداً حَصْرُه ، ولا الإحاطة به .

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " استأثرت به " : " أي انفردت بعلمه ، وليس المراد انفراده بالتسمي به ؛ لأن هذا الانفراد ثابت في الأسماء التي أنزل بها كتابه " .

وأما قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم : " إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة " فـلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد ، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة " إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة " .

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في بيان مراتب إحصاء أسماء الله التي من أحصاها دخل الجنة :

" المرتبة الأولى : إحصاء ألفاظها وعددها .

المرتبة الثانية : فهم معانيها ومدلولها .

المرتبة الثالثة : دعاؤه بها كما قال ـ تعالى ـ : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) [الأعراف : 180] .

وهو مرتبتان ، إحداها : دعاء ثناء وعبادة ، والثاني : دعاء طلب ومسألة " .


ـ القاعدة السابعة ـ أن من أسماء الله ـ تعالى ـ ما يطلق عليه مفرداً ومقترناً بغيره ، ومنها ما لا يطلق إلا مقترناً بمُقابله :


فغالب الأسماء يطلق مفرداً ومقترناً بغيره من الأسماء ، كالقدير ، والسميع ، والبصير ، والعزيز ، والحليم .

فهذه الأسماء وما جرى مجراها يسوغ أن يدعى بها مفردة ، ومقترنة بغيرها ، فنقول : يا عزيز ، يا حليم ، يا غفور ، يا رحيم .

أو أن يفرد كل اسم على حِدَةٍ فنقول : يا حليم ، أو يا غفور ، أو يا عزيز وهكذا . . .

ومن الأسماء ما لا يطلق عليه بمفرده ، بل مقروناً بمقابله ، كالمانع ، والضار ، والمنتقم ، والمذل .

فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله ؛ فإنه مقرون بالمعطي ، والنافع والعَفُو والمعز ؛ فهو المعطي المانع ، الضار النافع ، المنتقم العفو ، المعز المذل ؛ لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله ؛ لأنه يراد به أن المنفـرد بالربوبية ، وتدبير الخلـق ، والتصرف فيهم عطاءً ومنعاً ، ونفعاً وضراً ، وعفواً وانتقاماً ، وعزَّاً وذلاً .

وأما أن يُثنى عليه بمجرد المنع ، والانتقام ، والإضرار ـ فلا يسوغ .

فهذه الأسماء المزدوجة تجرى الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض ؛ فهي ـ وإن تعددت ـ جارية مجرى الاسم الواحد ، ولذلك لم تجىء مفردة ، ولم تُطلق عليه إلا مقترنة ؛ فلو قلت : يا مذل ، يا ضار ، يا مانع وأخبرت بذلك لم تكن مثنياً عليه ولا حامداً له حتى تذكر مقابلها

يتبع...
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله:
من أحب أبابكر فقد أقام الدين،
ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل،
ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله،
ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى،

ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق.

[align=center]
[/align]

رد مع اقتباس