منتديات الجامع  

للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 Online quran classes for kids 
فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| مقالات ||| شو ون شو ||| طبيبة الأسرة |||

العودة   منتديات الجامع > القسم العام > الصوتيات والمرئيات الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #61  
قديم 2012-11-17, 06:20 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

مقتل أبي بن خلف‏ :
وقلنا أن النبي صللى الله عليه وسلم قد أصيب في وجهه صلوات الله وسلامه عليه ، ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم بعيدا عن المعركة لحق به رجل يقال له أبي بن خلف من كفار مكة ويقول : أين محمد ‏؟‏ لا نجوتُ إن نجا‏.‏ فقالوا: يا رسول الله، أيعطف عليه رجل منا ‏؟(أي يقتله)‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏‏‏"‏دعوه‏"‏، فلما دنا منه تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة، فلما أخذها منه انتفض انتفاضة تطايروا عنه تطاير الشعر عن ظهر البعير ، ثم استقبله فطعنه فيها طعنة تدحرج منها عن فرسه مراراً‏.‏ فحمل وأخذ إلى أهل مكة فقالوا له : ما لك؟ فقال‏:‏ قتلني والله محمد، فقالوا له‏:‏ ذهب والله فؤادك، والله إن بك من بأس(أي ما بك من بأس)، فقال‏:‏ إنه قد كان قال لي بمكة‏:‏‏‏"‏أنا أقتلك" ، فوالله لو بصق علي لقتلني‏.‏ فمات في الطريق. هذا الرجل أبي بن خلف لما كان النبي صلى اله عليه وسلم في مكة كان عنده فرس فيقول : يا محمد عندي فرس أعرفه كل يوم أقتلك عليها. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة: بل أنا قاتلك (أي أنا الذي سأقتلك) ، فوقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فقتل صلوات الله وسلامه عليه عدو الله أبي بن خلف.

رد مع اقتباس
  #62  
قديم 2012-11-17, 06:22 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي


توقف القتال:

ثم تراجع المسلمون ، وتراجع الكفار كما قلنا بعد إشاعة قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، توقف المشركون عن القتال وتوقف المسلمون عن القتال إلا حوادث بسيطة ، وعند ذلك وقف القتال.
ونستطيع أن نلخص ما دار في هذه المعركة في نقاط:
_أولا: أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد القتال من المدينة في البداية ، ولكن لما أصر شبان الصحابة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد وتم القتال هناك.
_الحادثة الثانية: أن عبد الله بن أبي مسلول رجع بثلث الجيش فصار عدد المسلمين سبعمائة ، وكان عدد المشركين ثلاثة آلاف.
_من الأشياء التي تذكر : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الرماة أن لا يتركوا مكانهم .
_ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أعرض سيفه فأخذه أبو دجانة وتبختر به فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" هذه مشية لا يحبها الله تبارك وتعالى إلا في هذا الموطن".
_ وكذلك من الأمور التي تذكر أن المشركين هزموا في أول هذه المعركة ، ثم مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وصارت الدائرة بعد ذلك على المسلمين .
_ ويذكر كذلك استشهاد حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، واستشهاد أنس بن النضر ، واستشهد كذلك عمر بن الجموح ، وعبد الله بن عمر بن حرام وغيرهم.
_ كذلك مما يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أصيب في هذه المعركة حتى سقطت رباعيته وشج وجهه صلوات الله وسلامه عليه.
_ محاولة أبي بن خلف قتل النبي صلى الله عليه وسلم فقتله النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو الرجل الوحيد الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ووقعت حوادث في هذه المعركة :
- رجل يقال له قزمان ، هذا الرجل قاتل مع المسلمين قتالا شديدا ، ولكن جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما فعله قزمان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هو من أهل النار". استغرب الناس يقاتل هذا القتال ويكون بالتالي من أهل النار. فقال رجل من الصحابة: لأتبعنه. فتبعه، فلما أصيب قزمان في أثناء القتال وضع نصل السيف في الأرض ثم نام عليه حتى قتل نفسه ، وجاء هذا الرجل قبل أن يقتل نفسه ، وكان قد أصيب . فقال له : هنيئا لك الجنة، قاتلت في سبيل الله. فقال: لا والله، إنما قاتلت عن أحساب قومي. (أي ما أراد وجه الله تبارك وتعالى) .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أول من تسعر فيهم النار ثلاثة: وذكر منهم صلوات الله وسلامه عليه رجلا جريئا ، يقول الله له: أعطيتك من القوة فماذا صنعت؟ فيقول: قاتلت فيك حتى قتلت. فيقول: إنما فعلت هذا ليقال جريئا وقد قيل.
فرجع الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ما وقع لقزمان من قتله لنفسه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، هو من أهل النار".
ولذلك لا ينبغي لنا أن نحكم على الناس إذا قاتلوا بأنهم شهداء ، الله أعلم بما في قلوبهم ، ولكن أيضا لا ينبغي أن نسيء بهم الظن بل نحسن فيهم الظن ، وأنهم إنما قاتلوا في سبيل الله ، وهذا هو الأصل ، ولذلك الأولى أن نقول نحسبهم شهداء . نظنهم شهداء ، نسأل الله لهم أن يكونوا من الشهداء أو ماشابه ذلك من الكلمات.
_وفي هذه المعركة جمع النبي صلى الله عليه وسلم أبويه لسعد بن أبي وقاص وقال له: ارم فداك أبي وأمي.
_وفي هذه المعركة قول أبو بكر : كنا نقول عن أحد هو يوم طلحة.
_وفي هذه المعركة كذلك هو إشاعة مقتل النبي لما أشاعه ابن قمئة.
_وكذلك قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم امرأة ، وهي نسيبة بنت كعب ، لما اشتد القتال ، ووقع بالمسلمين القتل ، وأراد المشركون قتل النبي صلى الله عليه وسلم كان ممن دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم امرأة يقال لها أم عمارة نسيبة بنت كعب .
_وكذلك مما يؤخذ من هذه المعركة أن المسلمين وقعت عليهم الهزيمة في آخر المعركة ، وقتل منهم عدد كثير.
_وقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له مخيريق ، يهودي أسلم وقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول مخيريق خير اليهود.
_وبعد هذه المعركة أحيا الله تبارك وتعالى بعض الشهداء في أحد، وهم عبد الله بن عمرو بن حرام وأصحابه ، وقال لهم تمنوا علي: قالوا نتمنوا أن ترضى عنا فقد رضينا عنك. قال: فإني قد رضيت عنكم فلا أسخط عليكم أبدا.

رد مع اقتباس
  #63  
قديم 2012-11-17, 06:26 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

جمع الشهداء ودفنهم‏‏:
جمع النبي صلى الله عليه وسلم الشهداء، شهداء أحد ، والمشهور عند أهل العلم بل شبه متواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على شهداء أحد صلوات الله وسلامه عليه ، وكفنهم في ثيابهم إلا من لم يجد له ثوب فكفن في غيره ، كمصعب بن عمير وحمزة فالأصل أنهم كفنوا في ثيابهم وفي دمائهم حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم :" يأتون يوم القيامة ، الجرح يسكب دما ، اللون لون الدم، والريح ريح المِسْك‏)‏ ‏.‏ فلم يصل عليهم صلوات الله وسلامه عليه . والصحيح في الشهداء أن الصلاة عليهم جائزة ليست ببدعة ، يجوز أن يصلى على الشهداء ويجوز أن تترك الصلاة عليهم.
وهكذا كان يفعل صلوات الله وسلامه عليه أحيانا يصلي على الشهداء وأحيانا يترك صلوات الله وسلامه عليه.
قال عبد الرحمن بن عوف‏:‏ قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطيت رجلاه بدا رأسه ، ، وأنزل رأسه وصار يبكي أي عبد الرحمن بن عوف رضي الله تبارك وتعالى عنه وأرضاه.

انتهت هذه المعركة ، رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وقعت بطولات لبعض النساء بعد هذه المعركة ، بطولات في الصبر ، لأن الرجال بطولاتهم داخل المعركة ، فقد حصل بطولات داخل المعركة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها ولكن في الأصل بطولات الرجال تكون داخل المعارك ، وبطولات النساء تكون خارج المعارك ، الصبر ، الثبات ، والرضا بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره.
فهذه امرأة من بني دينار، أصيب في أحد زوجها وأخوها وأبوها ، الزوج والأخ والأب، فلما قالوا لها مات أبوك. قالت‏:‏ ولكن ما فعل رسول الله ‏؟‏ قالوا‏:‏ وأعظم الله أجرك في أخيك . قالت: وما فعل رسول الله ؟ قالوا: وقد استشهد زوجك. قالت: وما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا : خيرا يا أم فلان ، هو بحمد الله كما تحبين ، قالت‏:‏ أرونيه حتى أنظر إليه، فأشير إليها(أي هناك النبي صلى الله عليه وسلم) حتى لما رأته قالت‏:‏ كل مصيبة بعدك جَلَلٌ(أي ضعيفة لا شيء لا شيء) . وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال:" إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليتذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب". أجل أعظم مصيبة أصيب بها الناس كلهم ، هي مصيبة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك هذه الصحابية رضي الله عنها حققته واقعا . مات أبوها وأخوها وزوجها ، وتقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهذا قد مر بنا لما ضرب أبو بكر الصديق رضي الله عنه حينما كان يدعو إلى الله تبارك وتعالى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون له: سليم. لا بأس عليك وهو يكاد يموت. فيقول لهم: وما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هكذا كانوا يحبون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما نحن بما أنَّا لم نر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإظهار حبنا له صلوات الله وسلامه عليه إنما يكون بإتباعه وإتباع سنته والسير على هديه ، والدفاع عن سيرته ونشرها بين الناس فهذا هو الواجب عليكن وعلينا جميعا.


رد مع اقتباس
  #64  
قديم 2012-11-17, 06:28 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

قتلى الفريقين‏‏ :
قتل كما قلنا من المسلمين سبعون ، وقتل من المشركين ثمان وثلاثون ، أو سبعة وثلاثون على خلاف في الروايات .
ومن أراد أن يعرف ما دار في هذه المعركة بصورة عامة فعليه بقراءة سورة آل عمران ، فإن سورة آل عمران قد تكلمت في هذه المعركة بشيء من التفصيل وذكرت بعض الحوادث في هذه المعركة ، ومنها قول الله تبارك وتعالى : ‏{‏وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ‏}‏ ‏[‏ آل عمران‏:‏ 121 ‏]
وقول الله تبارك وتعالى: ‏{‏مَّا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 179‏]‏‏.‏


الحكم والغايات المحمودة في هذه الغزوة‏


تكلم ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى عن الحكم والغايات والفوائد من تلك المعركة ألا وهي أحد ، ولا بأس أن نذكر بعض كلامه .قال: وما كان في قصة أحد وما أصيب به المسلمون فيها من الفوائد والحكم الربانية أشياء عظيمة منها:
_أولا: تعريف المسلمين سوء عاقبة المعصية، وشؤم ارتكاب النهي؛ لما وقع من ترك الرماة موقفهم الذي أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يبرحوا منه‏.‏

_ثانيا: أن عادة الرسل أن تبتلى وتكون لها العاقبة في النهاية، والحكمة في ذلك أنهم لو انتصروا دائماً دخل في المؤمنين من ليس منهم، ولم يتميز الصادق من غيره، ولو انكسروا دائماً لم يحصل المقصود من البعثة، فاقتضت الحكمة الجمع بين الأمرين لتمييز الصادق من الكاذب، وذلك أن نفاق المنافقين كان مخفياً عن المسلمين، فلما جرت هذه القصة، أظهر أهل النفاق ما أظهروه من الفعل والقول عاد التلويح تصريحاً، وعرف المسلمون أن لهم عدواً في دورهم، فاستعدوا لهم وتحرزوا منهم‏.‏ (يعني مثل هذه المعارك تميز الصفوف ، إذا كان دائما النصر المنافق ينضم إلى المسلمين ، لأنه دائما غنائم ودائما النصر ، ودائما الغلبة فينضموا لهم فإذا أوقع الله تبارك وتعالى الخسارة أو الهزيمة أو القتل أو الإنكسار للمسلمين فإن هذا مما يميز الصفوف ، وذلك أن المنافقين سيظهرون نفاقهم ، والمؤمنون سيظهرون إيمانهم فتمتاز الصفوف ، ويعرف المؤمن من المنافق فإذا كان دائما النصر لا تتميز ، وإذا كانت الهزيمة ما يتحقق مقصود بعث الرسل ، فإنما أرسل الله الرسل ليظهروا دينه: "فهو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله" ، فلو كانت دائما الهزيمة ما ظهر هذا الدين ، فهزيمة ونصر حتى يظهر الله تبارك وتعالى الدين كله على الأرض كلها).

_ومنها أيضا ثالثا يقول: أن في تأخير النصر في بعض المواطن هضـماً للنفس، وكسراً لشـماختها، فلما ابتلي المؤمنـون صـبروا، وجـزع المنافقون‏.(أي حتى ‏الإنسان لا يصيبه الكبر والعجب بنفسه فيهزم أحيانا ، وينتصر أحيانا ليعلم أن الأمر بيد الله تبارك وتعالى).

_الأمر الرابع : أن الله هيأ لعباده المؤمنين منازل فى دار كرامته(أي الجنة) لا تبلغها أعمالهم، فقيض لهم أسباب الابتلاء والمحن ليصلوا إليها‏.‏(يعني لو لم يكن هناك الجهاد ما نال المسلمون الفردوس الأعلى عند الله تبارك وتعالى ، ولا شفع لسبعين من أهله لو لم يكن الجهاد، ولا غفر له مع أول قطرة دم تخرج ، ولا عصم من فتنة القبر ، ولكن الله تبارك وتعالى يريد أن يرفع درجاتهم سببحانه وتعالى فكان الجهاد وكان القتل الذي يقع على المسلمين).

_خامسا : يقول: أن الشهادة من أعلى مراتب الأولياء فساقها الله تبارك وتعالى إليهم‏ سوقا.‏

_سادسا: أنه أراد سبحانه وتعالى إهلاك أعدائه، فقيض لهم الأسباب التى يستوجبون بها ذلك من كفرهم وبغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه ، فمحص بذلك ذنوب المؤمنين، ومحق بذلك الكافرين‏.

ولا شك أن هناك كذلك فوائد أخرى ولكن هذه بعض الفوائد التي ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى.
رد مع اقتباس
  #65  
قديم 2012-11-17, 06:35 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

السرايا والبعوث بين أحد والأحزاب

بعد غزوة أحد وقعت بعض الأمور التي آذت النبي صلى الله عليه وسلم ، أولها بعث الرجيع ، وبعث الرجيع في السنة الرابعة من الهجرة ، وذلك أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من عَضَل وقَارَة(قبيلتان)، وذكروا أن فيهم إسلاماً، وسألوا أن يبعث معهم من يعلمهم الدين، ويقرئهم القرآن، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم معهم عشرة من أصحابه ، وأمر عليهم عاصم بن ثابت ، وقيل أمرَّ مَرْثَد بن أبي مَرْثَد الغَنَوِي ـ ولكن المشهور أنه أمرَّ عليهم عاصم بن ثابت ـ فذهبوا معهم، فلما وصلوا إلى مكان يقال له الرجيع استصرخوا عليهم حياً من هذيل يقال لهم‏:‏ بنو لَحْيَان(يعني هؤلاء الذين جاءوا من عضل وقارة لما كانوا مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مكان يقال له الرجيع صاروا يصيحون في الناس أدركونا أدركونا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) يقول: استصرخوا عليهم حيا من هذيل يقال لهم بنو لحيان ، فتبعوهم بقرب من مائة رام(يعني خرج إليهم مائة رام من هذيل بنو لحيان فلحقوهم، وأحاطوا بهم ، ثم لجؤوا إلى مكان يصدهم عن الأعداء ، فقال لهم أعداؤهم لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً‏.‏ فأما عاصم أبى أن ينزل وقاتلهم مع أصحابه، فقتل منهم سبعة، وأما خُبَيب وزيد بن الدَّثِنَّةِ ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق مرة أخرى، فنزلوا إليهم(يعني بعض الصحابة وهو عاصم رضي الله عنه ومعه رجالا امتنعوا ، وثلاثة من الصحابة رضوا بالمواثيق التي أعطوها )، مائة أو أكثر من المائة مقابل ستة ، وليس معهم سلاح ، يقول فأعطوهم العهد والميثاق ونزلوا إليهم ولكنهم غدروا بهم فربطوهم بأوتار قِسِيهم(يعني النبل ربطوهم بالأوتار يعني بالحبال من النبل)، فقال الرجل الثالث ‏:‏ هذا أول الغدر(يعني لما ربطوا زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي) قال: هذا أول الغدر(يعني الآن صالحتمونا فتربطوننا)،فأبى أن يستسلم لهم فقاتلوه فقتلوه، وأخذوا خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فباعوهما بمكة، وكانا قتلا من رءوسهم يوم بدر،يقول: فأما خبيب فمكث عندهم مسجوناً، ثم أجمعوا على قتله.
وخبيب قصته عجيبة رضي الله تبارك و تعالى عنه ، وذلك أنه لما أسر رضي الله عنه وقعت له حادثتان.
الحادثة الأولى: ذكروا أنه رضي الله عنه عندهم الطعام ولم يطعمه أحد طعاما.
الحادثة الثانية:أنه طلب الموسى حتى يحلق الشعر الذي في جسده، فأرسلت امرأة الموسى مع ولدها لزيد ، فلما أتاه الولد خافت المرأة على ولدها تذكرت كيف أرسلت مع ولدها الموسى وهذا رجل مقتول مقتول يقتل ولدها مقابل نفسه فينتقم، فجاءت مسرعة ، فلما رأى زيد المرأة والموسى معه والولد عنده قال لها : أخشيتي أن أقتله .فالمسلمون ليسوا كغيرهم في أمثال هذه الأمور .
ثم أخذ خبيب رضي الله تبارك وتعالى عنه إلى التنعيم خارج مكة (يعني إلى الحل ، لأنهم كانوا يستحرمون القتلى في الحرم وهنا عذر لكن يستبحونه فتحريمهم وتحليلهم هوى وليس تبع دين إنما أهواء، يحرمون أحيانا ويحلون أحيانا ،يؤجلون الشهر الحرام إلى وقت آخر ، وهكذا) .يقول: فلما أجمعوا على صلبه قال ‏:‏ دعوني حتى أركع ركعتين، فتركوه فصلاهما، فلما قضى قال‏:‏ والله لولا أن تقولوا‏:‏ إنما بي جزع لزدت(يعني خشيت أن تقولوا جزع من الموت فأطال في الصلاة حتى مع هذه سبحان الله وبحمده وإلا أنه في نيته يصلي لله تبارك وتعالى ويريد أن يطيل لله تبارك وتعالى ، ولكن خشي أن يفهموا أنه إذا أطال في الصلاة أنه خائف من الموت ، فقال : حتى هذه ما أعطيهم إياها فصلى صلاة قصيرة ، وهي ركعتان . قال أهل العلم : سنة القتل صلاهما خبيب رضي الله تبارك وتعالى عنه، صلى ركعتين خفيفتين ثم التفت إليهم ، قال: لولا أن تقولوا أني جازع لأطلت الركعتين ، ولكن حتى أريكم أني لست بجازع واقتلوني إن شئتم ، ثم قال‏:‏اللهم أحْصِهِمْ عَدَدًا، واقتلهم بَدَدًا ، ولا تُبْقِ منهم أحدا، قال‏ معاوية رضي الله عنه قبل أن يسلم كان موجودا في مكة في هذا الوقت ، يقول : كنت فيمن حضر قتل خبيب ، فلقد رأيت أبا سفيان (يعني والده) يلقينني إلى الأرض فرقا من دعوة خبيب ، وكانوا يقولون إن الرجل إذا دعي عليه فاضطجع زلت عنه الدعوة(يعني لم تصبه هذه الدعوة ، كانوا يعتقدون أنه مهلوك)، وأن دعوته حق ، ولكن لما دعا عليهم ارتموا على الأرض حتى لا تصيبهم الدعوة، وكان كذلك ممن حضر قتل خبيب بن عدي ، سعيد بن عامر وهذا سعيد بن عامر قصته عجيبة ، وذلك أن عمر قد جعله واليا على الشام بعد إسلامه، تولى على الشام فسأل عمر رضي الله تبارك وتعالى عن سعيد بن عامر قال: كيف حال واليكم ؟ قالوا : لا نهطم عليه شيئا إلا ثلاثة أشياء. قال عمر: وما هي؟ قالوا: في يوم من الأسبوع لا يخرج إلينا(ما نراه يوم من الأسبوع ما يخرج إلينا أبدا). والثانية: قالوا: كل ليلة لا يخرج إلينا (في الليل ما يخرج إلينا أبدا ، هذا كل ليلة يعني كل ليلة ما يخرج ويوم في الأسبوع لا يخرج ، والليلة معروفة من بعد غروب الشمس واليوم بعد طلوع الفجر). والثالثة: قال: أحيانا وهو جالس عندنا تصيبه الغشية مثل الصرع(يغمى عليه ). فناداه عمر، قال: يا سعيد ما هذا الذي يحدث؟ قال: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: يقولون : إنك في يوم من أيام الأسبوع لا تخرج إليهم. قال: يا أمير المؤمنين ، هذا اليوم أغسل فيه ثوبي وليس عندي ثوب غيره ، فهل أخرج إليهم بدون ثوب؟ فإني أبقى حتى يجف الثوب ثم أخرج إليهم.(هذا اليوم لا أخرج حتى أغسل ثوبي). قال: يقولون إنك لا تخرج إليهم في الليل دائما. قال: يا أمير المؤمنين النهار لهم والليل لربي. قال: وما هذه الغشية التي تصيبك؟ فبكى وقال: يا أمير المؤمنين إني حضرت قتل خبيب بن عدي ، وإني كلما تذكرت دعوته وقتله أغمي علي من الخوف من الله تبارك وتعالى.
المهم أن خبيب بن عدي رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ، ولا تبقي منهم أحدا . ثم قال أبياتا من الشعر:
لقد أجمع الأحزاب حولي وألبوا*** قبائلهم واستجمعوا كل مجمع
وقد قربوا أبنـاءهم ونساءهم *** وقربت من جذع طويل ممنَّع
إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي*** وما جمع الأحزاب لي عند مضجعي
فذا العرش صبرني على ما يراد بي *** فقد نضعوا لحمي وقد بؤس مطمعي
وقد خيروني الكفر والموت دونه ***فقد ذرفت عيناي من غير مدمع
ولست أبالي حين أقتل مسلما*** على أيِّ شِق كان في الله مضجعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزع

فالتفت إليه أبو سفيان‏ وقال له:‏ يا خبيب أيسرك أن محمدا عندنا نضرب عنقه، وأنك في أهلك‏؟‏ أيسرك هذا؟
فكان جواب المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال‏:‏" لا والله، ما يسرني أني في أهلي وأن محمداً صلى الله عليه وسلم في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه"‏ صلوات الله وسلامه عليه، كانوا صادقين في حبهم للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.‏ ثم صلبوه رضي الله عنه ووكلوا به من يحرس جثته، فجاء عمرو بن أمية الضمري، فاحتمله بالليل خديعة دون أن يراه أحد فذهب به ودفنه. ويقال أن الذي قتل أو باشر قتل خبيب بن عدي خبيب هو عقبة بن الحارث ‏.‏
-وأما عاصم رضي الله تبارك وتعالى عنه فإنه كما قلنا امتنع إلى النزول إليهم ولم يستسلم فقاتلهم حتى قتلوه ولكن سبحان الله البغض والحقد الذي في قلوب المشركين عظيم، وذلك أن قريشا بعثت لمن يأتي لهم بجسد عاصم حتى يتأكدوا أن عاصما قد قتل ، وتشفى قلوبهم من الغل الذي فيها ، فبعث الله تبارك وتعالى مثل الظُّلَّة من الدَّبْر(دبر نوع من الحشرات كالبعوض)، يقول: فحمته من الرسل ما استطاع أن يصلوا إليه‏.‏ وكان عاصما قد أعطى الله تبارك وتعالى عهداً ألا يمسه مشرك (الله أكبر تعاهد مع الله تبارك وتعالى بعد أن أسلم لبغضه للمشركين ، عاهد الله تبارك وتعالى أن لا تمس يده يد مشرك ، فوفاه الله تبارك وتعالى عهده حتى بعد موته، لم يجعل الله تبارك وتعالى للمشركين عليه سبيلا بأن تمس أيديهم يده رضي الله تبارك وتعالى عنه وأرضاه، ولذلك لما قيل لعمر، قال عمر: ‏ يحفظ الله العبد المؤمن بعد وفاته كما يحفظه في حياته ‏.‏


رد مع اقتباس
  #66  
قديم 2012-11-17, 06:39 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

مأساة بئر معونة:
هذه مأساة آلت النبي صلى الله عليه وسلم ، وتبعتها في نفس الشهر مأساة أخرى وهي مأساة بئر معونة.
فبعد الرجيع جاءت مأساة بئر معونة وذلك أن عامر بن مالك يقول له أبو البراء ملاَعِب الأسِنَّة، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أسلم تسلم، اتبع دين الله ، أترك ما أنت عليه من الشرك، فالرجل أظهر لينا وأظهر نوع اسجابة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يسلم ، ولكن أظهر شيئا من اللين ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم:‏ يا رسول الله، لو بعثت أصحابك إلى أهل نَجْد يدعونهم إلى دينك لرجوت أن يجيبوهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏"‏إني أخاف عليهم أهل نجد‏"(خاف أن يقتلوا)، فقال أبو بََرَاء ‏:‏ أنا جَارٌ لهم،في جيرتي وفي حماي، أنا جار لهم، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم معه سبعين رجلاً وأمر عليهم المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة ، وكان هؤلاء السبعون من خيار المسلمين ، ذهبوا ينشرون دين الله تبارك وتعالى في أهل نجد، فساروا يتدارسون القرآن ويصلون بالليل، حتى نزلوا مكانا يقال له بئر معونة فنزلوا هناك، ثم بعثوا حرام بن مِلْحَان خال أنس بن مالك رضي الله عنه بعثوه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الطُّفَيْل فلما وصل حرام بن ملحان إلى عامر بن الطفيل قال له هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرمى بالكتاب قبل أن يقرأه ، ثم أمر رجلاً فطعن حرام بن ملحان في ظهره رضي الله عنه وأرضاه فلما نفذ السيف أو الرمح (بحسب ما طعن به) ، فلما نفذ في جسد حرام بن ملحان ماذا قال؟ قال‏:‏ الله أكبر، فُزْتُ ورب الكعبة‏.‏هكذا يرون، يرون أن هذا نصر وصون لأنه نال الشهادة على يدي كافر في سبيل الله ، في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى. قال: فزت ورب الكعبة. ثم قام عامر بن طفيل واستنفر الناس: القتال القتال ، قوموا نقاتل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فامتنع عنه كثير من الناس في جوار أبي البراء ملاعب الأسنة، لأنه قال في جواري ، ولكن هذا الخبيث عامر بن الطفيل خان جوار أبي براء وصار يستفز الناس قوموا نقتلهم ، فرصة مهيأة ، غنيمة بارزة ، يقول فامتنع كثير من الناس عن إجابته وقام معه رجال من عُصَيَّة ورِعْل وذَكَوان، قبائل عربية ، قبيلة رعل وذكوان وعصيبة فجاءوا وأحاطوا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم ، فلم ينجو منهم إلا ثلاثة: كعب بن زيد بن النجار،وذلك أنه سقط مع القتلى ولكنه لم يمت ، بقيت فيه روح ثم تركوه ومشوا ، ثم هرب رضي الله عنه. وعمرو بن أمية الضمري والمنذر بن عقبة هؤلاء الثلاثة لم يقتلوا، أما كعب بن زيد فقلنا أنه سقط مع القتلى ولكنه لم يمت. وأما عمرو بن أمية والمنذر بن عقبة فكانا بعيدين عن القتال لأنهما كانا مع خيل وأغراض المسلمين فلم يكونا معهم أصلا، ولكنهما رأيا الطير تحوم من بعيد هناك فلما اقتربا وجدا أن المشركين قد قتلوا أصحابهما.
فرجع عمرو بن أمية الضميري رضي الله عنه إلى أصحابه هو والمنذر ووجدوهم قد قتلوا ، فقام المنذر وصار يقاتل المشركين فقتلوه رضي الله عنه، وأما عمرو بن أمية فأسر ثم ترك سبيله عامر بن الطفيل لأن على أمه عتق رقبة فهذه رقبة أعتقها.

فرجع عمرو بن أمية الضمري إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بهذه النكبة وبقتل هؤلاء السبعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي الطريق وقعت حادثة صغيرة لعمرو بن أمية رضي الله عنه ، وذلك أنه في الطريق نزل في ظل شجرة، فجاءه رجلان من بني كلاب فنزلا معه، فلما ناما قام عمرو بن أمية رضي الله عنه وأخذ السيف وقتلهما ، قتل الرجلين كان يظن أنهما ممن شارك في قتل أصحابه رضي الله عنهم ، فلما قتلهما وجد معهما كتابا فيه عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمل فعل ، أنه قتل رجلين وكان يظن أنهما ممن شارك في قتل أصحابه ثم تبين له أنهما عندهما عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "‏لقد قتلت قتيلين لأدِيَنَّهما‏"(يعني أدفع الدية من مالي ‏، وانشغل بجمع دياتهم صلوات الله وسلامه عليه فجمع الديات وطلب الدية من بني النضير ، وذلك أنهم في صلب المعاهدة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يشاركون في الديات في القتل الخطأ والنبي يشاركهم أيضا في الديات في القتل الخطأ ، فكانت بعد ذلك سببا في غزوة بني النضير .
ولكن قبل أن نقف نقول أن النبي صلى الله عليه وسلم تألم جدا لهذه المأساة، والتي قبلها الرجيع ومعونة، تألم جدا صلوات الله وسلامه عليه وصار يدعو على أولئك القوم في الصلاة شهرين كاملين يقنت صلوات الله وسلامه عليه ويدعو عليهم: " اللهم عليك برعل وذكوان وعصية فإنها عصت ربها " وكان يلعنهم صلوات الله وسلامه عليه في صلاته حتى أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم:"ليس لك من الأمر شيء" فترك النبي صلى الله عليه وسلم القنوت عليهم وقال:" بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه‏"‏ وترك صلى الله عليه وسلم الدعاء عليهم .
رد مع اقتباس
  #67  
قديم 2012-11-17, 06:44 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

غزوة بني النضير‏ :
(كانت في الربيع الأول سنة 4هجرة أغسطس 625م)
ذكرنا أن عمرو بن أمية الضمري رضي الله تبارك وتعالى عنه قتل رجلين فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليهود يطلب منهم المشاركة في دية المقتولين واليهود وإن كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم صلح ومعاهدات ، إلا أنهم كما هو معلوم أهل غدر ، وذلك ما ذكرنا من غدر بني القينقاع، والآن نذكر غدر بني النضير وبعدها نذكر غدر بني قريظة حتى يعلم أن هذا ديدن لهم ، وأنهم من عادتهم الغدر، وأنهم لا يوفون بعهودهم .
خرج النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى اليهود في نفر من أصحابه، وكلمهم أن يعينوه في دية الكلابيين اللذين قتلهما عمرو بن أمية . فقالوا ‏:‏ نفعل يا أبا القاسم، اجلس ها هنا حتى نقضي حاجتك‏.‏ فجلس صلوات الله سلامه عليه إلى جانب جدار من بيوتهم ينتظر وفاءهم ، ومعه بعض أصحابه كأبي بكر وعمر.

فاجتمع اليهود بعضهم إلى بعض، فسول لهم الشيطان ، وقال: اقتلوه فرصتكم . فاتفقوا على أن يصعد أحدهم إلى أعلى البيت الذي بجانبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويلقي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرا فيقتله. فقام رجل يقال له عمرو بن جحاش فقال‏:‏ أنا‏ أفعلها.‏ فقال لهم سَلاَّم بن مِشْكَم‏:‏ لا تفعلوا، فوالله ليخبرن بما هممتم به( سبحان الله يعلمون أنه صادق)،قال: ليخبرن بما هممتم به، وإنه لنقض للعهد الذي بيننا وبينه‏.‏ فقالوا: دعنا عنك (يعني ننفذ ما أردنا).
فنزل جبريل من عند رب العالمين على رسوله صلى الله عليه وسلم يعلمه بما هموا به، فقام صلوات الله وسلامه عليه مسرعا من مكانه ، وذهب إلى المدينة وترك مكانه ، ولحقه أصحابه . فقالوا : يارسول الله نهضت بدون أن تعلمنا السبب؟ فأخبرهم أن اليهود عزموا على قتله صلوات الله وسلامه عليه.
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة إلى بني النضير يقول لهم ‏:‏ ‏‏"اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشراً(أي عشرة أيام)، فمن وجدت بعد ذلك بها ضربت عنقه‏".‏ ولم يجد اليهود مناصاً من الخروج، فأقاموا أياماً يتجهزون للرحيل، ولكن عبد الله بن أبي بن سلول بعث إليهم لماذا تخرجون؟ اثبتوا وتمنعوا ولا تخرجوا من دياركم، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم، فيموتون دونكم ، وتنصركم قريظة وينصركم حلفاؤكم من غطفان . لماذا تخافون من محمد ؟ اثبتوا، فأعاد إليهم ثقتهم في أنفسهم فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لن نخرج فاصنع ماشئت.

فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم جواب حيي بن الأخطب كبر صلوات الله وسلامه عليه وكبر أصحابه ، ثم نهض صلوات الله وسلامه عليه لمناجزة القوم،فحاصرهم صلوات الله وسلامه عليه ، وجعل على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وجعل الراية أو اللواء لعلي بن أبي طالب واعترض عليهم الحصار. فلما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع النخيل . فقالوا : محمد يفسد في الأرض. فقال الله تبارك وتعالى‏:‏ ‏{‏مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ‏}‏ ‏[‏الحشر‏:‏ 5‏]‏‏.‏أي ليس إفسادا .

فلما تحصنوا ورأوا حصار النبي صلى الله عليه وسلم اعتزلتهم قريظة، قالوا لا شأن لنا نحن بيننا وبين محمد عهد ، واعتزلهم وخانهم عبد الله بن أبي بن سلول وخانتهم غطفان، وظلوا وحدهم ، الخونة خانهم أصحابهم. وقد أخبر الله تبارك وتعالى كما أخبر عبد الله بن عباس أن سورة الحشر نزلت فيهم، سبحان الله يقول عبد الله بن عباس سورة الحشر نزلت فيهم .
فأما قصة عبد الله بن أبي بن سلول فهو كما قال الله تبارك وتعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) . فامتنعوا عن نصرهم وخذلوهم وخذلتهم غطفان فقال الله تبارك ‏:‏‏{‏كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إني أخاف الله رب العالمين‏}‏ ‏[‏الحشر‏:‏ 16‏]‏

ولم يطل الحصار بقي ست ليال وقيل أكثر من ذلك فقذف الله تبارك وتعالى في قلوبهم الرعب، أرعبهم الله سبحانه وتعالى ، فقالوا : يا محمد نستسلم ، فقالوا نخرج عن المدينة‏.‏ بشرط أن يخرج معنا ذرارينا وما حملت الإبل من السلاح‏.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا إلا السلاح( ما تخرجون بالسلاح ، لكم ما حملت الإبل أما السلاح فلا تأخذوه). فنزلوا على رأي النبي صلى الله عليه وسلم وصاروا يخربون بيوتهم حتى لا يسكنها المسلمون ، فصاروا يخربون البيوت وأخذ بعضهم حتى الشبابيك والأوتاد وغيرها معهم ، وحملوا النساء والصبيان على ستمائة بعير، ورحل أكثرهم كحيي وسلاَّم بن أبي الحُقَيق كلهم ذهبوا إلى خيبر خرجوا من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏

وقبض النبي صلى الله عليه وسلم سلاحهم ، واستولى على أرضهم ، ووجد من السلاح خمسين درعاً ، وثلاثمائة وأربعين سيفاً‏.‏






رد مع اقتباس
  #68  
قديم 2012-11-17, 06:54 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

غزوة الأحزاب


ثم بعد هذه كانت غزوة الأحزاب في آخر السنة الرابعة ، وقيل في بداية السنة الخامسة .
الآن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن طرد بني النضير ، وكان قد طرد قبلهم بني القينقاع لم يبق في المدينة إلا بنو قريظة والمنافقون طبعا موجودون في المدينة ، عند ذلك في سنة خامسة من الهجرة
خرج عشرون رجلاً من بني قريظة ومن بني النضير أيضا ممن أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم فساروا إلى مكة ، وأخذوا يحرضون أهل مكة على قتال النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون نحن معكم ، ننصركم من الداخل ومن الخارج ، وذهبوا إلى غطفان ، وقالوا : أنصروا قريشا على محمد. وذهبوا إلى قبائل العرب يجمعونهم على قتال النبي صلى الله عليه وسلم.
فخرجت قريش وكنانة ، وخرج أيضا غطفان واليهود وتجمعوا حول مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بعشرة آلاف رجل ، واتفقوا على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أثناء خروجهم أو أثناء إعداد العدة للخروج تبلغ أمثال هذه الأمور إلى النبي صلى الله عليه وسلم إما من الوحي ، وإما من الرسل والعيون التي يرسلها النبي صلى الله عليه وسلم أو كقائد مسلم يرسل العيون ينظر الأخبار. علم النبي صلى الله عليه وسلم أن قريشا مع غطفان مع كنانة مع اليهود يتحالفون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فأشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه أن يحفر خندقا ، وقال: هكذا كان يفعل الفرس إذ تضايقوا . فأمر النبي صى الله عليه وسلم بحفر الخندق حول المدينة من جهة الشمال ، لأن الجهات الأخرى كلها محصورة بالشجر والجبال ، فلا يستطيع أن يلأتي أحد منها ، فالطريق الذي يأتي إلى المدينة جهة الشمال. فأمر بحفر الخندق من جهة الشمال صلوات الله وسلامه عليه.
فصاروا يحفرون وقام المسلمون بجد ونشاط يحفرون الخندق، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يشاركهم فعن سهل بن سعد، قال‏:‏ كنا مع رسول الله في الخندق، وهم يحفرون، ونحن ننقل التراب على ظهورنا، يقول: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏
اللهم لا عَيشَ إلا عيشُ الآخرة*** فاغفر للمهاجرين والأنصار‏‏‏.‏

وفي رواية : فاغفر للأنصار والمهاجرة.

وعن أنس قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فإذا المهاجرين والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال‏:‏
اللهم إن العيش عيش الآخرة *** فاغفـر للأنصـار والمهـاجرة

فقالوا له‏:‏
نحـن الذيـن بايعـوا محمـداً *** على الجهـاد ما بقيـنا أبداً

ود متبادل بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
-وعن البراء كذلك قال‏:‏ رأيته صلوات الله وسلامه عليه ينقل من تراب الخندق حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه(يعني من كثرة الغبار ما رأى بطن النبي صلى الله عليه وسلم)، يقول فسمعته يرتجز بكلمات عبد الله بن رواحة، أي يقول كلمات قالها عبد الله ابن رواحة وهي‏:‏

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ** ولا تصـدقنـا ولا صلينــا
فأنزلن سكينـة علينـا ** وثبت الأقـدام إن لاقينــا
إن الألى قد بغوا علينـا ** وإن أرادوا فتـنـة أبينـــا

ويعيدها‏:‏
إن الألى قـد بغـوا علينـا ** وإن أرادوا فـتنـة أبينـا

قال أبو طلحة‏:‏ شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع(يعني في ذلك الوقت )،يقول ومن شدة الشكوى يقول: رفعنا القمص عن بطوننا نريد أن نري النبي الحجر على بطوننا (نربط الحجر على بطوننا من شدة الجوع)، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه فإذا هو قد ربط حجرين(يعني أن جوعه أشد من جوعهم صلوات الله وسلامه عليه فاطمأنوا ، وهكذا يطمئن الناس إذا كان قائدهم مثل النبي صلى الله عليه وسلم ،يعني يكون القائد كالناس تماما ، يشعر بشعورهم ، يجوع كما يجوعون ، يعطش كما يعطشون ، يعمل كما يعملون ، يهتم كما يهتمون ، ما يكون في برج عال بعيد عن الناس ، وإنما يشاركهم ويخالطهم ، فإذا رأوا ذلك علموا ليسوا فقط أنهم الذين يعملون ، وليسوا فقط الذين يدفعون ، وليسوا فقط الذين يجاهدون ، بل حتى قائدهم الذي كان ينبغي أن يرتاح أو ينعم بالعيش ، لا ليس كذلك بل هو معهم يشاركهم ، بل أكثر منهم صلوات الله وسلامه عليه ‏.‏

وعن جابر قال: إنا يوم الخندق نحفر(وهذه كرامة أعطاها الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأصحابه رضي الله تبارك وتعالى عنهم وأرضاهم )، يقول: إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة( أي صخرة عظيمة) ما استطعنا تكسيرها فجئنا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله هذه كدية عرضت في الخندق ما نستطيع عليها. فقال صلوات الله وسلامه عليه: أنا نازل لها. ثم قام وبطنه معصوم بحجر صلوات الله وسلامه عليه. يقول: وكنا أي مضت علينا ثلاثة أيام لم نذق طعاما . يقول: فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم (أي لما ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم الحجر صار كالرمل ، تفتت من قوة ضربة النبي صلى الله عليه وسلم).
وقال البراء: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول (أي لا تكسرها المعاول)، فاشتكينا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول: فجاء وأخذ المعول فقال: بسم الله ، ثم ضرب ضربة، وقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأنظر إلى قصورها الحمر الساعة ، ثم ضرب الثانية فقطع من الصخرة وقال: الله أكبر ، أعطيت فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن. ثم ضرب الثالثة صلوات الله وسلامه عليه. فقال: بسم الله فقطع بقية الحجر، وقال: الله أكبر ، أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني.
استبشر الصحابة رضي الله عنهم لأنهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق ، فهذه ليست أول مرة يروا فيها آية على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستبشروا خيرا.
المهم لما جاءت قريش بجيشها وحلفائها وحاصروا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رآهم المؤمنون فقالوا كما قال الله تبارك وتعالى عنهم:{‏وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 22‏]‏‏.‏

المدينة كان يعيش فيها مع المسلمين منافقون فقال المنافقون بعكس قول المؤمنين ونقل الله تبارك وتعالى قولهم في كتابه فقال: ‏{‏وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا‏}‏‏[‏ الأحزاب‏:‏ 12‏]‏‏.‏
فهذان موقفان ، موقف المؤمنين وصدق الله ورسوله، وموقف المنافقين والذين في قلوبهم مرض ما موعدنا الله ورسوله إلا غرورا. الله أكبر ، في مثل هذه المواقف: الجوع شديد، حصار عشرة آلاف، قلة داخل المدينة، هنا تظهر المعادل، يظهر صاحب الحق، ويظهر صاحب الشر.
المهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أثناء الحصار فاتته صلاة العصر، انشغل عنها صلوات الله وسلامه عليه ، كما شغل أخوه سليمان صلوات الله وسلامه عليه بالخيل حتى غابت الشمس ، فالنبي صلى الله عليه وسلم شغل بجيش مكة ومن جاء معهم حتى غابت الشمس صلوات الله وسلامه عليه ، وفاتته العصر فقال: شغلونا عن الصلاة الوسطى(صلاة العصر)، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا. فدعا عليهم صلوات الله وسلامه عليه.
فصاروا يترامون أي رمي بين المسلمين وبين المشركين، ووجد المشركون ثغرة فأرادوا أن يدخلوا منها ، فخرج إليهم جمع من المسلمين بقيادة علي بن أبي طالب وسدوا عليهم الثغرة، فطلبوا المبارزة، فقام عمرو بن ودّ أو بن عبد ودّ على خلاف في اسمه ، وكان من الشجعان فقال من يبارزني، وكان قد جاوز المائة من عمره على المشهور فقال : من يبارزني؟ فخرج إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال له عمرو بن ودّ: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب. قال: ارجع يابن أخي فإني لا أريد أن أريق دمك. فقال علي رضي الله عنه: ولكني والله أريد أن أريق دمك. فغضب ونزل عن فرسه وضربها على وجهها وصرفها. فنزل علي رضي الله عنه عن فرسه فتصاولا فقتله علي رضي الله تبارك وتعالى عنه وأرضاه وكبر.
ثم صارت المراماة بين المسلمين والمشركين ، رمي لأنهم لا يستطيعون أن يتجاوزوا الخندق ، فصاروا يرمون بالسهام ‏.‏
ورمي سعد بن معاذ رضي الله تبارك وتعالى عنه وأصيب أكحله في يده رضي الله تبارك وتعالى عنه فقال‏:‏ اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه( يعني حتى بغضه أكثر من غيرهم لأنهم آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم طردوه حاولوا قتله ، ألبّوا الناس عليه ، إذا حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبغضهم مرتبط برسول الله صلى الله عليه وسلم بدين الله تبارك وتعالى، وهكذا يجب على المسلم أن يكون حبه وبغضه لله ، أن يحب لله ، وأن يبغض لله، يحب في الله ، يبغض في الله تبارك وتعالى، يبغض قريشا لأنهم آذووا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قال:اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتتي فيها(أي تكون هذه سبيل وفاتي ، أي في سبيل الله طبعا)‏.‏ ثم قال‏:‏ ولكن لا تمتني حتى تقر عيني في بني قريظة‏(لأنهم خانوا الله وخانوا رسوله صلى الله عليه وسلم وهم القسم الثالث من اليهود ، فأما خيانتهم فإن أحد بني النضير جاء لكعب بن أسيد سيد بني قريظة فقال له: حيي على الباب( يعني حيي بن الأخطب على الباب). فقال كعب أغلقه دونه لا أريد أن أراه، فمازال يكلمه حتى أذن له ، ففتح له الباب فدخل حيي بن الأخطب على كعب بن أسيد ، فقال حيي: إني قد جئتك يا كعب بعزّ الدهر، وببحر طام، جئتك بقريش على قاداتها وساداتها حتى أنزلتهم بمجمع الأسيال من رومة، وبغطفان على قاداتها وساداتها حتى أنزلتهم بذنب نقمي إلى جانب أحد(يعني هذا الكلام قبل أن يحاصروا المدينة ، نذكر فقط كيف غدرت بنو قريظة ، لماذا قال سعد: اللهم أقر عيني فيهم
يقول: عاهدوني وعاقدوني على ألا يبرحوا حتى نستأصل محمداً ومن معه‏.(يعني نريد منك الخيانة من الداخل ، نحن من الخارج وأنت من الداخل ، فينتهي أمر محمد صلى الله عليه وسلم)‏

فقال له كعب‏:‏ جئتني والله بذُلِّ الدهر وبجَهَامٍ قد هَرَاق ماؤه(يعني جئتني بوجه ليس فيه حياء). ثم قال: ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه، فإني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء‏(ما رأيت منه شيء لماذا أغدر؟).‏ فقال حيي: ويحك فرصتنا. ومازال معه حتى قال له : نعم آتي محمدا من الداخل ، رضي بالغدر بمحمد صلى الله عليه وسلم ودخل في الحرب ضد المسلمين.
عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الغدر ، أي بلغه أن كعب بن أسيد سيغدر من الداخل ، وهؤلاء قد حاصروا النبي صلى الله عليه وسلم من الخارج صلوات الله وسلامه عله ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه حتى يتثبت ، التثبت مطلوب لأن الخبر الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم قد يكون كذبا ، فيظلمهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأراد صلوات الله وسلامه عليه أن يتثبت من الخبر ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ، وعبد الله بن رواحة، وخَوَّات بن جبير، وقال‏:‏ ‏‏"انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا ‏؟(أي فعلا سيغدرون بنا أم لا؟) ‏ فإن كان حقاً فالحنوا لي لحناً أعرفه(أي تكلموا بكلام بصورة غير مباشرة تبينون لي فيه أنهم قد غدروا)، ولا تَفُتُّوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فاجهروا به للناس‏" (يعني النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم: إذا ذهبتم إلى بني قريظة وتثبثتم من الأمر وعلمتم أنهم سيغدرون فقولوا كلاما غير واضح أفهم أنا منه أنهم يريدون الغدر حتى لا يتأثر الناس ، لأن الناس قد يصيبهم نوع من الإحباط واليأس ، حصار وغدر من الداخل فتفت هذه الأمور في أعضادهم ، قال: وإغن كانوا على العهد فصيحوا بها، قولوا : هم على العهد يارسول الله حتى يطمئن الناس) ‏‏.‏ يقول: فلما دنوا منهم وجدوهم على أخبث ما يكون، يسبون الرسول، ويسبون أصحابه( يعني أظهروا الغدر بالنبي صلى الله عليه وسلم)
وقالوا‏:‏ من رسول الله هذا ‏؟‏ لا عهد بيننا وبين محمد، يتكلمون بينهم بصوت مرتفع، يسمعون الناس، لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد‏.‏ فانصرف هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم ، فلما أقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله‏:‏ عَضَل وقَارَّة ؛ عضل وقارة :قد ذكرنا أنهم غدروا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل قليل، فهذا يقول هو كغدر أولئك ، كغدر قارة وعضل ففهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يريدون غدر الرجيع ، وأن هؤلاء غادرون، وهذا نوع من اللحن غير مباشر، ولكن بين أن هؤلاء كأصحابهم أولئك (أي غدر يا رسول الله).
فتأذى النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر صلوات الله وسلامه عليه ، وكان الموقف لا شك حرجا كما قال الله تبارك تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا‏}‏‏[‏ الأحزاب‏:‏10، 11‏]‏
وأظهر بعض المنافقين نفاقهم كما قال الله تبارك وتعالى:[ ولتعرفنهم في لحن القول ]
فأظهروا نفاقهم فقال بعهم لبعض : إن محمدا يعدنا بكنوز كسرى وقيصر ، وأحدنا لا يأمن على نفسه حين يذهب إلى الغائط، وبعضهم قال:[ إِنَّ بُيُوتَنَا عورة(أي خارج المدينة نريد أن نذهب إليها)وقال الله: وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 12، 13‏]‏‏.‏
وهم قوم من الأنصار أن يجبنوا عن القتال ، وهم بنو سلمة فقال الله :"وإذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون".فثبتهم الله تبارك وتعالى ولم يفشلوا ولم يتركوا النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الوقت الحرج صلوات الله وسلامه عليه.
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه تقنع بثوبه فترة ثم رفع رأسه وقال : ‏‏(‏الله أكبر، أبشروا يا معشر المسلمين بفتح الله ونصره‏)‏، ثم قام صلوات الله وسلامه عليه يثبت الناس ، وأراد أن يصالح إزارة غطفان وغيرها ، فأراد أن يصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لسعد بن معاذ وسعد بن عبادة وكانا سيدا الأوس والخزرج فقال لهما:"ما تقولان ؟ نعطي غطفان نصف ثمار المدينة على أن يرجعوا " (لأن غطفان تمثل أربعة آلاف من عشرة، وبقية قبائل العرب تمثل الذين جاؤوا مع قريش يمثل ألفين ، فالنبي صلى الله عليه وسلم رأى من الرأي أن يرد غطفان بصلح عهد خاص بينه وبين غطفان على أن يرجعوا . فقال : نعطيهم ثلث ثمار المدينة حتى ير جعوا ونقابل نحن قريش ومن معها. فقال : ما تقولان؟ فقالا: يا رسول الله إن كان الله أمرك بهذا فسمعا وطاعة، وإن كان شيء تصنعه لنا فلا حاجة لنا ، وإن كان هذا الأمر إنما تصنعه خوفا علينا ورأفة بنا فلا نراه. يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء على الشرك (فيما مضى) ، ووالله يا رسول الله لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا ببيع أو قرى (يعني يقول لما كنا على الشرك ما يطمعون فينا هؤلاء غطفان إلا أن يبتاعوا بيعا وإما أن نضيفهم يعني ما يأخذوا منا ولا ثمرة واحدة بالغصب أبدا ونحن على الشرك في ذلك الوقت فكيف وقد أعزنا الله بالإسلام نتنازل لهم والله معنا سبحانه وتعالى)، أفحين أن أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك نعطيهم أموالنا ؟ لا والله يا رسول الله ، لا نعطيهم إلا السيف.هذه شجاعة نادرة، يحاصرون بعشرة آلاف وهم قلة ، وخيانة من الداخل وغدر من الداخل ، وجوع وهلكة، ويستطعون خلال هذا الإتفاق أن يصرفوا عنهم أربعة آلاف رجل ، فيقل: لا ليس لهم عندنا إلا السيف . قمة الشجاعة! فصوب النبي صلى الله عليه وسلم رأيهما . وقال: ‏‏(‏إنما هو شيء أصنعه لكم(يعني ليس من الله) لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة‏)‏‏.‏
ولكن الله تبارك وتعالى لم يؤخر الأمر بل نصر رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهناك قصة لنعيم بن مسعود ضعيفة من حيث السند ولكنها يذكرها أهل السير ولا بأس بذكرها ، وذلك أن نعيم بن مسعود جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله إني قد أسلمت ، وأريد أن أقاتل معك . فقال: هل علم أحد بإسلامك؟ قال: لا. قال: ، فَخذِّلْ عنا ما استطعت. فقال: نعم. فذهب نعيم بن مسعود لبني قريظة من الداخل فقال لهم: ياقوم إن قريشا أهل غدر ، وإنهم إذا انتصروا على محمد وأخذوا ما يريدون خرجوا وتركوكم ثم ينتقم منكم أهل المدينة الأوس والخزرج وما يدريكم أن قريشا. قالوا: لا ، سيبقون معنا ن وعاهدونا عن طريق حيي بن الأخطب. قال: والله أنا لا أرى إلا أن تأخذوا منهم فدية تضمنون بها حقكم. قالوا: وما هي؟ قال: أطلبوا منهم أن يعطوكم عشرة من أولادهم حتى إذا غدروا قتلتموهم ولم يغدروا خوفا على أولادهم. قالوا: فكرة.
ثم ذهب إلى قريش وقال لهم: إنكم تعلمون أن اليهود قوم غدر وإنهم سيغدرون بكم.قالوا له: كيف؟ قال: سمعتهم يتكلمون يقولون: إننا سنأخذ عشرة من قريش ونعطيهم لمحمد لنثبت له حسن نوايانا وأننا صادقون وأننا معه وأنهم سيغدرون بكم.
فالتقت قريش مع اليهود، فقالت اليهود لقريش: أعطونا عشرة من أولادكم حتى نضمن حقنا. فقالت قريش في أنفسها: نعم يريدون العشرة ليسلموهم لمحمد. فقالوا: لا، لن يكون هذا أبدا. فقالت اليهود:نعم قريش تريد أن تغدر بنا ولذلك لاتريد أن تعطينا العشرة ففك الله تبارك وتعالى ما كان بينهم من عهد ونصر رسوله صلى الله عليه وسلم عند ذلك خذلت قريظة قريشا وخذلت قريش قريظة فأرسل الله تبارك وتعالى جنودا من عنده سبحانه وتعالى وذلك في شوال فزلزلت قريشا، وهذه الجنود عبارة عن ريح عظيمة أرسلها الله تبارك وتعالى عليهم.
المهم أن الله تبارك وتعالى أرسل إليهم تلك الريح فتركوا أماكنهم ورجعوا إلى بلادهم خائبين بعد أن حاصروا النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه مدة شهر كامل.
رد مع اقتباس
  #69  
قديم 2012-11-17, 06:59 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

حادثة حذيفة بن اليمان
ووقعت حادثة لحذيفة بن اليمان رضي الله تبارك وتعالى عنه وأرضاه ، ولا بأس أن نذكرها هنا وذلك يقول حذيفة رضي الله عنه: رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ، وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقُرٌّ(أي برد) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ(يعني يذهب إلى قريش وينظر ما خبرهم مع هذه الريح) جَعَلَهُ اللهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟» فَسَكَتْنَا ولَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟» فَسَكَتْنَا ، فَقَالَ: «قُمْ يَا حُذَيْفَةُ، فَأْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ» ،يقول: فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إِذْ دَعَانِي بِاسْمِي أَنْ أَقُومَ، قَالَ: «اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ، وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ( يعني لا تهيجهم انظر وارجع لا تفعل شيء)» ،يقول: فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ
(يعني ما أشعر بالبرد، برد شديد لكن ما أشعر به سبحان الله بتثبيت الله جل وعلا)، يقول: حَتَّى أَتَيْتُهُمْ، فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يَصْلِي ظَهْرَهُ بِالنَّارِ(يعني يتدفأ ، يضع ظهره قرب النار يتدفأ)،يقول: فَوَضَعْتُ سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ(فرصة يقتل قائد المشركين فرصة ليس بعدها فرصة، وليل ولا أحد يراه) يقول: فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ» ،يقول: وَلَوْ رَمَيْتُهُ لَأَصَبْتُهُ سبحان الله ! الله أراد لأبي سفيان أن يعيش حتى يسلم ويكون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .يقول:فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي فِي مِثْلِ الْحَمَّامِ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِهم يقول:فلما َفَرَغْتُ قُرِرْتُ(أي جاءني البرد مرة ثانية، سبحان الله !تلك الفترة التي أرسلني فيها النبي صلى الله عليه وسلم شعرت بالدفء)،يقول: فَأَلْبَسَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعَبَاءَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ يُصَلِّي فِيهَا، فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ: «قُمْ يَا نَوْمَانُ»(نومان يعني صاحب النوم الكثير).
المهم أن الله أرسل إليهم الريح فخرجوا وتركوا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.





رد مع اقتباس
  #70  
قديم 2012-11-17, 07:02 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

غزوة بني قريظة:

وذلك أن بني قريطة بعد أن انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من حرب المشركين قد فروادون قتال، قام النبي صلى الله عليه وسلم ودخل المدينة ووضع السلاح. فجاءه جبريل عليه السلام فقال: أوضعتم السلاح؟ قال: نعم. قال جبريل: أما نحن فلم نضع أسلحتنا بعد. فاذهب إلى القوم (أي اخرج إلى بني قريظة أي يأمرك الله بهذا). فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأمر الناس وقال:
لا يصَلِّينَّ أحد العصر إلا في بني قريظة.
وخرج المسلمون إستجابة لأمر نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة ، وعجلهم صلوات الله وسلامه عليه، وأعطى الراية لعلى بن أبي طالب، واستخلف ابن أم مكتوم على المدينة، وجاء حتى نزل على حصون بني قريظة وحاصرهم خمسا وعشرين ليلة، وعرض عليهم سيدهم كعب بن أسد فقال: إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد، وإما أن يقتلوا ذراريهم ويخرجوا يقاتلون حتى يقتلوا عن آخرهم، وإما أن يهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم السبت حين يأمن المسلمون شرهم. (يعني كعب بن أسد سيدهم قال: اختاروا واحدة من ثلاثة. قالوا: وما هي؟ قال: تسلمون وتدخلون مع محمد في دينه وتنتهي مشكلتكم. قالوا: لا. قال: إذا اقتلوا أولادكم ونساءكم واخرجوا وقاتلوا . خلاص ما في شيء تخافون عليه. قالوا:لا. قال: إذا يوم السبت يأمنون المسلمون لأنهم يدرون يوم السبت ما نقاتل فيه، نخرج إليهم ونقاتل. قالوا: لا. قال: والله إنكم حمر.(يعني حمير ما تفهمون، ولا شيء تقبلونه.
فخرج عند ذلك أحدهم وقال: يا رسول الله ننزل على حكم سعد بن معاذ. حكم فينا سعد بن معاذ، وذلك أن عبد الله بن أبي بن سلول كما مر إن كنتن تذكرن أنه لما أراد النبي قتل بني القينقاع جاء عبد الله بن أبي بن سلول وقال: لا يا رسول الله ما تقتلهم ، قومي (أي كانوا حلفائي في الجاهلية قبل الإسلام، كيف تقتلهم ، ما تقتلهم). فتركهم النبي صلى الله عليه وسلم له . فهؤلاء أرادوا حكم سعد بن معاذ لأنه كان حليفا لهم في الجاهلية فقالوا: لعله يدافع عنا كما دافع عبد الله بن أبي بن سلول على بني القينقاع، وما علموا الفرق بين عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين ، وبين سعد ن معاذ رأس المتقين رضي الله تبارك وتعالى عنه. ما فرقوا بين هذا وهذا لجهلهم. فقال:ننزل على حكم سعد بن معاذ كما نزل إخواننا على حكم عبد الله بن أبي بن سلول يقصدون بني القينقاع.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسعد بن معاذ ، وكان كما ذكرنا قد أصيب في أكحله رضي الله عنه. فجاء. فلما جاء قال النبي صلى الله عليه وسلم : ‏(‏قوموا إلى سيدكم‏) (أي سعد بن معاذ رضي الله عنه). فقاموا إليه رضي الله عنه وأنزلوه من على الحمار الذي جاء به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أحكم في مواليك". فصاروا يصيحون به: أحسن أبا عمر في مواليك كما أحسن غيرك. فقال سعد بن معاذ: آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم (رأى منهم الغدر يوم الأحزاب ، فهو ذهب بنفسه مع سعد بن عبادة وعبد الله بن رواحة كما ذكرنا قبل قليل ورأى الغدر وسبوهم وسبوا رسوله والآن يقولون أحسن في مواليك ). فقال: آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم. فقال رضي الله تبارك وتعالى عنه: إن حكمي فيهم أن يقتل مقاتلتهم ، وتسبى ذراريهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‏(‏لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ‏)‏‏ (يعني من فوق سبع سماوات).‏ قال: لقدحكمت فيهم بحكم الله. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقتل رجالهم وسبي ذراريهم ونساؤهم، وبهذا نكون قد انتهينا إن شاء الله تعالى من غزوة الخندق وما تابعها.
وسنتكلم إن شاء الله جل وعلا في هذا اليوم عن مسألتين أو عن حادثتين وقعتا زمن النبي صلى الله عليه وسلم.


رد مع اقتباس
  #71  
قديم 2012-11-17, 07:05 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

غزوة بني المُصطلق أو غزوة المريسيع:
أول حادثة وقعت زمن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت وهي سنة ست من الهجرة غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع ، وهذه الغزوة كانت في شعبان سنة ست من الهجرة وقيل غير ذلك، أي قيل أنها وقعت قبل ست من الهجرة، أي في السنة الرابعة في آخرها.
وسبب هذه الغزوة أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه أن رئيس بني المصطلق الحارث بن أبي ضرار سار في قومه ومن قدر عليه من العرب يريدون حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بريدة بن الحصيب لتحقيق الخبر، فأتاهم ولقي الحارث بن أبي ضرار وكلمه ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر . فلما تأكد النبي صلى الله عليه وسلم بصحة الخبر ندب الصحابة (ندبهم أي أمرهم بالخروج ) وخرج معه جماعة من المنافقين في هذه الغزوة ، وذلك أن أولئك المنافقون كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون النفاق.
فلما سمع الحارث بن أبي ضرار بخروج النبي صلى الله عليه وسلم خاف خوفاً شديداً وتفرق عنه من كان معه من العرب، فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المُرَيْسِيع وهو مكان من ماء لخزاعة. وراية المهاجرين كانت مع أبي بكر الصديق، وراية الأنصار كانت مع سعد بن عبادة.
قال ابن القيم‏ رحمه الله تعالى:‏ولم يكن بينهم قتال، وإنما أغار عليهم النبي صلى الله عليه وسلم الماء بعد أن فر أكثر مقاتليهم فسبى النبي صلى الله عليه وسلم ذراريهم وأموالهم، كما في الصحيح، قال: أغار النبي صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارُّون، وهذا في صحيح البخاري‏.‏
وكان من جملة السبي‏ في هذه الغزوة:‏ جُوَيْرِيَة بنت الحارث سيدقومه، وقعت جويرية في سهم ثابت بن قيس، فكاتبها،(والمكاتبة هو أن يقول لها لك حريتك على أن تعطيني شيئا من المال، 100دينار،200 دينار حسب ما يتفق وإياها عليه)، فكاتبها فلما سمع النبي صلى الله عليه سلم بذلك أدى عنها أي سدد النبي صلى الله عليه وسلم المكاتبة ثم تزوجهـا صلوات الله وسلامه عليه،وتزوجها وهي حرة، ولما سمع المسلمون بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج بجويرية أعتقوا من كان معهم من ذراري وسبي بني خزاعة وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رد مع اقتباس
  #72  
قديم 2012-11-17, 07:08 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

دور المنافقين قبل غزوة بني المصطلق‏‏
المنافقون الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم كان رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول ، هذا الرجل قد نبهنا سابقا إلى أن الأوس والخزرج قد اتفقوا أن يجعلوه ملكا عليهم ، وكان يزين له تاج الملك في الوقت الذي هاجر فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فانشغل الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن أبي بن سلول فأغضبه ذلك جدا وحنق أي غضب وحقد على الإسلام والمسلمين وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة لأنه أخذ مكانه الذي كان يرجوه ، ولما رأى أن أمر الإسلام بدأ ينتشر بسرعة في المدينة قال مقولته المشهورة: إني أرى أن هذا الأمر قد توجه. فأظهر إسلامه وأظهر معه كثيرون ممن كانوا يتبعونه ويسيرون برأيه ومشورته أيضا أظهروا الإسلام على نفاق في قلوبهم .
ووقعت حادثتان من هذا المنافق في تلك الغزوة.

الحادثة الأولى:
فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان معه أجير يقال له‏:‏ جَهْجَاه الغفاري، ازدحم هذا جهجاه هو وسِنَان بن وَبَر الجهني على الماء(يعني تخاصما على الماء، هذا يقول دوري وهذا يقول دوري) فاقتتلا(صار بينهما عراك)، فصرخ الجهني‏:‏ يا معشر الأنصار، ثم صرخ جهجاه‏ وقال:‏ يا معشر المهاجرين، عند ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم‏؟‏) . وهذا يدل على أن الناس إلى الآن فيهم ممن لم يدخل الإيمان قلبه تماما فيه بعض أمور الجاهلية ، وذلك بأنه دعا بدعوى الجاهلية. قال: يامعشر الأنصار. وذلك يقول: يا معشر المهاجرين.(يعني ذلك يريد أن يقوم معه الأنصار، وذلك يريد أن يقوم معه المهاجرين بغض النظر مع الحق مع من يكون) ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :أبدعوى الجاهلية؟ فسماها جاهلية صلوات الله وسلامه عليه " دعوها فإنها مُنْتِنَة‏"‏، فلما سمع عبد الله بن أبي بن سلول بذلك الحدث وهو أن هذا المهاجري قال يا معشر المهاجرين أمام الأنصاري وهم في بلادهم (يعني في المدينة) والأنصار كما تعلمون قد ءاووا المهاجرين وأسكنوهم في منازلهم وزوجوهم من نسائهم وأعطوهم من أموالهم فغضب عبد الله بن أبي بن سلول عند ذلك ثم قال‏:‏ أو قد فعلوها، قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما نحن وهم إلا كما قال الأول‏:‏ سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأكُلْكَ(يقول يعني يتكلم عن المهاجرين ) يقول : هؤلاء كمثل من قال: سمن كلبك يأكلك. سمناهم وأعطيناهم ثم يأكلوننا في بلادنا .ثم قال: أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ثم أقبل على من حضره فقال لهم‏:‏ هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم‏.‏
لما سمع زيد بن أرقم وكان حاضرا وكان شابا صغيرا، لما سمع هذا الكلام من عبد الله بن أبي بن سلول ذهب إلى عمه فأخبره، فأخبر عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر، فقال عمر‏:‏ يارسول الله مُرْ عَبَّاد بن بشر فليقتله‏ (لأن قوله: سمن كلبك يأكلك. وقوله: ليخرجن الألعز منها الأذل، هو لم يتكلم عن المهاجرين فقط بل شمل معهم رسولهم وسيدهم صلى الله عليه وسلم ).‏ فقال‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ ‏(‏فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه‏؟(يعني عند ذلك سيقول اللناس الذين لا يعلمون أن هذا الرجل من المنافقين سيقولون إن محمدا يقتل أصحابه). ثم سكت النبي صلى الله عليه وسلم . فلما ارتحل الناس جاء أسيد بن حضير رضي الله تبارك وتعالى عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما بلغك ما قال صاحبكم؟ يعني عبد الله بن أبي بن سلول لأن أسيد بن حضير من رؤوس الأنصار، كان سيدا من سادات الأوس. فقال: وما قال؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:‏ ‏(‏زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل‏)‏، فقال أسيد بن حضير‏:‏ فأنت يا رسول الله، تخرجه منها إن شئت، هو والله الذليل وأنت العزيز، ثم قال‏:‏ يا رسول الله، ارفق به، والله لقد جاءنا الله بك، وإن قومه لينظمون له الخَرَز ليتوجوه، فإنه يري أنك استلبته ملكاً‏.‏يعني أن أسيد بن حضير هنا يعتذر لعبد الله بن أبي بن سلول.
ثم مشي النبي صلى الله عليه وسلم بالناس(أي في رجوعه من غزوة بني المصطلق) حتى أصبح، وصَدْر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس، ثم نزل بالناس، فوقعوا نياماً‏(أي تعبانين).‏ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ما يريدهم أن يتكلموا بهذا الأمر، أتعبهم في المشي حتى مجرد أن يصلوا ينامون ولا يتكلمون في هذا الأمر ألا وهو كلام عبد الله بن أبي بن سلول في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
أما ابن أبي عبد الله فلما علم أن زيد بن أرقم بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الخبر، ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحلف وقال: والله يا رسول الله ما قلت ، وإنما كذب علي زيد . وقال من حضر من الأنصار: يا رسول الله عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه،(نعم ممكن يكون الغلام أوهم) ولم يحفظ ما قال الرجل‏.‏ فصدّقه، قال زيد‏:‏ فأصابني هَمٌّ لم يصبني مثله قط(يلأنه كان يتهم بالكذب أو بعدم الفهم والأولى أقوى)،يقول: فجلست في بيتي من الحزن( يقصد بيته، إما أن يقصد المدينة عندما رجع، وإما يقصد بيته أي في حاله نزولهم في السفر)، يقول فأنزل الله جل وعلا
‏:‏ ‏{‏إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ‏ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } إلى قول الله تبارك وتعالى‏:‏ ‏{‏هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا‏ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }‏ ‏[‏المنافقون‏:‏ 1 ـ 8‏]‏، هنا بين الله تبارك وتعالى أن زيدا لم يخطئ رضي الله تبارك وتعالى عنه وأرضاه وإنما أصاب بما قال وأنما عبد الله بن أبي بن سلول كاذب في مدعاه، عند ذلك أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى زيد فقرأها عليه‏.‏ ثم قال‏ له:‏ ‏(‏إن الله قد صدقك‏) أي فيما قلت‏‏.‏
وإن هذا المنافق العجيب أنه كان له ولد إسمه كإسم أبيه إسمه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول وكان رجلاً صالحاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لما بلغه أن والده قال هذا الكلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقف في مدخل والده إلى المدينة وقال له: أأنت. يقول لوالده: أأنت الذي تقول لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ؟ تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فوالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأعز وأنت الأذل. فحمية العقيدة هنا طغت على حمية الولادة وقدم حمية عقيدته على حمية ولادته. فقال لوالده: والله لرسول الله هو الأعز وأنت الأذل . ثم قال: والله لا تدخل إلى المدينة إلا وأنا قاتلك أو لئن يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عند ذلك أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتركه ودخل إلى المدينة.
رد مع اقتباس
  #73  
قديم 2013-03-08, 06:31 PM
العيد يوس العيد يوس غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-11-23
المكان: الجزائر
المشاركات: 12
مميز منهاجنا في دراسة السيرة النبوية الشريفة

إنَ خير ما يتدارسه المسلمون ولاسيما الناشئون و المتعلمون ويعني به الباحثون والكاتبون دراسة السيرة المحمدية ، إذ هي خير معلم ومثقف ومعذب ومؤدب ،وهي أصل مدرسة تخرج فيها الرعيل الأول من المسلمين و المسلمات الذين قلما تجود الدنيا بأمثالهم .
ففي السيرة ما ينشده المسلم و طلب الكمال من دين ، ودنيا ، والإيمان ،واعتقاد ،وعلم ،وعمل ،وآداب ،و أخلاق ، والسياسة ، والكياسة ، وإمامة ،وقيادة ،وعدل ،ورحمة ،وبطولة ،وكفاح ،وجهاد ، واستشهاد وسبيل العقيدة والشرعية والمثل الإنسانية الرفيعة ، والقيم الخلقية الفاضلة.
لقد كانت السيرة النبوية مدرسة تخرج فيها أمثل النماذج البشرية وهم الصحابة – رضوان الله عليهن أجمعين –فكان منهم الخليفة الراشد , والقائد المحنك , والبطل المغوار , والسياسي الداهية , والعبقري الملهم ,و العالم العام, والفقيه البارع , والعاقل الحازم, والحكيم الذي تتفجر من قلبه ينابيع العلم والحكمة , والتاجر الذي يحول رمال الصحراء ذهبا و الزارع والصانع اللذين يريان في العمل العبادة والكادح الذي يرى في الاحتطاب – أن يحمل الحطب من الصحراء ويبيعه – عملاً شريف يترفع به عن سؤال الناس والغني الشاكر الذي يرى نفسه مستخلفاً في هذا المال الذي بين يديه ينفقه في الخير والمصلحة العامة والفقير الصابر , الذي يحسبه من لا يعمل حاله غنياً من التعفف .
وكل ذلك كان من ثمرات الإيمان بالله وبرسول الله , صلى الله عليه وسلم , وبهذا المال كانوا الأمة الوسط , وكان خير أمة أخرجت للناس .
لقد كان السلف الصالح من هذه الأمة الإسلامية يدركون مل لسيرة خاتم الأنبياء وسير الصحابة النبلاء من ، أثار حسنة في تربية النشء , وتنشئة جيل صالح لحمل رسالة الإسلام و التضحية في سبيلها بالنفس و المال , فمن ثم كانوا يتدارسون السير ويخفضونها ويلقنونها للغلمان كما يلقنانهم السور من القرآن , كما روي عن زين العابدين علي بن الحسين –رضي الله عنهما – قال : " كنا نعلم مغازي رسول الله- صلي الله عليه وسلم - نعلم السورة من القرآن".
فما أجدر المسلمون في حاضرهم رجالا ونساء وشباباً وشيبا أن يتعلموها غيرهم،ويتخذوا نبراسا يسيرون على ضوئه في تربية الأبناء والبنات، وتنشئة جيل يؤمن بالله ورسوله –صلى الله عليه وسلم-ويؤمن بالإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، والتضحية بكل شيء في سبيل سيادته وانتشاره ، لا يثنيهم عن هذه الغاية الشريفة بلاء وإيذاء، ولا إطماع وإغراء.
ولسنا نريد من دراسة السيرة النبوية –سيرة النبي صلى الله عليه وسلم – وسير الرعيل الأول –وهم صحابة الكرام – أن تكون مادة علمية يجوز بها الطلاب العلم في المعاهد والمدارس والجامعات الامتحان ، أو الحصول على الإجازات العلمية ،أو تكون حصيلة عامية نتفيهق بها ونتشدق في المحافل والنوادي وقاعات البحث والدرس وفي المساجد والجوامع؛ كي نحظى بالذكاء والثناء ، ونترع من السامعين مظاهر الرضا والإعجاب ، ليس هذا هو المقصود من دراية السيرة.
ولكنا نريد من هذه الدراسة أن تكون السيرة مدرسة نتخرج فيها كما تخرج السادة الأولون ، وأن نكون مثلا صادقة لصاحب الرسالة –صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام –رضوان الله عليهم – في إيمانهم وعقيدتهم ، وفي علمهم وعملهم وأخلاقهم وسلوكهم وسياستهم وقيادتهم ؛ حتى يعتز بنا الإسلام كما اعتز بالسابقين الأولين من الأنصار والمهجرين .
ونكون في حاضرنا كما كانوا هم خير أمة أخرجت للناس بشهادة رب الناس ،ملك الناس، إله الناس ،-سبحان الله-حيث خاطبهم بقوله : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله :[آل عمران : 110 ].
فهذا هو المقصود –ايها الأحبة – من دراسة السيرة ، أن نتعلم ، وأن نعمل ،ونتخلق ، ونتأسى برسول الله –صلى الله عليه وسلم – في الصغيرة الكبيرة ، في عبادته لربه ،ومعاملته للناس ،ومعاملته لأهله وبيته ، وللأطفال وأحفاده ، وللصغير والكبير من عموم الناس أجمعين.
اللهم اجعلنا ممن يتبع هدي نبيك الكريم* وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين*.
__________________
رد مع اقتباس
  #74  
قديم 2013-04-16, 11:12 PM
امجاد العرب امجاد العرب غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-07-03
المشاركات: 34
افتراضي

جزاكي الله خيراا اختي وجعله في ميزان حسناتك يارب

هل انتهيتي الموضوع ام هناك تكملة ؟؟؟
رد مع اقتباس
  #75  
قديم 2015-01-23, 05:21 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

وجزاكِ الله خيرا مثله أخيتي


في الحقيقة الموضوع لازال فيه تكملة لكن أنا أريد منكم حذفه لأسباب خاصة بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #76  
قديم 2015-08-13, 10:27 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 2,577
افتراضي

جزاكم الله خيرا على هذا الجهد الكبير.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس
  #77  
قديم 2016-03-26, 02:32 PM
الدين الصحيح الدين الصحيح غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2016-03-13
المشاركات: 3
افتراضي

جزاكم الله خيراً
رد مع اقتباس
  #78  
قديم 2017-06-12, 01:49 AM
محمد عبدالرحمن الصومالي محمد عبدالرحمن الصومالي غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2017-06-11
المكان: إفريقيا
المشاركات: 14
افتراضي يا سلام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آية.ثقة مشاهدة المشاركة


سمعت دروس السيرة النبوية التي قدمها الشيخ عثمان الخميس حفظه الله فأعجبتني كثيرا فأردت تفريغها للإستفادة والنفع سائلة المولى أن يجزي الشيخ عثمان الخميس خير الجزاء وأن يجعل بحثه هذا في ميزان حسناته، فبحثه هذا جليل قيم ، إذ اتبع فيه الشيخ منهجية بحثه وترتيب أحداث سيرة النبي على كتاب الرحيق المختوم للشيخ صفي الرحمن المباركفوري ، لكنه قام فيه بشرح وإضافة بعض الأحاديث والأحداث ، وحذف البعض منها. إذ أن الواحد منا سيلم بسيرة خير البشر صلوات الله وسلامه عليه .
وسيكون بإذن الله على شكل سلسلة متتابعة في هذا الموضوع . مع العلم أني قمت ببعض التغيير إذ يقتضي الأمر ذلك ، إذ أحاول وضع شرحه الذي يكون بالعامية بين قوسين ورددته بالعربية وحذف بعض الكلامإذا كان فيه إعادة :

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبي المرسلين سيد الأنبياء وإمام المرسلين سيدنا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن الحديث عن سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يبعث في النفس الحياة ويعيد لها الأمل وذلك أنه من يقرأ سيرة سيد المرسلين يقرأ الدعوة إلى الحق والصبر فيها ولها ويقرا الحلم والأخلاق المتميزة والعبادة الكاملة والبذل والجهاد ، إنه يقرأ الحياة كلها ، يقرأ الحياة التي يجب أن يعيشها المسلم . وسنحاول من خلال هذه الدروس التعرف على حياة سيدنا وإمامنا وقدوتنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .
نسبه
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف ابن قصي ابن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي ابن غالب ابن فهر ، و فهر هذا هو قريش وكل قرشي فهري ، وهو صلى الله عليه وسلم مضري أي يرجع نسبه إلى مضر ثم إلى عدنان من ولد إسماعيل عليه الصلاة والسلام . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم "رواه الإمام مسلم في صحيحه.
وجد النبي صلى الله عليه وسلم الخامس عبد مناف كان على المشهور له أربعة من الولد ، وهم : هاشم ، والمطلب ، وعبد شمس ، ونوفل . فرسولنا صلى الله عليه وسلم يرجع نسبه إلى هاشم ، هو محمد بن عبد الله بن المطلب بن هاشم ابن عبد مناف . وهاشم هذا اسمه عمرو ولقب بهاشم لأنه كان يهشم الخبز ، أي يكسره ويقطعه ويقدمه للحجاج ، وهو أول من أطعم الثريد للحجاج ، والثريد هو الخبز مع اللحم ، وهو أول كذلك من سنّ الرحلتين لقريش رحلة الشتاء والصيف ، ولذلك قال الشاعر :
عمرو الذي هشم الثريد لقومه *** ورجال مكة مسنتون عجاف
سنّت إليه الرحلتين كــــلاهما*** سفر الشتاء ورحلة الأصياف

وكان لهاشم ولدان : أحدهما عبد المطلب والثاني أسد . وعبد المطلب لقب كذلك ، واسمه شيبة الحمد ، وإنما لقب بعبد المطلب لأنه كان عند أخواله بني النجار في المدينة لما توفي والده وذلك أن هاشم كان متزوجا من بني النجار من أهل المدينة وترك ولده شيبة الحمد عند أخواله ومات هاشم وشيبة الحمد ولده عند أخواله ، بعد موته ذهب المطلب أخو هاشم عم شيبة الحمد ذهب إلى المدينة وأتى بابن أخيه ليكون عند أعمامه فلما دخل به مكة ظن أهل مكة أنّه عبد اشتراه المطلب فقالوا : هذا عبد المطلب . فقال لهم المطلب : لا إنما هو ابن أخي هاشم . ولكن غلب عليه عليه ذلك اللقب وصار لا يسمى إلا عبد المطلب .

... يتبع
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب


 شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   شركة عزل شينكو بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة كشف تسربات المياه 
 yalla shoot   يلا شوت   yalla shoot   سوريا لايف 
 kooralive   اشتراك hulk   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   يلا كورة 
 تطبيقات تسويقية   مناديل بيلا   سطحة شمال الرياض   سطحة بين المدن   سطحة ظهرة لبن   شحن السيارات   سطحة هيدروليك   نقل السيارات بين المدن   ارخص شركة شحن بين المدن   شركة شحن سيارات   سطحة غرب الرياض   سطحة السويدى 
 شركة صيانة افران بالرياض   شركة مكافحة الحشرات   شركة سياحة في روسيا   بنشر متنقل   شركة تصميم مواقع   Online Quran Classes 

 صيانة غسالات خميس مشيط   صيانة غسالات المدينة   صيانة مكيفات المدينة   صيانة ثلاجات المدينة   صيانة غسالات الطائف   صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات مكة المكرمة   صيانة ثلاجات مكة المكرمة   صيانة مكيفات مكة   صيانة مكيفات جدة   صيانة مكيفات المدينة   صيانة مكيفات تبوك   صيانة مكيفات بريدة   سباك المدينة المنورة 
 ساندوتش بانل   دعاء القنوت   شركة تنظيف بجدة   شركة تنظيف فلل بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة   شركة تنظيف المنازل بجدة 
 شركة مقاولات   اقرب شركة تنسيق حدائق   شركة تنظيف اثاث بالرياض   كشف تسربات المياه مجانا   لحام خزانات فيبر جلاس بالرياض   شركة تخزين عفش بالرياض   برنامج ارسال رسائل الواتساب   شركة تسليك مجاري بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   اشتراك hulk iptv   شات قطر   اشتراك كاسبر   أكثر مشاهير السناب في السعودية   مشاهير السناب شات   سنابات نجوم السعودية   شنطة مكياج كاملة   تنظيف خزانات بمكة   شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة تنظيف منازل بالرياض   خدمة مكافحة الصراصير بالرياض   شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   تشليح الرياض   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   اشتراك كاسبر   مكسرات لوز فستق   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 
 موسوعة   kora live   social media free online tools   تطبيق الكابتن تمارين كمال اجسام و فيتنس   كشف تسربات المياه بالرياض و شركة عزل خزانات المياه بالرياض  شركة صيانة افران بالرياض
 كشف تسربات المياه    شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   شركة مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم بالرياض   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تسليك مجاري بالرياض   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 


Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd