للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تفسير سورة الإنسان للسعدي
سورة الإنسان - تفسير السعدي
" هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " قد مضى على الإنسان وقت طويل من الزمان قبل أن تنفخ فيه الروح, لم يكن شيئا يذكر, ولا يعرف له أثر. " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا " إنا خلقنا الإنسان من نطفة مختلطة من ماء الرجل وماء المرأة, نختبره بالتكاليف الشرعية فيما بعد, فجعناه من أجل ذلك ذا سمع وذا بصيرة ليسمع الآيات, ويرى الدلائل, " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " إنا بينا له, وعرفناه طريق الهدى والضلال والخير والشر; ليكون إما مؤمنا شاكرا, وإما كفورا جاحدا. " إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا " إنا أعدنا للكافرين قيودا من حديد تشد بها أرجلهم, وأغلالا تغل بها أيديهم إلى أعناقهم, ونارا يحرقون بها. " إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا " إن أهل الطاعة والإخلاص الذين يؤدون حق الله, يشربون يوم القيامة من كأس فيها خمر ممزوجة بأحسن أنواع الطيب, وهو ماء الكافور. " عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا " هذا الشراب الذي مزج من الكافور هو عين يشرب منها عباد الله, يتصرفون فيها, ويجرونها حيث شاؤوا إجراء سهلا. " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا " يوفون بما أوجبوا على أنفسهم من طاعة الله, ويخافون عقاب الله في يوم القيامة الذي يكون ضرره خطيرا, وشره فاشيا منتشرا على الناس, إلا من رحم الله, " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " ويطعمون الطعام مع حبهم له وحاجتهم إليه, فقيرا عاجزا عن الكسب لا يملك من حطام الدنيا شيئا, وطفلا مات أبوه ولا مال له, وأسيرا أسر في الحرب من المشركين وغيرهم, " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " ويقولون في أنفسهم: إنما نحسن إليكم ابتغاء مرضاة الله, وطلب ثوابه, لا نبتغي عوضا ولا نقصد حمدا ولا ثناء منكم. " إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا " إنا نخاف من ربنا يوما شديدا تعبس فيه الوجوه, وتتقطب الجبال من فظاعة أمره وشدة هوله. " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا " فوقاهم الله من شدائد ذلك اليوم, وأعطاهم حسنا ونورا في وجوههم, وبهجة وفرحا في قلوبهم, " وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا " وأثابهم بصبرهم في الدنيا على الطاعة جنة عظيمة يأكلون منها ما شاؤوا, ويلبسون فيها الحرير الناعم, " متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " متكئين فيها على الأسرة المزينة بفاخر الثياب والستور, لا يرون فيها حر شمس ولا شدة برد, " ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا " وقريبة منهم أشجار الجنة مظللة عليهم, وسهل لهم آخذ ثمارها تسهيلا. " ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير " ويدور عليهم الخدم بأواني الطعام الفضية, وأكواب الشراب من الزجاج, " قوارير من فضة قدروها تقديرا " زجاج من فضة, قدرها السقاة على مقدار ما يشتهي الشاربون لا تزيد ولا تنقص, " ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا " ويسقى هؤلاء الأبرار في الجنة كأسا مملوءة خمرا مزجت بالزنجبيل, " عينا فيها تسمى سلسبيلا " يشربون من عين في الجنة تسمى سلسبيلا لسلامة شرابها وسهولة مساغه وطيبه " ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا " ويدور على هؤلاء الأبرار لخدمتهم غلمان دائمون على حالهم, إذا أبصرتهم ظننتهم- لحسنهم وصفاء ألوانهم إشراق وجوههم- اللؤلؤ المفرق المضيء. " وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا " وإذا أبصرت أي مكان في الجنة رأيت فيه نعيما لا يدركه الوصف؟ وملكا عظيما واسعا لا غاية له. " عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا " يعلوهم ويجمل أبدانهم ثياب بطائنها من الحرير الرقيق الأخضر, وظاهرها من الحرير الغليظ, ويحلون من الحلي بأساور من الفضة, وسقاهم ربهم فوق ذلك النعيم شرابا لا رجس فيه ولا دنس. " إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا " ويقال لهم, إن هذا أعد لكم مقابل أعمالكم الصالحة, وكان عملكم في الدنيا عند الله مرضيا مقبولا. " إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا " إنا نحن نزلنا عليك- يا محمد- القرآن تنزيلا من عندنا لتذكرهم بما فيه من الوعيد والوعيد والثواب والعقاب. " فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا " فاصبر لحكم ربك القدري واقبله, ولحكمه الديني فامض عليه, ولا تطع من المشركين من كان منغمسا في الشهوات أو مبالغا في الكفر والضلال, " واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا " ودوام على ذكر اسم ربك ودعائه في أول النهار وآخره. " ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا " ومن الليل فاخضع لربك, وصل له, وتهجد له زمنا طويلا من الليل. " إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا " إن هؤلاء المشركين يحبون الدنيا, وينشغلون بها, ويتركون خلف ظهورهم العمل للآخرة, ولما فيه نجاتهم في يوم عظيم الشدائد. " نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا " نحن خلقناهم, وأحكمنا خلقهم, وإذا شئنا أهلكناهم, وجئنا بأطوع لله منهم. " إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا " إن هذه السورة عظة للعالمين, فمن أراد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة اتخذ بالإيمان والتقوى طريقا يوصله إلى مغفرة الله ورضوانه. " وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما " وما تريدون أمرا من الأمور إلا بتقدير الله ومشيئته إن الله كان عليما باحوال خلقه, حكيما في تدبيره وصنعه " يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما " ويدخل من يشاء من عباده في رحمته ورضوانه, وهم الموفون, وأعد للظالمين المتجاوزين حدود الله عذابا موجعا. |
#2
|
|||
|
|||
رد: تفسير سورة الإنسان للسعدي
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
ترتيب سور القرآن الكريم حسب النزول | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | الإعجاز فى القرآن والسنة | 3 | 2020-08-14 03:30 PM |
اللبن فى الحلم، الحليب فى الحلم، الحليب فى المنام، اللبن فى المنام، تفسير رؤية حلم اللبن الحليب | أبو جهاد الأنصاري | تفسير أحلام | 0 | 2018-08-03 10:34 PM |