للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
شرح حديث بينما نحن جلوس عند رسول الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- شرح حديث(( بينما نحن جلوس عند رسول الله )) إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين. أمَّا بعدُ: فقد ثبت عند الإمام الترمذي رحمه الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: (بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل من أهل الجنة) وتأملوا أيها الإخوة في الله هذه البشارة العظيمة التي جعلت كل واحد في هذا المجلس - بل كل مَن سمع بهذا المجلس - يتمنى أن يكون ذلك الرجل الذي بشَّر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة فإذا بهم يطلع عليهم رجل من الأنصار تَنطِفُ لحيته من الوضوء لتوِّه، قد توضأ وأثَّر ماء الوضوء على وجهه فجاء وجلس في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم وتكرر هذا الأمر ولَمَّا كان من الغد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يطلع عليكم رجل من أهل الجنة) فكان الرجل نفسه في اليوم الثاني وفي اليوم الثالث فما كان من الصحابة رضي الله عنهم - وكانوا أحرص الناس على الخير - إلا أن يتطلعوا إلى العمل الذي بلَّغ هذا الرجل هذه المنزلة العظيمة. نحن في حياتنا الدنيا قد يسمع بعضنا بعضًا أنه سبق إلى فرصة من الفرص وإلى أمر متميز في معايش هذه الحياة الدنيا فإن من الطبيعي أن يبادر الإنسان إلى هذا الأمر وبخاصة إذا كان أمرًا عظيمًا ويتحقق بلا مشقة ظاهرة لكن الصحابة رضي الله عنهم كان ميزان الآخرة عندهم أرجح وكان حرصهم على درجات الدار الآخرة أعظم من حرصهم على أمور الحياة الدنيا ولذلك انتدب عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما نفسه للنظر في هذا العمل الذي بُلِّغه هذا الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه حتى يبلغ هذه البشارة العظيمة فذهب إلى هذا الرجل وقال: "إنه كان بيني وبين أبي ملاحاة فآليتُ ألا أبيت في البيت ثلاثًا" حتى يتوصل بذلك إلى أن يبيت معه لينظر في عمله وكيف يصنع فبات عنده ثلاث ليال فكان لا يَرى منه كثيرَ عملٍ لم يره متهجدًا في الليل ولا زائدًا بالعمل في النهار ولكنه كان في ليله إذا انقلب أو استيقظ من الليل ذكر الله تعالى ولا يزال هذا دَيدنه حتى يكون الصبح وحتى يخرج الفجر. فلما انقضت الليالي الثلاث، قال له: يا فلان إنا كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يطلع عليكم رجل من أهل الجنة) فكنت أنت ثلاث مرارًا الذي ينال هذه البشارة العظيمة فأردت أن أنظر ما هو العمل الذي بلَّغك هذه المنزلة فلم أر كثيرَ عملٍ فقال له: ما هو إلا الذي رأيت يعني: ليس ثمة شيء أُخفيه وإنما هذه هي حالي في ليلي ونهاري فلما هَمَّ عبدالله أن ينصرف، ناداه الأنصاري وقال له: ما هو إلا الذي رأيت وإني أبيت إذ أبيت وليس في قلبي غش لأحد من المسلمين ولا أحسد أحدًا على نعمة آتاه الله تعالى إياها قال عبدالله: هذه التي بلَّغتك وهي التي لا نستطيعها. هذه القصة وهذا الحديث الشريف فيها فوائد عديدة أولها وأعظمها أثر عمل القلب هذا المذكور في الحديث وأثره في الفوز والنجاة والفلاح والقرب عند الله جل وعلا إنه عمل عظيم جليل وهو سلامة القلب من أن يكون فيه حقد على أحد أو أن يحسد الإنسان أحدًا على نعمة آتاه الله إياها فهذا المسلك القلبي وهذه العبادة القلبية وهذا الشعور من المؤمن نحو إخوانه مكانته عظيمة عند الله جل وعلا وله أثر كبير ولذلك فإن الله تعالى يُعظم أجور أصحابه ويرفع درجاتهم. وإن شئتم أيها الإخوة في الله أن تدركوا حاجة الإنسان إلى أن ينظف قلبه من مثل هذه الأمراض والأوضار التي تضر الإنسان في دينه ودنياه وتُفرِّق بين الناس وتباعد بينهم وتجعلهم شِيَعًا وأحزابًا فلكم أن تدركوا وتعلموا يقينًا أن الجنة حرام على أحد تحمَّل قلبُه شيئًا من مثل هذا المرض واقرؤوا إن شئتم قول الله تعالى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر: 47] اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين. اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم اهدِ قلوبهم للخيرات، واجعلهم رحمة على رعاياهم يا رب العالمين. اللهم أصلح أحوال إخواننا في البلاد المنكوبة في ليبيا وفي سوريا واليمن. اللهم ارفع ما بهم من الضر والبلاء. اللهم أمِّن خوفهم، اللهم احقن دماءهم. اللهم ادفع عنهم كلَّ ضرٍّ وبلاء يا ذا الجلال والإكرام. اللهم ارحم إخواننا المحتلين في فلسطين وفي غيرها من البلاد. اللهم ارفع ما بهم من الضر والبلاء، اللهم عليك بالمحتلين. اللهم اشدد وطْأتك عليهم واجعلها عليهم سنين كسنين يوسف يا قوي يا عزيز. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار. اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربَّوْنا صغارًا. اللهم بمنِّك وفضلك وإحسانك لا تَدَعْ لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته ولا همًّا إلا فرَّجته ولا كربًا إلا نفَّسته ولا دَينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أصلح لنا أنفسنا وأهلينا وذُرياتنا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار. اللهم وفِّقنا لما تحبه يا رحمن. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ |
أدوات الموضوع | |
|
|