للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الادب و الحب (2)
" الشعر ديوان العرب " هكذا قال ابو فراس الحمداني قديما ، و قوله هذا يدل على عمق فكره و اتساع تقلب نظره في اشعار العرب خصوصا و ادبهم عموما ، فخلص الى ان الادب لا ينحصر في الكلام عن الحب و الصبابة ، و بيان دقائق صفات المحبوب ، من رنة صوته و لون عينه و طول جيده و بروز نهده و شكل خصره و مؤخرته ( لا تلمني فهذا يسمى بالادب المكشوف ) .
لقد ادرك صاحبنا ان الادب لا ينحصر دوره في هذه الامور ، و ان كان الادب يشملها ، و انما الادب و كما قلنا ، في المقالة الاولى ، اوسع مجالا و اخصب ارضا و ابعد فكرا ، فالادب يا صاحبي يشمل التعبير عن عواطف الامة و الامها ، و بيان مواطن الضعف و القصور فيها ، و الدفع عنها في مواطن الغواية و مازق الضلال . و قد كان السبب وراء الظن بالادب هذا الظن السيء ، و حصره في مواضيع الحب و روايات الغرام ، طائفتان من حملة الاقلام و كتاب العربية ، احداهما ركنت الى الكتابات الغرامية التي تتسم بالخليعة ، و لا تتضمن اي عبرة او فضيلة او ما يرفع من مستوى الذوق العام و الخاص ، و ذلك تحت مسميات الادب للادب و الفن للفن و الادب المكشوف ، فحرموا النشء من قراء العربية من المتعة العقلية و اللذة الفكرية ، و الاخرى صرفت همها الى هدم اسس اداب العرب و اساليبهم ، و ما جرت عليه لغتهم و تعارفت عليه اقلامهم ، و حجتهم في ذلك الدعوة الى الجديد ، و لعمر الله انها لدعوى لا اساس لها في العقل و النظر . ان الادب هو مراة الامة الذي يعكس همومها و افراحها ، و المترجم لاحوالها فيما تحب و تكره ، و المعبر عما ترضى و تسخط، و هو المدافع الاول عن توابثها و معتقداتها ، و لذلك لا تسقط الامم عسكريا الا اذا انحطت فكريا و ادبيا ، و لذلك فان كل اديب ، اذا غابت عنه هذه الامور و كان على غفلة منها ، كان عندي كالجندي على الحدود يقضي يومه و ليله بين السكر و اللهو و النوم . ان الامة لم تنهزم هزيمتها العسكرية الا بعد ان انهزمت هزيمتها النفسية ،و العلة في هزيمتها النفسية متعلقة بالادب من ناحية اشاعة الشبهات و نشر الشهوات في اوساط ابنائها و انسالها ، فكان سبيل الاولى دعوات التغريب و العامية و القراءات الجديدة و تجديد الخطاب ، و سبيل الثانية الادب للادب و الادب المكشوف ، و لذلك نجد مراكز الابحاث الغربية و التكثلات الاستشراقية تدخل على الامة من باب التشكيك ، و يتخذ هذا التشكيك الدراسات الادبية مسلكا . " الشعر ديوان العرب " العرب في الجاهلية لم يحكمهم احد و لم يتم استعمراهم و انما ملكوا زمام انفسهم و تحكموا في امورهم ، و ذلك حين انزلوا الكلمة الادبية منزلها و اعطوها حقها ، فجعلت الذل و الهوان يرتفع عنهم ، و العز و الانفة تنهض بهم ، كانت الكلمة الادبية تغير تاريخا ، و تحمي حدودا ، و ترد عدوا ، و ترفع اقواما و تحط من قدر اخرين . كتب: الاربعاء 12 ذو الحجة 1440 ( 14/08/2019)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#2
|
|||
|
|||
رد: الادب و الحب (2)
اليك رابط المقالة الاولى
https://www.aljame3.net/vb/showthread.php?t=100716
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#3
|
|||
|
|||
رد: الادب و الحب (2)
جهد في غايـــــــــة القمـــــــــة
أقف احتراماَ على ربيع كلماتك الفواحـــــــــــة لك أطيب وأرق تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة. جزاك الله خيراً ونفع بك وبما طرحت تقبل الله منا ومنك صالح الاعمال ولايحرمك الاجر. |
#4
|
|||
|
|||
رد: الادب و الحب (2)
وبارك الله فيك
لكن الشعر في العصر الجاهلية كان قويا لما كان لا يحدُّه حد لأنه كما قيل أعذب الشعر أكذبه و الله أعلم وجاء الإسلام ووضع له حدًّا فلا إسراف فيه و لا مجون
__________________
سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك |
#5
|
|||
|
|||
رد: الادب و الحب (2)
أنقل أولا من قاموس اللغة أصل كلمة أدب واستعمالاتها : .أَدَبَّ: (فعل) [LIST][*]أَدَبَّهُ : جعله يَدِبّ ، أدَبَّ إلى أرضه جَدْوَلاً. [*] أَدَبَّ الحاكمُ البلادَ : جعل أهلها يَدِبُّون آمنينَ لعدله . [/LIST] أَدُبَ: (فعل) [LIST][*] أدُبَ يَأدُب ، أَدَبًا ، فهو أَديب.[*] أَدُبَ فلان : راض نفسه على المحاسن.[*] أَدُبَ الْمُتَحَدِّثُ : كان ظرِيفاً.[*] أدُبَ الرَّجلُ : حسُنت أخلاقُه وعاداتُه الفضل بالعقل والأدب لا بالأصل والحسب ، [*] أدُبَ الكاتبُ : حذَق فنون الأدب وأجادها أدُب المتحدِّث في حديثه .[/LIST]فنرى أولا أن الأدب ليس أقوالا أو اشعارا أو خطبا فقط !! أو مروية فيها من الأدب !! ونرى أن فعل أدب جاء من دب في مسار معين ، كمن أدب نفسه على مسار الأخلاق الحميدة مثلا ... ونرى أن الآداب قد تكون آدابا وفعالا وتصرفات واخلاق ، وليس فقط شعرا أو نثر أو خطبة عصماء ! ونحن نعلم أن لا عصمة لشخص ووقوله سوى رسول الله ، قم كلمة الديوان جاءت من كلمة تدوين ! والعرب لم يدونوا فقط شعرا ! بل دونوا تاريخا وحكما وحوادث ، وأشياء من الطب ، بل في اليمن كان حكما دستوريا استشاريا دونت فيه القوانين . ثم الله خلق الانسان وعلمه البيان ! وحسن البيان وبليغه يعد من الصفات والخصائص المحمودة . والعرب كانت الكرامة والنخوة وحفظ العهد والكرم من أجود خصالهم ، ولم تخلو الجاهلية من صفات السوء وفعال الشر ، واكن العرب كانوا يتغنون بالشجاعة والفروسية والنخوة وصون الكرامة . وأبوا فراس الحمداني فهو بن عم سيف الدولة وهذا كان فيه تشيعا ، ولكن خصال العرب لم تكن ذابلة عنده كما قد تجدها في الشيعة المحترقون ، ولكنه وكما يذكر التاريخ كان شيعيا لدرجة ما وكان مصبابا بداء البواسير . وتلخيص الشعر أنه كل ديوان العرب فهو فيه شيء من معنى القصد "ما قل ودل " ولكنه لا يحكي الحقيقة كاملة ، فالعرب كان لهم من القصص والمواقف لم يحوه الشعر كله . ولكن الشعر حقا كان من أجود ما قد ينبثق عن المشاعر والحقائق اللامعة وهذا فيما يكون قد التزم الأدب الصحيح والخصال الكريمة .واللغة العربية لغة جزلة تعطي فرسانها من الشعراء بحارا زاخرة من التعبير وجمال الصياغة وجمال إصابة الهدف . وأصدق الحديث فهو قول الله تعالى ، قم هو حديث الرسول ، فنجد أن القرآن معجز ومبهر في دقة تعبيره وشدة ضبطه وصدقه . ثم نجد أن الرسول قد أوتي جوامع الكلم ، فتكاد لا تجد حقيقة قالها الرسوا يمكن لشخص أجادتها كما صاغها الرسول . واللغة لمن ملك من جمال تعبيرها فهو كفنان بيه ريشة يرسم بها لوحات قد تكون جميلة صادقة براقة ، وقد تكون مهوى سحيقا تسحق كل مستغل جمال اللغة لإساءة الأدب . |
#6
|
|||
|
|||
رد: الادب و الحب (2)
اقتباس:
و شكرا على مرورك العطر و كلماتك الطيبة
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#7
|
|||
|
|||
رد: الادب و الحب (2)
اقتباس:
صحيح ان اعذب الشعر اكذبه و اجمله افجره ، لكن كان له ، و للنثر ، في ذلك الوقت ادوار اخرى ، تتجاوز متعة و التطريب ، الى النهوض بالهمم و رفع عنها ما قعد بها من العجز
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#8
|
|||
|
|||
رد: الادب و الحب (2)
اقتباس:
و قد كان ، لانشائي المقالة الاولى و الثانية ، عارض حركني لحمل القلم ، و هو ما شاع في الاوساط الادبية ، و عند من يشدون شيئا من الادب ، ان الادب هو ما كان متعلقا بالحب ، فلا يعتبرون الكتابة كتابة ادبية الا ادى ملئها صاحبها بالكلام عن الحب و الصبابة ، فحملت القلم لابين ان الادب اوسع مجالا و اخصب ارضا من ذلك ، و انه ليس كل كلام في الحب يسمى ادبا ، و ان الادب لا ينحصر في الكلام عن الحب ، و انما الكتابة تسمى ادبية متى توفرت فيها اركان البيان ، و هما الللفظ و المعنى ، و لو كان الموضوع في الفيزياء او الكيمياء او غيرهما .
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#9
|
|||
|
|||
رد: الادب و الحب (2)
اقتباس:
والحقيقة أن الأدب هو الأدب الحسن ، وما فحش من كلام فهو استغلال سيء للغة . ثم نحن نرى في ايامنا هذه ومن ينال الجوائز هم الذين الذين يحاربون الدين ولو بطرف خفي ، وأما الذين يكتبون عن الدين ومحاسنه فهم منبوذون عند أهل الدنيا وعند من يعبدونها . وكل تافه وسفيه وخارج عن الأدب أصلا يجب ألا يسمى أدبا أصلا . والشعر قد يكون فيه مبالغة في الوصف لتعظيم التقييم وهذا غير منهي عنه في الدين ، ولكن الكذب وخدمة الشيطان فهو كذب على الناس ونفاق وسفافة باللغة أصلا . ولو نظرنا إلى شعر الشافعي مثلا نجد رصانة وأدبا وحكمة ، ومثلا ننقل منه : وكن رجلاً على الأهـوال جلدا وشيمتك السماحـة والوفـاء وإن كثرت عيوبك في البرايـا وسرك أن يكـون لهـا غطـاء دع الأيام تفعـل مـا تشـاء --وطب نفساً إذا حكم القضـاء ولا تـجزع لحادثـه الليالـي-- فما لحوادث الدنيا بقـاء وكن رجلاً على الأهـوال جلدا --وشيمتك السماحـة والوفـاء ومن شعر الشافعي : صن النفس واحملها على ما يزينها --تعش سالماً والقول فيـك جميل ولا تولين الـناس إلا تجمـلا-- نبا بك دهر أو جفاك خليل وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غـد -- عسى نكبات الدهـر عنك تـزول ولا خير فـي ود امرئ متلون-- إذا الريح مالت مال حيـث تـميل وما أكثـر الإخوان حيـن تعدهـم-- ولكنهم فـي النائبات قليل وأخرج أبو داود عن بريدة رضي الله عنه مرفوعا { إن من البيان سحرا وإن من العلم جهلا ، وإن من الشعر حكما ، وإن من القول عيالا } وقد أخرج البخاري القولين من حديث الرسول (إن من الشعر لحكمة ) والتاصيل من موقع إسلام ويب . وأخرج أيضا البخاري الحديث (إن من البيان لسحرا ) ، ومن موقع الشيخ الفوزان : (قوله صلى الله عليه وسلم « إن من البيان لسحرًا » (رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما )) . ثم ونحن نعلم من الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : ( إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً ، يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً ، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) (أخرجه أحمد والبُخاري ) . وسأل معاذ النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم برأسه وعموده وذروة سنامه، ثم قال: (ألا أخبرك بِمِلاكِ ذلك كلِّه؟ )، قال: بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسان نفسه ثم قال: (كُفَّ عليكَ هذا). فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ( "ثَكِلَتْكَ أمُّكَ يا معاذ ، وهل يَكُبُّ الناسَ على وجوهِهِم –أو على مَناخِرِهِم– إلا حصائدُ ألسنتِهم ). [قال الترمذي: حديث حسن صحيح]. |
#10
|
|||
|
|||
رد: الادب و الحب (2)
اقتباس:
و للتنويه ، فان الله حباك باسلوب ادبي جميل رشيق و خاص
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#11
|
|||
|
|||
رد: الادب و الحب (2)
اقتباس:
حياك الله وشكرا لك على حسن التقييم والحمد لله وأن القصد هو تبيين الامور ورد الحقائق إلى اصولها ،وتسمية كل شيء باسمه . . |
#12
|
|||
|
|||
رد: الادب و الحب (2)
حفظكم الله اخي الحبيب
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
أدوات الموضوع | |
|
|