للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
القاضي منذر بن سعيد البلّوطي
القاضي منذر بن سعيد البلّوطي (265 ـ 355 هـ ) عالم أندلسي، قاضي الجماعة بقرطبة، ينسب إلى قبيلة يقال لها: كزنة بموضع قريب من قرطبة يقال له:" فحص البلّوط ". كان رحمه الله فقيهاً محققاً، وخطيباً مفوهاً، قال ابن بشكوال: خطيب بليغ مِصْقَع، مع العلم البارع، والمعرفة التامة والدين والورع والصدع بالحق.
ولاه عبد الرحمن الناصر(1) قضاء ماردة، ثم الثغور الشرقية، ثم نقله إلى قضاء القضاة والصلاة بجامع الزهراء. جاءه رسول الناصر للاستسقاء، فقال للرسول: ها أنا سائر، فليت شعري ما الذي يصنعه الخليفة في يومنا هذا؟ فقال: ما رأيته أخشع منه في يومه هذا، إنه منفرد بنفسه، لابس أخشن الثياب، قد علا نحيبه واعترافه بذنوبه، فتهلل وجه منذر بن سعيد وقال: يا غلام احمل الممطرة(2) معك إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء. ومن أخباره المحفوظة، أن أمير المؤمنين عمل بعض سطوح الزهراء قبة بالذهب والفضة، وجلس فيها، ودخل الأعيان، فجاء منذر بن سعيد، فقال له الخليفة كما قال لمن قبله: هل رأيت أو سمعت أحداً من الخلفاء قبلي فعل مثل هذا؟ فأقبلت دموع القاضي تتحدر ثم قال: والله ما ظننت يا أمير المؤمنين أن الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ، أن أنزلك منازل الكفار، قال: لِمَ؟ فقال: قال الله عز وجل: { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة } [الزخرف:33]، فنكس الناصر رأسه طويلاً ثم قال: جزاك الله عنا خيراً وعن المسلمين، الذي قلته هو الحق، وأمر بنقض سقف القبة(3). ومن تصانيف هذا العالم: ( الإنباه عن الأحكام من كتاب الله )،وكتاب ( الإبانة عن أصول الديانة )(4). رحم الله هذه النفس الأبية القوية في الله، ولا عدم الإسلام أمثال منذر بن سعيد البلوطي. عن موقع معهد المشرق العربي الهوامش (1) هو عبد الرحمن بن محمد الأموي، أول من تلقب بالخلافة من رجال بني أمية في الأندلس، وصف بأنه: كبير القدر، محباً للعمران، مولعاً بالفتح، حكم خمسين سنة وستة أشهر. (2) ثوب يلبس للوقاية من المطر. (3) يجابه هذا العالم أمير المؤمنين لإسرافه وتبذيره لأموال، ولم يسكت، مع أنه من الحكام المجاهدين. هذا العالم لم يسكت على ذلك الإسراف والمسلمون يومئذ في رخاء واستقرار. ماذا يقال لأمراء اليوم الذين يشيدون القصور ويشترون الجزر ويبددون ثروات الأمة وشعوبهم قد أهلكها الفقر والجوع؟ (4) أنظر: سير أعلام النبلاء 16/ 173. |
أدوات الموضوع | |
|
|