هل يشرع فضح الممثلات الإباحيات أو رميهن بالزنا ؟؟

[عبدالإله]

[align=center]بسم الله الرحمان الرحيم[/align][align=center]
والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه.

السلام عليكم ورحمة الله[/align]

لقد ظهر على الساحة الإعلامية مؤخرا ما يسمى بـ "فتنة الفنانات..." وتعرض لها كثير من العلماء والِشيوخ والدعاة الأفاضل...
ولقد وجدت على موقع "#####" هذه الفتوى التي أود من أهل العلم في منتدانا أن يحقـقوها تحقيق علمي على منهج أهل السنة والجماعة . فهل هذا التأصيل في هذه المسألة صحيح أو فيه ما يُـردُ عليه بالحجة و البينة من الكتاب و السنة ؟

وهذا نص الفتوى:
" المسألة: هل يشرع فضح الممثلات الإباحيات أو رميهن بالزنا ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فالإجابة على هذا السؤال لا بد فيها من التعريج على عدة مسائل :

المسألة الأولى : الإحصان يستلزم العفاف.
الإحصان في اللغة معناه المنع ,وإنما سميت العفيفة محصنة لأنها تمنع نفسها .

قال ابن العربي : (بناء \" ح ص ن \" على المنع ، ومنه الحصن ؛ لكن يتصرف بحسب متعلقاته وأسبابه)

وقال القرطبي :
(والتحصن: التمنع، ومنه الحصن لأنه يمتنع فيه، ومنه قوله تعالى: {وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} أي لتمنعكم، ومنه الحصان للفرس بكسر الحاء لأنه يمنع صاحبه من الهلاك. والحصان بفتح الحاء: المرأة العفيفة لمنعها نفسها) تفسير القرطبي (5/ 120).

والإحصان له عدة إطلاقات في الشرع ذكرها ابن العربي فقال :
(فالإسلام حصن ، والحرية حصن ، والنكاح حصن ، والتعفف حصن .

قال الله تعالى : { فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة } ؛ وهو الإسلام .

وقال تعالى : { والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } ، فهن الحرائر .

وقال تعالى : { والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء } هن العفائف .

{وقال النبي صلى الله عليه وسلم : أحصنت ؟ يعني تزوجت ؟ قال : نعم } .

وقال صلى الله عليه وسلم : { أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم ، من أحصن منهم ومن لم يحصن } .
خرجه مسلم .) أحكام القرآن لابن العربي (2/ 274)

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية كلاما نفيسا نبه فيه إلى أن معاني الإحصان وإطلاقاته السابقة كلها ترجع إلى معنى العفاف ,فقال :

(ولفظ \"المحصنات\" إن أريد به \" الحرائر \" فالعفة داخلة في الإحصان بطريق الأولى ؛ فإن أصل المحصنة هي العفيفة التي أحصن فرجها، قال الله تعالى: {ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها} , وقال تعالى: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات} وهن العفائف، قال حسان بن ثابت.

حصان رزان ما تزن بريبة ...وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

ثم عادة العرب أن الحرة عندهم لا تعرف بالزنا ؛ وإنما تعرف بالزنا الإماء ولهذا {لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم هند امرأة أبي سفيان على أن لا تزني قالت: أوتزني الحرة؟}، فهذا لم يكن معروفا عندهم.

والحرة خلاف الأمة صارت في عرف العامة أن الحرة هي العفيفة ؛ لأن الحرة التي ليست أمة كانت معروفة عندهم بالعفة، وصار لفظ الإحصان يتناول الحرية مع العفة ؛ لأن الإماء لم تكن عفائف، وكذلك الإسلام هو ينهى عن الفحشاء والمنكر وكذلك المرأة المتزوجة زوجها يحصنها، لأنها تستكفي به، ولأنه يغار عليها.

فصار لفظ \" الإحصان \" يتناول: الإسلام، والحرية، والنكاح.

وأصله إنما هو العفة ؛ فإن العفيفة هي التي أحصن فرجها من غير صاحبها، كالمحصن الذي يمتنع من غير أهله، وإذا كان الله إنما أباح من المسلمين وأهل الكتاب نكاح المحصنات، \" والبغايا \" لسن محصنات: فلم يبح الله نكاحهن.) مجموع الفتاوى (32/ 122).

فالإحصان قرين العفاف ونقيض السفاح كما قال تعالى في نكاح الكتابيات : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} [المائدة: 5]

قال ابن كثير :

(وقوله: { مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ } فكما شرط الإحصان في النساء -وهي العفة-عن الزنا كذلك شرطها في الرجال وهو أن يكون الرجل أيضا محصنا عفيفا؛ ولهذا قال: { غَيْرَ مُسَافِحِينَ } وهم: الزناة الذين لا يرتدعون عن معصية، ولا يردون أنفسهم عمن جاءهم، { وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ } أي: ذوي العشيقات الذين لا يفعلون إلا معهن،) تفسير ابن كثير (3/ 43)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :

(والمسافح الزاني الذي يسفح ماءه مع هذه وهذه وكذلك المسافحة والمتخذة الخدن الذي يكون له صديقة يزني بها دون غيره فشرط في الحل أن يكون الرجل غير مسافح، ولا متخذ خدن.

فإذا كانت المرأة بغيا وتسافح هذا وهذا لم يكن زوجها محصنا لها عن غيره ؛ إذ لو كان محصنا لها كانت محصنة، وإذا كانت مسافحة لم تكن محصنة.

والله إنما أباح النكاح إذا كان الرجال محصِنين غير مسافحين، وإذا شرط فيه أن لا يزني بغيرها - فلا يسفح ماءه مع غيرها - كان أبلغ، وأبلغ.وقال أهل اللغة: \" السفاح \" الزنا.) مجموع الفتاوى (32/ 122).

المسألة الثانية : المحصنة هي العفيفة .
ولما كان الإحصان يتضمن العفاف ولا يتحقق إلا مع وجوده فقد نص أهل التفسير على أن لفظ \"المحصنات\" في قوله تعالى :{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ..} المقصود به \"العفيفات\".

قال ابن كثير :
(هذه الآية الكريمة فيها بيان حكم جلد القاذف للمحصنة، وهي الحرة البالغة العفيفة.) تفسير ابن كثير (6/ 13)

وقال ابن جزي : (هذا حدّ القذف ، وهو الفرية التي عبر الله عنها بالرمي ، والمحصنات يراد بهن هنا العفائف من النساء ،) التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي (ص: 1214)

وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي :
(فذكرنا أن من المعاني التي تراد بالمحصنات كونهن عفائف غير زانيات ; كقوله : {محصنات غير مسافحات} ، أي : عفائف غير زانيات ، ومن هذا المعنى قوله تعالى : {والذين يرمون المحصنات} أي: العفائف ، وإطلاق المحصنات على العفائف معروف في كلام العرب ، ومنه قول جرير :

فلا تأمنن الحي قيسا فإنهم ... بنو محصنات لم تدنس حجورها) أضواء البيان (5/ 428).

المسألة الثالثة : لا حد على من قذف غير العفيفة .
نص عامة الفقهاء على أن حد القذف لا يحكم به إلا إذا كان المقذوف عفيفا .

قال الجصاص :
(والإحصان في الشرع يتعلق به حكمان أحدهما في إيجاب الحد على قاذفه في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ} فهذا يعتبر فيه العفاف والحرية والإسلام والعقل والبلوغ فما لم يكن على هذه الصفة لم يجب على قاذفه الحد) أحكام القرآن ـ للجصاص (3/ 94)

وقال الجصاص أيضا :
(الإحصان الذي يوجب الحد على قاذفه وهو أن يكون حرا بالغا عاقلا مسلما عفيفا ولا نعلم خلافا بين الفقهاء في هذا المعنى) أحكام القرآن ـ للجصاص (5/ 110)

وقد نص على ذالك أيضا شراح مختصر خليل ابن إسحاق المالكي عند قوله : (إن كلف وعف ).

فقال الحطاب :
(أي يشترط في وجوب حد القذف أن يكون المقذوف عفيفا ولم يفسر الشارح العفاف وقال ابن الحاجب: العفاف أن لا يكون معروفا بالقيان ومواضع الفساد والزنى) مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل (8/ 404)

وقال المواق :
(حد القذف يجب بخمسة أوصاف في المقذوف وهي الإسلام والحرية والعفاف والبلوغ وأن يكون معه متاع الزنا ليس بحصور ولا مجبوب قبل البلوغ .) التاج والإكليل (12/ 135).

وقال في شرح العمدة : (والمحصن من وجدت فيه خمس شرائط: أن يكون حرا مسلما عاقلا بالغا عفيفا, وهذا إجماع) العدة شرح العمدة (2/ 175).

وقال محمد بن علي الصابوني :
(وأما العفة : فهي شرط عند جميع الفقهاء لم يخالف في ذلك أحد وإنما اعتبرناها للنص القرآني الكريم { يرمون المحصنات} فشرطت الآية أن يكون المقذوف محصناً أي عفيفاً ، إذ غير العفيف قد يتباهى بالفسق والفجور ، ويعتبر ذلك تقدمية والتمسك بالفضيلة والدين رجعية كما نسمع في زماننا هذا عن بعض الفاسقين الخارجين على الدين والأخلاق والآداب . ولأن الحد مشروع لتكذيب القاذف فإذا كان المقذوف زانياً فعلاً فالقاذف صادق في قذفه ، وإذا كان المقذوف مشهوراً بالمجون والدعارة فقد أوجد شبهة لقاذفه \"والحدودُ تدرأ بالشبهات\" فلا يحد القاذف .) روائع البيان في تفسير آيات الأحكام (ص: 320).

المسألة الرابعة : مشروعية وصف الداعية إلى الزنا والمتعاطية أسبابه بالزانية
دلت النصوص على أن الوصف بالزنا قسمان :

1- الزنا الذي يوجب الحد, وهذا لا بد فيه من توفر أربعة عدول يشهدون بمباشرة الفعلة .

2- الزنا الذي يعني تعاطي أسباب الزنا من تهتك واختلاط وخروج المرأة متبرجة أو متعطرة ,فهذا أيضا يسمى زنا لكنه لا يوجب الحد .

ومما يدل على ذالك :

1- عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك ويكذبه.)رواه البخاري .

2- عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أيما امرأة استعطرت ثم مرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية .رواه أحمد و ابن خزيمة والنسائي والحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي .

قال المناوي : (\"فهي زانية\" أي هي بسبب ذلك متعرضة للزنا ساعية في أسبابه داعية إلى طلابه فسميت لذلك زانية مجازا ،) فيض القدير شرح الجامع الصغير (1/ 355)

وقال ابن رشد :(وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما روي : أيما امرأة استعطرت ومرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية ، فسماها - صلى الله عليه وسلم - زانية لقربها من ذلك في فعلها ذلك .) البيان والتحصيل (18/ 312)

أقول : وإذا كانت المرأة التي تخرج من بيتها متعطرة يجوز وصفها بالزنا فمن باب أولى أن يجوز ذالك بالنسبة للممثلة التي تقوم بتمثيل الأفلام الإباحية .

فهي وإن فرضنا أنها لم تمارس الزنا الموجب للحد فقد دخلت بابه وتعاطت أسبابه وحرضت الناس عليه ودعتهم للإقبال عليه, وجاهرت بفسقها وأشهدت الناس على تهتكها.

ومثل هذه لا تعتبر محصنة لأنها ليست عفيفة , ولا حد على من رماها بالزنا لأنها ليست من المحصنات الغافلات بل هي من الفاجرات المعلنات بالفجور .

المسألة الخامسة : لا يجب ستر المجاهر بالفسق .
المتهتكة المعلنة بالفجور لا يجب سترها بل يشرع فضحها زجرا لها وإنكارا عليها ,لما تقرر عند أهل العلم من ان الفاسق المعلن بالفجور لا غيبة له ولا يجب ستره.

قال الصنعاني : \"أخرج الطبراني في الأوسط الصغير بإسناد حسن رجاله موثوقون وأخرجه في الكبير أيضا من حديث معاوية بن حيدة قال خطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حتى متى ترعوون عن ذكر الفاجر اهتكوه حتى يحذره الناس وأخرجه البيهقي من حديث أنس بإسناد ضعيف من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له\" سبل السلام (4/ 188).

والفاجر المذكور في الحديث السابق هو المجاهر المعلن بفجوره, ويفسر ذالك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : \"كل أمتي معافى إلا المجاهرين\"رواه البخاري .

قال الطيبي في هذا الحديث \"والأظهر أن يقال المعنى كل أمتي يتركون في الغيبة الا المجاهرون والعفو بمعنى الترك\" فتح الباري - ابن حجر (10/ 487).

وقال ابن حجر الهيتمي :(أما المتجاهر بفسقه فيجوز هجوه بما تجاهر به فقط لجواز غيبته به فقط كما مر ، وعلى هذا يحمل إطلاق جمع جواز هجو الفاسق المجاهر) الزواجر عن اقتراف الكبائر (3/ 286).

وقال ابن حجر :( المجاهر بالفسق والشر لا يكون ما يذكر عنه من ذلك من ورائه من الغيبة المذمومة.

قال العلماء : تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعا حيث يتعين طريقا إلى الوصول إليه بها كالتظلم والاستعانة على تغيير المنكر والاستفتاء والمحاكمة والتحذير من الشر ويدخل فيه تجريح الرواة والشهود وإعلام من له ولاية عامة بسيرة من هو تحت يده وجواب الاستشارة في نكاح أو عقد من العقود وكذا من رأى متفقها يتردد إلى مبتدع أو فاسق ويخاف عليه الاقتداء به وممن تجوز غيبتهم من يتجاهر بالفسق أو الظلم أو البدعة) فتح الباري (10/ 472).

وقال ابن حجر أيضا :(وقال ابن العربي : فاما إذا كان متظاهرا بالفاحشة مجاهرا فاني أحب مكاشفته والتبريح به لينزجر هو وغيره) فتح الباري (12/ 125).

وقال بدر الدين العيني :(والستر على المسلم لا يمنع الإنكار عليه خفية وهذا في غير المجاهر وأما المجاهر فخارج عن هذا ولا غيبة له) عمدة القاري (19/).

وقال الغزالي في بيان ما يجوز من الغيبة :
(السادس: أن يكون مجاهرا بالفسق كالمخنث وصاحب الماخور والمجاهر بشرب الخمر ومصادرة الناس وكان ممن يتظاهر به بحيث لا يستنكف من أن يذكر له ولا يكره أن يذكر به.

فإذا ذكرت فيه ما يتظاهر به فلا إثم عليك ...وقال عمر رضي الله عنه ليس لفاجر حرمة وأراد به المجاهر بفسقه دون المستتر إذا المستتر لا بد من مراعاة حرمته وقال الصلت بن طريف قلت للحسن الرجل الفاسق المعلن بفجوره ذكرى له بما فيه غيبة له؟ قال: لا ولا كرامة ! وقال الحسن: ثلاثة لا غيبة لهم صاحب الهوى والفاسق المعلن بفسقه والإمام الجائر, فهؤلاء الثلاثة يجمعهم أنهم يتظاهرون به وربما يتفاخرون به فكيف يكرهون ذلك وهم يقصدون إظهاره) إحياء علوم الدين (3/ 153).

وبالإضافة إلى ماسبق ذكره من الحالات التي تجوز فيها الغيبة وذكر الشخص بما يكره فهناك حلتان أخريان نبه عليهما الصنعاني في سبل السلام وهما :

1- سب المعتدي الظالم انتصارا للنفس :

قال الصنعاني :(والأكثر يقولون بأنه يجوز أن يقال للفاسق يا فاسق ويا مفسد وكذا في غيبته بشرط قصد النصيحة له أو لغيره لبيان حاله أو للزجر عن صنيعه لا لقصد الوقيعة فيه فلا بد من قصد صحيح إلا أن يكون جوابا لمن يبدأه بالسب فإنه يجوز له الانتصار لنفسه لقوله تعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} ولقوله صلى الله عليه وسلم: \"المتسبان ما قالا فعلى البادي ما لم يعتد المظلوم\" أخرجه مسلم) سبل السلام (4/ 188).

2- الغضب لله والغيرة على الدين .

قال الصنعاني :
(ويجوز في حال الغضب لله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر \"إنك امرؤ فيك جاهلية\" وقول عمر في قصة حاطب دعني أضرب عنق هذا المنافق وقول أسيد لسعد إنما أنت منافق تجادل عن المنافقين ولم ينكر صلى الله عليه وسلم هذه الأقوال وهي بمحضره) سبل السلام (4/ 188).

أخيرا نقول : لا يجوز أبدا الدفاع عن الفاجرات المتهتكات اللاتي ينشرن الفواحش بين المسلمين .

واعتبارهن محصنات عفيفات يعني إقرار ما يقمن به من فجور وفسوق , والواجب على كل مسلم إنكار فعلهن والإغلاظ عليهن وتنفير الناس منهن ومن فعلهن ردعا لهن , وهذا متعين في غياب الشرع وانعدام الحاكم الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر , لأن الهجاء وذكر المساوئ قد ينوب مناب العقوبات الزاجرة وربَّ كلامٍ أقطعُ من حُسام., وقد قال امرئ القيس : وجرح اللسان كجرح اليد .

وقال طرفة:

وتصدُ عنك مخيلة الرجل ... العريض موضحة عن العظْم
بحسام سيفك أو لسانك ... الكلم الأصيل كأرْغب الكلْم.

والله أعلم .
والحمد لله رب العالمين .

". اهـ.

والله من وراء القصد و هو حسبنا و نعم الوكيل
[align=right]
يمنع وضع روابط لمواقع أهل الضلال أو الإشارة إليها.
[/align]

[أبو جهاد الأنصاري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .