للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه، ومن استن بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين، ثم أما بعد:
فهذا بيان مختصر في عقيدة أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر، أنقله بتصرف من موقع الإسلام سؤال وجواب وموقع طريق الإسلام، وليس لي فيه سوى إعادة الترتيب من تقديم وتأخير، وفي أحيان قليلة استبدال فقرة مكان أخرى، والله أسأل أن ينفعني وإياكم به. [align=center]أولاً: معنى القضاء والقدر لغة:[/align] القضاء لغة هو إحكام الشيء وإتمام الأمر، وأما القدر فهو بمعنى التقدير. [align=center]ثانياً: هل هناك فرق بين القضاء والقدر في الشرع؟[/align] اعلم وفقك الله لكل خير أن العلماء اختلفوا في التفريق بينهما، فمنهم من قال إنهما بمعنى واحد، وهو الذي اختاره الشيخ ابن باز رحمه الله، ومنهم من قال أن القدر تقدير الله في الأزل، وأما القضاء فحكم الله بالشيء عند وقوعه، فإذا قدر الله تعالى أن يكون الشيء المعين في وقته فهذا قدر، فإذا جاء الوقت الذي يكون فيه هذا الشيء فإنه يكون قضاء، وهذا كثير في القرآن الكريم مثل قوله تعالى قضي الأمر ، وقوله والله يقضي بالحق وما أشبه ذلك، فالقدر تقدير الله تعالى الشيء في الأزل، والقضاء قضاؤه به عند وقوعه. والذي رجحه الشيخ ابن العثيمين رحمه الله أنهما إن قرنا جميعاً فبينهما فرق كما سبق، وإن أفرد أحدهما عن الآخر فهما بمعنى واحد. قلت: لا خلاف جوهري بين العلماء في المسألة، فالقضاء يدل على القدر، والقدر يدل على القضاء، فقضاء الله سبحانه في وقوع أمر يقتضي تقديره له في الأزل، وتقدير الله سبحانه لأمر في الأزل يقتضي قضاؤه بوقوع ذلك الأمر. ثالثاً: تعريف القضاء والقدر اصطلاحاً: بعد أن عرفنا التفريق بين المصطلحين فرادى علمنا ما هو تعريف كل منهما، فالقدَر كما بينا هو تقدير الله تعالى الأشياء في القِدَم، وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده وعلى صفات مخصوصة، وكتابته سبحانه لذلك، وأما القضاء فهو مشيئته لوقوع تلك الأشياء، ووقوعها على حسب ما قدرها، وخَلْقُه لها. رابعاً: منزلة الإيمان بالقدر من الدين: اعلم وفقك الله لكل خير أن حقيقة الإيمان بالقضاء هي التصديق الجازم بأن كل ما يقع في هذا الكون فهو بتقدير الله تعالى. واعلم أن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة التي وردت في قوله صلى الله عليه وسلم عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)) رواه مسلم، وقد ورد ذكر القدر في القرآن الكريم في قوله تعالى إنا كل شئ خلقناه بقدر [القمر:49]، وقوله تعالى وكان أمر الله قدراً مقدوراً [الأحزاب:38]. واعلم أنه لا يتم إيمان أحد إلا بإيمانه بالقضاء والقدر، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه بلغه أن بعض الناس ينكر القدر فقال ((إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني براء منهم وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر -أي: يحلف بالله- لو كان لأحدهم مثل أحد ذهباً ثم أنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر)) خامساً: مراتب الإيمان بالقدر: اعلم وفقك الله لرضاه أن الإيمان بالقدر لا يتم ولا يصح حتى تؤمن بمراتب القدر الأربع وهي: 1- مرتبة العلم: وهي الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وأن الله قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم، وعلم ما هم عاملون بعلمه القديم، وأدلة هذا كثيرة منها قوله تعالى هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [الحشر:22]، وقوله تعالى وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً [الطلاق:12]. 2- مرتبة الكتابة: وهي الإيمان بأن الله كتب مقادير جميع الخلائق في اللوح المحفوظ، ودليل هذا قوله تعالى أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج:16]، وقوله صلى الله عليه وسلم ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)) رواه مسلم. 3- مرتبة الإرادة والمشيئة: وهي الإيمان بأن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة الله سبحانه وتعالى، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يخرج عن إرادته شيء، والدليل قوله تعالى وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّه [الكهف:23-24] وقوله تعالى وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:29]. 4- مرتبة الخلق: وهي الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء، ومن ذلك أفعال العباد، فلا يقع في هذا الكون شيء إلا وهو خالقه، لقوله تعالى اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [الزمر:62]، وقوله تعالى وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون [الصافات:96]، وقوله صلى الله عليه وسلم ((إن الله يصنع كل صانع وصنعته)) أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد، وابن أبي عاصم في السنة، وصححه الألباني في الصحيحة. قال الشيح ابن سعدي رحمه الله ((إن الله كما أنه الذي خلقهم -أي الناس-، فإنه خلق ما به يفعلون من قدرتهم وإرادتهم؛ ثم هم فعلوا الأفعال المتنوعة: من طاعة ومعصية، بقدرتهم وإرادتهم اللتين خلقها الله)) الدرة البهية شرح القصيدة التائية. سادساً: لوازم صحة الإيمان بالقدر: اعلم حفظك الله أن من لوازم صحة الإيمان بالقدر أن تؤمن: 1- بأن للعبد مشيئة واختياراً بها تتحقق أفعاله كما قال تعالى لمن شاء منكم أن يستقيم [التكوير:28]، وقال لا يكلف الله نفساً إلا وسعها [البقرة:286]. 2- وأن مشيئة العبد وقدرته غير خارجة عن قدرة الله ومشيئته، فهو الذي منح العبد ذلك وجعله قادراً على التمييز والاختيار كما قال تعالى وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين [التكوير:29]. 3- وأن القدر سر الله في خلقه فما بينه لنا علمناه وآمنا به، وما غاب عنا سلمنا به وآمنا، وألا ننازع الله في أفعاله وأحكامه بعقولنا القاصرة وأفهامنا الضعيفة، بل نؤمن بعدل الله التام وحكمته البالغة وأنه لا يسأل عما يفعل سبحانه وبحمده. سابعاً: التحذير من الخوض بالعقل في مسائل القدر: اعلم أرشدك الله إلى الصواب أن الإيمان بالقدر هو المحك الحقيقي لمدى الإيمان بالله تعالى على الوجه الصحيح، وهو الاختبار القوي لمدى معرفة الإنسان بربه تعالى، وما يترتب على هذه المعرفة من يقين صادق بالله، وبما يجب له من صفات الجلال والكمال، وذلك لأن القدر فيه من التساؤلات والاستفهامات الكثيرة لمن أطلق لعقله المحدود العنان فيها، وقد كثر الاختلاف حول القدر، وتوسع الناس في الجدل والتأويل لآيات القرآن الواردة بذكره، بل وأصبح أعداء الإسلام في كل زمن يثيرون البلبلة في عقيدة المسلمين عن طريق الكلام في القدر، ودس الشبهات حوله، ومن ثم أصبح لا يثبت على الإيمان الصحيح واليقين القاطع إلا من عرف الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، مسلِّماً الأمر لله، مطمئن النفس، واثقاً بربه تعالى، فلا تجد الشكوك والشبهات إلى نفسه سبيلاً، وهذا ولا شك أكبر دليل على أهمية الإيمان به من بين بقية الأركان، وأن العقل لا يمكنه الاستقلال بمعرفة القدر، فالقدر سر الله في خلقه كما ذكرنا، فما كشفه الله لنا في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم علمناه وصدقناه وآمنا به، وما سكت عنه ربنا آمنا به وبعدله التام وحكمته البالغة، وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون. هذا والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه. يراجع للاستزادة: 1- القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه للشيخ الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود. http://waqfeya.com/book.php?bid=5305 2- الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد. http://www.islamhouse.com/172704/ar/...82%D8%AF%D8%B1
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
|
#2
|
|||
|
|||
رد: عقيدة أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
أدوات الموضوع | |
|
|