للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
بين ادب الرافعي و ادب شاكر
دائما ما اسال : اي الرجلين اقرب الي ؟؟ و من من الادبين اكثر سلطة على قلبي ؟؟ ، فكان ياتي الجواب : انه الرافعي ، مع انهما ذرية بعضها من بعض ، و علة ذلك انني كنت اجد في نفس معاني كثيرة ، و لا اجد سبيلا الى التعبير عليها و الابانة عنها ، حتى لقيت الرافعي فوجدته يعبر بلسانه عما يتخالج في صدري و يضطرب في نفسي .
و لكثرة ما سئلت عن هذه القضية ، و ايهما اقرب الى قلبي ، فقد رايت ان اكتب هذه المقالة اظهر فيها بعض الذي خلصت اليه ، من الفرق بين ادبيهما ، و ما ميز كل واحد منهما عن صاحبه . لقد عالجا ، عبر سنوات حياتهما ، المواضيع نفسها ، و عرضا للشبهات ذاتها ، ، و لكن لكل واحد منهما ، في ذلك ، طريقته و منهجه ، فاما شاكر فان اول شيء يلاحظه من يشدو شيئا من ادبه ، او ينظر في كتاب من كتبه ، او يطالع مقالا من مقالاته ، هو ان الرجل ليس عنده الا الجد ، حتى هو يتكلم عن الهزل ، فالحياة كلها عنده جد لا هزل فيه ، حتى انك تقرا له و تسمع انفاسه و تحس تسارع زفراته ، و اما الرافعي فمهما بلغ الموضوع الذي يعرض له من مراتب الجد ، الا انه لا يعرض له الا في صيغة الهزل او ممزوجا به. و اذا كان الرافعي يفتح لك المجال للنظر، و لاتعاب الفكر ، و اعنات الروية، و توليد المعاني ، و مرد ذلك الى انه لا ياتيك بالفكرة كاملة في الوقت نفسه ، و انما يقدم لك مبتدئها ، ثم يطوف بك في ضروب من الكلام و انواع من اساليب البيان ، قبل ان ياتيك بخبرها ، فيضطرك ذلك الى شحذ عقلك و تركيز ذهنك ، و ارجاع البصر كرتين ، لعلك تظفر بشيء من معانيه ، و لعلك تنفذ الى قرارات نفسه، فتجد نفسك تبني على افكاره ، ليعود هو بعد ذلك و يبني على افكارك ، و هذا يجعلك تنزله منك منزلة الصديق القريب ، الذي يجمعك معه هم الفكر و هم المذاكرة ، و اما شاكر فيأتيك بالفكرة واضحة لا تختلط ، صريحة لا تشتبه ، يعبر عنها بالالفاظ الفخمة ، و الاسلوب العالي ، في هيبة و وقار ، و هذا يجعله عندك بمنزلة الاستاذ ، تجلس اليه ليعلمك و يلقنك. و من الفروق بين اسلوبيهما ، ان الرافعي يكتب، و يلقي المعاني على عواهنها كما اتفقت له ، دون ان يكون همه ان تعي عنه مراده او ان يقصر ادراكك دون ذلك ، فتحسه يكتب اليك و هو منشغل عنك ، بل هو غير مبال بهذه الدنيا كلها ، لا بهمومها و لا احزانها ، و ليس له غرض منها الا ان يصلي فرضه و يصوم شهره ، و يدفع لك بضع مقالات ، ثم يدبر عنها الى لقاء ربه ، اما شاكر فانه يكتب لك و هو مقبل عليك ، يعيد و يكرر حتى تفهم و تعي ، و هو في كل هذا يحمل همك و هم الدنيا بين منكبيه ، و قد كان هذا مما جناه عن قرائه و محبيه ، فلا تجد احدا ،ممن تعلقوا ببيانه و هاموا في ادبه ، الا و ظهر عليه اثر ذلك الهم، في اسلوب تفكيره و نمط حياته . و هذه كانت بعض الفروق التي وصلت اليها ، عبر دراستي لادبيهما ، و في ثناياها و ما تنطوي عليه ما يجعلني اميل اكثر الى ادب الرافعي ، و جزى الله خيرا شاكرا على ما حملنيه من هم . كتب: الاحد 19 رضمان 1443 (2/05/2021)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#2
|
|||
|
|||
رد: بين ادب الرافعي و ادب شاكر
جزاكم الله خيرا ... على هذه الخلاصة الاجمالية النافعة فى بابها..
__________________
قـلــت : [LIST][*]من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*]ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*]ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*]ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|
#3
|
|||
|
|||
رد: بين ادب الرافعي و ادب شاكر
و جزاكم بالمثل شيخنا الحبيب
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الرافعي, شاكر |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الفرق بين الزوجة و المرأة | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | الإعجاز فى القرآن والسنة | 0 | 2021-04-04 12:09 PM |
محبة النبي صلى الله عليه وسلم بين الغلو والجفاء كتاب الكتروني رائع | عادل محمد عبده | كتب إلكترونية | 0 | 2021-03-31 02:18 PM |