للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
علاقة تطبيع المغرب بالأزمة مع تونس
حقيق بي أن أشير بين يدي مقالي هذا إلى أمر، ألمحه وأحسه خلال قراءاتي لبعض المقالات والتحليلات، المنشورة هنا وهناك، لبعض، إن لم أقل لأغلب، الكتاب المشارقة والمغاربيين، الذي يبسطون أقلامهم للكلام عن بعض القضايا المغربية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، فيتسرب إلي، وأنا أطالع ما تجود به أقلامهم في هذا الموضوع، إحساس بالبرود، كأنهم يتكلمون عن قضية هامشية، فيأخذون في الكلام عنها بضرب من الاستهانة و اللامبالاة، وقد يكون الأمر كذلك لديهم، لكن الذي يجهلونه أنها قضية حياة أو موت عند المغاربة، وأنها تنزل عندهم منزلة المعتقد والإيمان، ومن هنا فعلى كل متكلم في هذا الموضوع، ألا يخوض فيه إلا وقد أحاط بكل جوانبه، وأن يخوض فيه بضرب من الجد الذي لا هزل فيه ولا استهانة.
قد أدى استقبال الرئيس التونسي لزعيم البوليزاريو، واستدعاء المغرب لسفيره في تونس نتيجة لذلك الاستقبال، إلى ضجة كبيرة، جرت في ميدانها أقلام الكتاب، وسال فيها المداد، وأغلب ما لفت نظري وهيج بصري، إضافة إلى ما أشرت إليه في المقدمة، هو بعض التحليلات التي لا تقوم على بينة ولا تستند إلى برهان، وإنما هي نتيجة تلك النظرة غير المستقصية، وعدم الإلمام بالموضوع والقضية، عند أصحابها. وكان مما أثارني هو ذهاب بعضهم إلى أن استدعاء المغرب لسفيره من أجل التشاور، بأنه جاء نتيجة رغبة المغرب في جر تونس إلى التطبيع مع إسرائيل، ورفض تونس ذلك، فأصبحت مسألة التطبيع عبارة عن مسجب يعلق عليه كل تحليل لتحركات المغرب، من دون تقديم أي دليل أو الدفع بأي برهان على ذلك، مع أن المتتبع لسياسة المغرب مذ الإستقلال إلى يوم الناس هذا، يجد أنه لا يتدخل في قضايا الدول الأخرى، ولا ينجر إلى ذلك، كما أن تطبيع المغرب مر عليه ما يقارب السنتين، فلماذا لم يستدعي المغرب سفيره إلا الآن؟؟ مع أن مواقف الدولة التونسية إتجاه الصحراء المغربية بدأت تظهر منذ فترة. كما أن المغرب لم يقتصر في تصرفه هذا على تونس، بل فعله مع من قبلها، ومن هم أقوى منها و أكثر تأثيرا في الساحة الدولية، من الدول الذين حاولوا مساومته على صحرائه، وما نحن ببعيد عن تصرف المغرب مع إسبانيا وألمانيا، وأنه لم يقبل بأي حل معهما إلا الإعتراف بالوضع الحالي للصحراء المغربية، وذلك أن المغرب مؤخرا أصبح ينظر إلى العالم ويتعامل معه إنطلاقا من الصحراء المغربية، بل لم يعد يقبل من الدول حتى الوقوف في المنطقة الرمادية، ولهذا قلت في مقدمتي أن على كل متكلم في هذا الأمر، أو خائض فيه برأي أو تحليل، الإحاطة بكل جوانبه. وقد أكد العاهل المغربي، الملك "محمد السادس" مؤخرا وفي أكثر من خطاب، أن الصحراء المغربية هي العين التي سينظر بها المغرب إلى العالم، وأنها المقياس الأول الذي سيقيس به علاقاته مع أي دولة، وذلك أن المغاربة لم يعد يمكنهم قبول أي موقف وسطي أو حياد سلبي، ولهذا كان قرار سحب سفيرهم للتشاور، قرارا معقولا، له سياقه. كما أنه كثيرا، وكلما طرح موضوع الصحراء، ما يعترض على المغرب والمغاربة ويحتج عليهم بقضية سبتة ومليلية، في إهام للقراء أن المغرب لا يطالب بهما لانهما محتلتان من إسبانيا القوية، وأن المغرب لا يجرؤ على مجاراتها وأخذ أرضه السليبة منها، وهذا إعتراض ضعيف، بل إنه يخالف الواقع و الشواهد، فالمغرب لا يخشى إسبانيا، و إلا فالصحراء نفسها استرجعها المغرب من إسبانيا، في الوقت الذي كان فيه المغرب أضعف بكثير مما هو عليه الآن، كما أن المغرب لا يخشى إسبانيا ولم يتوقف عن المطالبة بالمدينتين، وخطته في ذلك أنه حاصرهما إقتصاديا بإنشاء موانيء تجارية على شواطيء البحر الأبيض المتوسط، مما يجعل من المدينتين عبئا ثقيلا على الإسبان، بعدما كانتا من الموارد الأساسية للاقتصاد الإسباني. كتبه: أيوب نصر
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
أدوات الموضوع | |
|
|