للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
وجوه الإعجاز في القرآن الكريم
قسّم العلماء وجوه الإعجاز في القرآن الكريم إلى قسمين. القسم الأوّل: الوجه المعجز الذي وقع به التحدي، وهو الإعجاز البلاغي وحده، لأنه الوجه المطرد في كل سورة من سور القرآن الكريم، وقد كان التحدي بأن يأتوا بسورة من سوره، والوجه الذي يعتبر القاسم المشترك في كل السور إنما هو الإعجاز البلاغي. القسم الثاني: وجود معجزة في ذاتها لكن لم يقع بها التحدي، كالإخبار بالغيب، وما تضمنه القرآن من علوم ومعارف لا يتهيّأ لبشر الإحاطة بها... إلى غير ذلك من الوجوه المعجزة للبشر التي سنتعرّض لبعضها. وبهذا كان القرآن الكريم معجزاً للعالم كله، فطبيعة الرّسالة الإسلامية هي التي تستوجب هذا التعدّد في الجوانب المعجزة بالقرآن الكريم، فهي ـ كما سبق أن أوضحنا ـ خاتمة الرسالات، كما أنها موجّهة إلى الجنس البشري كله، وهذه الخصائص التي انفردت بها دون سائر الرّسالات اقتضت أن تكون معجزتها أمراً معجزاً في هذا الإطار الممتدّ عبر الزمن إلى يوم الدّين، وعبر العالم كله بما يضمّ من أجناس وشعوب وثقافات ومذاهب. ومن هنا قسّم العلماء البشر في إدراك الإعجاز القرآني في ثلاثة أقسام: أوّل الأقسام: من تناهى في معرفة اللـّسان العربي، ووقف على طرقه ومذاهبه ـ كالعرب الذين نزل فيهم القرآن، ومن أتى بعدهم ممّن راض نفسه بالعلم واكتملت لديه آلة التـّمييز بين الأساليب وخصائصها، وهذا القسم يدرك الإعجاز القرآني إدراكاً ضروريّاً لا يحتاج معه إلى بحث أو تدقيق ويكفيه في ذلك التأمّل والتصوّر. القسم الثاني: وهو المقابل للقسم الأوّل، ويضمّ هذا القسم من ليسوا من أصحاب اللسان العربي، على ثقافتهم وحضاراتهم، وهؤلاء يمكنهم إدراك الإعجاز القرآني عن طريق الاستدلال العقلي، بأن يعلموا عجز العرب ـ وهم أهل اللسان الذي نزل به اذن أشد عجزاً منهم. كما يمكنهم إدراك الإعجاز القرآني من خلال معرفتهم بالوجوه الأخرى التي اقتضتها حكمة الله ورحمته، فغير العربي يجد في هذه الوجوه الأخرى إعجازاً يلزمه بالتصديق بأنّ هذا الكتاب من عند الله، وأنّ ما تضمنه هو شرع الله الواجب الإتباع. وهذه الوجوه في تعدّدها واختلاف طبيعتها وافية تماماً بالإلزام على مدى التاريخ، ولكل الأجناس والشعوب، وستظل كذلك ـ إن شاء الله ـ ما بقيت الحياة. والعجيب في الأمر أنّ إدراك الإعجاز في الوجوه التي تضمّنها القرآن الكريم التي لم يتحد بها العرب الأوائل أمر ميسور لا يتطلب سوى صدق التوجه والاستعداد لقبول الحق لأن هذه الوجوه تعود إلى ضوابط موضوعية ملزمة لكل عاقل، وهل يجادل أحد في أنّ محمّداً صلى الله عليه وسلم لا يستطيع كبشر أن يخترق حجب الغيب ويخبر عمّا كان وما سيكون منها، إذاً لا بدّ أنه يستمدّ ذلك من قوّة أعلى من البشر، وهل يجادل أحد في أنه عليه الصّلاة والسّلام لا يستطيع ـ كبشر ـ أن يأتي من العلوم الكونية والإنسانية ما لا يدرك البشر بعضه إلا ّبعد مرور قرون متطاولة. وقل مثل هذا في جميع الوجوه المعجزة التي تضمنها القرآن الكريم، ولم يتحد بها العرب الأوائل. القسم الثالث: من كان من أهل اللسان العربي، إلا أنه لم يبلغ في الفصاحة الحدّ الذي يتناهى إلى معرفة وجوه تصرّف اللغة، وطرق الأساليب. وهؤلاء عليهم أن يأخذوا أنفسهم بدراسة الأساليب وحدود البلاغة ـ ومواقع البيان، إلى غير ذلك مما يؤهّلهم لإدراك ما في القرآن الكريم من بلاغة معجزة، وإلا فليكتفوا بالاستدلال العقلي وبالوجوه الأخرى الدّالـّة على الإعجاز، كما هو الشأن فيمن ليسوا من أهل العربية. ننتقل الآن إلى جهود علماء هذه المرحلة الزمنية في إبراز السّمات الموضوعية للأسلوب القرآني التي وصلت به إلى درجة الإعجاز، ونكتفي هنا بما جاء في كتاب ( إعجاز القرآن ) للباقلاني، فقد تضمّن كل ما نقله عمّن سبقه وأضافه هو إليه ما هداه إليه اجتهاده في الموضوع. يرى الباقلاني أنّ السّمات المميّزة للأسلوب القرآني وانفرد بها متعدّدة منها: أوّلاً: مغايرة الأسلوب القرآني لجميع أنماط التعبير المعروفة عند العرب فالقرآن الكريم ليس شعراً أو سجعاً ولا مرسلاً إرسالاً، كما هو الشأن في صور التعبير عند العرب، لكنه نمط فريد، لا يشبه شيئاً من أنماط تعبيرهم عن المعاني. وقد بذل الباقلاني جهداً مضنيّاً في إثبات فكرته هذه، وقد أصاب في بعض ما قال، ولم يسلم له بعضه ممّا لا يتسع المقام لتفصيله. ثانياً: عدم التفاوت الفني في الأسلوب القرآني، ويعني بذلك: أنّ القرآن الكريم في جميع سوره وآياته على درجة واحدة من البلاغة، ولا يتدنـّى عن شيء، وتلك سمة لا طاقة للبشر بها، ويتـّضح ذلك في جوانب كثيرة، فالقرآن الكريم لا يتفاوت على كثرة ما يتصرّف فيه من الأعراض من قصص ومواعظ، واحتجاج وحكم وأحكام، ووعد ووعيد، وتبشير وتخويف، إلى آخر الأغراض التي تضمّنها القرآن الكريم. والباقلاني محقّ في كلّ ما قاله عن هذه السّمة التي انفرد بها القرآن دون غيره، فهذا شيء لا يمكن أن يتحقق لبشر مهما سمت منزلته، وتعاظم اقتداره البياني، وأمامنا آراء النقاد تؤكد ذلك، وتجمع عليه إجماعاً لا يشذ عنه أحد. لقد كان العرب عندما يوازنون بين الشعراء، يضربون المثل في الإجادة، بامرىء القيس إذا ركب، والنابغة إذا رهب، وزهيراً إذا رغب، ومعنى ذلك: أنّ كلاً من هؤلاء يجود في غرض معين ويشهد له بالتفوق فيه، ومؤدّى ذلك: أنه يقصر في غير هذا الغرض. وعندما حاول صاحب كتاب ( الواسطة بين المتنبي وخصومه )... الدفاع عن المتنبي، كان أقصى ما يريد في دفاعه عنه قوله: ليس بغيتنا فيما قصدنا، الشهادة لأبي الطيب بالعصمة، وإنما غايتنا أن نلحقه بأهل طبقته، وأن نجعله رجلاً من فحول الشعراء، ونمنعك من إحباط حسناته بسيئاته، ولا نسوغ ذلك التحامل على تقدمه في الأكثر بتقصيره في الأقل... وهذا اعتراف من أكبر المدافعين عن المتنبي بما في شعره من تفاوت بين الإجادة والتقصير. وتلك غاية ما يستطيعه المدافع عنه. ولقد قام الباقلاني بعمل رائع حقاً ـ عندما عمد إلى قصيدتين من عيون الشعر العربي بالنقد، إحداهما: معلقة امرىء القيس، حامل لواء شعراء الجاهلية، والأخرى للبحتري، من أحبّ الحظوة والتقدّم عند نقاد الكلام، والقيمة الحقيقة لما قام به الباقلاني، أنه أبرز هذه الحقيقة وأكدها وهي أنّ البشر لا يمكن أن يصل بأدبه إلى الكمال بل لا بد أن يعتريه التفاوت ويعلو ويهبط ويحلق ويهوي. أمّا القرآن الكريم فأينما يمّمت لم تقع عينك منه إلا ّعلى الطريقة المثلى للتعبير، والمطابقة الكاملة لما يقتضيه الحال. ثالثاً: تميّز الكلمة من القرآن غيرها من سائر الكلام، بالرّونق والفصاحة، ويتبيّن ذلك في القرآن ورجحان فصاحته، بأن تذكر منه الكلمة في تضاعيف الكلام، أو تقذف ما بين شعر، فتأخذ الأسماع، وتتشوّق إليها النفوس، ويرى وجه رونقها بادياً غامراً سائر ما تقرن به كالدّرّة التي ترى في سلك الخرز، وكالياقوتة وسط العقد. رابعاً: إنّ الله تعالى قد سهّل سبيل القرآن بجملته، فهو خارج عن الوحشي المستكره، والغريب المستنكر وعن الصنعة المتكلفة، وجعله سبحانه قريباً إلى الأفهام، ويبادر لفظه معناه إلى القلب، يساير المغزى منه عبارته إلى النفس، وهو مع ذلك ممتنع المطلب، غير نطمع مع قربه في نفسه، والموهبة مع دنوه أن يقدر عليه أو يظفر به. وهكذا مضى الباقلاني وغيره يعدّدون السّمات التي انفرد بها الأسلوب القرآني وبوّأه منزله الإعجاز.
__________________
[frame="11 98"] الحمد لله الـّذي هدانا لهذا وما كنـّا لنهتدي لولا أن هدانا الله اللهم إنـّي أسالك إيمانا كاملا وقلباً خاشعاً وعلماً نافعاً ويقيناً صادقاً وديناً قيماً والعافية من كل بليه وأسألك تمام العافية والشكر على العافية والغنى عن الناس اللهم اجعل القرآن الكريم لنا في الدنيا قرينا وفي القبر مؤنساً وعلى الصراط نوراً وفي القيامة شفيعاً وإلى الجنة رفيقاً ومن النار ستراً وحجاباً وإلى الخيرات كلها دليلاً وإماماً بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين اللهم آمين أختكم في اللــّــــــــــــه خنــــــســـاء آل العـــزيـــزي |
#2
|
|||
|
|||
gugugiu;giug;ig;iu jjjjjjjjjjjjjjjjjjj
|
#3
|
|||
|
|||
[align=center]
جزاكم الله خيرا. [/align] |
#4
|
|||
|
|||
__________________
قـلــت : [LIST][*]من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*]ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*]ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*]ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
شبهات حول القرآن د. محمد عمارة | عادل محمد عبده | كتب إلكترونية | 0 | 2020-03-12 06:47 AM |