منتديات الجامع  

للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 Online quran classes for kids 
فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| مقالات ||| شو ون شو ||| طبيبة الأسرة |||

العودة   منتديات الجامع > القسم العام > قسم السيرة النبوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2012-05-23, 05:42 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 693
مهم كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ .




إنه الصحابي الجليل كعب بن مالك -رضي الله عنه-، صاحب التوبة الصادقة، وكان كعب قد أسلم حين سمع بالإسلام، فأتى مكة، وبايع النبي صلى الله عليه و سلم في بيعة العقبة الثانية، فلما هاجر الرسول صلى الله عليه و سلم وأصحابه آخى النبي بينه وبين طلحة بن عبيد الله.

وكان كعب شاعرًا مجيدًا، وخاصة في مجال المغازي والحروب الإسلامية، وكان واحدًا من شعراء الرسول صلى الله عليه و سلم الثلاثة الذين يردون عنه الأذى بقصائدهم، وهم: كعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، فكان كعب يخوفهم بالحرب، وكان حسان يهجوهم بالأنساب، وكان عبد الله يعيرهم بالكفر.

وقد جاء كعب إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله، ماذا ترى في الشعر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه)[ابن عبد البر].

وكان لكعب مواقف مشهودة في غزوة أحد، حين دعاه النبي صلى الله عليه و سلم وألبسه ملابسه التي يلبسها في الحرب، ولبس النبي صلى الله عليه و سلم ملابس كعب الحربية، يقول كعب: لما انكشفنا يوم أحد كنت أول من عرف رسول الله صلى الله عليه و سلم وبشرت به المؤمنين حيًّا سويًّا، وأنا في الشِّعْب، وقد جرح سبعة عشر جرحًا. [ابن هشام]، وكان المشركون يوجهون إليه السهام ظنًّا منهم أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم.

وكان كعب قد تخلف عن غزوة تبوك التي سمي جيشها بجيش العسرة، والسبب في هذه التسمية أن المسلمين مروا بصعوبات كثيرة في تمويل الجيش؛ حيث إن العدد كان كبيرًا، وعدتهم كانت ضئيلة، وقد تخلف المنافقون عن هذه الغزوة بدون أعذار.

ولما عاد المسلمون إلى المدينة دخل الرسول صلى الله عليه و سلم إلى المسجد أولا، وصلَّى فيه ركعتين، فدخل عليه المنافقون الذين تخلفوا عن الجهاد مع النبي صلى الله عليه و سلم، وبدءوا يكذبون على الرسول صلى الله عليه و سلم ويتعللون بأعذار واهية.

ولكن كعبًا لم يكذب على النبي صلى الله عليه و سلم وأقر بذنبه وتقصيره في حق الله وتكاسله عن الجهاد، وفعل مثله هلال بن أمية ومرارة بن الربيع، وكانا قد تخلفا أيضًا.

وبعدما سمع النبي صلى الله عليه و سلم كلام كعب، أمر المسلمين أن يقاطعوه وصاحبيه الذين تخلفوا عن غزوة تبوك بدون عذر، فلم يكلمهم أحد من المسلمين، ولم يتعاملوا معهم.
فجلس الاثنان كل منهما في بيته يبكيان، أما كعب فلم يحبس نفسه مثلهما، بل كان يخرج للصلاة، وكان إذا سار في السوق أو غيره لا يتحدث معه أحد، وكان لكعب ابن عم يحبه حبًّا شديدًا هو الصحابي الجليل أبو قتادة -رضي الله عنه-، ولما اشتد الأمر بكعب، ذهب إلى ابن عمه أبي قتادة في بستانه وألقى عليه السلام، ولكن أبا قتادة لم يرد عليه، فقال له كعب: يا أبا قتادة، أنشدك بالله، هل تعلمني أحب الله ورسوله صلى الله عليه و سلم؟ فلم يرد عليه أبو قتادة، فكرر كعب السؤال، فقال أبو قتادة: الله ورسوله أعلم، ففاضت عينا كعب بالدموع وتركه.

وذات يوم، ذهب كعب إلى السوق، فإذا برجل نصراني من الشام يسأل عنه، وعندما قابله أعطاه النصراني رسالة من ملك غسان، فقرأها كعب ووجد فيها: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك محمدًا جفاك، (هجرك وتركك) ولم يجعلك الله بدار مذلة أو هوان، فالحق بنا نواسك.

وبعد أن قرأ كعب الرسالة قال في نفسه: والله إن هذه أيضا من الفتنة والابتلاء، ثم ألقى بالرسالة في النار.

ومضى على كعب وصاحبيه أربعون يومًا، وهم على تلك الحالة من الندم والبكاء والمقاطعة الكاملة من كل المسلمين، وبعدها أمرهم النبي صلى الله عليه و سلم أن يهجروا زوجاتهم، وظلوا على هذه الحالة عشرة أيام.

وبعد خمسين يومًا جاء الفرج، ونزلت التوبة من الله على هؤلاء المؤمنين الصادقين الذين لم يكذبوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فبعد أن صلى كعب صلاة الفجر، جلس بمفرده، فسمع صوتًا ينادى من بعيد: يا كعب، أبشر يا كعب، فلما سمعها كعب خرَّ ساجدًا لله -عز وجل-، وعلم أن الله قد تاب عليه، وبلغ من شدة فرحته أنه خلع ثوبه وألبسه للرجل الذي بشره، ثم انطلق مسرعًا إلى النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد، فاستقبله الصحابة وهم سعداء، وقام طلحة بن عبيد الله من بين الحاضرين جميعًا وأسرع ليهنئ كعبًا، فلم ينسها له كعب أبدًا، وتبسم له الرسول صلى الله عليه و سلم وقال له: (أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك) [البخاري]، وأنزل الله فيه وفي صاحبيه قرآنًا، قال تعالى: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم} [التوبة: 118].

وكان كعب -رضي الله عنه- يقول: والله، ما مر عليَّ يوم كان خيرًا ولا أحب إليَّ من ذلك اليوم الذي بشرت فيه بتوبة الله تعالى عليَّ وعلى صاحبيّ، ثم قال للرسول صلى الله عليه و سلم: إن من توبتي أن أتصدق بمالي كله لله ولرسوله، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: (أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك) [البخاري]، فقال كعب: يا رسول الله، إن الله تعالى أنجاني بالصدق، وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقًا ما بقيت، فوالله ما أعلم أحدًا من المسلمين ابتلاه الله في صدق الحديث أحسن مما ابتلاني.

وكان كعب يقول بعد ذلك: ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يومي هذا شيئًا من الكذب، وإني لأرجو أن يحفظني الله تعالى بقية عمري.

وكان كعب -رضي الله عنه- يقول: والله ما أنعم الله عليَّ من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا، فقد قال الله تعالى: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاءً بما كانوا يكسبون. يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} [التوبة: 95-96].

وهكذا كان صدق كعب سببًا في نجاته، وقبول توبة الله عليه، بينما أهلك الله المنافقين الذين كذبوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم، واعتذروا بالباطل، فجعلهم الله من أهل النار.

وظل كعب يجاهد في سبيل الله، ولا يتخلف عن حرب أبدًا، فحارب المرتدين في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وشارك في الفتوحات الإسلامية على عهد الفاروق عمر، وكذلك في خلافة كل من عثمان وعليّ وأول خلافة معاوية -رضي الله عنهم-، وظل على صدق إيمانه وقوة عقيدته.

وتوفي -رضي الله عنه- بالشام في خلافة معاوية سنة (50هـ) وقيل سنة (53 هـ)، وعمره آنذاك (77) سنة ويقال: إن الله سبحانه قد ابتلاه بفقد بصره قبل وفاته، فصبر لذلك حتى ينعم بما عند الله من الجنة.

وقد روى كعب بن مالك ثلاثين حديثًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
__________________








رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2012-05-23, 05:47 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 693
افتراضي

كعب بن مالك الأنصاري السلمي، شاعرالإسلام أسلم قديماً وشهد العقبة ولم يشهد بدرا، وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم بعد تخلفهم عن غزوة تبوك. وتوفي سنة 50 هجرية.
وهو ابن أبي كعب، عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، الخزرجي العقبي الأحدي. شاعر النبي محمد وصاحبهُ، وأحد الثلاثة الذين خُلِّفُوا، فتاب الله عليهم. شهد العقبة، وله عدة أحاديث تبلغ الثلاثين. أتفق على ثلاثة منها، وأنفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين. روى عنه بنوه: عبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، ومعبد، وروى عنهُ بنو كعب; وجابر، وابن عباس، وأبو أمامة، وعمر بن الحكم، وعمر بن كثير بن أفلح; وآخرون; وحفيدهُ عبد الرحمن بن عبد الله.

كانت كنيته في الجاهلية: أبا بشير. وقال ابن أبي حاتم: كان كعب من أهل الصفة. وذهب بصرهُ في خلافة معاوية. ذكره عروة في السبعين الذين شهدوا العقبة. وروى صدقة بن سابق، عن ابن إسحاق، قال: آخى رسول الله بين طلحة بن عبيد الله، وكعب بن مالك. وقيل: بل آخى بين كعب والزبير. وعن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن رسول الله آخى بين الزبير وكعب بن مالك، فارتث كعب يوم أحد، فجاء به الزبير، يقودهُ، ولو مات يومئذ، لورثهُ الزبير; فأنزل الله: وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ.
وعن كعب: لما انكشفنا يوم أحد، كنت أول من عرف رسول الله ، وبشرت به المؤمنين حياً سوياً، وأنا في الشعب. فدعا رسول الله كعباً بلأمته -وكانت صفراء- فلبسها كعب، وقاتل يومئذ قتالاً شديداً، حتى جرح سبعة عشر جرحاً. قال ابن سيرين: كان شعراء أصحاب رسول الله : حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك.
قال عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أنه قال: يا رسول الله، قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل. قال: إن المجاهد، مجاهد بسيفهِ ولسانهِ; والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل. قال ابن سيرين: أما كعب، فكان يذكر الحرب، يقول: فعلنا ونفعل، ويتهددهم. وأما حسان، فكان يذكر عيوبهم وأيامهم. وأما ابن رواحة، فكان يعيرهم بالكفر. وقد أسلمت دوس فرقاً (خوفاً) من بيت قاله كعب:
نخيرها ولو نطقت لقالتقواطعهن دوسا أو ثقيفاعن ابن المنكدر، عن جابر: أن رسول الله قال لكعب بن مالك: ما نسي ربك لك - وَمَـا كَـانَ رَبُّـكَ نَسِيًّا - بيتًا قلته. قال: ما هو؟ قال: أنشده يا أبا بكر، فقال:
زعمت سخينتة أن ستغلب ربهاوليغلبن مغالب الغلابعن الهيثم، والمدائني: أن كعباً مات سنة أربعين. وروى الواقدي: أنه مات سنة خمسين. وعن الهيثم بن عدي أيضا: أنه توفي سنة إحدى وخمسين. وقصة توبة الثلاثة في صحيح البخاريومسلم وشعرهُ منه في السيرة.
الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: آخى رسول الله بين الزبير وبين كعب بن مالك. قال الزبير: فلقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد، فقلت: لو مات، فانقلع عن الدنيا، لورثته; حتى نزلت: وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ فصارت المواريث بعد للأرحام والقرابات، وانقطعت حين نزلت وَأُولُو الْأَرْحَامِ تلك المواريث بالمواخاة. وفي رواية ابن إسحاق: آخى النبي بين كعب وطلحة. وقد أنشد كعب علياً قوله في عثمان - :
فكف يديه ثم أغلق بابهوأيقن أن الله ليس بغافلوقال لمن في داره لا تقاتلواعفا الله عـن كل امرى لـم يقاتلفكيف رأيت الله صب عليهمالعداوة والبغضاء بعد التواصلوكيف رأيت الخير أدبر عنهموولى كـإدبار النعام الجوافلكعب بن مالك
قصة تخلفه عن غزوة تبوك

عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه قال: سمعت كعباً يقول: لم أتخلف عن رسول الله في غزوة; حتى كانت تبوك، إلا بدراً. وما أحب أني شهدتها، وفاتتني بيعتي ليلة العقبة وقلما أراد رسول الله غزوة إلا ورأى بغيرها. فأراد في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة وكنت أيسر ما كنت، وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال وطيب الثمار; فلم أزل كذلك، حتى خرج. فقلت: أنطلق غدا، فأشتري جهازي، ثم ألحق بهم. فانطلقت إلى السوق، فعسر علي، فرجعت، فقلت: أرجع غدا. فلم أزل حتى التبس بي الذنب، وتخليت، فجعلت أمشي في أسواق المدينة، فيحزنني أني لا أرى إلا مغموصا عليه في النفاق أو ضعيفا. وكان جميع من تخلف عن رسول الله بضعة وثمانين رجلا.
ولما بلغ النبي تبوك، ذكرني، وقال: ما فعل كعب؟ فقال رجل من قومي: خلفه يا نبي الله برداه والنظر في عطفيه. فقال معاذ: بئس ما قلت! والله ما نعلم إلا خيراً. إلى أن قال: فلما رآني ، تبسم تبسم المغضب، وقال: ألم تكن ابتعت ظهرك ؟ قلت: بلى. قال: فما خلفك ؟ قلت: والله لو بين يدي أحد غيرك جلست، لخرجت من سخطه علي بعذر، لقد أوتيت جدلاً; ولكن قد علمت يا نبي الله أني أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه، وهو حق; فإني أرجو فيه عقبى الله. إلى أن قال: والله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك؟ فقال: أما هذا فقد صدقكم، قم حتى يقضي الله فيك، فقمت.
إلى أن قال: ونهى رسول الله الناس عن كلامنا أيها الثلاثة. فجعلت أخرج إلى السوق، فلا يكلمني أحد، وتنكر لنا الناس، حتى ما هم بالذين نعرف، وتنكرت لنا الحيطان والأرض. وكنت أطوف، وآتي المسجد، فأدخل، وآتي النبي ، فأسلم عليه، فأقول: هل حرك شفتيه بالسلام!
واستكان صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رءوسهما، فبينا أنا أطوف في السوق إذا بنصراني جاء بطعام، يقول: من يدل على كعب؟ فدلوه عليَّ، فأتاني بصحيفة من ملِك غسَّان. فإذا فيها: أما بعد: فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك; ولستَ بدار مضيعة ولا هوان، فالحق بنا نواسِك. فسجرت لها التَّنور، وأحرقتها. إلى أن قال: إذ سمعت نداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك. فخررت ساجداً. ثم جاء رجل على فرس يبشرني، فكان الصوت أسرع من فرسه، فأعطيته ثوبَيَّ بشارة، ولبست غيرهما.
ونزلت توبتنا على النبي ثلث الليل. فقالت أم سلمة: يا نبي الله، ألا نبشر كعباً؟ قال: إذاً يحطمكم الناس، ويمنعونكم النوم. قال: فانطلقت إلى النبي ، فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون، وهو يستنير كاستنارة القمر، فقال: أبشر يا كعب بخير يوم أتى عليك. ثم تلا عليهم: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ الآيات. وفينا نزلت أيضاً: اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ. فقلت: يا نبي الله، إن من توبتي ألا أحدث إلا صدقاً، وأن أنخلع من مالي كلهُ صدقة. فقال: أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك ... (الحديث). وفي لفظ: فقام إليَّ طلحة يهرول، حتى صافحني وهنأني. فكان لا ينساها لطلحة.

المصدر.
__________________








رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2012-05-23, 05:56 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 693
افتراضي

فوائد من قصة كعب بن مالك

الحديث :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ قَالَ سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ قِصَّةِ تَبُوكَ قَالَ كَعْبٌ لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ تَخَلَّفْتُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْهَا إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الْإِسْلَامِ وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا كَانَ مِنْ خَبَرِي أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ فِي تِلْكَ الْغَزَاةِ وَاللَّهِ مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي قَبْلَهُ رَاحِلَتَانِ قَطُّ حَتَّى جَمَعْتُهُمَا فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا وَعَدُوًّا كَثِيرًا فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرٌ وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ يُرِيدُ الدِّيوَانَ قَالَ كَعْبٌ فَمَا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلَّا ظَنَّ أَنْ سَيَخْفَى لَهُ مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيُ اللَّهِ وَغَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الْغَزْوَةَ حِينَ طَابَتْ الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ وَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ فَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا فَأَقُولُ فِي نَفْسِي أَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي حَتَّى اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا فَقُلْتُ أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ فَغَدَوْتُ بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا لِأَتَجَهَّزَ فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا ثُمَّ غَدَوْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا وَتَفَارَطَ الْغَزْوُ وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي ذَلِكَ فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطُفْتُ فِيهِمْ أَحْزَنَنِي أَنِّي لَا أَرَى إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا عَلَيْهِ النِّفَاقُ أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنْ الضُّعَفَاءِ وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ فَقَالَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْقَوْمِ بِتَبُوكَ مَا فَعَلَ كَعْبٌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَنَظَرُهُ فِي عِطْفِهِ فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِئْسَ مَا قُلْتَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ تَوَجَّهَ قَافِلًا حَضَرَنِي هَمِّي وَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ وَأَقُولُ بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَدًا وَاسْتَعَنْتُ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي فَلَمَّا قِيلَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ وَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ أَبَدًا بِشَيْءٍ فِيهِ كَذِبٌ فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ . وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَادِمًا وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَيَرْكَعُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ وَيَحْلِفُونَ لَهُ وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَانِيَتَهُمْ وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ ثُمَّ قَالَ تَعَالَ فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ
فَقَالَ لِي مَا خَلَّفَكَ أَلَمْ تَكُنْ قَدْ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ فَقُلْتُ بَلَى إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأَيْتُ أَنْ سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّهِ لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ فَقُمْتُ وَثَارَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَاتَّبَعُونِي فَقَالُوا لِي وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَاكَ كُنْتَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا وَلَقَدْ عَجَزْتَ أَنْ لَا تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُتَخَلِّفُونَ قَدْ كَانَ كَافِيَكَ ذَنْبَكَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونِي حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ قَالُوا نَعَمْ رَجُلَانِ قَالَا مِثْلَ مَا قُلْتَ فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ مَا قِيلَ لَكَ فَقُلْتُ مَنْ هُمَا قَالُوا مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيُّ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا فِيهِمَا أُسْوَةٌ فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا حَتَّى تَنَكَّرَتْ فِي نَفْسِي الْأَرْضُ فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً فَأَمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا وَقَعَدَا فِي بُيُوتِهِمَا يَبْكِيَانِ وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَأَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ وَآتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَأَقُولُ فِي نَفْسِي هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلَامِ عَلَيَّ أَمْ لَا ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلَاتِي أَقْبَلَ إِلَيَّ وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيَّ ذَلِكَ مِنْ جَفْوَةِ النَّاسِ مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ وَهُوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ فَقُلْتُ يَا أَبَا قَتَادَةَ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَسَكَتَ فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَسَكَتَ فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَقَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَفَاضَتْ عَيْنَايَ وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ .
قَالَ فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِسُوقِ الْمَدِينَةِ إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّأْمِ مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ حَتَّى إِذَا جَاءَنِي دَفَعَ إِلَيَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ فَإِذَا فِيهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ فَقُلْتُ لَمَّا قَرَأْتُهَا وَهَذَا أَيْضًا مِنْ الْبَلَاءِ فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بِهَا حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنْ الْخَمْسِينَ إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينِي فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ فَقُلْتُ أُطَلِّقُهَا أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ قَالَ لَا بَلْ اعْتَزِلْهَا وَلَا تَقْرَبْهَا وَأَرْسَلَ إِلَى صَاحِبَيَّ مِثْلَ ذَلِكَ فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي الْحَقِي بِأَهْلِكِ فَتَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ قَالَ كَعْبٌ فَجَاءَتْ امْرَأَةُ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ قَالَ لَا وَلَكِنْ لَا يَقْرَبْكِ قَالَتْ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِهِ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ وَاللَّهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا .
فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي لَوْ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي امْرَأَتِكَ كَمَا أَذِنَ لِامْرَأَةِ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَا أَسْتَأْذِنُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُدْرِينِي مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ فِيهَا وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ فَلَبِثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ حَتَّى كَمَلَتْ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَلَامِنَا فَلَمَّا صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً وَأَنَا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي وَضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ قَالَ فَخَرَرْتُ سَاجِدًا وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ وَرَكَضَ إِلَيَّ رَجُلٌ فَرَسًا وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ فَأَوْفَى عَلَى الْجَبَلِ وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنْ الْفَرَسِ فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ فَكَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا بِبُشْرَاهُ وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ يَقُولُونَ لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ قَالَ كَعْبٌ حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ .
فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ وَلَا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ قَالَ كَعْبٌ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنْ السُّرُورِ أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ قَالَ قُلْتُ أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قَالَ لَا بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا مَا بَقِيتُ فَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَبْلَاهُ اللَّهُ فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلَانِي مَا تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيتُ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ إِلَى قَوْلِهِ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ فَوَاللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ أَنْ هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُهُ فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ شَرَّ مَا قَالَ لِأَحَدٍ فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَى قَوْلِهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ قَالَ كَعْبٌ وَكُنَّا تَخَلَّفْنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ عَنْ أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَلَفُوا لَهُ فَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَنَا حَتَّى قَضَى اللَّهُ فِيهِ فَبِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ مِمَّا خُلِّفْنَا عَنْ الْغَزْوِ إِنَّمَا هُوَ تَخْلِيفُهُ إِيَّانَا وَإِرْجَاؤُهُ أَمْرَنَا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَبِلَ مِنْهُ .

الفوائد :
جواز طلب أموال الكفار من ذوي الحرب .
جواز الغزو في الشهر الحرام .
التصريح بجهة الغزو إذا لم تقتض المصلحة ستره .
أن الإمام إذا استنفر الجيش عموماً لزمهم النفير ولحق اللوم بكل فرد فرد أن لو تخلف ‏.
فيها أن العاجز عن الخروج بنفسه أو بماله لا لوم عليه .
استخلاف من يقوم مقام الإمام على أهله والضعفة .
فيها ترك قتل المنافقين ، ويستنبط منه ترك قتل الزنديق إذا أظهر التوبة ‏.
وفيها عظم أمر المعصية .
فيها أن القوي في الدين يؤاخذ بأشد مما يؤاخذ الضعيف في الدين .
جواز إخبار المرء عن تقصيره وتفريطه وعن سبب ذلك وما آل إليه أمره تحذيرا ونصيحة لغيره .
جواز مدح المرء بما فيه من الخير إذا أمن الفتنة .
تسلية نفسه بما لم يحصل له بما وقع لنظيره .
فضل أهل بدر والعقبة .
الحلف للتأكيد من غير استحلاف .
التورية عن المقصد .
رد الغيبة .
جواز ترك وطء الزوجة مدة ‏.‏
فيه أن المرء إذا لاحت له فرصة في الطاعة فحقه أن يبادر إليها ولا يسوف لئلا يحرمها .
فيها جواز تمني ما فات من الخير .
أن الإمام لا يهمل من تخلف عنه في بعض الأمور بل يذكره ليراجع التوبة‏ .‏
جواز الطعن في الرجل بما يغلب على اجتهاد الطاعن عن حمية لله ورسوله‏ .‏
فيها جواز الرد على الطاعن إذا غلب على ظن الراد وهم الطاعن أو غلطه‏ .‏
فيها أن المستحب للقادم أن يكون على وضوء .
أن يبدأ بالمسجد قبل بيته فيصلي ثم يجلس لمن يسلم عليه .
مشروعية السلام على القادم وتلقيه .
الحكم بالظاهر .
قبول المعاذير .
استحباب بكاء العاصي أسفا على ما فاته من الخير ‏.‏
فيها إجراء الأحكام على الظاهر ووكول السرائر إلى الله تعالى .
فيها ترك السلام على من أذنب .
جواز هجر المذنب أكثر من ثلاث ‏، وأما النهي عن الهجر فوق الثلاث فمحمول على من لم يكن هجرانه شرعيا .
أن التبسم قد يكون عن غضب كما يكون عن تعجب ولا يختص بالسرور ‏.‏
معاتبة الكبير أصحابه ومن يعز عليه دون غيره ‏.‏
فيها فائدة الصدق وشؤم عاقبة الكذب‏ .‏
فيها العمل بمفهوم اللقب إذا حفته قرينة ، لقوله صلى الله عليه وسلم لما حدثه كعب ‏"‏ أما هذا فقد صدق ‏"‏ فإنه يشعر بأن من سواه كذب ، لكن ليس على عمومه في حق كل أحد سواه ، لأن مرارة وهلالا أيضا قد صدقا ، فيختص الكذب بمن حلف واعتذر ، لا بمن اعترف ، ولهذا عاقب من صدق بالتأديب الذي ظهرت فائدته عن قرب ، وأخر من كذب للعقاب الطويل .
فيها تبريد حر المصيبة بالتأسي بالنظير .
وفيها عظم مقدار الصدق في القول والفعل ، وتعليق سعادة الدنيا والآخرة والنجاة من شرهما به .
أن من عوقب بالهجر يعذر في التخلف عن صلاة الجماعة لأن مرارة وهلالاً لم يخرجا من بيوتهما تلك المدة‏ .‏
فيها سقوط رد السلام على المهجور عمن سلم عليه إذ لو كان واجبا لم يقل كعب‏:‏ هل حرك شفتيه برد السلام‏ .‏
فيها جواز دخول المرء دار جاره وصديقه بغير إذنه ومن غير الباب إذا علم رضاه‏.‏
فيها أن قول المرء‏:‏ ‏"‏ الله ورسوله أعلم ‏"‏ ليس بخطاب ولا كلام ولا يحنث به من حلف أن لا يكلم الأخر إذا لم ينو به مكالمته .
فيها أن مسارقة النظر في الصلاة لا تقدح في صحتها .
إيثار طاعة الرسول على مودة القريب .
خدمة المرأة زوجها .
الاحتياط لمجانبة ما يخشى الوقوع فيه .
جواز تحريق ما فيه اسم الله للمصلحة ‏.‏
فيها مشروعية سجود الشكر .
الاستباق إلى البشارة بالخير .
إعطاء البشير أنفس ما يحضر الذي يأتيه بالبشارة .
تهنئة من تجددت له نعمة .
القيام إليه إذا أقبل .
اجتماع الناس عند الإمام في الأمور المهمة .
سرور الإمام بما يسر أتباعه .
مشروعية العارية .
مصافحة القادم والقيام له .
التزام المداومة على الخير الذي ينتفع به .
استحباب الصدقة عند التوبة .
أن من نذر الصدقة بكل ماله لم يلزمه إخراج جميعه ‏.‏

جمع وإعداد *
سالم بن ناصر القريني
* هذه الفوائد من كتاب " فتح الباري "
__________________








رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2012-05-23, 05:59 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 693
افتراضي

كعب بن مالك (ع)

ابن أبي كعب ، عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري ، الخزرجي العقبي الأحدي .

شاعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه، وأحد الثلاثة الذين خُلِّفُوا، فتاب الله عليهم .

شهد العقبة ، وله عدة أحاديث تبلغ الثلاثين . اتفقا على ثلاثة منها ، وانفرد البخاري بحديث ، ومسلم بحديثين .

روى عنه بنوه : عبد الله ، وعبيد الله ، وعبد الرحمن ، ومحمد ، ومعبد ، بنو كعب ; وجابر ، وابن عباس ، وأبو أمامة ، وعمر بن الحكم ، وعمر بن كثير بن أفلح ; وآخرون ; وحفيده عبد الرحمن بن عبد الله .

وقيل : كانت كنيته في الجاهلية : أبا بشير .

وقال ابن أبي حاتم : كان كعب من أهل الصفة . وذهب بصره في خلافة معاوية .

وقد ذكره عروة في السبعين الذين شهدوا العقبة .

وروى صدقة بن سابق ، عن ابن إسحاق ، قال : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة بن عبيد الله ، وكعب بن مالك .

وقيل : بل آخى بين كعب والزبير .

حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخى بين الزبير وكعب بن مالك ، فارتث كعب يوم أحد ، فجاء به الزبير ، يقوده ، ولو مات يومئذ ، لورثه الزبير ; فأنزل الله : وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ .

وعن كعب : لما انكشفنا يوم أحد ، كنت أول من عرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وبشرت به المؤمنين حيا سويا ، وأنا في الشعب . فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم كعبا بلأمته -وكانت صفراء- فلبسها كعب ، وقاتل يومئذ قتالا شديدا ، حتى جرح سبعة عشر جرحا .

قال ابن سيرين : كان شعراء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك .

قال عبد الرحمن بن كعب ، عن أبيه : أنه قال : يا رسول الله ، قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل . قال : إن المجاهد ، مجاهد بسيفه ولسانه ; والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل .

قال ابن سيرين : أما كعب ، فكان يذكر الحرب ، يقول : فعلنا ونفعل ، ويتهددهم . وأما حسان ، فكان يذكر عيوبهم وأيامهم . وأما ابن رواحة ، فكان يعيرهم بالكفر .

وقد أسلمت دوس فرقا من بيت قاله كعب : نخيـرهـا ولـو نطـقـت لقـالـت



قـواطعهن دوسـا أو ثقيفـا



عن ابن المنكدر ، عن جابر : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لكعب بن مالك : ما نسي ربك لك - وَمَـا كَـانَ رَبُّـكَ نَسِيًّا - بيتًا قلته . قال : ما هو ؟ قال : أنشده يا أبا بكر ، فقال: زعمـت سخينتة أن ستغلـب ربـها



وليغلبــن مغـالب الـغلاب

عن الهيثم ، والمدائني : أن كعبا مات سنة أربعين. .

وروى الواقدي : أنه مات سنة خمسين .

وعن الهيثم بن عدي أيضا : أنه توفي سنة إحدى وخمسين .

وقصة توبة الثلاثة في الصحيح وشعره منه في السيرة .

الواقدي : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الزبير وبين كعب بن مالك .

قال الزبير : فلقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد ، فقلت : لو مات ، فانقلع عن الدنيا ، لورثته ; حتى نزلت : وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ فصارت المواريث بعد للأرحام والقرابات ، وانقطعت حين نزلت وَأُولُو الْأَرْحَامِ تلك المواريث بالمواخاة . وفي رواية ابن إسحاق : آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين كعب وطلحة .

وقد أنشد كعب عليا قوله في عثمان -رضي الله عنهم : فكـف يديـه ثـم أغلـق بابــه



وأيقـــن أن اللـــه ليس بغــافل

وقـال لمـن فـي داره لا تقـاتلوا



عفـا اللـه عـن كل امرى لـم يقاتـل

فكيف رأيت الله صب عليهم العداوة



والبغضـــاء بعـــد التــواصـل

وكيف رأيـت الخـير أدبـر عنهم



وولــى كـإدبـار النعـام الجـوافـل

فقال علي : استأثر عثمان ، فأساء الأثرة ، وجزعتم أنتم ، فأسأتم الجزع .

الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، عن أبيه : سمعت كعبا يقول : لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة ; حتى كانت تبوك ، إلا بدرا . وما أحب أني شهدتها ، وفاتتني بيعتي ليلة العقبة وقلما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة إلا ورى بغيرها . فأراد في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة وكنت أيسر ما كنت ، وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال وطيب الثمار ; فلم أزل كذلك ، حتى خرج . فقلت : أنطلق غدا ، فأشتري جهازي ، ثم ألحق بهم . فانطلقت إلى السوق ، فعسر علي ، فرجعت ، فقلت : أرجع غدا . فلم أزل حتى التبس بي الذنب ، وتخليت ، فجعلت أمشي في أسواق المدينة ، فيحزنني أني لا أرى إلا مغموصا عليه في النفاق أو ضعيفا . وكان جميع من تخلف عن رسول الله بضعة وثمانين رجلا .

ولما بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- تبوك ، ذكرني ، وقال : ما فعل كعب؟ فقال رجل من قومي : خلفه يا نبي الله برداه والنظر في عطفيه . فقال معاذ : بئس ما قلت ! والله ما نعلم إلا خيرا .

إلى أن قال : فلما رآني -صلى الله عليه وسلم- ، تبسم تبسم المغضب ، وقال : ألم تكن ابتعت ظهرك ؟ قلت : بلى . قال : فما خلفك ؟ قلت : والله لو بين يدي أحد غيرك جلست ، لخرجت من سخطه علي بعذر ، لقد أوتيت جدلا ; ولكن قد علمت يا نبي الله أني أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه ، وهو حق ; فإني أرجو فيه عقبى الله .

إلى أن قال : والله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك ؟ فقال : أما هذا فقد صدقكم ، قم حتى يقضي الله فيك ، فقمت .

إلى أن قال : ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس عن كلامنا أيها الثلاثة . فجعلت أخرج إلى السوق ، فلا يكلمني أحد ، وتنكر لنا الناس ، حتى ما هم بالذين نعرف ، وتنكرت لنا الحيطان والأرض . وكنت أطوف ، وآتي المسجد ، فأدخل ، وآتي النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فأسلم عليه ، فأقول : هل حرك شفتيه بالسلام!

واستكان صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رءوسهما ، فبينا أنا أطوف في السوق إذا بنصراني جاء بطعام ، يقول : من يدل على كعب ؟ فدلوه عليَّ ، فأتاني بصحيفة من ملِك غسَّان . فإذا فيها : أما بعد : فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ; ولستَ بدار مضيعة ولا هوان ، فالحق بنا نواسِك . فسجرت لها التَّنور ، وأحرقتها .

إلى أن قال : إذ سمعت نداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك . فخررت ساجدا . ثم جاء رجل على فرس يبشرني ، فكان الصوت أسرع من فرسه ، فأعطيته ثوبَيَّ بشارة ، ولبست غيرهما.

ونزلت توبتنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلث الليل . فقالت أم سلمة : يا نبي الله ، ألا نبشر كعبا ؟ قال : إذا يحطمكم الناس ، ويمنعونكم النوم .

قال : فانطلقت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون ، وهو يستنير كاستنارة القمر ، فقال : أبشر يا كعب بخير يوم أتى عليك . ثم تلا عليهم : لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ الآيات .

وفينا نزلت أيضا : اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .

فقلت : يا نبي الله ، إن من توبتي ألا أحدث إلا صدقا ، وأن أنخلع من مالي كله صدقة . فقال : أمسك عليك بعض مالك ، فهو خير لك ... الحديث .

وفي لفظ : فقام إليَّ طلحة يهرول ، حتى صافحني وهنأني . فكان لا ينساها لطلحة .



المصدر.
__________________








رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2012-05-23, 06:04 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 693
افتراضي

__________________








رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2012-05-23, 06:08 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 693
افتراضي

ديوان
كعب بن مالك الأنصاري
دراسة وتحقيق

سامي مكي العاني



التحميل
archive أو adrive أو 4shared


بطاقة الكتاب:
العنوان: ديوان كعب بن مالك الأنصاري.
جمع: سامي مكي العاني.
دار النشر: مكتبة النهضة.
سنة الطبع: الطبعة الأولى (1386هـ 1966م).
نوع التغليف: مجلد (339)
.
__________________








رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2012-05-23, 06:11 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 693
افتراضي

قصة توبة كعب بن مالك للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله.

هنا
__________________








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
جمع القرآن الكريم وكتابته معاوية فهمي إبراهيم مصطفى قسم المجتمع والعلاقات الإنسانية 1 2019-12-30 10:09 PM

*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 أكثر مشاهير السناب في السعودية   مشاهير السناب شات   سنابات نجوم السعودية   شنطة مكياج كاملة   كل حصري   لعبة استراتيجية   تركيب اثاث ايكيا   yalla shoot   شركة سياحة في روسيا   بنشر متنقل   شركة تصميم مواقع   المساج في مدينة الرياض   تنظيف خزانات بمكة   شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة تنظيف منازل بالرياض   خدمة مكافحة الصراصير بالرياض   شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   تشليح الرياض   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   تنظيف منازل   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot 
 الحلوى العمانية   Yalla shoot   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   اشتراك كاسبر   مكسرات لوز فستق 
 اسعار مظلات وسواتر في الرياض   ساندوتش بانل   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 
 موسوعة   kora live   social media free online tools   تطبيق الكابتن تمارين كمال اجسام و فيتنس   كشف تسربات المياه بالرياض و شركة عزل خزانات المياه بالرياض  شركة صيانة افران بالرياض || اشتراك rk tv
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 


Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd