للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ماهي الطريقة الصحيحة لتلقي العلم الشرعي
بسم الله الرحمن الرحيم
ماهي الطريقة الصحيحة لتلقي العلم الشرعي الديني ومعرفة دين الإسلام نقيّاً من الشوائب التي أضافها إليه أهل البدع والأهواء؟ من المهم أن تعلموا أن سبب تحريف الأديان السماوية السابقة هي ما يضيفه علماء تلك الأديان من أراء واجتهادات خاطئة قد تؤدي هذه الآراء والاجتهادات إلى خروج هذا العالم وخروج تلامذته من دين الله والمسلمين ليسوا في أمان من هذا الخطر وقد دهمهم ما دهم أهل الأديان السابقة قبلنا فكثر فيهم أهل الآراء والأهواء الذين أضافوا في الدين ما ليس منه بل إن كثيراً من أراءهم واجتهاداتهم تخالف القرآن الكريم صراحة ولا يجدون في ذلك غضاضةً لأن الأسباب الدافعة لهم إلى تمسكهم بآرائهم ومعتقداتهم لا علاقة لها بالدين من قريب أو من بعيد فهم يتمسكون بآرائهم واجتهاداتهم حتى وإن علموا خطئها ومخالفتها للكتاب وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إما حباً لمشايخهم الذين أورثوهم هذه الآراء والاجتهادات الخاطئة بدعوى أن علماءهم أعلم بكتاب الله وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم منهم. أو حفاظاً على ماء وجوههم ومكانتهم الاجتماعية والدينية فهم يصرون على صواب قولهم وصحته وخطأ قول مخالفيهم وبطلانه. وقد تكون هناك أسباب أخرى ومن الملاحظ أن هذه الأسباب هي نفس الأسباب التي تجعل اليهودي يتمسك بيهوديته والنصراني يتمسك بنصرانيته والوثني يتمسك بوثنيته. ورأس الخطيئة وأساسها هي الثقة المفرطة بـ العلماء ! فإن الثقة المفرطة بـ العلماء لا تأتي إلا من صنفين: صنف خبيث إنما يتبع العلماء ويقلدهم ويحذو حذوهم لينال منهم منفعة دنيوية إما جاه أو وظيفة أو نحو ذلك من منافع الدنيا ولا يهمه أمر أخرته ولا يهمه إن أصاب قول مشايخه الحق أو أخطئوه دام أنه لا يتعارض مع مآربه الدنيوية ومطامعه الماديّة وإن أظهر خلاف ذلك وزعم أنه متبع للحق طالب له. وصنف ساذج أحمق يظن أن الرجل إذا أصبح عالماً استحال أن يكذب أو ينافق أو يحرّف الدين مع أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند حسن أنه قال: "أكثر منافقي أمّتي قرّاءها" والقراء عند العرب هو ما نسميهم اليوم: العلماء! وقد قال الله تعالى ذاماً هذا الصنف من الناس فقال تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) وقد روي بأسانيد لا بأس بها في تأويل هذه الآية أنهم علماء أهل الكتاب من اليهود والنصارى كان يحرمون على أتباعهم ما أحله الله فيحرمونه ويحلّون لهم ما حرّم الله فيحلونه فتلك عبادتهم! وقد يظن طالب العلم خيراً في شيخه معتقداً فيه الصلاح والتقوى ومخافة الله تعالى فيكون شيخه في الحقيقة على غير ذلك ولا يعلم السرائر إلّا الله تعالى لذلك كان أحد أئمة السلف علماء المسلمين الأوائل يقول: إذا جئت تطلب العلم على شيخ فقدم سوء الظن اهـ فلماذا يقول هذا الإمام هذا القول مع أن علماء المسلمين الأوائل من أشدّ الناس دعوة إلى إحسان الظن بالناس؟! والجواب: أن طالب العلم إنما يطلب دينه فيجب عليه أن لا يسيء الظن بالمشايخ والعلماء ابتداءً ولكن يجعل هناك احتمالاً أن هذا الشيخ أو ذاك العالم عالم سوء وأنه قد يكون من أهل الآراء الفاسدة والأهواء المضلة عن دين الله الصحيح الصريح ليحترز لدينه من أن يُدخِل فيه ما قد يوقعه في بدعة تنقص أجره وتزيد في سيئاته هذا إن لم يكون سبباً في إخراجه من هذا الدين الذي جاء يطلبه! لذلك وحتى نتفادا الوقوع في هذه المزالق أولا يجب علينا اللجوء إلى الله تعالى وحده عملا بقوله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي كلكهم ضال إلّا من هديته فاستهدوني أهدكم" فالهداية ملك الله وحده لا شريك له فلا تطلب إلا منه كما أمرنا ثم هو سبحانه إذا علم منّا الصدق والإخلاص هدانا بأي سبب شاء المهم أن تقطع علائقك بكل ما سوى الله من علماء وكتب وأشرطة وغير ذلك وتخلص اللجوء إلى الله. هذه هي الخطوة الأولى والأهم. ثم تعكف على قراءة القرآن وتدبّر معانيه ثم بقراءة كتب الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وتدبر معانيها. ولكن هناك أمور غاية في الأهمية يجب على طالب العلم معرفتها والتنبّه لها: أولها: أن الله عز وجل تكفل بحفظ القرآن الكريم فلا يبدل ولا يغير ولكنه سبحانه لم يتكفل بحفظ الآثار لذلك نجد في الآثار الصحيح والحسن والضعيف والشاذ والمنكر والموضوع فلا يحل لمن لم يكن لديه القدرة على تمييز الأخبار ومعرفة درجاتها أن يقرأ في كتب الحديث للعلماء المتقدمين رواة الحديث الأوائل وعليه أن يعتمد على كتب الحديث والآثار المنتقاة التي تم انتقاءها بعناية مثل كتاب "سلسلة الأحاديث الصحيحة" للألباني وهو كتاب جامع للحديث وقد اختصره مشهور بن حسن ال سلمان في كتاب "سلسلة الأحاديث الصحيحة مجردة من التخريج". وله كتاب "سلسلة الأحاديث الضعيفة" وقد اختصره مشهور أيضاً تحت عنوان "سلسلة الأحاديث الضعيفة مجردة من التخريج" والأفضل من هذا أن تطلع على نفس كتب المتقدمين ولكن بالشرط الذي ذكرناه أعلاه وهو أن تكون على دراية تامّة ومعرفة ثاقبة برجال الحديث وعلله. وثانيها: أن تعتمد على فهم نصوص القرآن والآثار على ما تعرفه العرب من معاني كلامها لا تزيد على ذلك ولا تنقص وترجع في هم معانيها إلى كتب معاجم اللغة ولكن حتى معاجم الكلمات العربية لم تسلم من غزو أهل البدع والأهواء وأكثر من شنّ الغارة عليها هم المعتزلة وتابعهم في ذلك إخوانهم الأشعرية والماتريدية فكانوا يتعمّدون إعطاء أو إضافة معاني للكلمات العربية لا تعرفها العرب مثل "الاستواء" حرف المعتزلة معناه إلى "الاستيلاء" بينما إخوانهم الأشعرية حرفوا معناه إلى "القهر والغلبة" بينما العرب لا تعرف هذا التأويل لكلمة "استوى" "مطلقاً" وكان ممن أتهم بالكذب في تأويل معاني الكلمات العربية "الجاحظ" لذلك فالأصل أن تعتمد في معرفة معاني الكلمات العربية على كتابي "العين للفراهيدي" و "مجالس ثعلب لأبي بكر المقرئ" و "تهذيب اللغة للأزهري" ويتحاشى ما عدا ذلك لتأثرها ونقلها عن المعتزلة والأشعرية فيما فسّروا به اللغة. وأما في النحو فأحسن ما ألف فيها "متن الآجروميّة" وأفضل شرح لها هو شرح سعادة الدكتور عبدالعزيز الحربي "أيسر الشروح على متن الآجرومية" وله كتاب أخر في الصرف "القرعبلانة في فن الصرف" وشروحه من أروع ما قرأت فهو يدخل المعلومة إلى رأسك بكل سلاسة ووضوح ثم لا تأبه بما فاتك بعد هذا وتقف عند هذا الحدّ . وأعلم أن كتب تفسير القرآن وشروح الأحاديث وكتب الفقه فيها علّتان: الأولى: أن أغلب من قام بتصنيفها هم من أئمة المتكلمين الأشاعرة فكتبهم كجرّة عسل مزج بها شيء من السمّ فقد يقتلك أو يمرضك ونادراً ما تسلم منه فالسلامة في تركها وقد كان أئمة السلف الأوائل يحذرون من قراءة الكتب باستثناء القرآن وكتب الآثار فقط. فإن أبيتم فقد لزمكم بيان ما فيها من أخطاء والبراءة من مخالفاتها والأول أفضل فهو سبيل الأئمة المرضيين. ثانياً: أنها مليئة بالمعلومات الخاطئة والنقاشات العقيمة والخلافات الجوفاء والدين أيسر من ذلك بكثير مات أفقه الأمة من الصحابة والتابعين من بعده ما دخلوا في شيء من هذا اللغط والتقعير والتنقير ما بلغهم عن الله ورسوله عملوا به وما لم يبلغهم كانوا معذورين فيه فإن نزلت بهم نازلة اجتهدوا وأصابوا فلهم أجران وإن اجتهدوا واخطئوا كان لهم أجر اجتهادهم ومن فقههم أنهم كانوا يكرهون طرح المسائل قبل وقوعها فإذا وقعت ولم يجدوا فيها نصاً واضحاً من الوحيين اجتهدوا رأيهم واستشاروا بعضهم ثم افتوا بما ظهر لهم دين سهل بسيط والسبيل الأمثل سبيلهم والطريق الصحيح طريقهم والله الهادي إلى سواء السبيل. إن أصبت فمن الله وحده لا شريك له وبفضله ومنه وكرمه وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان واستغفر الله وأتوب إليه. |
#2
|
|||
|
|||
رد: ماهي الطريقة الصحيحة لتلقي العلم الشرعي
تنبيه هام:
كنت سابقا قد أوصيت من ليس لديه علم بعلل الأحاديث أن يرجع في ذلك إلى الكتب المنتقاة واشرت إلى كتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني مع أنني لم أكن مقتنع بذلك والسبب يعود إلى أن الألباني كان متساهلا في قبول الأخبار وقد وقع لي كتاب أراه أفضل منه في انتقاء الأخبار وهو كتاب الجامع المسند الصحيح لجامعه أبو علي الحارث الحسني قامت بطباعته دار الريان وهذا الكتاب تمسّك صاحبه بمنهج علماء الحديث الأوائل في نقد الأخبار أو يرجع إلى كتابي الإمام البخاري والإمام مسلم ففيهما الكفاية والغِنى إن شاء الله وإن كان فيهما بعض الأحاديث المعلولة إلّا أنها قليلة جداً وتستطيع معرفتها وتجنبها من خلال سؤال أهل العلم بالحديث كذلك في كتب اللغة أُنسيت كتب الإمام المبرد محمد بن يزيد وكتب الإمام سيبوية فهو أوحد زمانه واصدق أهل زمانه نقلا في اللغة والله ولي التوفيق |
#3
|
|||
|
|||
رد: ماهي الطريقة الصحيحة لتلقي العلم الشرعي
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا
|
أدوات الموضوع | |
|
|