المسكى-بائع القماش
{في زمن من الأزمان كان شاب في بلاد الشام يبيع القماش ويضع على ظهره ويطوف بالبيوت وفي يوم من الأيام وهو يمر بالأزقة والبيوت مناديا على بضاعته إذ أبصرته إمرأة فنادته فجاء إليها وأمرته بالدخول إلى البيت وبينما هو منهمك في تجهيز بعض الأثواب ليعرضها عليها غافلته وأغلقت الأبواب وقالت له إنني لم أدعوك لأشتري منك وإنما دعوتك من أجل محبتي لك ولا يوجد في الدار أحد، ودعته إلى نفسها فذكرها بالله وخوفها من أليم عقابه لكن دون جدوى فما يزيدها ذالك إلا إصرارا ولا يزيده إلا عفة، فلما رأته ممتنعا من الحرام قالت له إذا لم تفعل ما آمرك به صحت في الناس وقلت لهم دخل داري ويريد أن ينال من عفتي وسوف يصدق الناس كلامي لأنك داخل بيتي فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان قال لها هل تسمحين لي بالدخول إلى الحمام من أجل النظافة ففرحت بما قال فرحا شديدا، ودخل الحمام من الحمامات القديمة دخل الحمام وجسده يرتعش من الخوف والوقوع في وحل المعصية فغمس يديه في القادورات ورائحتها الكريهة المقززة للنفس ولطخ جسده بها ثم بكى وقال يا ربي خوفي منك جعلني أعمل هذا العمل فاخلف علي خير وخرج من الحمام فلما رأته على هذه الحال فتحت له الباب وهي تصرخ أخرج يا مجنون أخرج يا مجنون فخرج ويجري هو بهذا المنظر وتلك الرائحة فرح لنجاته من الفاحشة وعوضه الله بدلا من تلك الرائحة الكريهة التي ذهبت في لحظات رائحة عطرية زكية فواحة كعطر المسك تخرج من جسده بقية حياته يشمها الناس على بعد عدة أمتار حتى لقب "بالمسكي"وعندما مات كتبوا على قبره هذا قبر المسكي وهو مدفون رحمه الله في الشام.}
هذه المرأة كاد بصرها أن يوقعها في الرذيلة ولكن ليس مع أمثال هذا الشاب المسكي رحمه الله الذي عمر قلبه بمحبة الله والخوف من عقابه، نسأل الله العظيم أن يحفظ شبابنا من الفواحش والمعاصي-آمين يارب العالمين
|