للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
المسلمون في كمبوديا وفيتنام / م. محمود صقر
المسلمون في كمبوديا وفيتنام م. محمود صقر في وسط وجنوب فيتنام مع الجزء المحاذي لها من شرق كمبوديا كانت توجد أكبر مملكة مسلمة في شرق شبه جزيرة الهند الصينية ، وهي مملكة "التشامبا" ، والتي ينحدر منها عرق "التشام" والذي يشكل المسلمون غالبيته العظمي ومازالوا يعيشون في كمبوديا وفيتنام وبعض دول المهجر .
"مملكة تشامبا" كانت تعتنق الهندوسية قبل دخول أهلها في الإسلام ، وبعض المصادر تُرْجِع بداية دخول الإسلام لهذه البلاد إلي بدايات ظهور الإسلام ، وبعضها يرجع انتشار الإسلام فيها للقرن العاشر الميلادي ، وبلغت هذه المملكة أوج ازدهارها في القرن العاشر ، وبعد قرون دخلت في حروب مع الخمير في الغرب (كمبوديا) والفيتناميين في الشمال ، وظلت تتآكل حتى عام 1832، حين ضم الإمبراطور الفيتنامي "مينه مانج" ما تبقى من أراضي التشام إلي مملكته نهائيا ، واضطهد أهلها ، وأسفر ذلك عن هجرة الملك المسلم الأخير للتشامبا "بو تشين" مع قومه إلى كمبوديا ، كما فرّت مجموعة صغيرة إلى الشمال حيث جزيرة "هاينان" الصينية ومازالوا بها حتي الآن . قمت بزيارة مقاطعة "كامبونج تشام" في كمبوديا علي حدود فيتنام ، وهي المقاطعة التي هرب إليها غالبية المطرودين أو الناجين من مملكة تشامبا المسلمة ، وذهبتُ إلي قرية بينها وبين الحدود الفيتنامية خمسة عشر كيلو متراً ، وكان برفقتي أحد المدرسين العرب العاملين في مجمع تعليمي خيري يخدم أهل المنطقة ، أثناء تجوالنا بالقرية علا صوت المؤذن بصلاة المغرب بأداء متقن وصوت ندي ، توجهنا للصلاة في المسجد ، وبعد الصلاة بادر المصلون بالسلام علينا ، وجلسنا في حلقة تعارف بعد انتهاء الصلاة ، تبادلت الحديث مع بعض الأساتذة والطلبة الكمبوديين من أهل القرية والعاملين في المجمع التعليمي وهم يتحدثون العربية بشكل مقبول ، ودار الحديث في جزء منه حول مملكة التشامبا ، فقالوا : نحن أحفاد هذه المملكة التي تشرد أهلها وجاء معظمهم إلي كمبوديا ، ومازال علي الطرف الفيتنامي يوجد آلاف المقابر للمسلمين الذين قُتِلوا أثناء حرب التطهير العرقي من الفيتناميين ضدهم في القرن التاسع عشر ، ومازال بقايا قصر آخر ملوك التشامبا موجودا هناك ، وأضافوا ؛ يسوؤنا أن ندرس هنا ما تكتبه كتب التاريخ المدرسية عن انتصارات "الخمير" علي مملكة "التشامبا" وكأن أهلها من الغزاة ، برغم أن سكانها هم سكان البلاد الأصليين مثلهم مثل الخمير ، ومازال هنا في كمبوديا يُقام أمام قصر ملك كمبوديا في العاصمة "بونم بنه" مسابقة سنوية للقوارب يشهدها الملك ويتسابق فيها فرق من مختلف أنحاء كمبوديا ، تخليدا لذكري انتصار الخمير علي مملكة التشامبا ، ولكن اليوم توارت هذه الخلفية التاريخية وأصبح سباقا قوميا احتفاليا يشارك فيه المسلمون .! والمسلمون التشام عانوا كثيرا خلال فترة حكم الخمير الحمر في السبعينات ، أما الآن فالمسلمون في كمبوديا يتمتعون بحرية كاملة في ممارسة شعائرهم واتباع تعاليم دينهم ، ويشاركون بمناصب رفيعة في كل مؤسسات الدولة . وجدير بالذكر أن عدد المسلمين في كمبوديا قريب من المليون ضمن ستة عشر مليونا هم سكان البلاد الذين يعتنقون البوذية في عمومهم ، أما في فيتنام فيقل عددهم إلي حوالي 300 ألف وفق بعض التقديرات ، وفيتنام بصفتها مازالت دولة شيوعية تحت حكم الحزب الواحد والأوحد ، فمظاهر التدين بصفة عامة ضعيفة ، وتواجد المسلمين ضعيف كذلك . عن موقع رابطة أدباء الشام |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
تدابير القدر محمود شيت خطاب كتاب الكتروني رائع | عادل محمد عبده | كتب إلكترونية | 0 | 2020-03-15 09:28 PM |