للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#21
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
بطاقة فلاش
الاخلاص لفضيلة الشيخ المحدث أبي اسحاق الحوينـني أنتظر قليلاً [flash=http://www.neilshare.com/2011-10/nh112012.swf]WIDTH=510 HEIGHT=380[/flash]
__________________
أحسب ان هذه الامة لو تعقلت وتوحدت وجمعت طاقاتها لمدة اسبوع واحد سينكسر صليب الغرب و نجمة الصهاينة و تحالف الرافضة لكن قوى الانبطاح و الغلو تعمل لصالح الاعداء غُرباء الأمر الذي يخفيه الأعلام والذي لا يعلمه الكثير.. تنظيم قاعدة الجهاد هو طليعة الأمة في مواجهة التوسع الإيراني
|
#22
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
بارك الله فى شيخنا الكريم
هكذا حال اهل السنه والجماعه حال علمائنا الكرام محاربون من اصحاب البدع والضلال حسدا منهم وحقدا عليهم فلا نقول الا صبرا شيخنا ورب ضارة نافعه جزاك الله خير اخى مسلم مهاجر على هذا المجهود الطيب حفظك الله ورعاك
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
#23
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
جزاكم الله كل الخير
وبارك الله فيكم وحفظكم الرحمن
__________________
أحسب ان هذه الامة لو تعقلت وتوحدت وجمعت طاقاتها لمدة اسبوع واحد سينكسر صليب الغرب و نجمة الصهاينة و تحالف الرافضة لكن قوى الانبطاح و الغلو تعمل لصالح الاعداء غُرباء الأمر الذي يخفيه الأعلام والذي لا يعلمه الكثير.. تنظيم قاعدة الجهاد هو طليعة الأمة في مواجهة التوسع الإيراني
|
#24
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
|
#25
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
|
#26
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
رباه إني قد وهبت حياتي - مقطع مؤثر للشيخ أبو إسحاق
http://www.youtube.com/watch?v=Bc0r9...layer_embedded |
#27
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
محاضرة قل هو نبأٌ عظيم للشيخ أبي إسحاق الحويني
قل هو نبأٌ عظيم إنَّ الحمدَ لله تعالى نحمده ونستعينُ به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهدى اللهُ تعالى فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسوله. أما بعــــــدِ فإن أصدق الحديثِ كتاب الله تعالي وأحسنَ الهدي هدي محمدٍ صلي الله عليه وآله وسلم ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدَثةٍ بدعه وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلَّ ضلالةٍ في النار ، اللهم صلى على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد _____________________________________ درسنا هذا المساء بعنوان ( قل هو نبأ عظيم ) ، وأتعرض فيه لشرح حديث صحيح رواه الإمام أحمد والنسائي وبن أبي شيبة وغيرهم ، وصححه الإمام بن حبان في صحيحه من حديث ْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي الفَاكِهٍ قَالَ: قال رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ لَهُ: أَتُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ ، وَدِينَ آبَائِكَ ، وَآبَاءِ أَبِيكَ ؟ فَعَصَاهُ ، فَأَسْلَمَ، فقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ ، فَقَالَ له: أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ ، وَسَمَاءَكَ ؟ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ ، فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ، فقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ ، فَقَالَ له: أتجاهد ؟ وإنما الجهادَ جَهْدُ النَّفْسِ ، فَتُقْتَلُ ، وتُنْكَحُ امَرْأَتكُ، وَيُقَسَّمُ مَالُك ، فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، وإن قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ " . أظهر عداوة في العالم هي عداوة الشيطان. هذا الحديث كما عنونت له:( قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ) لأن أظهر عداوة في العالم هي عداوة الشيطان ، وقد وصفها الله- سبحانه وتعالي- في القرءان بأنها عداوةٌ بينة ، فقال تعالي:﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾(القصص:5) وكان الشيطان للإنسان عدوًا مبينًا ، وقال تعالي:﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا﴾(الكهف:50) ، وقال لأبينا أدم – عليه السلام-:﴿إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ ﴾(طه:117) عداوة الشيطان بيِّنة. فعداوته بينه ، ومع ذلك فترى أكثر أهل الأرض قد وضعوا أيديهم في يده ويتورط كثير من المسلمين أيضًا في هذا المسلك ، مع أن عداوته بينه وليست بينةً فقط وشديدةٌ أيضًا . الدليل علي عداوة الشيطان. كما في حديث أبى هريرة- رضي الله عنه- وهو في الصحيح قال – عليه الصلاة والسلام-:" ما من مولودٍ حين يولد إلا وينخُسهُ الشيطان ساعة يولد ، ولذلك يستهل صارخًا " ، الولد ينزل من بطن أمه يصرخ ، لماذا يصرخ الولد ، انتقل من حياة إلى حياة ؟ ، من بطن ضيق إلى العالم الواسع ؟ أهو جائع ؟ أهو عطشان ؟ لا ، لا هذا ولا هذا ولا ذاك ، إنما نزل صارخًا لأن الشيطان نخسه في جنبه ، مع أن هذا الوليد لا له سن تقطع ولا يد تبطش ولا فعل شيئًا ، مولود في التو واللحظة-:" ما من مولود حين يولد إلا وينخسه الشيطان ساعة يولد ولذلك يستهل صارخًا ، إلا مريم وابنها ثم قال إقرؤا إن شئتم﴿ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾(أل عمران:36) فعداوته الشديدة دفعته إلى أن ينخس مولودًا حتى لم يتركه يتدرج ويكبر ثم يكون بينه وبينه معاهدات أو صفقات ، لا أبدًا من أول لحظة ، كأنما يذَّكره بأنه عدو . عدم وصف الشيطان في القرآن بالعداوة. ثم لعلكم تلاحظون أن الشيطان لم يوصف في القرءان قط بأنه عدو لله ولم يذكر الله – عز وجل في القرءان أبدًا وقال إن الشيطان عدو لي في الوقت الذي قال الله – عز وجل– فيه إن من بني أدم أعداءٌ له فقال تعالي:﴿ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾(البقرة:98). مالسر في أن يكون من بني آدم عدوٌ لله؟ وقال في حق فرعون لما التقط موسى -عليه السلام-:﴿ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ ﴾(طه:39) ، وقال تعالي:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾(الممتحنة:1) ، لابد أن يكون تحت هذا سر أن يكون العبد عدو لله ، ويذكر لنا ربنا- عز وجل- أن من بني أدم من هو عدو لله ، لكن الشيطان لم يقل الله أبدًا إن الشيطان عدوٌ لي لماذا ؟ في فهمي وأنا لم أقرأ هذا حتى أكون أمينًا في نقل هذه المعلومة لم أقرأه لأحد ، ولكن لفت نظري في هذا المعنى ، فبحثت عن السبب فإن كان صوابًا فمن الله- عز وجل- ، وإن كان خطأً فمني ومن الشيطان وأستغفر الله منه ، ذلك أن تأثير شيطان الإنس على بن أدم أعظم من تأثير شيطان الجن ، ونحن نعلم أن الشيطان من الجن ، كما في سورة الكهف﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ﴾(الكهف:50) . الشيطان وكل شياطين الجن بمجرد أن تستعيذ بالله منهم يفرون ويمكن أن تتقي عداوته بذلك بخلاف شيطان الإنس ، لو قرأت القرءان كله عليه يقول إنا ها هنا قاعدون ، إنما بمجرد أن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يفر ، شيطان الجن ، فلذلك ولأن الطبع يسرق والناس يقلد بعضهم بعضًا ، يرى هذا يفعل هذه الصفة يفعل مثلها تجد كثيرًا من أبناء المسلمين بكل أسف يقلدون لاعبي الكرة والممثلين في طريقة حلق الشعر ، تجده كما يفعلون يفعل . العلة في نهي الرسول _صلي الله عليه وسلم عن مخالطة الكافرين. لأجل هذا نهانا رسول الله- صلي الله عليه وسلم- عن مخالطة الكافرين ، لماذا ؟ لأن الطبع يسرق، وكان مما عاهد أو بايع رسول الله- صلي الله عليه وسلم- جرير بن عبد الله البجلي لما جاءه فقال يا رسول الله على ما أبايعك ؟ ، فكان من جملة ما قال له:" وأن تهجر " وفي رواية:" وان تفارق المشرك " ، لماذا ؟ لأن الطبع يسرق ، هذا الطبع يسرق من هذا . فإذا ابتلي إنسان بشيطان من شياطين الإنس يكون له تأثير كبير عليه وهذا الشيطان الإنسي قد يضل الإنسان وينقله من الإيمان إلى الكفر فصار بهذا عدوًا لله- سبحانه وتعالي- ، أما شياطين الجن كما قلت لكم يستعيذ بالله من الشيطان ينصرف عنه ، فإذا كان في معية الذكر بصفة دائمة كان في جنة حصينة من الشيطان الرجيم . المهم أن هذا الحديث الذي نشرحه ، حديث سبرة بن أبي الفاكه يقول فيه النبي- عليه الصلاة والسلام-:" إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ أَطْرُقِهِ:جمع طريق ، أي ليس هناك طريق يسلكه المرء إلا وعلى رأسه شيطان ، فهل تنبه المسلمون إلى هذه الحقيقة ، وأن عدوه اللدود الذي رفع عقيرته على ربه ، وأقسم ليُضِلنَّ بني أدم جميعًا إلا من أخلصهم الله- عز وجل- لنفسه ، فهذا لا يستطيع حيلة معهم ، لماذا ؟ لأنهم في حرزٍ من الشيطان ، فلما يقسم هذا الشيطان كل بني أدم ويأتيهم من كل الاتجاهات:﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾(الأعراف:17) . العلة في عدم مجيء الشيطان للإنسان من فوق أومن تحت. وعلل بعض العلماء أنه لا يأتي من لا فوق ولا من تحت ، لأن هذه جهة الخسف أو نزول العذاب ، فعندما يقول سآتيه من هذه الجهات الأربع فهذا عدوٌ متربص ، فلابد أن تأخذ حذرك منه ، ثم ذكر- صلى الله عليه وآله وسلم- نماذج من فعل هذا الشيطان ، فذكر نماذج ثلاثة ، وتحتها تضع ثلاثمائة ، ثلاثة ألاف ، ثلاثين ألفًا ، ثلاثمائة ألف ، طرق الشيطان كثيرة جدًا في إضلال بني أدم . طرق الشيطان في إضلال بني آدم. فهذا الشيطان قعد له في طريق الإسلام أول شيء ، فقال له: أتسلم وتذر دينك ودين أبائك وآباء أبيك ؟ لماذا ذكر الآباء في مقابل الدين؟ لأن المرء يرث دين أبيه ,نحن معاشر المسلمين ورثنا الدين من آبائنا ليس لنا فضل تنقيب ولا تفتيش ولا بحث ولا هذا الكلام ، فنحن نحمد الله- عز وجل- أن جعلنا مسلمين ، كثير من أبناء غيرنا يتبعون ملل آبائهم ويموتون على هذه الملة ، ويكونون حصب جهنم ، فالمرء يرث دين أبيه ، والآباء لهم جذور ضاربة في نفوس الأبناء . شطر الكفر الموضوع على الأرض سببه إتباع الآباء ، وليس هذا كلامي ، هذا ورد في القرءان كثيرًا ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ﴾ (البقرة:170)، وقال تعالى:﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ ﴾ (المائدة:104) . ولما جاء هود- عليه السلام- إلى عاد:﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا﴾(الأعراف:70) ، وإبراهيم- عليه السلام- ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾(الشعراء:69-74) ، وكذلك موسى– عليه السلام- لما جاء إلي دعوة فرعون:﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ﴾(يونس:78). ولما جاء النبي- صلي الله عليه وسلم- إلى قريش:﴿ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ﴾(الزخرف:22) ، وكل نبي أرسله الله- عز وجل – عارضه الناس بسنة الآباء ، ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾(الزخرف:23) ، كما سمعتم من كلام الله- عز وجل- كلما يأتي نبي يقول تريد أن تلفتني عما كان عليه أبي . إذًا ما هو محل الوالد عند الولد ؟ بكل أسف كثير من الآباء قدموا استقالات جماعية في هذا الصدد تركوا أولادهم يفعلون ما يشاءون ، رفعوا أيديهم ، مع أنه كما قلت لكم للوالد جذور ضاربة في نفس الولد ، حتى أعطيكم مثالًا لوضع الوالد ، قال الله- عز وجل-:﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾(البقرة:200) . الشاهد من الآية:فالآية تحض على كثرة ذكر الله ، فالله- عز وجل- يقول: أذكروني وأكثروا من ذكري كما تكثرون من ذكر آبائكم فلو كان هناك مذكور أكثر من الوالد لذكره الله- عز وجل- ، لأنه في معرِض الحضّ على كثرة ذكره سبحانه وتعالي . فتصور المسألة حتى في الجاهلية كانوا يحلفون بآبائهم ، والحلف يقتضي تعظيم المحلوف به كما في الصحيح أن النبي- صلي الله عليه وسلم- سمع عمر بن الخطاب- رضي الله عنه "يحلف يقول: وأبي ، وأبي ، وأبي _الواو واو القسم أي يحلف بأبيه _، فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم-:" يا عمر إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم أو الطواغيت " فالحلف بالآباء مسألة كانت دارجة على لسان العرب للدلالة على ما للوالد من قيمة في حياة الولد ، فلما يقدم الوالد استقالته لن يُعفي يوم القيامة من السؤال . أقول لكم يا معاشر الرجال الذين تزوجوا ولهم أولاد ، لو انك على مستواك الشخصي يوم القيامة أخذت الدرجة النهائية درجة النجاة أتظن أن تدخل الجنة ؟ لا ، لن تدخلها حتى تُسأَل عن امرأتك ، وحتى تسأل عن أولادك ولدًا ولَدًا . قال- صلى الله عليه وسلم- كما في حديث بن عمر وهو في الصحيحين:" كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ، فالرجل في بيته راعٍ وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعيةٌ وهي مسئولة عن رعيتها ، وكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته " الشاهد من الحديث:، يأخذ الرجل كما قلت الدرجة النهائية درجة النجاة ، لا يدخل حتى يُسئل عن امرأته ، ماذا فعلت المرأة ؟ أكانت تصلي ؟ لا ، أكانت تلبس الحجاب ؟ لا ، أنت وهي تعذبان ، هي تعذب بجرمها وأنت تعذب لأنك لم تقم بالقوامة عليها ، انتهينا من المرأة ، ثمَّ الأولاد ، تبدأ بالولد الأول ، كان يصلي ؟ لا لم يكن يصلي ولم يعرف شيئًا عن الصلاة ولا يصوم وله صديقة واثنين وثلاثة وأربعة ويعملون فيما لا يرضي الله _عزَّوجلّ_ . لو بذلت كل ما في إمكانك بذلًا صحيحًا وفسد الولد ، تعمل مفاصلة بينك وبينه. انتهى ، تعالى ما لم يكن بينك وبينهم مفاصلة ، لأن فيه بعض الآباء يقول أنا فعلت كل المستطاع مع الولد ، والمجتمعات كلها تعين الولد على الفساد ، ماذا أفعل ؟ لو بذلت كل ما في إمكانك بذلًا صحيحًا وفسد الولد ، تعمل مفاصلة بينك وبينه ، طالما أنه منحرف ، أي تبذل أقصى ما في إمكانك ، لكن حمل الرجل ثقيل . من حق الوالد علي ولده. فنحن نريد أن نعيد الهيبة للوالد مرة أخرى ، فمن حق الوالد على ولده أن لا يسميه باسمه ، ولا يمشي أمامه ، ولا يجلس قبله ، ولا يحد النظر إليه ، هذه هي الآداب الإسلامية عندنا في الإسلام ، لا يسميه باسمه ،. من سوء أدب الابن مع الأب. فيه بعض الآباء ابنه لما ينادي عليه يقول له: يا عم الحاج ، ما المراد بعم الحاج هذه ؟ ، هذه اسمها يا أبي ، لماذا ؟ لأن فيه عاطفة الأبوة والبنوة لها دور كبير في هذه المسألة ، يا أبي ، يا عم الحاج وتلعب بذيلك يا عم الحاج وأنت منذ يومين غير منضبط وغير ذلك كأننا أصحاب ,وهذا لا يجوز ما تبقى إلا أن يمسكه من بطنه ويحرك يديه على جنبيه وتكون المسألة ليس لها ضابط ، فهذا لا يجوز أبدًا . الوالد له جذور ضاربة ، وهو الشوكة التي يخاف منها الولد. الآداب الإسلامية في التعامل بين الوالد والولد كثيرة ، لكن الذي أريد أن أقوله هنا أن الوالد له جذور ضاربة ، وهو الشوكة التي يخاف منها الولد ، ساعات هناك بعض الناس يسافرون إلى خارج بلادهم والأم تنفرد بتربية الأولاد ، الولد ينحرف أو يعمل حاجة خطأ تقول له سأخبر أباك ، فيقول لها لا تخبريه وهذه أخر مرة ، أين أبوه ؟ إنه يأتي شهر واحدًا في العام ، في السنة شهر واحد فقط ،ومع ذلك إذا هددته بأبيه تجد الولد رجع وغير ذلك . فالرجل كما نحن نقول في الأمثال لو هو عظم في جوال أو عبارة عن جثة على سرير له قيمة كبيرة في حياة الولد ، يكفي أن الولد يحمل اسمه ، فلان بن فلان ، يحمل اسمه . فالأنبياء كلهم عورضوا بسنة الآباء . فالشيطان لمِا يعلم من مكانة الوالد في نفس الولد فيهيجه ويقول له: "أتسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك" ، ويرجعه إلى الجد السابع عشر ، أو الثامن عشر ، كنوع من التهييج ،" قال- صلى الله عليه وسلم-: " فعصاه فأسلم " . هل تركه الشيطان ؟ أبدًا ، بعد الإسلام الشيء الطبيعي أن يفارق المرء ديار الكفر ليلتحق بديار الإسلام ، حتى يستمتع بالإسلام ، وأنت لا تستطيع أن تستمتع بالإسلام إلا إذا كنت في وسط مسلمين ، هذا ينفذ أحكام الله ، وهذا ينفذ أحكام الله ، وأحكام ربنا عالية تشمل الجميع فتشعر بالدفء ، وتستمتع بحلاوة الإسلام ، فلذلك بعدما قاوم الشيطان وأسلم ينبغي عليه أن يهاجر . الطريق الثاني من طرق الشيطان في إضلال الآدمي. فالشيطان سبقه إلى طريق الهجرة ووقف على الرصد ووقف على قارعة الطريق يريد أن يصده عن الهجرة ، وكما قلت لكم الهجرة الأولى التي هاجر فيها المسلمون من مكة إلى المدينة ، كان القصد منها عمل كيان حتى يشعر المسلم أن له حيثية وأن له وطنًا ، فهذا يعطيه شيئًا من القوة . وعادةً الذي يهاجر يترك خلفه ملاعب صباه ويترك أهله وخلانه وأصدقائه ، ولا تجمل الحياة إلا بهذا كما سأذكر لكم ، فقعد له في طريق الهجرة ,"فَقَالَ له: أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ ، وَسَمَاءَكَ ؟ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ " يريد أن يقول له تدع أرضك وسماءك ، أنت عندما تنتقل من سكن إلى سكن تظل مدةً غريباً عن المكان ، لماذا ؟ لأن السكن لا يكون سكنًا إلا إذا صار بينك وبين الجدران مودة . تدخل الغرفة تعودت أن ترى هذا الجدار باللون الفلاني ، وهذا الجدار باللون الفلاني ، وتعودت أنك تري السرير في المكان الفلاني والسجادة في الموضع الفلاني ، تعودت على هذا ، وكثير من الناس إذا غير مكان نومه لا يستطيع أن ينام ، ربما يظل يوم أو يومين إذا كان في سفر مثلًا ، يظل يوم أو يومين عنده أرق حتى يأخذ على المكان ويكون بينه وبين المكان ألفه ، فالشيطان أيضًا يهيجه ويريد أن يصده عن الهجرة . يقول: أتهاجر وتدع أرضك التي ولدت عليها ودرجت وملاعب صباك وسماءك ، والذي يعرف هذه المسألة ، الذين يعملون بالسلك الدبلوماسي ، لماذا ، لأنه كثيرو التنقل ، ينقل من مكان إلى مكان ومن مكان إلى مكان ، وهناك ناس لفت العالم كله إذا كان سفيرًا ، أو إذا كان يعمل في سفارة أو هذا الكلام ، يأتيه مرسوم أن ينتقل من هذه السفارة في الدولة الفلانية إلى سفارة في دولة أخرى وهذا الكلام . وممكن يسكن في أفخم القصور ، وأفخم الأماكن وغير ذلك ، لكن كل هذا لا يساوي في العاطفة بيته الأول الذي ولد فيه ، ولا بلدته التي ولد فيها ونشأ فيها ، تجد عنده عاطفة ناحية هذا المكان ، بخلاف أي مكان في العالم مهما كان هذا المكان جيدًا ومريحًا . يسرد الشيخ _حفظه الله_ مثلاً للتقريب . وفي هذا قصة لطيفة حدثت لرجل من القدامى ، هذا الرجل كان متزوجًا بامرأة ثم تزوج امرأة أخرى وأسكن المرأة الثانية بجوار المرأة الأولى ، هذا البيت وبجانبه البيت الآخر ، وكان لكل امرأة جارية تخدمها ، ففي يوم من الأيام جارية المرأة الأولي تجلس علي الباب وخرجت جارية المرأة الثانية ، فلما رأتها جارية المرأة الأولى قالت وما تستوي الرجلان رجل صحيحة ورجل رمى فيها الزمان فشلت الشاهد من الكلام. تريد أن تقول لها: أن المرأة الجديدة كمصفاة الدقيق لها علاقة ، جديدة والرجل حديث عهد بها وأكيد فيه إقبال من الرجل عليها ، غير المرأة الأولى شبع منها ، شبع من المرأة الأولى ، فهي نريد أن تقول لها ما تستوي الرجلان ، عفوًا جارية المرأة الثانية هي التي قالت ، ترمي كلام على المرأة الأولى وما تستوي الرجلان رجل صحيحة ورجل رمى فيها الزمان فشلت أي صارت مشلولة . فقالت لها جارية المرأة الأولى ترد عليها: نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول كم منزل في الأرض يألفـه الفتي وحنينه أبدًا لأول منـزل وهذا هو الشاهد:( كم منزل في الأرض يألفـه الفتي ) ، يسكن هنا ويسكن هنا ويسكن هنا ، لكن حنينه دائمًا يكون لأول منزل ، الذي ولد فيه ، وشهد كما قلت لكم ملاعب صباه . فهو يقول له ويهيجه ، كيف تترك بلدك التي ولدت فيها ، وأرضك التي درجت عليها ، وسماءك التي تعودت أن تنظر إليها ، ما هو ثمن الغربة ؟ لماذا تغترب ؟ أمن أجل الدين ؟ ." وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ " . أنت تعرف البهيمة لما تكون رابطها بحبل وربطت هذا الحبل في وتد هل البهيمة لها حرية أم هي محبوسة ؟ لا البهيمة لها حرية ، لكن حريتها بقدر طول الحبل فقط ،هي تتحرك في طول الحبل فقط ، أي يريد أن يقول له ما الذي يجعلك تترك ديارك وأنت حر فيها ، يمنة ويسرة وتذهب إلى أي مكان تريد بلا خوف . لكن أنت الآن هارب ، هربت بدينك ستصير كالبهيمة المربوطة بحبل حريتك مقيدة ، كلما مشيت تكون خائفاً أن يقبض عليك ، وكل رجل ينظر إليك تقول آه جاسوس ، أكيد عرفني ، فتضطر أنك أنت تحبس نفسك في البيت وتتحرك في حدود حاجتك فقط . يقول له: لماذا تفقد حريتك وتعيش سجينًا ، وتعيش خائفًا . وأعظم مصيبةً يصاب بها المرء أن يفقد حريته ،. وهذا كلام النبي- عليه الصلاة والسلام - ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :" لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكًا فيعتقه " فقط ، أنا أقول للأبناء ، ليس هناك ولد يستطيع أن يُوَفي أباه حقه ولو شُق نصفين ، ولو خدم والده طيلة عمره ، ولو حمله عل أكتافه طيلة عمره ، لا يستطيع أن يوفي جميل والده عليه . عِظم حق الوالد علي الولد. في كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري ، أن رجلًا حمل أمه العجوز على كتفيه وكان يطوف بالبيت ، وأنت تعرف الطواف يكون زحام وكل واحد ينفذ بنفسه بصعوبة ، وهذا يحمل أمه على كتفه ويطوف بها ، فذهب هذا الرجل الذي يحمل أمه إلى بن عمر ، وقال له: " يا بن عمر تراني وفيتها ؟" _أي وفيتها حقها أنني أحملها في هذا الموقف الصعب _" فقال له بن عمر لا ولا بظفرة" . الظفرة:هي صرخة الأم حال الولادة ، الأم وهي تلد ورأس الولد تخرج هذا يساوي الموت حقًا ، ليس مجرد كلام ، رأس الولد حجمها كبير تخرج من رحم ضيق بقدر أصبعين ، هذا هو الموت ، الأم ترى الموت حقًا حال نزول الولد ، وطبعًا قبل الولادة فيه طلق وعذاب للأم وهذا الكلام ، ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾(لقمان:14) ،" فقال له بن عمر لا ولا بظفرة ،" الآه التي تطلقها الأم حال الولادة كل ما فعلته أيها الرجل لا يساوي ظفرة واحدة . أنظر: حملتك وهنًا على وهن ، ثم ولدتك ، ثم ظلت ترضعك سنتين وتحملك وأنت تصرخ لا تنام لا ليلًا ولا نهاراً ، وهي تحملك ليل نهار ومطلوب منها أن تخدم زوجًا ، وأن تخدم أولادًا آخرين وهذا الكلام فلا يستطيع ولدٌ أن يوفي حق والده . نصيحة: وأنا أريد من الأبناء أن ينتبهوا إلى هذا الكلام ، لأن الأيام دول ، الذي تفعله في أبيك سيفعله ولدك فيك ، لابد أن تعلم هذه الحقيقة ، إذا كنت تريد أن تعيش محترمًا لابد أن تبر والدك ووالدتك طبعًا ، أنا لما أقول الوالد ، أي الذي ولد ، الأب والأم . مالحالة التي يُمكن أن يقول فيها الولد للوالد لا فضل لك عليَّ؟ متى يضع الولد رجلًا على رجل ويقول لأبيه أنا وأنت رأي برأس أي لا فضل لك عليَّ ، في حالة واحدة فقط أن يكون الوالد مملوكًا فيشتريه ولده ويعطيه الحرية ، هذه هي الحالة الوحيدة أما غير ذلك فلا لذلك أقول لك أعظم المصائب أن يفقد الرجل حريته ، لأن العبد أي _المملوك _لا يستطيع أن يتزوج إلا بإذن مولاه ، قال – صلى الله عليه وسلم-:" أيما مملوك تزوج بغير إذن مواليه فهو عاهر " . وعاهر: أي زاني ، حتى لو كان المالك قاسيًا على المملوك ، والمملوك لم يستطع وهرب من مالكه ، لا تقبل له صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة حتى يرجع لمولاه ثانية ، فما هذا العذاب ؟ فتكون الحرية هي أعظم ما يمتلكه الإنسان. أن يكون حرًا ولا يكون مملوكًا ، وأنت تعرف أن كثير من الناس الآن يفقدون حريتهم مملوك في الحقيقة وإن كان بزي حر ، لكنه في الحقيقة مملوك . فيقول الشيطان لهذا المهاجر ، أتهاجر وتذر أرضك وسماءك ، ثم أعطاه هذه التي تخوفه ، " وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ " ، أي ستفقد حريتك وتكون محبوس في البيت ، تخرج تقضي مهماتك الضرورية ثم ترجع تحبس في البيت ، ما الذي يجبرك على هذا ؟ " "فعصاه فهاجر " . بقي طريق الجهاد ، طالما أنه ثبت إسلامه ثم هاجر ، طبيعة الهجرة لابد أن يعقبها جهاد ، كما حدث مع النبي- صلي الله عليه وسلم- وأصحابه وكما تعرفون ذلك . ونمثل بغزوة بدر مثلًا وهي أولي الغزوات الكبيرة وأعظم الغزوات قاطبةً ، أما أولي الغزوات فهذا أمر معروف لكم جميعًا ، كان فيه سرايا ، السرية وهذا أمر بسيط ، أما كغزوة كبيرة كانت غزوة بدر أول غزوة ، سنة اثنين هجرية . لما تُعدُ غزوة بدر من أعظم الغزوات؟ أما أنها أعظم الغزوات على الإطلاق فلأن من شهدها نقطع له بأنه من أهل الجنة ، وهذا كلام الرسول- عليه الصلاة والسلام- في أكثر من حديث . الحديث الأول: قال- صلي الله عليه وسلم- :" لا يلج النار أحدٌ شهد بدرًا والحديبية " . الحديث الثاني: أن حاطب بن أبي بلتعة كان له غلام أي مملوك ، وكان حاطب يضربه ، فذهب هذا الغلام شاكيًا حاطبًا للنبي- صلي الله عليه وسلم- وقال الغلام: يا رسول الله والله ليدخلن حاطبٌ النار ،_ لماذا ؟ لأنه يضربه _، فقال له- صلي الله عليه وسلم-:" كذبت إنه شهد بدرًا وفي الصحيحين أيضًا من حديث علي بن أبي طالب: أن حاطب بن أبي بلتعة – رضي الله عنه- أيضًا،كان راسل المشركين يخبرهم بخبر للنبي- صلي الله عليه وسلم- بأنه سيغزوهم من الطريق الفلاني ، أوسيغزوهم في الشهر الفلاني أو غير ذلك ، كشف سر النبي في غزوة من الغزوات وأعطى حاطبٌ هذا الكتاب لامرأة فجعلته بين ضفائرها ، أي ضفرت شعرها على الكتاب ، فنزل جبريل- عليه السلام وأخبر النبي- صلي الله عليه وسلم-أن هناك امرأة في مكان معين اسمه روضة خاخ ، معها كتاب فيه كذا وكذا ، فالرسول - صلي الله عليه وسلم-انتدب علي بن أبي طالب ، والمقداد بن الأسود وآخرين – رضي الله عنهم جميعًا- وقال له: اذهب إلى روضة خاخ ستجد ظعينة تجلس هناك ، في عقاصها كتاب ، أي أن الكتاب في ضفيرتها ، ائتني به ، كل هذا وحاطب يجلس مع النبي- صلي الله عليه وسلم- لا يدري شيئًا فانطلق علي بن أبي طالب والمجموعة معه ، وذهبوا فعلًا ووجدوا المرأة تجلس في روضة خاخ ، فقال لها علي- رضي الله عنه-: " أخرجي الكتاب ، فقالت ما معي كتاب ، فقال لها لتخرجن الكتاب أو لنقلبن الثياب " سيكون فيه تفتيش ذاتي ، سنفتش كل موضع في جسدك أخرجي الكتاب . فالمرأة حلت احدي ضفائرها وأخرجت الكتاب وأعطته لعلي بن أبي طالب ، جاء علي بن أبي طالب بالكتاب إلى النبي- صلي الله عليه وسلم- وقرئ الكتاب وحاطب جالس ، وطبعًا أسقط في يد حاطب لأنه ما توقع أن المسألة تنكشف ، فعمر بن الخطاب لما قرئ الكتاب قال يا رسول الله دعني أقطع عنق هذا ا لمنافق إنه خان الله ورسوله وخان المؤمنين . فقال حاطب: يا رسول الله لا تعجل عليَّ ، أي دعني أقول حجتي ما الذي دفعني أن أفعل مثل هذا ؟ والله ما فعلت هذا كفرًا ولا رضًا بالكفر بعد الإيمان ، ولكن أردت أن أتخذ لقرابتي يدًا عند المشركين لأن حاطب بن أبي بلتعة كان له أٌقرباء في مكة ، وكان المشركون يسومونهم سوء العذاب ، فأراد أن يتخذ جميلًا عند المشركين حتى يخفوا عن قرابته ، هذا هو الذي جعله يفعل ذلك . أحيانًا قد يتصرف المرء تصرفًا غير صحيح لكن نيته حسنه . فقال: هذا كفرًا ولا رضًا بالكفر بعد الإيمان ، ولكن أردت أن أتخذ لقرابتي يدًا عند هؤلاء يحفظون بها قرابتي ، قال- صلي الله عليه وسلم-:" صدق ، ثم التفت إلى عمر قائلًا: وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " فبكى عمر . فأهل بدر لهم مكانة ليست لأحد . ولذلك هذه الغزوة ظن هي الغزوة الوحيدة التي ينسب إليها من حضرها ، بخلاف بقية الغزوات ، يقال: فلان ألبدري ، ولا يقال ألأحدي ولا ألخندقي ولا التبوكي ، إنما ينسب المرء لهذه الغزوة لشرفها ، هؤلاء الصحابة الذين خرجوا لملاقاة عير قريش ، تركوا ديارهم أخذها المشركون وباعوها ، وأكلوا أثمناها ، تركوا أموالهم وتخففوا منها ، لأنه هارب بدينه ، الدين عنده هو كل شيء ، فيريد أن ينجو بهذا الدين ,فترك داره وترك ماله وترك أرضه . مايدل علي صدق صُهيب الرومي_ رضي الله عنه_ كما حدث لصهيب الرومي- رضي الله عنه- ، صهيب الرومي أراد أن يهرب من مكة ليلًا إلى المدينة ،وشى به بعض الناس أنه سيهرب بالليل ، فانطلقت الخيل وراءه فأدركته في بعض الطريق ، فقالوا له: "جئتنا صعلوك لا مال لك ، ثم تريد أن تخرج بالمال" ، فقال لهم أرأيتم إن دللتكم على المال أتخلوا بيني وبين وجهي ، أي تتركوني أمشي وتأخذون المال ؟ قالوا: نعم ، قال: المال في مكان كذا ، تحت جدار أو كان صهيب قد حفر له في مكان ما وردم عليه ، فتركوه ورجعوا وأخذوا المال طبعًا . موقف الرسول _صلي الله عليه وسلم_ ممافعله صهيب. فلما جاء – عليه الصلاة والسلام- أخبره بذلك ، فقال له:" ربح البيع يا أبا يحيا " ربح البيع، إنك تركت هذا لله وما عند الله لا يضيع أبدًا ، لأن الله- عز وجل- قال لنا:﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ (التوبة:111) ، هذا عقد بيع معروض علينا جميعًا ، معروض على كل المسلمين:﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ﴾ ، والجزاء ﴿بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ . أي عقد بيع يكون فيه توقيع البائع وتوقيع المشتري والشهود يتم عقد البيع بهذا ، أما الذي اشترى فهو مضمون مائة بالمائة ، الذي اشترى في عقد البيع هذا هو الله- عز وجل- وعندما أقول مضمون مائة بالمائة فهذا من باب تقريب المعنى فقط ، وطبعًا هذا لا يجوز ، الواحد ممكن لا يصف ربنا سبحانه وتعالي إلا بما وصف به نفسه لكن أنا أقرب المعنى ، المشتري هو الله ، ومعروف في القرءان آيات إن الله لا يخلف الميعاد ,والسلعة مضمونة ، من الذي بقي في هذا العقد حتى يتم توقيع البائع ، توقيعي وتوقيعك هو الذي بقي ، فهل أنت على استعداد فعلًا والمشتري مضمون والسلعة مضمونة ، وبقي توقيعك أنت كبائع فهل ممكن توقع . كثير من الناس لا يوقعون . في الأموال مثلًا أردنا أن نبني مسجدًا من المساجد ، فنطوف على أصحاب الأموال ، والله نريد أن نبني مسجد في المكان الفلاني ، فقيل لنا أن فلان الفلاني هذا عنده أرض كثيرة وعنده تجارات وغير ذلك أي مليونير ، أنتم اذهبوا إليه وهو سيعطيكم مبلغ محترم . فذهبت إليه و فتح الله عليَّ في الكلام عن المسجد وتكلمت كلام عاطفي لدرجة أنني كنت سأبكي من الكلام ، فمن كثرة تأثري بالكلام كدت أن أبكي ، فبعدما انتهيت من الكلام قلت أن الرجل سيعطينا شيك بمائة ألف أو مثل ذلك ، هذه حقيقة لكنها نكتة ، فقال أنا متعاطف وسأدفع مائة جنيه ، أنا قلت في رأسي مائة جنيه كاملة هذا المبلغ الخطير الذي سنبني به ويبقى منه أيضًا ، مائة جنيه ، فماذا ستفعل ، هذا هو الذي خرج من ذمته وأنا أتكلم وأحضرت الآية وأخذت أتكلم فيها﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ﴾ غير ذلك ، وأتكلم ، وأنفعل وأنا من كثرة كلامي كدت أن أبكي من كثرة ما أنا تأثرت بكلامي . هناك ناس أقل من هذا بكثير ، وعنده أموال لا آخر لها ، أنت ستتركها للورثة الذين لن يترحم واحد منهم عليك ، فلما لا تضع في رصيدك شيء ،. ما تتصدق به في رصيدك أنت ، لن يأخذه أحد آخر . قال- صلى الله عليه وسلم – للصحابة يومًا:" أيكم مال وارثه خير من ماله قالوا يا رسول الله ما منا من أحدٍ إلا وماله أحب إليه من مال وارثه قال:" فإن مالك ما قدمت ، ومال غيرك ما تركت " ، الذي ستتركه سيذهب إلى الورثة . مايدل علي زهد عمر بن عبد العزيز وورعه. أنظر عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه- كان عنده أربعة عشر ولد وهو يحتضر في سياق الموت ، قال هاتوا الأولاد ، فدخلوا عليه أولاد صغار ولم يكن عند عمر مال ، أمير المؤمنين ومعروف زهد عمر وفضل عمر ، ويكفي أنه أخذ شبكة امرأته فاطمة بنت عبد الملك ووضعها في بيت المال ، وليس ذلك فقط ذات مرة دخل على غرفة فيها عطور لما دخل أغلق أنفه وهو يتفقد الغرفة ، قالوا يا أمير المؤمنين هذا ريح ، أي الهواء ممتلئ به وهو أخذ من الريح فلما تسد أنفك ؟، لم تأخذ عطر وتضع علي يدك ولا غير ذلك ، فقال:" وهل ينتفع منه إلا بريحه ." يضرب بعمر المثل بجده الأعلى عمر بن الخطاب ، ولما دخل أولاده وهذه اللحظات أنت تعرف أنها لحظات فارقة ، لما يكون أب وترك أولاده صغار ، الذي عمره ست سنين أو سبع سنين أو عشر سنين فتجده يقول لنفسه يا تري هؤلاء الأولاد ما مصيرهم بعدما أموت هل سيكونون كالأيتام على موائد اللئام ، لاسيما لو كان بينك وبين أخيك ، أو بينك وبين الأسرة مشاكل وتعرف أن عم الأولاد سيضيعهم ، فيكون قلبك يعتصر حزنًا على الأولاد الصغار قبل أن تموت ، فلما دخلوا عليه الأربعة عشر ولد ورآهم فقال أخرجوهم وبكى . سبب بكاء عمر بن عبد العزيز. فقالوا له: ماذا تركت لهؤلاء الأولاد ؟ قال: (إنما هم أحد رجلين ، إن كان صالحًا فالله يتولى الصالحين ، وإن كان غير ذلك فلا أعينه بمالي ) ولد فاسد ستترك له أموال كثيرة ، ماذا سيفعل بها ، سيعصي ربه – سبحانه وتعالي- نداء: فأنا أريد أن أقول في هذه الآية:﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ ، فلا تستكثر نفسك إذا طلبت للجهاد في سبيل الله ، ولا تستكثر مالك إذا طلب سواء في الصدقات أو كان في جهاد أو نحو ذلك . فإن الأمر كما قال الصحابي ، قال: (أموال هو رازقها وأنفس هو خالقها يأخذها منا ويعطينا الجنة بخٍ بخٍ ،) أي يا لها من صفقة ، لأن أنت إنما رددت ما منحه الله- عز وجل – إليك ، وهداه إليك . طرق الشيطان طويلة عديدة ولا يستريح الشيطان إلا إذا أدخلك النار حتى في الحياة الدنيا ، لا يستريح الشيطان إلا إذا قلب حياتك رأسًا على عقب في الدنيا قبل الآخرة ، وفيها حديث جابر بن عبد الله الأنصاري عند الإمام مسلم ، وحديث أبي موسى الأشعري عند بن حبان ، قال-صلى الله عليه وسلم- :" يقول إبليس للأبالسة الذين هم أولاده وتلاميذه ، من أضل اليوم مسلمًا ألبسته التاج ، وأنا أجمع بين معنى الحديثين ، ثم يرسل الشيطان سراياه تترى إلى بني آدم كل شيطان يأخذ خط سير ، الشياطين لا يلعبون ، نحن معاشر بني آدم لو عملنا كالشياطين لعمرنا الأرض كلها ، فالشيطان يرسل سراياه وهو بالملايين مثلنا ، مثل بني آدم بل بالمليارات . كل شيطان يأخذ خط سير ماذا يفعل مع بني آدم اليوم ، ويضع الشيطان عرشه على الماء ، الكرسي الذي يجلس عليه يضعه على الماء ويرسل سراياه إلى بني آدم فأقربهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، وهم طوال النهار كل واحد منهم يعمل مع بني آدم ، آخر النهار يأتي الشيطان ويجلس على الكرسي ، ويقفون طابور كل هذه الشياطين ويسألهم واحدًا واحِدًا ماذا فعل في هذا اليوم . فالأول يقول له: ماذا فعلت ؟ يقول: ما تركته حتى فعل كذا وكذا كذا وكذا نمثل له بأي ذنب من الذنوب ، ما تركته حتى قتل أباه يقول له: قتل أباه فقط ، ولم يعمل شيئاً غير ذلك ؟ ، هذا بلطجي هذا لا يعمل ، اركن على جنب ، هذا ليس عمل ، وأنت الآخر ماذا فعلت ؟ يقول: ما تركته حتى زنا ، زنا جميعكم لا تستحقون الطعام اركن ، وأنت ماذا فعلت ؟ يقول: ما تركته حتى شرب الخمر ، اركن وأنت ماذا فعلت ؟ يقول ما تركته حتى قطع زوجته إربًا إرَبًا ، أتى بالساطور وقطعها ووضعها في الأكياس ورماها في الماء ، يقول له: فقط اركن ، والشيطان غضبان لأن هذا ليس عمل ، هذا الذي يحدث لعب أولاد ,حتى ما يأتي واحد وأنت أيضًا إياك أن تقول قتلت أو عملت كذا أو غير ذلك , أريد واحد يفتح نفسي ، يقول له: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ، ظللت أقول له أنت ستظل مستعبد حتى متى فما فائدة هذا الشارب الذي معك الذي تبرمه وغير ذلك ، الذي يميز الرجل من المرأة ، تظل تضغط على أنفاسك ، وتقول لها يمين تقولك شمال ، تقول لها شمال تقول لك يمين وتتحكم فيك وهذا الكلام ، ذِلها وعذبها وقل لها أنت طالق حتى تعرف من أنت ، وتعرف قيمتك وهذا الكلام ، فيقول لها أنت طالق ، ويطلقها . أنت تعرف الشيطان ماذا يعمل ؟ يقف لأنه كان يجلس على الكرسي وكل الجماعة السابقين لم يأتوا له بشيء يعجبه ونفسه مسدودة ، لم يعملوا شيء ، الذي قتل أبوه ,الذي قتل أمه ، كلام كله لعب أولاد ، يقوم أول ما يسمع من يقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله فيقف مباشرة ويأخذه بالحضن ويقول له نعم أنت ، أنت أَنت ، هذا هو العمل . مسألة: كيف يفرح الشيطان في المباح وفي الكبائر يغتبط ؟ كل هذه المعاصي التي قلناها كبائر ، والطلاق مباح ، أي أن الرجل إذا طلق امرأته لن يدخل جهنم ، الطلاق ليس ذنبًا ، لأن الله- عز وجل- أباح الطلاق ، وحديث:" أبغض الحلال إلى الله الطلاق " ضعيف لا يصح ، حتى المعنى نفسه معنى قلق ، لأنه ليس هناك حلال يبغضه الله ، بل الحلال ما أحله الله ورضيه والحرام ما كرهه الله وحرمه فكيف يفرح الشيطان في المباح وفي الكبائر يغتبط ، قال لأن الذنب ممكن أن يتوب منه ابن آدم ، فإذا تاب منه تاب الله عليه فعمل الشيطان قد أتمسح كأن الشيطان لم يفعل شيئًا ، إنما الطلاق ، الأولاد سيشردوا ، والأم ستتزوج وتترك الأولاد ، والأب سيتزوج ويترك الأولاد ، أين يذهب الأولاد وأين مصيرهم ؟ ، قال هؤلاء هم الاحتياطي الاستراتيجي لإبليس على الأرض ، يدخلوا هذا مع العصابة الفلانية ، وهذا مع العصابة الفلانية ، فيكون ملأ الأرض بالشر بسبب أولاد لا أب ولا أم ,إذًا لما النبي- صلي الله عليه وسلم- يقول: إن الشيطان قعد لابن أدم بأطرقه . ليس هناك طريق تسلكه إلا وعلى رأسه شيطان ، فهل أعددت العدة لمواجهة هذا الشيطان . والرسول- عليه الصلاة والسلام- ختم هذا الحديث بقوله:" فمن فعل ذلك " أي من عصاه فأسلم ومن عصاه فهاجر ومن عصاه فجاهد فمات كان حقًا على الله أن يدخله الجنة . "ومن قُتِلَ"_ أي في سبيل الله _ "كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ . "وَمنْ غَرِقَ" _أي كان يركب في غزو في سبيل الله_ "،كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ "، أو في أي عمل من أعمال الطاعات . "ومن وَقَصَتْهُ دَابَّتهُ"_ أي رفسته دابته فقتلته_" كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ " أسأل الله- تبارك وتعالي- أن يعصمنى الله وإياكم من الزلل ، وأن يقينا وإياكم من شياطين الإنس والجن إنه على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير,أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ، وصلي الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، والحمد لله رب العالمين . |
#28
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
تفريغ محاضرة أيها التائه قف من بروكسيل للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله كلمة الشيخ من بروكسيل أيها التائه قف. إن الحمد لله تعالى نحمدهُ ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرورِ أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدى الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسوله أما بعــــــدِ. فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي وأحسن الهدي هدي محمدٍ صلي الله عليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعه وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلَّ ضلالةٍ في النار ، اللهم صلى على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد . سبب اختيار الشيخ _حفظه الله_ لهذا العنوان. درسنا هذا المساء بعنوان أيها التائه قف أو قلّ هي صرخةٌ إلى تائه ، والذي حذا بي أن أختار هذا العنوان أنَّ أكثر أهل الأرض تائهون ، أكثرهم لا يعلم لماذا خُلِق ولا إلى أين المصير ؟ فأبدأ بتقرير حقيقةٍ قرآنيةٍ في وصف أصل الإنسان فهذا الإنسان له صفتان رئيستان مذكورتان في قول الله تعالي: الصفتان اللتان للإنسان في القرآن الكريم. قال تعالي﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾(الأحزاب:72) ، فكل إنسان في مبدئه ظلومٌ وجهول . أما أنه ظلوم:فلأن حقيقة الظلم أن تضع الشيء في غير موضعه، وهذا يحتاج إلى علمٍ وحكمة . وأما جهول:فالله عز وجل قال:﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا﴾(النحل:78) ، فالعلم كسبي ، بمعنى يولد المرء لا يعرف شيء مطلقًا ، فلا يموت حتى تُعقد عليه الخناصِر ويقال هذا أعلم الناس . للمرء صفات كسبية و وجبلّيَة. فصفة العلم صفة كسبية يكتسبها المرء ، كما أنَّ للمرء صفاتٌ جبلية ، يجبل حليمًا ، يجبل كريمًا ، سخيًا ، أو يجبل لئيمًا ، خسيسًا ، فهناك صفات جبلية وهناك صفات كسبية ، إذًا أصل الإنسان أنه ظلوم وجهول . فكيف يخرج المرء من ظلمه وجهله ؟ لا يخرج المرء من ظلمه وجهله إلا بإتباع الوحي قرءانًا وسنة ، لذلك أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليخرج المرء من هاتين الصفتين ، لأن المرء لابد أن يسلك طريقًا من اثنين لا ثالث لهما كما قال تعالي:﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (البلد:10) على أحد التفاسير أي طريقي الخير والشر ، فإمَّا أن يتبع الوحي وإمَّا أن يتبع ضده وهو الهوى قال تعالي:﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ﴾ هذا هو الوحي ، ﴿فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾(القصص:50) ، فهذه هي الجهة المقابلة للوحي ألا وهي الهوى ، وقال تعالى:﴿ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا﴾ هذا هو الوحي ﴿ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾(الكهف:28)وقال تعالي:﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ هذا هو الوحي ﴿ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (ص:26) .إذًا ما ثمَّ إلا وحيٌ أو هوي . فإذا اتبع المرء الوحي خرج من ظلمه وجهله وإذا اتبع الهوى بقيَّ على أصل خلقته . كيف يمكن للمرء أن يجتاز هذه الحياة ويلقى الله- عز وجل- بوجهٍ أبيض ؟ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، تبيض وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسود وجوه أهل الفُرقَة والبدعة كما نصَّ على ذلك جماعة من العلماء كسفيان الثوري وغيره من أهل العلم . لا يستطيع المرء أن يتخلص من ظلمه وجهله إلا بإتباع الوحي . ولذلك الإمام البخاري- رحمة الله عليه- لما صنَّفَ كتابه الصحيح الذي هو أصح كتابٍ بعد كتاب الله – عز وجل- بإجماع أهل العلم ، ليس هناك كتاب أعلى من كتاب البخاري ، لا في شرطهِ ولا في تبويبهِ ، ولا في فقههِ ثم يتلوه كتاب مسلمٍ- رحمه الله- . الإمام البخاري سمى كُتب صحيحه كعادة أهل العلم الذين صنَّفوا كتب الأحاديث ، يقول كتاب الطهارة ، كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الصيام ، كتاب الحج ، كتاب الطلاق كتاب النكاح ، يقسمون كتب الأحاديث إلى كتب مسماه . بم بدأ البخاري رحمه الله صحيح البخاري وبما أنهاه؟ البخاري- رحمه الله- بدأ كتابه الجامع الصحيح بكتاب سماه كتاب بدأ الوحي وآخر كتاب في صحيح البخاري اسمه كتاب التوحيد ، البخاري سمى أول كتاب في صحيحه كتابَ بدأ الوحي ثم كتاب الإيمان ، ثمَّ كتاب العلم ، ثمَّ كتاب الطهارة ، وعندك الغسل والحيض وغير ذلك ثمَّ تدخل على الصلاة لكن أول كتاب اسمه بدء الوحي ، وآخر كتاب في صحيحه اسمه كتاب التوحيد . ماذا يريد البخاري بهذا ؟ أراد البخاري أن يقول: من أراد أن يُختم له بالتوحيد فعليه بالوحي ، لابد أن يبدأ كلَّ حياتهِ بالوحي قرءانًا وسنة ، لأنَّ الوحي ليس قرءانًا فقط ، ﴿ إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾(الحجر:9) ، أجمع أهل العلم على أن الذكر هو القرءان والسنة معًا وليس القرءان وحده . فالذي يريد أن يُختم له بالتوحيد في آخر حياته فليلزم في كل أموره الوحي المنزَّل من الله- عز وجل- وهو القرءان ، والموحى إلى النبي- صلي الله عليه وسلم- إلا وهو السنة . إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل. ترجم الإمام الزاهد الكبير العلَم سفيان الثوري- رحمه الله- هذا الكلام بكلمةٍ جميلةٍ قال فيها: ( إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل ),لا تفعل هذا إلا إذا كان مأذونًا لك ، لأن الله – عز وجل- لما خلقنا وصمنا بصفة العبودية ، فأنت عبد إما بالاختيار أو بالقهر والاضطرار . أكثر الخلق يقعون تحت مظلة عبودية القهر. عبودية القهر التي يقع تحت مظلتها أكثر الخلق كما في قوله تعالي:﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾(مريم:93) ، هو عبدٌ رغمًا عن أنفه ، لأنه يمرض بغير اختياره ، ويموت بغير اختياره أيضًا ، فهو موصوم بالذل الأصلي . أجمل تعريف للذل قرأهُ الشيخ _حفظه الله_. وأجمل كلمة قرأتها في تعريف الذل وهي كلمة جامعة مانعة في التعريف ولله در قائلها .قال: (كلَّ عزيزٍ دخل تحت القدرةِ فهو ذليل ) الفرد الذي لا يدخل تحت القدرة هو الله- عز وجل- وحده . أما كلُّ عزيزٍ في الأرض سواء كان ملكًا مُطاعًا متوجًا أو رئيسًا في قومه فهو داخلٌ تحت القدرة ، إذ أنه يموت ويمرض وقد يذهب ملكه ، قد يستولي على ملكه من هو أقوى منه , ولقد قرأنا التاريخ وعلمنا كم من ملوك ذلّوا ودخلوا السجن وماتوا فيه وكانوا أعزة قبل ذلك ، لا يُداس لهم على طرف ولا تسقط لهم كلمة ,فكل عزيز دخل تحت القدرة فهو ذليل . مايدلُّ علي تمام عز الله_ تبارك وتعالي_. وكما قلت لكم الفرد الذي لا يدخل تحت قدرة أحد هو الله- عز وجل- ، قال تعالي:﴿ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ ﴾(المؤمنون:88) ، وقال تعالى:﴿ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾(الرعد:41)، وقال تعالي:﴿إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾(هود:107) ، وقال تعالي:﴿ وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾(الشمس:15) . كل هذا يدلُّ على تمام عزه- تبارك وتعالي- له الأسماء الحسنى والصفات العلي ، نحن خُلِقنا كما قلت ووصِمنا بصفة العبودية . المراد بالعبودية. معنى أن تكون عبدًا باختصار وبساطة شديدة أن يكون لك سيدٌ آمر ، وهذه طبيعة العبد له سيدٌ آمر ، السيد الآمر هو الله – عز وجل- ، فإن استطعت كما يقول سفيان الثوري ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل ، فمن أراد أن يُختم له في أخر حياته بالكلمة المباركة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، من أراد أن يُختمُ له بالتوحيد ، فعليه أن يبدأ كل حياتهِ بالوحي . شرط العبُودية. إذا أردت أن ترفع قدمك سل نفسك هل أنت مأذونٌ لك أن ترفعها أم لا تريد أن تضع قدمك في أي مكان تضع هذا القدم ، إذا وضعت قدمك ها هنا فهل أنت مأذونٌ لك أن تضعها ها هنا أم لا ، وهذا الكلام إذا أردت أن تحقق شرط العبودية ، إنما الكلمة الفاجرة التي انتشرت على ألسنة كثير من المسلمين في بلاد العالم أن يفعل الشيء ثم يقول: أنا حر المراد بالحرية المزعومة. أنا حر: هذه الكلمة معناها أنا منفلت معناها أنني خلعت رداء العبودية أفعل ما أريد ، عاد إلى أصل خلقته وأنه ظلوم وجهول ، إن لم يستضيء بنور الوحي رجع إلى أصل خلقته . المسلمون أولى الناس بالحق والهدى. نحن معاشر المسلمين أولى الناس بالحق والهدى ، كتابنا هو الكتاب الوحيد على ظهر الأرض صحيح النسبة إلى الله ، ليست هناك أمةٌ لها هذا الشرف إلا أمتنا وحدها ، كتابها صحيح النسبة إلى الله ، أما بقية الكتب فهي محرفةٌ بشهادة الكتاب المهيمن على هذه الكتب كلها ، وكذلك نبينا- صلي الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي ، كان أنبياء بني إسرائيل قديمًا إذا جاء النبي بوحيٍ إلى بني إسرائيل ، لا يلبث أن يحرفوا هذا الوحي ، فيرسل الله نبيًا آخر يصحح ما أفسده الخلق وما بدلوه من كلامه – تبارك وتعالي- فلا يلبث أن يحرِّف الناس هذا الكلام أيضًا فيرسل رسولًا آخر . أكثر الأمم الذي جاءها الأنبياء بنو إسرائيل . فلما قضى الله- عز وجل- أن يكون القرءان آخر الكب جعلهُ مهيمنًا علي ما سبقه من الكتب ، وقاضيًا عليها ، ولما كان نبينا – صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء عصم الله- عز وجل- كلامه من التحريف بأن لم يعهد حفظ الكلام إلى العباد كما كان يعهد في بني إسرائيل ، إنما تولى حفظ القرءان بنفسه ، لأن الله- عز وجل- لو وكل إلينا حفظ القرءان إلينا لوجد فينا من يحرفه . حفظ الله _عز وجلَّ_ لكتابه . فقال تعالي:﴿ إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ، فلم يجعل حفظ كتابه لأحدٍ من البشر ، إن بين المسلمين ومن يتسمون بأسماء المسلمين بينهم زنادقة وبينهم من أكثر من اليهود والنصارى ، هؤلاء يُمكن أن يحرفوا القرءان فلما كما قلت لكم كان القرءان آخر الكتب تولى الله- عز وجل- حفظه بنفسه فنحن أمة شريفة لنا منقبة ليست لأمةٍ أخرى ألا وهي كتابنا . لو أن رجلًا خطر بباله أن يحرِّف حرفًا من القرءان ، أو أن يضع نقطةً على حرف لرد عليه ألوف الصبيان في جنبات العالم ، وهذا لا يُعرف لأمةٍ من الأمم ، الصبية الصغار يحفظون كلام الله عن ظهر قلب ، لا يجرؤ أحدٌ على تحريف حرف من كتاب الله لأنه محفوظ ، فالوحي قرءاناً محفوظٌ بحمد الله والسنة محفوظةٌ بحمد الله- عز وجل- بشهادة أكثر الناس عداءًا للإسلام . لأن السنة حُفِِِِِِِِظّت بعلم مصطلح الحديث ، وهو تصحيح نقل الأخبار، قوانين قبول الأخبار ، والله- عزَّ وجل- هدى هذه الأمة إلى هذا العلم الذي لا يعرف لأمة من الأمم عشر معشاره . ينبغي أن تبدأ كلَّ حياتك بالوحي. إذًا الوحي ينبغي أن تبدأ به كل حياتك ، ولا تنسي يومًا من الأيام أنك عبد لو أردت أن تخرج من صفة العبودية لا تستطيع ، اليوم موتور المصعد من صفته الشد إلى أعلى ، ممكن تأتي بموتور المصعد وتركبه وتجعله سيارة ، أنت لا تستطيع ، لماذا ؟ لأن هذا المصعد خُصِّص للشد إلى أعلى الذي صنعه صَنعه لذلك ، فأنت لا تستطيع أن تستخدمه في غير ذلك . موتور السيارة لما صنعه صانعه صنعه ليمشي إلى الأمام أو يرجع إلى الخلف هل تستطيع أن تأتي بموتور السيارة وأن تضعه مكان المصعد ليشد إلى أعلى الكابينة إلى أعلي ، طبعًا لا ، لأن صانعه ما صنعه لغير ذلك لا تستطيع أن تخرج من صفة العبودية ولو أردت. كذلك خالقك خلقك لتكون عبدًا لا تستطيع أن تخرج من صفة العبودية ولو أردت ، كما قلت لك: إن لم يأت المرء بعبودية الاختيار سيأتي بعبودية القهر والاضطرار . عبودية الاختيار: أن ترضى بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ- صلي الله عليه وسلم- نبيًا ورسولًا . نداء الشيخ_ حفظه الله _للمسلمين في جنبات الأرض. أيها المسلم: لا يكون الجماد أفضل منك ، قال الله – عزَّ وجل للسماوات والأرض﴿اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾(فصلت:11) ، هذا الجماد يأتي طائعًا ولا يأتي المرء مختارًا ، لأجل هذا ولأننا عبيدٌ لابد أن نرجع إلى معنى العبودية ، بكل أسف كثيرٌ من الناس لا يعرف معنى العبودية . والعبودية ترتكز على ركنين أساسيين لا تتحقق عبودية عبد إلا بهما . الركن الأول: كمال الحب . الركن الثاني: كمال الذل . أما الحب: فهو مَركَبُ لا يضلُّ راكبه ، لا يرى المرء مع الحب مشقة ، وقانون الحب ثابتٌ مركوزٌ عند كل بني آدم سواء كان كافرًا أم مسلمًا . قانون الحب يقول: 1-أنه لا إرادة لك مع حبيبك . 2- أنك لا تستطيع أن ترى عيبًا في حبيبك. من أمثالنا العامية نقول: (الحب أعمي) ،ومعنى الحب أعمى: انك لا ترى في حبيبك عيبًا ، فلو رأيت فيه عيبًا كان النقص في محبتك على قدر ما رأيت من العبد . ولذلك الفرد الذي يستحق الحُبَّ لذاته هو الله- سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له في ذلك . وكل مخلوق بعد ذلك سواء كان ملكًا مقربًا أو نبيًا مرسلًا إنما نحبه لأن الله اصطفاه وأحبه , ولأن الله قرَّبه ، أما يُحَبُّ لذاته فهو الله وحده له الأسماء الحسنى والصفات العلى . مفهوم الحبّ. فالحب ألاَّ يكون لك إرادة مع حبيبك ، أي مسحوب ، مهما قال لك افعل لا تستطيع أن تقول له: لا ، وهذا كما قلت لكم ليس في الشرع ، إنما هو في الطبع ، الجماعة المحبين الذين يحبون بعض ، الرجال والنساء وغير ذلك كله هكذا ، إذا كلف المرء بحب امرأة يصير عبدًا لها ، وإذا أحبت المرأة رجلًا صارت أمةً له . ماسرّ إضافة العباد إلي الله( عزَّ وجلّ _في هذه الآية؟ بعض الواعظين سئل في مجلس وعظه عن سر الإضافة في قوله تعالي:﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾(الزمر:53) . الإضافة إضافة العباد إلى الله:﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ ﴾ ، قال له: سُئِلَ عن سر إضافة العباد إلى الله في هذه الآية ؟ فأجابه ببيتين من الشعر ضج المجلس بالبكاء بعد سماع هذين البيتين ، قال له ذلك الواعظ: وهان عليَّ اللومُ في جنبِ حُبِّها وقولُ الأعادي إنَّهُ لخليـعُ أصمُّ إذا نوديتُ باسمــي وإنني إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ هذان البيتان تحتهما معنىً كبير ، يقول : أصمُّ إذا نوديتُ باسمــي وإنني إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ إذا قلت له يا فلان لا يسمع ,هذا يدل على تمام عبوديتها لها ، وطبعًا هذا الواعظ قصد معنىً آخر ، حتى الشعراء في هذا الباب الذين يتكلمون في المحبة وغيره ، إنما يقصدون محبة الله ، إنما يضربون المثل بالكلام عن بين آدم . إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ. كأنما يريد أن يقول أنا تركت حظ نفسي لهواها ، تريد أن تفعل الشيء الذي تحبه أنت ، لكن حبيبك يكرهه ، قانون الحب يأبى عليك أن تفعل ضد ما يريد حبيبك ، وكما قلت هذا قانون إنما رُكز في الطبع . أنظر مثلًا سِنون بن احمد الذي يسمى سِنون المحب ، لكثرة كلامه في المحبة قال بيتين من الشعر في منتهى الجمال في هذا المعني ، يقول: ولو قِيل طأ في النار أعلمُ أنه رضًا لك أو مدنٍ لنا من وصالك لقدمت رجلي نحوها فوطأتها سرورًا لأني قد خطرتُ ببالــك يقول: ولو قِيل طأ في النار أعلمُ أنه: أي ضع قدمك في النار ، أنا على استعداد بشرط أن يكون ما أفعله رضًا لك ، أو على الأقل يقربني منك ، أو مدنٍ لنا من وصالك لقدمت رجلي نحوها فوطأتها سرورًا لأني قد خطرتُ ببالــك مجرد أن يخطر اسمي على بالك هذا كافٍ عندي أن أضع قدمي في النار ، وهو يريد بهذا معنيً أكبر من هذا طبعًا . يريد أن يقول: يا ربي لو أنني أعلم أنني مذكورٌ عندك في الملأ الأعلى وقلت لي ضع قدمك في النار لوضعتها ، شريطةَ أن أضمن أنني مذكور عندك ، وقد ورد هذا في كلام الله- سبحانه وتعالي-:﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾(النساء:66-68) . الشاهد من الآية:يقول ربنا - عز وجل- في هذه الآية ولو أني قلت لواحد من هؤلاء العباد أقتل نفسك ، أو اخرج من دارك لم يستجيب لأمري إلا قليلٌ من البشر ولو أن واحدًا منهم استجاب لما أقول لكان خيرًا له وأشد تثبيتًا ، وإذًا لأتيته من لدني أجرًا عظيمًا ، ولهديته صراطًا مستقيمًا ، فجعل الخروج من الدار مساويًا للقتل ، أقول هذا لتعلموا فضل الصحابة الأوائل الذين تركوا ديارهم وأموالهم وملاعب صباهم وهاجروا إلى الله ورسوله . فضل الصحابة الأوائِل. في آية في سورة النساء قال الله- عز وجل-:﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (النساء:100)، سبب نزول الآية: رجلٌ كبير في السن كان يسكن في مكة بعد هجرة النبي- عليه الصلاة والسلام- إلي المدينة ، ونحن نعلم أن الله – عز وجل – قد وضع وجوب الهجرة عن الرجال الكبار وعن النساء وعن الصبيان وأوجبها على كل قادر ، فهذا رجل معذور ، عذره الله لكبر سنه . لكنه لم يتحمل برودة الكفر في مكة ويتخيل الصحابة وكيف يصلون خلف النبي- صلي الله عليه وسلم- وكيف يصافحون وجهَهُ كل يوم ، لم يتحمل أن يعيش في مكة ، فخرج من مكةَ إلى المدينة ، ومن مكةَ إلى المدينة قرابة أربعمائة وخمسين كيلو متر ، وهي مسافة طويلة وكثير منكم ذهب إلى الحج أو ذهب إلى العمرة ويعلم المسافة من مكة إلى المدينة ، وبينما هذا الرجل يسير في الطريق بعدما قطع مرحلةً منه إذ أدركته الوفاة سيموت ، وشعر بدنو منيته ، فماذا فعل هذا الرجل ؟ ضرب كفًا بكف ، لم يضرب كفًا بكف ندمًا على ما فعل كما نفعل نحن مثلًا إذ لم يعجبنا شيئًا نضرب كف بكف أي ضاعت أو راحت . لا ، ضرب كفًا بكف ، ضرب الكف الأولى هكذا وقال: اللهم هذه بيعتي لك ، وضرب كفه الأخرى وقال: اللهم هذه بيعتي لنبيك ، فنزلت الآية: ملحوظة: هنا بكي شيخنا حرَّم الله عينك علي النار ياشيخنا وأدخلك الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب. ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ لم يعين له جزاءًا ولا أجرًا ، أنما قال: أجره عليَّ أنا. إبهام الأجر دلالة على عظم الجزاء . كما قال- صلي الله عليه وسلم-:" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها " . لم يقل فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، إنما قال:" فهجرته إلى ما هاجر إليه " للدلالة على تحقير ما هاجر إليه ، بخلاف الشطر الأول " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله " لم يقل فجزاؤه جنات عدن أو جنة الفردوس لم يعين له جزاءًا ، اتحد الشرط والجزاء للدلالة على عظم الجزاء مبهم . ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ ، لا تضع رقمًا ، لا تضع جزاءًا ، فهذا الرجل إنما خرج من مكة إلى المدينة ليلتحق بركب المؤمنين . أرجع فأقول الركن الأول من أركان المحبة من أركان العبودية هو: تمام الحب الحب يعطيك قوة ويعطيك ثقة . ألم تري إلى عنترة بن شداد وكان مشهوراً بالشجاعة والجرأة والإقدام ، لما أراد أن يستلهم قدرةً على القتال والجلد فيه ذكر حبيبته في ميدان القتال يقول عنترة: ولقد ذكرتُكِ والرماحُ نواهلٌ مني وبيضُ الهندِ تقطُرُ من دمي فودِدتُ تقبيلُ السيوفِ لأنــها بَرِقت كبارقِ ثغركِ المتبسمِ أخذ قوة بذكر من يحب ، هذا المعني الذي هو في طبع بني آدم مذكور في القرءان ، ذُكِر في كلام الله- تبارك وتعالي- ، قال الله- عز وجل-:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ ﴾(الأنفال:45) لأن ذكر الله- عز وجل- في موطن الخوف هو عز الأمن . فالإنسان إذا ذكر من يحب اكتسب قوةً ذاتية ، وإذا عرف كما قال القائل: (من عرف شرف ما يطلب هان عليه ما يبذل ) يسرد الشيخ حفظه الله قصة لقائه بأحد علماء طاجستان. أنا التقيت برجل من علماء طاجسكتان في مكة عام ستة وتسعين ، هذا الرجل كان عمره فوق التسعين ، وكان معه مجموعة من تلاميذه ، وجرى ذكر ما فعله الروس في المسلمين ، وأنهم كانوا يقتلون علماء المسلمين وهكذا فأنا سألت بعض تلاميذه قلت له إذا كان الروس يقتلون علماء المسلمين فكيف نجا هذا ؟فسأله هذا السؤال فقال له فلان يعنيني يقول كذا وكذا وكذا فتكلَّم الرجل وكان كلامه عجبًا من العجب ، هذا الرجل يا إخواني رضي بالحبس الاختياري ستين سنة ، حبس نفسه اختيارًا ، لم يُقبض عليه ووضع في السجن ، لا ، كيف ذلك ؟ . لما رأي هذه الهجمة على علماء المسلمين وخشي أن تجف منابع اللغة وهي المدخل إلى القرءان والسنة ، عزم بينه وبين نفسه أن يكون جنديًا يحمل هم الإسلام ، فكان يتفق مع أهل قرية ما أنه سيدخل هذه القرية ، ويستأجرون له بيتًا ، ويظلُّ في هذا البيت شهر ، اثنين ، سنة ، سنتين ، ثلاثة ، أربعة ، ويظلُّ في هذا البيت لا يخرج من البيت ولا يشعر به أحد ، وبالليل أهل القرية يسرّبون إليه الأطفال يعلمهم العربية ويحفظهم القرءان والسنة . فإذا قضى مهمته في هذه القرية بعد سنة أو سنتين ، يتفق مع أهل قرية أخري ويتخذ الليل جملًا ويمشي ليلًا ويدخل هذه القرية ويحبس نفسه اختيارًا في بيت من هذه البيوت ويعلِّم أطفال القرية اللغة والقرءان والسنة ، فإذا قضى مهمته ذهب إلى أهل قرية أخرى وهكذا ، قضى ستين سنة من عمره ، لو عندنا مائة مثل هذا الرجل لفتحنا الدنيا ، لماذا ؟ لأنه كان يحمل همًا ، لم ينظر إلى مجده الشخصي ، إنما كان ينظر إلى محنة أمته ، لذلك هان عليه أن يحبس نفسه في الوقت الذي يستمتع فيه الملايين بالحياة ، لا يفعل هذا إلا الحب ، ,أنظر إلى أبي الشيص وهو أحد الشعراء المجيدين في الكلام في الحب يقول: وقف الهوى بي حيث أنــتَ فليس مُتَأَخرٌ عنهُ ولا متقــدمُ وأهنتني فأهنتُ نفسيَ جاهدًا ما من يهون عليك ممن يُكرَمُ أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم إذ كان حظي منك حظي منهمُ أجدُ الملامة في هواك لذيـذةً حبّاً لذكرك فليلمني الّلوَمُ يقول:وقف الهوى بي حيث أنــتَ. أي أنت منتهي أملي ليس لي أمل بعدك ، فليس مُتَأَخرٌ عنهُ ولا متقــدمُ. وأهنتني فأهنتُ نفسيَ جاهدًا . يقول له:أنت يا حبيبي أهنتني ولأنني أحبك رأيت أهانتك لي عزًا لي ، فأهنت نفسي أنا الآخر، وأهنتني ، طبعًا لم يغضب لأن المحب إذا غضب من حبيبه نقصت محبته ، حتى يرى كل فعل حبيبه جيدًا . أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم إذ كان حظي منك حظي منهمُ العدو يهينك ، عدوك لا يكرمك إنما يجدَّ في إهانتك ، فيقول له: أهنتني وصرت مثل أعدائي ، فمن حبي لك أحببت أعدائي ، تجد حبًا أكثر من هذا أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم إذ كان حظي منك حظي منهمُ وهو الإهانة . أجدُ الملامةَ في هواك لذيـذةً حبّاً لذكرك فليلمني الّلوَمُ يلومونني أنني ملتزم هذا شرف لي ، هذا ليس بعار ، والحجاج بن يوسف الثَقفي زمان لأما أرسل إلى أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين ، أرسل إليها فلم تذهب إليه ، وأنتم طبعًا أكيد قرأتم الفتنة التي حدثت بين عبد الله بن الزبير ، وبين عبد الملك بن مروان ، والقصة التي حدثت قتل عبد الله بن الزبير وصلبه الحاج بن يوسف الثقفي على مدخل المدينة ، فكان الحجاج إذا أراد أن يُعيَّر بن الزبير وأن يشتمه ، فكان يقول له: يا ابن ذات النطاقين ، هل هذه حاجة بها عار ، هذا شرف ، فكان عبد الله بن الزبير يقول له: (تلك شكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها )، أي مثل هذا لا يُعيَّر به ، مثل هذا شرف أن تكون أمي هي ذات النطاقين . من الشرف أن تنتسب إلي السنة. قديماً كانت اللحية غريبة في بلاد المسلمين ، كنا نمشي في الشوارع عندما يريد أحدُهم أن يستهزئ بنا ينادي ويقول: يا سني ، فهل يا سني عيب ؟ هذا شرف أن ينسبك إلى السنة ، لما يقول لك يا سني كأنه يستهزئ بك كما كان الحجاج يُعيِّر عبد الله بن الزبير ويقول له: (يا ابن ذات النطاقين ). فأنا أريد أن أقول: الحبّ أول ركائز العبودية . ركيزة العبودية الثانية:أن تَذل ، وكلاهما مرتبط ببعض ارتباطًا وثيقًا لا انفكاك منه إطلاقًا ، لأن المحب ذليل بطبعه ، وتعرف كلما ازداد حبك كلما استطعمت الذل ،أشرف ما فيك هذا أي _الأنف_ أبرز ما في الوجه ومأخوذ منه الأنفة . والأنفة: الكِبر والعز ، وأنت لما تريد أن تقول أنك أذللت أحد تقول أنا أنزلت أنفه إلى الأرض ، أنفك هذا الذي هو أشرف ما في الوجه وكذلك الجبهة ، أنت عندما تسجد تضع أشرف ما فيك مكان نعلك ونعال الناس أنت عندما تسجد في المسجد ، والمسجد هذا وطأته الأقدام ، أعلى ما فيك وأشرف تضعه في الأرض مكان نعال الناس . حقيقة الذلّ. وهذا هو حقيقة الذل ولذلك ربنا- سبحانه وتعالي- قال:﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾(العلق:19)، أي كلما ذللت كلما اقتربت ، وقال- صلى الله عليه وسلم-:" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " ، وكما قلت لكم هذا عنوان الذل ، أنظر كيف رفعك إلى أسمى مقامات الحب . ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ ، أي كلما نزلت علوت . فالذلّ والحبّ يتناسبان تناسبًا عكسيًا . كلما نزلت إلي أسفل كلما ارتفعت , وكلما ارتفع المرء إلى فوق كان مذكورًا في الملأ الأعلى ، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- الذي يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه أبي صالح واسمه زكوان . يقول سهيل كما في صحيح مسلم : "كنا في موسم الحج فمرَّ أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز- رضي الله عنه- فإذا الناس وقوف يقولون هذا عمر ، هذا عمر ، هذا عمر ، فقال سُهيل فقلت لأبي يا أبي ألا تنظر إلى محبة الناس عمر ,فقال له أبوه أبو صالح: أي بني إني سمعت أبو هريرة- رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم-:" إذا أحبَّ الله عبدًا نادي جبريل ، فقال يا جبريل: إني أحبُّ فلانًا فأحبَّه " ، يا له من عبد أن يكون مذكورًا عند الملك فلان بن فلان ، عبد يمشي على الأرض بقدميه مذكور عند الملك ، هذا شرف باذخ . " يا جبريل: إني أحبَّ فلانًا فأحبَّه ، فيحبَّهُ جبريل ، ثم ينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحبُّ فلان بن فلان فأحبّوه ، فيحبَّهُ أهل السماء ثم يوضع له القَبول في الأرض " ، يحبه حصى الأرض الذي يمشي عليه . ممن أحبّهم الله _عز وجلّ_. سعد بن معاذ ، تدرون كم قدر سعد بن معاذ ؟ سعد بن معاذ سيد الأوس اهتز له عرش الرحمن يوم مات تبارك وتعالى ، وعرش الرحمن هذا شيءٌ لا يدخل تحت الوصف ، السماوات والأرض ، السموات السبع والأراضين السبع كحلقةٍ في فلاه بالنسبة للعرش . العبد بالاختيار هو المحبوب عند الله _عزَّ وجلّ_. إذًا ركنا العبودية كمال الحب مع تمام الذل ، إذا استطاع العبد أن يحقق هذين صار عبدًا بالاختيار ، العبد بالاختيار ، هذا هو العبد المحبوب عند الله - تبارك وتعالي- ، وهذا هو الذي يترقي أعلى درجات الجنان . فنحن نريد أن نعيد للعبودية رونقها مرة أخري معاشر المسلمين ، نحن حملة مشاعل الهدي إلى البشرية ، لقد خسر العالم كثيرًا وكثيرًا جدًا بانحطاط المسلمين وتخلفهم عن دورهم ، أيمكن لو كان المسلمون الذين يحكمون العالم أيمكن أن يُلقى بالقمح في المحيط ، ويُلقى باللبن والجبن والزبد في المحيط حفاظًا على السعر العالمي وثلث الكرة الأرضية يموت جوعًا ، هل المسلمون يفعلون ذلك ؟ . في ديننا نحن نعامل الحيوانات أفضل معاملة. حفاظًا على السعر العالمي أرمي القمح في المحيط وأترك البشر يموتون جوعًا في جنبات الأرض ، في ديننا نحن نعامل الحيوانات أفضل معاملة ، قال- صلي الله عليه وسلم-:" إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتل أحدكم فيحن القِتلة وإذا ذبح فليحسن الذِبحة وليحدّ أحدُكُم شفرَته وليرح ذبيحتَه" ، وقال- صلي الله عليه وسلم-:" لا تتخذوا الدواب كراسي " أنت تركب على الحمار أو على الفرس ، تركبه وهو يمشي ، لكن لا تركبه وهو يقف لأن هذا متعب عليه ، يقول-:" لا تتخذوا الدواب كراسي " . وقال- صلي الله عليه وسلم-:" بينما امرأة بغي تمشي إذ وجدت كلبًا يلهث ويلعق الثرى من العطش ، فنزعت موقها فسقت الكلب فشكر الله لها فغفر لها بسقيا كلب ، وامرأة بغي: أي تتاجر بعِرضها ، لو سقت كلاب الدنيا وتتاجر بعِرضها عشرين سنة ، ثلاثين سنة ، أربعين سنة ن فما يفيد أن تسقي كلاب الدنيا ، لا هي لم تسقي كلاب الدنيا ، هي سقت كلبًا واحدًا ، فشكر الله لها فغفر لها,لأجل هذا أقول: مناشدة وسؤال: ينبغي أن نرجع إلى ذوات أنفسنا ، وننظر لماذا لم نمكن ؟ لماذا نعيش على حواشي الدنيا وحواشي الأرض ؟ لماذا نستذل وكتابنا هو الكتاب الوحيد صحيح النسبة إلى رب العالمين ؟ ونبينا سيد الأنبياء وخاتمهم ، وأمرنا. يقول أحمد شوقي: بأيمانهم نورانِ ذكرٌ وسنةٌ فما بالهم في حالكِ الظلماتِ رجل معه كشاف ، واثنين ، كلما وجد حفرة سقط فيها ، ما الموضوع ؟ أريد أن أفهم ، ما هو الموضوع ؟ الموضوع باختصار أن الذي يحمل الكشاف أعمي ، لأنه لم ينتفع بهذا الضوء . فهل نرضى أيها الأخوة الكرام أن نكون ثلة منن العميان في العالم ؟ ، والضوء نحن الذي نملكه وينبغي أن يقبس الناس من هذا الضوء فينقلون إلى أهلهم وأوطانهم .لأجل هذا أقول : سر مجدنا وعزنا وطريق التمكين أن نرجع مرة أخري عبيدًا لله ، فإذا كنا عبيدًا لله جعلنا سادة الأمم . أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين . |
#29
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
كلمة الشيخ أبي إسحاق الثانية من المانيا ويحاوره الشيخ محمد يعقوب
المحاور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . المحاور: سيدنا . الشيخ: حيا الله سماحة الشيخ . المحاور: يا مرحبا يا شيخنا أهلاً أهلاً مرحبًا ، الشاشة نورت والدنيا كلها نورت بصوتكم الجميل . الشيخ: الله يحفظك وهي منورة لوحدها . المحاور: أسأل الله جل جلالة أن يتم عليكم الصحة والعافية وأسأل الله أن يعليك إلى العافية وأن يمسحك بيمينه الشافية . الشيخ: اللهم آمين ، جزاك الله خيرًا . المحاور: كيف حالك سيدنا وطمئنا على صحتك أولاً شيخنا . الشيخ: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والحمد لله أنا كنت اليوم في المستشفى الجامعي ببون والتقيت مع أستاذ للأمراض العصبية ، والحمد لله لا يوجد فرق في التشخيص المبدئي بين ما ذكره الأساتذة في مصر وما ذكره الأساتذة هنا في ألمانيا ، سهولة الاتصالات والانترنت فلا يوجد معلومة ممكن تكون موجودة في أي بلد ولا تكون موجودة في مصر ، والحمد لله الحالة وإن كانت صعبة قليلاً إلا أنها مطمئنة بحمد الله تعالي ، وإن شاء الله تعالي يوم الجمعة القادم سأبدأ في عمل بعض الفحوصات الخاصة بالجهاز المناعي للأعصاب وتحاليل وأشياء هم يريدونها المحاور: ما شاء الله الشيخ صار دكتور كبير . الشيخ: بالنسبة لمرضي أنا أستاذ كبير ، أنا عارف القصة ، أنا لو تكلمت فيما يتعلق بالسكر وغير ذلك أتكلم مثل أكبر أستاذ لأن أنا مريض مخضرم المحاور: يا سيدي ، يا سيدي أسأل الله أن يشفيك شفاءًا لا يغادر سقمًا والسيدة عائشة- رضي الله عنها- تعلمت الطب ، قالت من كثرة ما طببت النبي- صلى الله عليه وسلم- . الشيخ: نعم هذا صحيح ، والحمد لله أنا أتقلب في نعمة الله- سبحانه وتعالي- وراضي ، قلبي راضي تمامًا الحمد لله . المحاور: أنا كنت سأسألك هذا السؤال وأنت تجيب قبل أن أسأل ، راضي ؟ الشيخ: نعم والله راضي من قلبي والحمد لله ولأقل من هذا وأنا أتذكر دائمًا كلام عروة بن الزبير- رحمة الله عليه- لما قُطِعت ساقه ومات ولده ، وكان عنده أربع أولاد ، ومات ولده وقُطِعت ساقه تقريبًا في يوم واحد ، فقال كلمته الجميلة التي أثرت في كثيرًا ، قال: (اللهم لئن ابتليت فلكم عافيت ولئن أخذت فلقد أبقيت ،) فالحمد لله الإنسان إذا كان يعيش في النعمة والصحة سنين طويلة ، فليحمد الله أن متعه بهذه النعمة والصحة ، لأن كثيرًا من الناس لا يتمتعون بها إطلاقًا ، فالحمد لله ، الحمد لله من كل قلبي ، أحمد الله علي هذا ، وعلى أقل من هذا والحمد لله . المحاور: جزاك الله خيرًا يا سيدنا ، استفدنا من هذه الكلمات القصيرة التي ذكرتها ، إن حضرتك وهذه فائدة أعممها على المسلمين جميعًا أنك لست مندهش ، وقلت بأن الموجود هناك موجود هنا ، فكيف ترى حال المسلمين في الغرب ؟ الشيخ: والله يا شيخنا المسألة مؤلمة جدًا ، وأنا الحقيقة منذ أن وطأت قدمي أرض ألمانيا وأنا أعزم على أن أفعل مثلما فعل عروة بن مسعود الثقفي كما رواه البخاري من صحيحه من حديث مسور بن مخرمة ورواه الحاكم- رضي الله عنهما- في قصة صلح الحديبية الحديث الطويل ، وفي هذا الحديث أن عروة بن مسعود الثقفي قال لقريش: ألست منكم بمنزلة الولد ؟ قالوا بلي ، قال: ألستم مني بمنزلة الوالد ؟ قالوا: بلي ، قال: فدعوني آته وأعرض عليه خطة رشد ، وجاء عروة بنن مسعود الثقفى وعينه كالكاميرا تسجل ، وقد جاء متنفخًا واستطال على أصحاب النبي- صلي الله عليه وسلم- وقال: والله يا محمد لئن كانت الأخرى ، أي الحرب ، فما أرى حولك إلا أوباشًا خليقًا أن يفروا ويدعوك ، فقال له أبو بكر نفر وندعه أمصص بذر اللات . فالنبي- عليه الصلاة والسلام- ترك المسلمين يفعلون شيئًا لم يكن يسمح لهم في جانب العادة أن يفعلوه ، وكان النبي- صلي الله عليه وسلم- كما في حديث أنس- رضي الله عنه- كان يكره أن يقوموا له تعظيمًا ، وكان يكره أن يسودوه ،كما قالوا أنت سيدنا وبن سيدنا وخيرنا وبن خيرنا ، فقال:" قولوا بقولكم وليستدرجنكم الشيطان " . فترك المسلمين في هذا الموقف أن يفعلوا ما لم يكن يسمح- عليه الصلاة والسلام- لهم فيه في جانب العادة وهو ما ذكره عروة بن مسعود الثقفي ، قال لقريش لما رجع إليهم ، قال لهم: والله يا قومي لقد وفدت على الملوك وفدت على كسري وقيصر والنجاشي ، والله ما رأيت أصحاب ملك عظيم مع ملكهم يعظمونه كما يعظم أصحاب محمد محمدًا ، والله ما توضأ فسقطت قطرة ماء على الأرض ، وما تنخم نخامة إلا وقعت في يد رجل فيدلك بها وجهه وجلده ، ولا يحدون النظر إليه تعظيمًا له ولا يرفعون الصوت عنده ويستقبلون أمره وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها . فأنا أنظر إلى هذا التقرير الذي رفعه عروة بن مسعود الثقفي إلى قريش وكان أمينًا في رفع هذا التقرير ، فأنا رفعت هذا التقرير مرة قبل ذلك لما ذهبت إلى أمريكا سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وتسعين ورجعت فوضعت التقرير بين يدي أبناء أمتي وسميت هذه المحاضرة بعنوان أمريكا التي رأيت ، وعزمت على أنني أكتب تقريرًا مفصلاً إلى أبناء أمتي إذا رجعت لهم ، حتى أبين لهم أنهم في نعمة كبيرة جدًا وعافيةً والله كما يقول علماء الاجتماع هنا في الغرب في ألمانيا وايطاليا وفرنسا وبريطانيا كلهم قالوا نريد الشرق بتخلفه ويأخذون حضارتنا بانحلالنا . يا سيدي ليست هنا في الغرب أسرة ، لا يوجد أسرة في الغرب إطلاقًا ، هل تتصور مثلاً أن يتبرع رجل من أصحاب الملايين أو أن يكتب وصيته أنه في أخر حياته بعد أن يموت لكلب ، هل تتصور ذلك مثلاً ، رجل لم يجد موضعًا لماله ، لا أب ولا أم ولا جد ولا جده ولا ابن ولا ابنه ولا عم ولا عمه ولا خال ولا خاله ولا جار ولا صديق ، لم يجد أحد إطلاقًا أحد يستحق المال إلا الكلب الذي كان يصحبه ، لأنه لم يكن يعتقد أن الوفاء لا يوجد إلا مع الكلب فقط . تصور إنسانًا لا يرى أحد على وجه الأرض يستحق ماله لأنهم ليسوا أوفياء ، فأي حياة هذه ، وأنا رأيت كثيرين وأنا أحب الاستماع لتجارب الآخرين وسمعت كثيرين من الذين جاءوا إلى ، ما رأيت أحدًا ارتبط قط بأنه هاجر إلى بلاد الغرب وترك ديارهم ، إنما ندم ندمًا شديدًا كما يقال ، ويمنعه كما يقول أحدهم ، ليس أحدهم بل أربعة ، خمسة ، ستة من الذين التقيت بهم ، قالوا كانت أمنية لنا أن نأتي إلى هنا فصارت من أكبر الأماني كيف نخرج من هنا ، هؤلاء الذين هاجروا منذ سنة ألف وتسعمائة وستين الذين التقيت بهم حتى اليوم عندهم أربع أجيال يا شيخنا ، عنده ابنه وابن ابنه أي حفيده ، هل تتصور الجناية التي جناها هذا الرجل على ذريته بالكامل ، حتى تقوم الساعة ويخرجوا من هذه البلاد ، أنه وضع حاجزا بينهم وبين كلام الله تعالي ، لا يقرءون القرءان ، لا يعرفون حرفًا من العربية ، لا يعرفون حرفًا واحدًا من العربية ، أي جناية جناها هذا الرجل على نسله بالكامل ، أن يحجب بينهم وبين كلام الله- سبحانه وتعالي- ، أن يحجب بينهم وأن يضع حجابًا بينهم وبين كلام النبي – عليه الصلاة والسلام- . وكنت أقول لكثيرين من الذين جاءوا إلى هنا السؤال الذي ما توقعه أحد كلهم قالوا ما توقعنا أن تسألنا هذا السؤال ، قلت يا بني لماذا أتيت إلى هذه البلاد ؟ يقول مثلاً لكي أحضر ماجستير ، ثم ماذا ؟ أخذ الدكتوراه ، ثم ماذا ؟ ثم أتعين في مكان كبير ، ثم ماذا ؟ فلا أزال لا يذكر لي أمنية فأترقى به وأقول له: ثم ماذا ، ثم ماذا ؟ حتى ينتهي الكلام ، ثم أقول له لماذا لم تريد أن تجيب عن أخر الكلام ثم ماذا ؟ ثم الموت . ما من أمنية يذكرها إنسان ثم تقول له ثم ماذا ؟ إلا لابد أن ينتهي في النهاية بالموت ، والمساءلة بين يدي الله تعالي مساءلة فردية وليست مساءلة جماعية المسلمون هنا حالهم لا يسر عدوًا ولا حبيبًا ، ويا ليت لهم حيثية في هذه المجتمعات ، ليس لهم أي حيثية ، الذي يعمل سائق تاكسي والذي يعمل في سوبر ماركت والذي يعمل في البلدية ، أعمال ومهن عادية . ومما أفزعني أيضًا أن مسألة الضمان الاجتماعي أي إعانة البطالة ثمانون بالمائة من المسلمين هم الذين يأخذونها ، لا يعملون ، حتى أني وجدت ببعض الشباب العربي ، رجل متزوج بامرأة ألمانية وأسأله ماذا تعمل ؟ يقول لا أعمل شيئًا ، فمن الذي ينفق عليك ؟ يقول المرأة هي التي تنفق علي ، أقول له أنا لا أحدثك باسم الإسلام ، أنا أحدثك كعربي ، أين يا بني دماء العرب في عروقك ؟ العربي لا يسمح لامرأة أن تنفق عليه ، وطبعًا تستطيل عليه ولما قال لها أنا قررت أنا أطلقك ، فقالت له هذا يوم المنى ، قلت له ثم ماذا منذ متى قال منذ شهرين ، قلت له ولم تطلقك حتى الآن ؟ امرأة تقول له يوم المنى أنك تخرج من حياتي ثم يبقى لها زوجًا ، أنا والله ما أدري ما هذا المسخ الذي حدث لهم ؟ هنا المسألة ، أنا نفسي أرجع إلى مصر فقد اشتقت لصوت الآذان ، ولا أستطيع أن أتخيل أيام تمضي عليَّ في فترة الرقاد ولا أسمع الآذان فيها ، وأنا في المستشفى لما كنت محجوز بها أول ما أتيت ، وجدت سيارة كبيرة تمشي فتهيأ لي قفلت لصاحبي هل العصر أذن قال عصر ماذا ؟ وأنا نسيت نفسي نهائيًا ، أول ما جاء صوت من بعيد مثل صوت الآذان . فأنا إن شاء الله لو سلمني الله تعالي ورجعت مرة أخري وأخذت البرنامج العلاجي وأمكن تنفيذه في مصر سأعود فورًا إلى مصر ن وأكتب التقرير الذي أرجو أن أوفق في صياغته بأمانة بدون ما ننتقص حق أحد ، هم يريدون أن يقولوا الغرب متقدم نعم متقدم ، الغرب نظيف نعم نظيف ، الغرب منظم نعم منظم ، الغرب كله عبارة عن خضرة والمكان الذي لا يوجد فيه خضرة فقط هو الأسفلت ، إنما الباقي كله خضرة وشجر وهذا الكلام . كل هذا نعم موجود ، لكن الأمم لا تقاس بهذا ، الأمم لا تقاس إلا بأخلاقها ونحن كمسلمين لا نساوي شيئُا بدون ديننا ، معذرة ربما يكون كلامي سريع الطلقات لأنني خارج من المستشفى منذ قليل وأشعر بشيء من عدم تجميع الذاكرة ، لكن أرجو أن أوفق إن شاء الله أن أستعرض هذه المسألة عندما أعود إن شاء الله . بالعكس أنت مركز جداً يا سيدنا ومثل الفل ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله . والله أحيانًا أنا رأسي تذهب يا مولانا . المحاور: سيدنا السؤال: هل ترى في المسلمين الموجودين الذين رأيتهم روح التمكين وعلو الإسلام والهمة العالية ، ماذا رأيت ؟ الشيخ: إطلاقًا أنا لم أرى شيئًا من هذا ، أنا أرى تفسخًا ، وأنا لا أفهم ما الذي يغريهم أن يجلسوا ، وأنا كل ما يأتيني وفد من الوفود وأنا حريص حتى الآن ، ويمكن لم ألتق بكثير من المسلمين ، لأنني حريص على ألا يعرف أحد مكان مسكني وألا يعرف أحد مكان المستشفى الذي أكون فيه ، لأنني أعمل إزعاج ، لأن من ضمن الحاجات الملفتة لما كنت في المستشفى ، حتى أبين لك حالة الغرب ، تخيل مثلاً أنا الغرفة الوحيدة التي كانت تزار ، والذين يجلسون وكان فيه رجل يجاورني في الغرفة لا أحد يزوره ، ونفس الممرضات والممرضين والأطباء وغير ذلك يتعجبون أن أحدًا ممكن يزور أحد بهذه الكثافة مع أنني حاجز اسم المستشفى منعه تمامًا ومخبأه ، ولا أحد يزور أحد هنا إطلاقًا . والمسلمون هنا الذين جالستهم ليس لأحد لهم هنا عمل ، ما التمكين الذين هم يبحثون عنه ، التمكين إنما يكون بالتمسك بالدين ، وهنا حاجز اللغة حاجز كبير جدًا ومعكر على كل حاجة ، تصور الرجل لا يستطيع أن يقرأ آية في كتاب الله ، أنا لا أفهم كيف يتم له التمكين وهو بهذه الحالة . المحاور: سيدنا وأنت في هذه الغربة وفي هذه الأجواء ، هل من نصيحة لأبناء المسلمين وكنت قبل أن أتصل بحضرتك أقول أن المسلم يفرح ويحمد ربنا بأن الله خلقه مسلم وأنه ولد مسلم من أبوين مسلمين ، وأنه ولد على أرض مسلمة من بيئة مسلمة وهذه نعمة أخري وأنه يتعلم ويعرف يتكلم اللغة العربية هذه نعمة ثالثة ، فهل من نصيحة لأبناء المسلمين بهذه النعم ؟ الشيخ:والله أنا أقول لهم لو رأيتم الحرمان لعلمتم قدر النعمة التي أنتم فيها أولادنا الذين نحاول أن نحفظهم القرءان ويهربوا من الشيوخ ولا يعرفون أن يحفظوا وهذا الكلام ، لو يعرفون حجم المحنة التي يعيشونها المسلمين هنا حتى الذين استيقظوا منهم ، فهناك رجل من سنة ألف وتسعمائة وستين في ألمانيا وهو هنا في ألمانيا ، قلت له ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ قال: كرامتي ، قلت له وما كرامتك ؟ قال: ذهبت إلى بعض البلاد العربية وكان يعمل في المقاولات كعامل ، فأصر على أن يأتي إلى هنا ، يقول أنا من سنة ألف وتسعمائة وستين وأنا هنا ، وأكبر غلطة أخطأتها في حياتي أني أتيت إلى هنا وتركت بلدي وكان عندي أن أبتلع التراب وأضرب بالنعل في بلدي ، كان أهون علي من كثير من أن يكون هناك حاجزًا بين أولادي وبين العربية ، بين أولادي وبين القرءان . فهو الحمد لله على نعمة الإسلام وكفي بها نعمة ، ومسألة أنك تستطيع أن تقرأ في كتاب الله بلا حاجز ، وأن تفهم كلام العلماء نعمة كبيرة جدًا ، وأنا ذهبت إلى أكثر من بلد في الغرب لكن لم أرى حجم المحنة مثلما رأيتها هنا في ألمانيا الحقيقة ، وأنا حتى الآن لم اختلط بسبب الظروف الصحية ، لم أختلط بعدد كثير من الناس ، لكن أنا أعزم إن شاء الله إن وفقني الله تعالي أن أطوف في بعض البلاد الألمانية بدعوات جاءتني عندما ما وصلت إلى هنا ، إن استطعت أن أذهب إلى هناك سأذهب وأسدد وأقارب وانصح لهم . وأنا أقول لهم دائمًا ارجعوا إلى بلادكم وكونوا فاعلين فيها . المحاور: جزاكم الله خيرً يا سيدنا ، لكن لماذا صارت ألمانيا ألم تكن ألمانِيِا ؟ الشيخ: والله يا أخي لا أعرف نحن في تجويدنا نقول ألمانيا ، لأن النون والألف والترقيق وغير ذلك ، لكن هو أنا درستها هكذا منذ كنت في كلية الألسن ، وأنا أرجوا أن أحد لا يتصور أن أنا لساني صار به عوج لما أتيت هنا لمدة أسبوعين ، لا أنا أقولها منذ كنت في الجامعة ، وهي تنطق هكذا ونجعلها هكذا ألمانيا . المحاور: ربنا يتم عليك الصحة والعافية ونسأل الله أن يشفيك شفاءًا لا يغادر سقمًا ، مصطفى صادق الرافعي يقول: كبار العلماء ككبار المرضي يُعدُون بالقوة ، يعدي الناس بقوته نريد منك الآن عدوى للمرضى ، نصيحة للمرضي في التصبر والرضا وحب الله وقبول القضاء ؟ الشيخ:والله كما يقول عطاء بن رباح- رحمه الله-: إذا كان أحدهم بالبلاء أفرح من أحدكم بالعطاء وإني لأرجو أن أكون أنا وكل مبتلى يصبر على ما فيه حقيق قول النبي- صلي الله عليه وسلم-: " إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه " والبلاء والله نعمة كبيرة والعجز عن معصية الله نعمة والحمد لله الحمد لله كثيرًا على ما نحن فيه لكن الواحد كما تعرف أن الواحد كآدمي كما قال علي بن حاتم السلمي- رضي الله عنه-( وأنا رجلٌ من بني أدم أسف كما يأسفون ). الأسف الذي ينتابني الآن هو أنني قصرت في حق دعوتي ، هذا هو الذي أشعر بالأسف فيه كنت أود أكثر من هذا . المحاور: أنت لم تقصر شيخنا ، لم تقصر . الشيخ:لا والله أنا أشعر حقيقة أنني كان يمكن أن أبذل أكثر من هذا وبيني وبين نفسي عهد لئن سلمني الله- سبحانه وتعالي- لأبذلن أكثر من هذا ولئن رجعت أدنى من هذا لأبذلن صبابة عمري في الدعوة إلى الله – سبحانه وتعالي- ، وهذا هو الشرف البالغ وأنا لست متصور حياتي بلا دعوة ، وأنا أتعجب أنني أعيش هكذا بلا دعوة ، ولذلك أنا اصطحبت معي الصحيحين صحيح مسلم وصحيح البخاري معي هنا ومعي بطاقات كثيرة على أساس أن أنا عندي مشروع كنت أريد أن أكمله وهو رجال البخاري ورجال مسلم وعدة ما لكل راوٍ من الرواة من الأحاديث وغير ذلك ، اصطحبت هذا معي حتى أتمم مشروعي وأشعر بالحياة . الحقيقة هذا الذي يؤسفني ، إن أسفت على شيء لا أسف إلا على هذا . المحاور: ربنا يكرمك يا شيخنا بالعكس أنا أرى غزارة عطائك أثناء هذا المرض كانت أكثر ، لأن المرض نفسه كان دافع لك إلى مزيد من العمل ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، وهذه فائدة أيضًا من اتصالنا بفضيلة الشيخ لكل طلبة العلم وكل الدعاة أننا ينبغي أن نجتهد في هذه الفرصة ، رسالة من الشيخ إلى حمله الكتب معه والبطاقات ، جزاك الله خيرًا يا شيخ ، فهذه دعوة أيضًا وكلامك هذا دعوة ننتفع منه ونتعلم منه ، جزاك الله خيرًا وينفع بك ويزيد مشروعاتك ، لكن نحن نقترح عليك ونحن علي الهواء ونسجلها للتاريخ أن جنب كل راوي من الرواة فائدة . الشيخ: والله المعجم الذي أنا أعمله لرجال الصحيحين وبدأته منذ خمسة عشر سنة ، ولكن حالت مشاريعي والدعوة وغير ذلك عن إتمام هذا المشروع الغالي النفيس الذي يجعل الصحيحين كالمرآة ، بحيث أن كل راوي من الرواة تستطيع أن تعرف عدة ماله من الأحاديث ، كيف خرج له البخاري ، وخرج له مسلم ، هل خرجوا له احتجاجًا أو متابعةً ، وأنا أتمنى أن أتمم هذا المشروع خدمة للسنة النبوية وعطاء لأبناء أمتي الذين يأتون من بعدي سيستفيدون من هذا المشروع ، فهو كتاب في الحقيقة أكاديمي أكثر منه ترجمة ، أن نترجم الرواة . المحاور: عممه ، اجعله ينفع الأمة في التربية بأن يكون فائدة من حياة كل راوي من الرواة ، فائدة فقط سواء كان في روايته أو كانت من أخلاقه أو كانت من أقواله أو كانت من أعماله ، لكي نحن نريد طلبة الحديث وهو يقرأ عن هذا الراوي يستمد شيء منه أو من علو همته أو إلى أخره . الشيخ: هو طبعًا الخطوة التي أعملها هي أصعب الخطوات كلها وما تقترحه تكون سهله تستطيع أن تراجع كتب الرجال وتنتقي أعز الفوائد في ترجمة كل راو ، هذه تكون سهلة . المحاور: أنت فاكر زمان منذ خمسة وعشرين سنة لما كنت تعمل كتاب وكنت أقول لك أكتب اسمي إن أنا أعمل لك الشاي . الشيخ:لا يا مولانا كيف هذا ، أنت نسيت الدراجة التي كنت تأتي بها لزيارتي مشكورًا من عندكم إلى حتى منشية ناصر . المحاور: الله يكرمك يا سيدنا ويبارك فيك . الشيخ:رحمة الله على الدراجة . المحاور: والله كانت أيام كلها عز . الشيخ:الحمد لله ويمكن كانت أكثر من خمسة وعشرين سنة أيضًا . المحاور: الحمد لله رب العالمين ،ربنا يكرمك سيدنا ، وسعدنا ،وشققنا عليك الشيخ: لا والله أنا سعيد جدًا بتواصلي معك وتواصلي مع إخواني المشاهدين وأشكر الأستاذ على سعد جزاه الله خيرًا والحقيقة دائم الاتصال بي ، والسؤال عني ، أشكره وأشكر كل إخواننا في قناة الناس المخرجين والعمال والذين يتصلون بي على طول وأشكركم جميعًا وأنت على رأسهم . المحاور: جزاك الله خيرًا يا سيدنا ، خادمك وأنا أحبك في الله . الشيخ: ربي يحبك الله يبارك فيك . المحاور: آمين ، يارب يحبنا ويسترنا ويرضي عنا ويعفوا عنا ، وربنا يتم عليك الصحة والعافية يا سيدنا ويجزيك عنا خير الجزاء ، الله يكرمك يا سيدنا . الشيخ: جزاك الله خيرًا . المحاور: أنت جزاك الله خيرًا وأحسن الله إليك وشكر الله لك يا سيدنا وجزاك الله خيرًا . |
#30
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
هشــام الطــواف
__________________
أحسب ان هذه الامة لو تعقلت وتوحدت وجمعت طاقاتها لمدة اسبوع واحد سينكسر صليب الغرب و نجمة الصهاينة و تحالف الرافضة لكن قوى الانبطاح و الغلو تعمل لصالح الاعداء غُرباء الأمر الذي يخفيه الأعلام والذي لا يعلمه الكثير.. تنظيم قاعدة الجهاد هو طليعة الأمة في مواجهة التوسع الإيراني
|
#31
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
صبرا أبانا وشيخنا وأخينا وحبيبنا ومهجة قلوبناأبو اسحاق الحويني
|
#32
|
|||
|
|||
رد: حملة مناصرة العلامة المحدث أبي اسحاق الحويني
الحمد لله رب العالمين
شفاك الله وعفاك يا شيخنا
__________________
اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك اللهم على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد http://www.facebook.com/profile.php?id=100002979995235 |
أدوات الموضوع | |
|
|