للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
السنة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه مقتطفات من بحث : ( الســنــة النبويـة وحــي مـن اللـــه، محـــفـوظــــــة كـالـــــقــــــــرآن ) للأستاذ الدكتور / الحسين آيت سعيد وفيه يتحدث عن بيان عظم السنة وأقسامها وأنواع الوحي وكيفياتها ويقدم تـمـهــــيداً في أهمية البحث في موضوع السنة النبوية ثم بحثا آخر عن عصمة الأنبياء ثم بحثاً عن اجتـهاد الأنبياء عليـهم السلام ثم يبسط أدلة القول بأن السنة وحي كالقرآن.
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#2
|
|||
|
|||
تمهيد
يقول :
أمابعد: فإن السنة النبوية ـ شرفها الله تعالى ـ تعرضت ولا تزال لموجة عارمة من التشكيك بها تارة، أو إنكارها بالكلية تارة أخرى، أو الطعن في تدوينها، أو حصرها في دائرة ضيقة، يستأنس بها ولا يعتمد عليها، ولا تنشئ أحكاما، ولا يحتج بها في العقائد، ولا في الحدود، إلى غير ذلك من تضليلات وآراء لا حصرلها، يجمعها كلها، النظرُ إلى السنة بمنظار لم يعهده السلف المتقدمون. وغالبُ هذه الشُّبَه منقولة عن المستشرقين، والمستغربين من أبناء جلدتنا الذين يقلدونهم في كل شيء، إذ تتلمذوا لهم، وكانوا واسطة في نقل مفترياتهم إلى العالم الإسلامي. ولئن كانت هذه الشبه ليست بجديدة من المستشرقين -لأن المعتزلة والشيعة قد سبقوهم إلى كثير منها- إنَّ ما يجمع بين حديثها وتليدها، هو توهين السنة في النفوس، وإزاحةُ تعظيمها، وقدسيتها، وعدّها أمرا عاديا لايستوجب الاعتناء. وقد قام جهابذة النقاد، بزَيْفِ دعاوى المعتزلة ومن لف لفهم، ونفي شبههم، بأدلة دامغة للباطل، معزِّزة للحق، فعظُمت بذلك السنة في النفوس، وكثر طالبوها، والمولوعون بها، وانتشرت علومها، وعم منهجها، حتى نبغت نابغة من المعتزلة الجدد، الذين استقوا آراءهم الدحضة عن السنة ورواتها، من أفكار المتقدمين، من شتى الفرق المنحرفة عن منهج أهل السنة،وأفكار المتأخرين المتسترة وراء التجديد في مناهج دراسة السنة النبوية وتمحيصها، التي هي إعدام لها في الحقيقة، وتعطيل لها عن العمل، ومحاولة إبعادها نهائيا عن واقع الأمة بأساليب ملتوية، مشتملة على نفاق لا يخفى لحْنُه على ذوي الألباب. هذا، وإن مدار هذا البحث على مصطلحين مشهورين،وهما السنة والوحي،ولابد من تعريفهما وضبط مفهومهما قبل الشروع في أحكامهما.
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#3
|
|||
|
|||
تـعريـف السنــة
أ - السنة لغة: تعني الطريقة، والسيرة المعتادة للإنسان،سواء كانت حسنة أو قبيحة، قال لبيد: من معشر سنت لهم آباؤهم ************ ولكل قوم سنة وإمامها وسنَنُ الطريق، نهجه، قال شمر:"وهو طريق سنه أوائل الناس فصار مسلكا لمن بعدهم" وقال عليه الصلاة والسلام – في النوعين معا – من حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه:" من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء،ومن سن في الإسلام سنة سيئة،كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ". وقال ابن فارس: " السين والنون، أصل واحد مطرد، وهو جريان الشيء واطراده في سهولة". وسَنَّ الشيء ابتدأه، وسار عليه من بعده، فأصبح له سنة وعادة. فتلخص من هذا أن السنة تعني الطريقة التي يداوم عليها الإنسان، حتى أصبحت عادة له، وسيرة يعرف بها. ب - واصطلاحا: عرَّفها المحدثون بقولهم: " ما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، وفعل، وتقرير، وصفة خِلقية وخُلقية، وهَمٍّ وإشارة، يقظة ومناما، قبل النبوة وبعدها". ج - أقسام السنة: تنقسم السنة إلى الأقسام الثلاثة المذكورة في التعريف: أ – السنة القولية: وهي إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من الأمور في مختلف الأغراض الدينية والدنيوية. ب - السنة الفعلية: وهي أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم أمرا من الأمور، فينقل إلينا أصحابه كيفية ذلك الفعل، كوضوئه، وصلاته بهم، وحجه، وما إلى ذلك ج - السنة التقريرية: وهي أن يقر النبي صلى الله عليه وسلم قولا أوفعلا وقع أمامه،أو بلغه ولم ينكره، بل سكت عنه، أو أظهر استحسانه، فكل ذلك يدل على أن ذلك الفعل سنة، ممدوح فاعله، لأنه لو كان منكرا لأنكره، إذ لا يقر أحدا على باطل. والسنة في هذه الأقسام، وحي من الله تعالى لنبيه بكيفية من كيفيات الوحي الآتية.
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#4
|
|||
|
|||
ب - تعريف الوحي: أ - الوحي لغة، مأخوذ من وحى وأوحى إليه، إذا كلمه بما يخفيه عن غيره، ويطلق على الإشارة السريعة، سواء كانت بإشارة، أو رمز، أو تعريض، ومدارُ هذه المادة على الخفاء والسرعة. واصطلاحا: "هو الإخبار السريع الخفي الموجه لخاص من الناس ". ب - أقسام الوحي: ينقسم الوحي إلى ستة أقسام: أولها وأعلاها، وحي الله عز وجل لمن اختاره من خلقه من أنبيائه مباشرة بلا واسطة كما كلم موسى وفرض عليه ما شاء، وكلم محمدا صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء بما شاء من أحكام. وثانيها: الوحي بواسطة الملك، وهذا هو الغالب. وثالثها: الإلهام الفطري للإنسان، كإلهام الله أم موسى أن تلقيه في اليم إذا خافت عليه، قال تعالى: ( وأوحينا إلى أم موسىأن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين [القصص: 7]. هذا على مذهب من جعله وحي إلهام، وأما من جعله وحيا حقيقيا -كابن حز م- فيرجع إلى القسم الثاني ورابعها: الإلهام الغريزي للحيوان، مثل قوله تعالى: ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً ) [النحل: 68] أي ألهمها ذلك، وجعله غريزة لها. وخامسها: الإشارة الرمزية المعبِّـرة، كقوله تعالى في قصة زكرياء: ( فأوحى إليهم أن سبحوه بكرة وعشياً )[مريم: 11]. وسادسها: تزيين الشيطان ووسوسته، كقوله تعالى: ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ) [الأنعام:121]، أي: يوسوسون لهم بذلك، ويزينونه لهم. ج – كيفيات الوحي للأنبياء والرسل عليهم السلام. إيصال الوحي للموحى إليه، يدور على كيفيات خمس. إحداها: أن يأتي الملك النبي صلى الله عليه وسلم في مثل صلصلة الجرس، وهو أشد حالات الوحي وأشقها. وثانيتها: أن يأتيه الملك في صورة رجل، فيكلمه بالوحي، فيعي عنه ما يقول وهاتان الكيفيتان مذكورتان في حديث عائشة في الصحيح. وثالثتها: أن يأتيه الملك في النوم، فيوحي إليه ما شاء الله،كما في قصة إبراهيم مع ابنه إسماعيل الذبيح، وكقوله صلى الله عليه وسلم من حديث معاذ:" أتاني ربي، فقال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى … الحديث. ورابعتها: أن ينفث الملك في رُوعه ما يريد من الوحي، فيتيقنه، وهذا النوع قد ورد في حديث ابن مسعود:" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن روح القدس، قد نفث في رُوعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " والنفث، هو النفخ، وإلقاء الشيء فيستقر وخامستها: التكليم المباشر من الله تعالى لنبي من أنبيائه، وقد تقدم. والسنة النبوية يقع إيحاؤها بهذه الكيفيات كلها، فتارة يوحى إليه بها مباشرة، وتارة بواسطة ملك، وتارة في النوم، وتارة بالنفث في الروع.
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#5
|
|||
|
|||
عصمة الأنبياء أ - إن عصمة الأنبياء، من القضايا الخطيرة في الدين، والمسائلِ الأساسية فيه، التي لا يصح شيء منه إلا بصحتها وإثباتها بآياتها وبراهينها، ذلك أن التصديق بالوحي كلِّه أنه من عند الله، وأن الآتي به أرسله الله، يتوقف على ثبوت عصمته في كل ما يقول ويفعل ويبلغ عن الله تعالى. وهذه القضية من قضايا العقيدة، فهي بذلك من أصول الدين لا من فروعه التي يجوز فيها الخلاف، ولذلك ينبغي أن تبحث في كتب العقائد. وقد أكثر من تشقيق الكلام عليها وتفصيله، المتكلمون المحكِّمون لعقولهم، حتى قالوا ما تقشعر منه الجلود، وتنفر منه الطباع السليمة، واستفاضوا في تفاصيل لا يترتب عليها أي عمل، ولا يتعلق بها أي مقصود، وأكثروا من تجويزات عقلية -لا وجود لها إلا في أذهانهم- في هذا الموضوع الواقعي، فجرَّهم ذلك الترفُ الفكري إلى أن جوزوا على الأنبياء ما لا يجوز، وصرحوا بما يتحاشى كل مسلم أن يصرح به، وجرَّؤُوا السفهاء ممن لا عقل لهم، أو لادين لهم -من العلمانيين والمستشرقين والمستعربين- على منصب النبوة بهذه الأقوال السمجة، كما فعل ابن الراوندي الملحد في كتاب الزمرد( ). ومن هذه الافتراضات، ما ذهب إليه الباقلاني وارتضاه الآمدي أن النبي صلى الله عليه وسلم لا تجب عصمته من الكذب غلطا ونسيانا( ). ومنها أنه ذهب بعض الكرامية إلى تجويز الكذب عليهم في التبليغ( ). ومنها أن بعض الخوارج، جوزت الكفر على الأنبياء قبل البعثة، حكاه صاحب "المواقف" وزعم هو أنه لم يقم دليل سمعي على امتناع صدور الكبائر منهم قبل النبوة( ). ب - ما العصمة؟ العصمة لغة المنع والحفظ والوقاية، قال ابن فارس:" العين والصاد والميم، أصل واحد صحيح، يدل على إمساك ومنع وملازمة، والمعنى في ذلك كله معنى واحد، من ذلك العصمة، أن يعصم الله تعالى عبده من سوء يقع به، واعتصم العبد بالله إذا امتنع، واستعصم: التجأ"( ). وفي اللسان:" عصمه يعصمه عصما منعه، يقال: عصمته فانعصم، واعتصمت بالله، إذا امتنعت بلطفه من المعصية، وعصمه الطعامُ منعه من الجوع، واعتصم به واستعصم، امتنع وأَبىَ …"( ). وهذه المادة تكررت في القرآن الكريم مرارا بصيغ مختلفة، تؤول لمعنى الحفظ والمنع. قال تعالى حاكيا عن ابن نوح: ( قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ) [هود: 43]. وقال: ( قل من ذا الذى يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءاً أو أراد بكم رحمة ) [الأحزاب:17] وقال: ( والله يعصمك من الناس ) [المائدة:67]. والعصمة شرعا: قد اختلف المتكلمون في تعريفها اختلافا كثيرا أدى إلى تناقضهم وافتراضهم أموراً لا وجود لها إلا في أذهانهم، وكل منهم ينطلق في النظر للعصمة من منحاه العقدي( ). وأقربُ التعاريف للصواب، هو قول ابن النجار " إن العصمة صرف دواعي المعصية عن المعصية، بما يلهم الله المعصوم من ترغيب وترهيب"( ). ج - من أي شيء عُصِمَ الأنبياء عليهم السلام؟ اتفق أهل الإسلام على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قد عُصِموا من كل ما يخل بالتبليغ، كالشك، والجهل بالأحكام المنزلة عليهم، وكتمان الوحي، والكذب، والوسواس، وأن يقولوا ما ليس بحق، والتقصير في البلاغ، وتسليط الشيطان وتلبيسه عليهم، وتسليط الإنس أيضا عليهم بالإيذاء المُخِل بالرسالة. وبالجملة فهم معصومون من جميع الكبائر، والإجماعُ على هذا حكاه غير واحد. قال ابن النجار: " فالإجماع منعقد على عصمتهم من تعمد الكذب في الأحكام وغيرها، لأن المعجزة قد دلت على صدقهم فيها، فلو جاز كذبهم فيها، لبطلت دلالة المعجزة، ولا يقع ما يخل بصدقهم لا غلطا ولا سهوا عند الأكثر "( ). وقال ابن بَرْهان:" فإن الأمة أجمعت على أن الأنبياء معصومون عن الكبائر "( ). وقال الزركشي:" والكلام في العصمة يرجع إلى أمور: أحدها في الاعتقاد، ولاخلاف بين الأمة في وجوب عصمتهم عما يناقض مدلول المعجزة، وهو الجهل بالله تعالى، والكفر به. وثانيها: أمر التبليغ، وقد اتفقوا على استحالة الكذب والخطأ فيه.وثالثها في الأحكام والفتوى، والإجماعُ على عصمتهم فيها، ولو في حال الغضب، بل يُستَدل بشدة غضبه صلى الله عليه وسلم على تحريم ذلك الشيء. ورابعها في أفعالهم وسيرهم،فأما الكبائر فحكَى القاضي إجماع المسلمين أيضا على عصمتهم فيها، ويلحق بها ما يُزْرِي بمناصبهم، كرذائل الأخلاق والدناءات، وإنما اختلفوا في الطريق، هل هو الشرع أو العقل " … ( ). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:" فإن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر، هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف، حتى إنه قول أكثر أهل الكلام، كما ذكر الآمدي أن هذا قولُ أكثر الأشعرية، وهو قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء، بل هو لم يُنقَل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم، إلا ما يوافق هذا القول… "( ).
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#6
|
|||
|
|||
د -هل هم معصومون من الصغائر ؟
.... ذهب جميع أهل الإسلام من أهل السنة، والمعتزلة، والنجارية، والخوارج، والشيعة، إلى أنه لا يجوز البتة أن يقع من نبي أصلا معصية بعمد، لا صغيرة ولا كبيرة،وهو قول ابن مجاهد الأشعري شيخ ابن فورك، والباقلاني المذكورين، وهذا القول الذي ندين الله تعالى به، ولا يحل لأحد أن يدين بسواه "([1]). .... وكيفما كان، فما قاله ابن حزم ومن معه، فهو الصواب الذي يجب اعتقاده من أن الصغائر لا تصدر منهم عمدا، فإذا وقعت منهم، فتكون سهوا، أو خطأ. .... وقال ابن تيمية: " لم يذكر الله عن نبي من الأنبياء ذنباً إلا ذكر توبته منه، ولهذا كان الناس في عصمة الأنبياء على قولين:إما أن يقولوا بالعصمة من فعلها، وإما أن يقولوا بالعصمة من الإقرار عليها، لا سيما فيما يتعلق بتبليغ الرسالة، فإن الأمة متفقة على أن ذلك معصوم أن يقر فيه على خطأ، لأن ذلك يناقض مقصود الرسالة، ومدلول المعجزة. …والمقصود هنا أن الله لم يذكر في كتابه عن نبي من الأنبياء ذنبا إلا ذكر توبته منه … واعلم أن المنحرفين في مسألة العصمة، على طرفي نقيض، كلاهما مخالف لكتاب الله من بعض الوجوه، قومٌ أفرطوا في دعوى امتناع الذنوب، حتى صرفوا نصوص القرآن المخبرة بما وقع منهم من التوبة من الذنوب، ومغفرةِ الله لهم، ورفْعِ درجاتهم بذلك، وقوم أفرطوا في أن ذكروا عنهم ما دل القرآن على براءتهم منه، وأضافوا إليهم ذنوباً وعيوبا نزههم الله عنها، وهؤلاء مخالفون للقرآن، وهؤلاء مخالفون للقرآن، ومن اتبع القرآن على ما هو عليه من غير تحريف، كان من الأمة الوسَط، مهتديا إلى الصراط المستقيم([2]). وقال:" والكلام في هذا المقام مبني على أصل، وهو أن الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ معصومون فيما يخبرون به عن الله سبحانه وفي تبليغ رسالته باتفاق الأمة، ولهذا وجب الإيمان بكل ماأُوتُوه … وهذه العصمةُ الثابتة للأنبياء، هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة … والعصمةُ فيما يبلغون عن الله ثابتة، فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين. ولكن هل يَصْدر ما يستدركه الله، فيَنسخ ما يُلقِي الشيطانُ، ويُـحكِم الله آياته، فهذا فيه قولان، والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك …. وأما العصمة في غير ما يتعلق بتبليغ الرسالة، فللناس فيه نزاع، هل هو ثابت بالعقل أو بالسمع، ومتنازعون في العصمة من الكبائر والصغائر أو من بعضها، أم هل العصمة إنما هي في الإقرار عليها لا في فعلها ؟ أم لا يجب القول إلا في التبليغ فقط … والقولُ الذي عليه جماهير الناس ـ وهو الموافق للآثار المنقولة عن السلف ـ إثبات العصمة من الإقرار على الذنوب مطلقا … وحججُ القائلين بالعصمة إذا حُرِّرت إنما تدل على هذا القول، وحجج النفاة لا تدل على وقوع ذنب أُقر عليه الأنبياء، فإن القائلين بالعصمة، احتجوا بأن التأسي بهم مشروع فيما أُقروا عليه دون مانهوا عنه، ورجعوا عنه … وكذلك ما احتجوا به من أن الذنوب تنافي الكمال، أو أنها ممن عظُمت عليه النعمة أقبح، أو أنها توجب التنفير… فهذا إنما يكون مع البقاء على ذلك وعدم الرجوع، وإلا فالتوبة النصوح التي يقبلها الله، يرفع بها صاحبها إلى أعظمَ مما كان عليه، كما قال بعض السلف: كان داودُ عليه السلام بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة. وقال آخر: لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إلى الله، لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه … وفي الكتاب والسنة الصحيحة، والكتب التي قبل القرآن مما يوافق هذا القول،ما يتعذر إحصاؤه. ........ -------------------------------------------------------------------------------- ([1]) الفصل في الملل والأهواء والنحل /4 / 2 / . ([2]) الفتاوى -15/147/148/150/ وانظر أيضا -51/52/ 53.
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#7
|
|||
|
|||
السنة وحي من عند الله
السلام عليكم :)
شكرا علي هذا الموضوع الرائع لكن انا كنت اريد المزيد من الادلة من الكتاب والسنة علي ان السنة وحي من عند الله فلو كان لديكم اي معلومات تفيدني في بحثي فجزاكم الله خيرا:) |
#8
|
|||
|
|||
السنة النبوية وحي من الله
السلام عليكم
ارجوكم افيدوني بادلة من الكتاب والسنة علي ان السنة وحي وجزاكم الله خيرااااااااااااااااااااااا:)
__________________
|
#9
|
|||
|
|||
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه جملة من الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية : [LIST][*]قال تعالى: (وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب) ... [ الحشر : 7 ][*]قال تعالى : ( إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى) ... [ النجم ][*]قال تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ) ... [ النساء : 65 ][*]قال تعالى : (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ...[*]قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) ... [ النحل ][*]قال تعالى : (وإن تطيعوه تهتدوا) ...[*]قال تعالى : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم )...[*]قال تعالى : ( إنا أنزلنا ‘ليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله )... [ النساء : 105][*]ولكنها أكثر من أن تحصى فهذه مجرد أمثلة.[/LIST] |
#10
|
|||
|
|||
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلاً وسهلاً بالأخت الكريمة /نغم حللت أهلاً ونزلت سهلاً بين أخوانك وأخواتك. -------------------------- أن الله سبحانه وتعالى قال عن نطق نبيه صلى الله عليه وسلم: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى) [ سورة النجم /3-4 ]. وقد جاءت الآيتان بأسلوب القصر عن طريق النفي والاستثناء – وهذا واضح في إثبات أن كلامه صلى الله عليه وسلم محصور في كونه وحيا فهو لا يتكلم إلا به وليس بغيره.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> يقول ابن حزم: " لما بينا أن القرآن هو الأصل المرجوع إليه في الشرائع نظرنا فيه فوجدنا فيه إيجاب طاعة ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجدناه عز وجل يقول فيه واصفا لرسوله صلى الله عليه وسلم: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى).<o:p></o:p> فصح لنا بذلك أن الوحي ينقسم من الله عز وجل إلى رسوله إلى قسمين:<o:p></o:p> أحدهما: وحي متلو مؤلف تأليفا معجز النظام وهو القرآن.<o:p></o:p> والثاني: وحي مروي منقول غير مؤلف ولا معجز النظام ولا متلو لكنه مقروء وهو الخبر الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المبين عنه، عز وجل، مراده منا<SUP>(1)</SUP>.<o:p></o:p> ويقول أيضا في موضع آخر: " قال الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى) وقال تعالى آمراً لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول: (إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ) [ سورة الأحقاف /9 ]، وقال تعالى: (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ).<o:p></o:p> فصح أن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كله في الدين وحي من عند الله عز وجل لا شك في ذلك<SUP>(2)</SUP>.<o:p></o:p> و يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى) أي إنما يقول ما أمر به، يبلغه إلى الناس كاملاً موفوراً من غير زيادة ولا نقصان، ثم ذكر حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما والذي يقول فيه " كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق "<SUP>(3)</SUP>.<o:p></o:p> وهذا الحديث يؤكد أن كل ما يصدر عنه صلى الله عليه وسلم في كل أحواله وحي لا فرق بين حال الرضا وحال الغضب.<o:p></o:p> - شبهة حول هذا الدليل وردها:<o:p></o:p> هذا وقد حرف منكرو السنة معنى آية ( النجم ) و جزموا بأن (إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى) وصف للقرآن وحده، ولا تدخل السنة في هذا الوحي بحال<SUP>(4)</SUP>. <o:p></o:p> قلت: ويقدح في هذا الجزم سياق الآيات:<o:p></o:p> (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى).<o:p></o:p> فقد فرق منكرو السنة بين الضمير المستتر في (يَنْطِقُ) وهو فاعل النطق فجعلوه للنبي أو أبقوه على دلالته الظاهرة – وهذا حق لا نزاع فيه – وبين الضمير الظاهر المنفصل في (إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى) فجعلوا الضمير (هُوَ) عائدا على القرآن وحده.<o:p></o:p> وهذا تعسف محض ؛ لأن القرآن لم يرد له ذكر هنا حتى يعود عليه الضمير، ولأن لهذا الضمير مرجعاً في الآية قبله، وهو (النطق) المفهوم من الفعل المضارع (يَنْطِقُ) أي: وما نطقه صلى الله عليه وسلم إلا وحي يوحى. سواء في ذلك القرآن والسنة. ولأن المقام مقام ثناء وتزكية لرسول الله صلى الله عليه وسلم من طهارة قلب، وصدق لسان.<o:p></o:p> وقد أكد الحق عز وجل هذا الثناء بالتوكيد القسمي (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى).<o:p></o:p> ثم نزه الله رسوله بعد ذلك فنفى عنه الضلال والغواية (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى).<o:p></o:p> ثم نفى تأثير أهواء النفس في قوله وحديثه (نطقه) (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى)، ثم حصر نطقه في كونه وحيا. <o:p></o:p> فمن أين فهم هؤلاء المرجفون أن الضمير في (إِنْ هُوَ) عائد على القرآن وحده؟.<o:p></o:p> إن محمدا – صلى الله عليه وسلم – كان ينطق بالسنة كما ينطق بالقرآن، فكان حريا بهم –لو كانوا منصفين – أن يقولوا إن الضمير في (إِنْ هُوَ) شامل لما نطق به النبي كله، سواء كان نطقه قرآنا، أو سنة مراداً بها التبليغ عن الله عز وجل، ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم ينطق بالقرآن وبالسنة وقد سميت هذه السنة وحيا كما تقدم، فرق كثير من العلماء بين وحي القرآن ووحي السنة.<o:p></o:p> - فوحي القرآن ما كان باللفظ والمعنى، ولا تجوز بحال روايته بالمعنى فحسب.<o:p></o:p> ووحي السنة ما كان بالمعنى، واللفظ من عند النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز روايتها عنه – عليه الصلاة والسلام – بالمعنى عند الضرورة. نطقا لا كتابة.<o:p></o:p> - أو أن القرآن وحي جلي،والسنة وحي خفي وكون السنة من عند الله، بأي كيفية أعلم الله بها رسوله،هذا المعنى يؤيده القرآن الحكيم مرة أخرى في قوله تعالى: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) [ سورة النساء: 113 ].<o:p></o:p> فهل – بعد هذا – يكون لهذه الشبهة رواج أو قبول، عند ذوي العقول.<o:p></o:p> ولا يقدح في كون السنة وحي معنى لا وحي ألفاظ، أن بعض الأحاديث تختلف رواياتها بوضع لفظ مكان آخر أو بالزيادة والنقص، أو بالتقديم والتأخير.<o:p></o:p> لأن هذه "الاختلافات" كانت بسبب اختلاف السماع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كل راو يروي ما سمع كما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرة نطق بهذا، ومرة نطق بذاك حتى وإن ترتب على ذلك اختلاف المعنى.<o:p></o:p> وما أشبه هذا في السنة الصحيحة باختلاف القراءات في القرآن، والقراءات الصحيحة كلها قرآن، ولا تقدح هذه القراءات في مصدرية القرآن، وهو الوحي المتعبد بتلاوته<SUP>(5)</SUP>.<o:p></o:p> <o:p></o:p> <HR align=right width="33%" SIZE=1> <SUP>(2) </SUP> الإحكام في أصول الأحكام 1/114.<o:p></o:p> <SUP>(3) </SUP> الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/162، وأخرجه أبو داود، كتاب العلم، باب في كتابة العلم ( رقم 3646) وإسناده صحيح، وانظر: تفسير ابن كثير( 7/3325 ).<o:p></o:p> <SUP>(4) </SUP> انظر: الكتاب والقرآن للدكتور محمد شحرور ص 545.<o:p></o:p> <SUP>(5) </SUP> انظر: الشبهات الثلاثون للدكتور عبدالعظيم المطعني ص 77-80.<o:p></o:p> |
#11
|
|||
|
|||
موضوع قيم جداً برجاء التثبيت.
|
#12
|
|||
|
|||
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك [/align]
__________________
|
#13
|
|||
|
|||
|
#14
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
|
#15
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراااا
|
#16
|
|||
|
|||
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
اول من دون السنة النبوية | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | قسم المجتمع والعلاقات الإنسانية | 0 | 2019-12-31 04:05 PM |