للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
اخطاء فى اللغه العربيه
ظهرت أغلاط كثيرة فى لغتنا الجميلة وأصبحت العامية المغلوطة هى لغة الحوار بيننا فلنرى معا بعض الأخطاء الشائعة التى نتقع فيها لنتفادى الأغلاط النحوية ونبدأ بتصحيح مقومات حوارنا حتى يفهمنا الأخر اليكم بعض الأخطاء 1-لا تقل: يستمر المؤتمر لمدة أسبوعين، أو ليومين، أو لستة أيام فقط. بل قل: يستمر المؤتمر مدة أسبوعين، أو يومين، أو ستة أيام فقط. لأن: (مُدَّة، يومين) هما ظرفا زمان، و(ستة) هو عدد مضاف إلى الظرف، ولا تدخل عليهم اللام. 2-لا تقل: اعتبرت زيدًا صديقًا. بل قل: عددت زيدًا صديقًا. لإن "اعتبرت" تعني اتخذته عبرة وعظة والصواب عددته. كما جاء في القرآن:((وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار))[ص:62]. ولم يقل نعتبرهم. 3-لا تقل:نتابع الأمر عن كثب. بل قل:نتابع الأمر من كثب . لأن الكثب هو القرب، قال رسول الله : "فارْمُوهُمْ بالنَّبْل من كَثَب 4-لا تقل: سارت الأمور بشكل جيد أو على نحو جيد بل قل: سارت الأمور سيرا جيدا أوسيرا حسنا كما جاء في التنزيل ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا﴾ «:37» ولم يقل تقبلها بشكل جيد وأنبتها على نحو حسن. 5-عند تهنئه احد : لا تقل مبروك ولكن قل : مبارك فـ مبروك اسم مفعول من فعل برك اي جلس فعندما تقول لاحد مبروك عليك اى مجلوس عليك انما نحن نقضد البركة فنقول مبارك التي هي اسم مفعول من الفعل بارك |
#2
|
|||
|
|||
باب الهمزة
(1) لم يدرِ أوسيمٌ جاء أم تميمٌ يقولون: لم يدرِ أجاء وسيمٌ أم تميمٌ . والصواب: لمْ يدرِ أوسيمٌ جاء أم تميمٌ؛ لأن همزة الاستفهام هنا هي لطلب التصور، وهو إدراك التعيين. والتعيين هنا بين وسيم وتميم، وليس بن المجيء وتميم. ومثله قولهم: سواء أكان الخطيب مهندساً أم طبيباً. والصواب: سواءٌ أمهندساً كان الخطيب أم طبيباً. فالهمزة هنا للتسوية بين المهندس والطبيب، وأحدهما يجب أن يأتي بعد الهمزة مباشرة. (2) لابد للعرب من استرداد فلسطينَ، طال الزمن أم قصر لابد للعرب من استرداد فلسطينَ، سواءٌ أطال الزمن أم قصُر ويخطئون من يقول: لابد للعرب من استرداد فلسطين، طال الزمن أم قصر. ويقولون إن االصواب هو: لابد للعرب من استرداد فلسطين، سواءٌ أطال الزمنُ أم قصُر. ويستشهدون بقوله تعالى في الآية 193 من سورة الأعراف: {سواءٌ عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون}. وقد جاء ( سواء ) متلوة بالهمزة وأم ست مرات أخرى في القرآن الكريم. ولكن: (أ) جاء في النحو الوافي: "يصح في الأسلوب المشتمل على (أمْ) المتصلة الاستغناء عن الهمزة بنوعيها ( همزة التسوية وهمزة التعيين )، إن عُلِم أمرُها، ولم يوقع حذفها في لبس، فمثال حذف همزة التسوية: سواءٌ على الشريف راقبه الناس أم لم يراقبوه؛ فلن يرتكب إثما، ولن يقع في محظور". (ب) أما مثال حذف همزة التعيين، فقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة: بدا ليَ منها مِعصمٌ حين جمَّرت ** وكفٌّ خضيبٌ زُيِّنتْ ببنانِ فوالله ما أدري، وإن كنت دارياً ** بسبعٍ رميتُ الجمرَ أم بثمانِ يريد: أبسبعٍ أم بثمانٍ. (التجمير: رمي الحصى، وهو من مناسك الحج). (ج) يقول ابن مالك في ألفيته في حذف الهمزة: وربما أُسقِطتْ الهمزةُ إنْ ** كان خفا المعنى بحذفها أُمِنْ (أُسقِطتْ: حُذِفت). يريد: قد تُحذف الهمزة بشرط ألا يؤدي حذفها لخفاء المعنى، والوقوع في اللبس. (د) تُحذف الهمزة إذا كانت (أمْ)، التي تأتي بعدها، منقطعة تفيد الإضراب، مثل (بلْ)، كقوله تعالى في الآيتين 2 و 3 من سورة السجدة: {تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين، أم يقولون افتراه}. وقد جاء في تفسير الجلالين: "تنزيل القرآن لا شك فيه من رب العالمين، بل يقولون افتراه محمد". (ه) قال الأخطل: كَذَبَتْكَ عينُك أم رأيتَ بواسطٍ ** غلسَ الظلامِ من الرَّبابِ خيالا أي: أكَذَبَتْكَ عينُك. (و) قال ساعدة بن جُويّة: يا ليت شعري، ولا منجى من الهرَم ** أم هل على العيشِ بعد الشيب أم ندمِ؟ وفي رواية أخرى: ألا منجى، وعليه تكون (أمْ) متصلة لا منقطعة. وأنا أفضل أن نستعمل أولى الجملتين المذكورتين في صدر المادة رقم (2)، لأنها أكثر اختصاراً، ولا يوقع حذف الهمزة فيها في لبس. (3) مِنَ الآنَ، مِنَ الآنِ ويخطّئون من يقول: منَ الآنِ، وإلى الآنِ، وحتى الآنِ؛ بجر الآن بالكسرة. ويقولون إن الصواب هو: منَ الآنَ وإلى الآنَ وحتى الآنَ، معتمدين على قول الخليل بن أحمد الفراهيدي، أستاذ سيبويه: "الآنَ مبني على الفتح. تقول: من الآنَ نحن نصير إليك، فتَفتحُ الآنَ؛ لأن الألف واللام إنما يدخلان لعهد. والآنَ لم نعهده قبل هذا الوقت، فدخلت الألف واللام للإشارة إلى الوقت، والمعنى: نحن من هذا الوقت نعمل". ومعتمدين أيضا على قول العالم النحوي إبراهيم بن السّري الزَّجّاج، المتوفى سنة 311 ه : "الآن منصوبة النون في جميع الحالات، وإن كان قبلَها حرف خافض (جارّ)، كقولك: منَ الآنَ". ولكن جلال الدين السيوطي ذكر في الجزء الأول من "همع الهوامع" (باب الظرف ، صفحة 207)، جميع الآراء المختلفة حول الظرف (الآن)، ثم قال ما نصه: "المختار عندي القولُ بإعرابه؛ لأنه لم يثبت لبنائه علة معتبرة، فهو منصوب على الظرفية، وإن دخلته "مِن" جُرَّ. وخروجه عن الظرفية غير ثابت". وفي شرح الألفية لابن الصائغ: إن الذي قال إن أصله "أوان" يقول بإعرابه، كما أن "أواناً" معرب. أما في القرآن الكريم، فقد جاء ظرف الزمان (الآنَ) وعلى نونه فتحة ثماني مرات. منها قوله تعالى في الآية 9 من سورة الجن: {َمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً}. لذا أرى أن الأفضل إبقاء ظرف الزمان (الآنَ) مبنياً على الفتح: لأن ظرفيته غالبة لازمة، أي: لا يخرج عنها إلا في القليل المسموع. ولكنني لا أرى وجهاً لتخطئة من يقول بإعراب (الآنَ)، ما دام السيوطي وابن الصائغ يقولان بذلك، وما دام ابنُ مالك يقول: ظرفية (الآنَ) غالبة لازمة، وقد يخرج عنها إلى الاسمية. (4) الإناء وَ الآنِيَة ويقولون: وضعتُ الوردة في الآنيةِ. والصواب: وضعتُ الوردة في الإناء، لأن الآنية هي جمع إناء. أما كلمة الأواني فهي جمع الجمع. وقال تعالى في الآية 15 من سورة الدهر: {وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا}. (5) أوان ويقولون: يزورنا فلان في هذه الآونة من كل صباح. والصواب: يزورنا في هذا الأوان من كل صباح؛ لأن (آونة) هي جمع (أوان). و (الأوانُ) هو: الوقتُ والحينُ. وكسر الهمزة في (أوان) لغة. ويجمع سيبويه الأوانَ على: أوانات. ويجمع بعضهم كلمة (أوان) على (آئنة) و (آينة). ولا أستحسن استعمال هذين الجمعين الغريبين. أما قولهم: فلانٌ يصنعه آونةً، فيعني: أنه يصنعه مراراً ويدعه مراراً. وربما صح أن نقول: يزورنا فلانٌ في هذه الآونة من كل صباح، إذا كان يزورنا كل صباح مرة ثم ينصرف، ثم يزور وينصرف ثلاث مرات على الأقل في الصباح الواحد. وهذا النوع من الزيارة المتكررة في صباح واحد يكاد يكون مستحيلاً. وهذا حملني على تخطئة مثل هذا القول. (6) يا أبتِ ويقولون: يا أبتي ! والصواب: يا أبتِ ! لأننا عندما حذفنا الياء من: يا أبي ! عوضنا عنها بالتاء، ولا يجمعُ بين العِوَض والمُعوَّضِ عنه. والمختار في نداء الأم والأب، أن يُقال: يا أمّهْ ويا أبهْ ! موقوفاً عليهما بالهاء. ويستحسن أيضا أن نقول: يا أبتِ ! ويا أمّتِ ! بكسر التاء في الكلمتين، ويا أبتَ ! ويا أبتاهْ ! ويقال في نداء الأب أيضا: يا أبتا ! ويا أباتَ ! كقول الشاعر: تقول ابنتي لما رأتنيَ شاحباً ** كأنكَ فينا يا أباتَ غريبُ أراد يا أبتا، فقدم الألف وأخر التاء، وهو قلب مكاني. (7) لنْ أزورَه أبداً ويقولون: ما زرته أبداً. والصواب: ما زرته قطُّ (راجع قطُّ في حرف القاف)، أو لنْ أزورَهُ أبداً؛ لأن (أبداً) ظرف زمان للمستقبل، ويدل على الاستمرار، كما جاء في الآية 22 من سورة التوبة: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}. وقد يقيّد هذا الاستمرار بقرينة، كقوله تعالى في الآية 27 من سورة المائدة: {قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا}. وقد أخطأ الأمير عبيد الله الميكالي حين قال: لك في المحاسن معجزات جمّة ** أبداً لغيرك في الورى لم تُجمعِ (يتيمة الدهر، الجزء الرابع، صفحة 355). (8) هذا الإبطُ، هذه الإبطُ ويخطّئون من يقول: هذه الإبطُ تؤلمني. ويقولون إن الصواب: هذا الإبطُ يؤلمني. ولكن المعجم الكبير نقل عن اللحياني قوله: إنّ الإبطَ مذكر، وقد يؤنث، والتذكير أعلى. وكسر الباء في الإبط لغة (إبِط). وجمعه: آباط. وهو باطنُ المنكب للناس والدواب. وفي الحديث: "ما من عبدٍ يرفعُ يديه حتى يبدوَ إبْطُهُ، يسأل اللهَ مسألةً، إلا آتاه إياها ما لم يعجلْ" (9) لا يؤبه له وبه ويخطّئون من يقول: فلان لا يؤبه به. ويقولون إن الصواب: فلانٌ لا يؤبه له. أي لا يُحتفلُ به لحقارته، استناداً إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ربَّ أشعثَ أغبرَ ذي طِمرَين، لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرَّه". واستناداً إلى قول المعاجم أيضا؛ فقد جاء في اللسان والتاج والمعجم الكبير: إذا أردنا بالفعل أبِـَه (بفتح الباء وكسرها): فَطِنَ، يجوز أن نقول: أبِـَه له وأبِـَه به. واللام أفصح. ولكنّ الوسيط يجيز أبِـَه له و به إذا حمل الفعلُ معنى: لا يلتفت إليه لخموله أو حقارته. (راجع مادني "لا يخفى على القراء" و "أعتقد"). (10) المأتم ويطلقون كلمة (المأتم) على النساء يجتمعن في الأحزان. والصواب أن تُطلق على النساء يجتمعن في الخير والشر، كما قال الصحاح والتاج ومدّ القاموس والمعجم الكبير. وقد قال الأساس: غلب (المأتم) على جماعتهن في المصائب. واستشهد الصحاح والتاج والمد بقول أبي عطاء السندي: عشية قام النائحات وشقِّقتْ ** جيوب بأيدي مأتمٍ وخدودُ أي: بأيدي نساء. واستشهدوا أيضا بقول أبي حية النميري: رمتهُ أناةُ من ربيعة عامر ** نؤوم الضحى في مأتم أي مأتمِ يريدُ: في نساء أي نساء. ويقول المصباح: "المأتم: اسم مصدر وزمان ومكان من الفعل (أتَمَ ، أتِمَ): أقام. ومنه قيل للنساء يجتمعن في خير أو شر (مأتم) مجازاً، تسميةً للحال باسم المحل. قال ابن قتيبة: والعامة تخصه بالمصيبة فتقول: كنا في مأتم فلان، والأجود: في مناحته". ولست أرى أن كلمة (المأتم) عامية، وأرى كما يرى التاج أنّ المأتم هو: كل مجتمع من رجال أو نساء، في حزن أو فرح. أما جمع المأتم فهو: مآتم، وأنا أوثر استعماله في الحزن. (11) الأثاثُ يقول الفرّاء: الأثاثُ هو متاع البيت، ولا واحد له. ويرى معظم المعاصرين رأي الفرّاء. ولكنّ أبا زيد والأزهري والجوهري وابن سيده والفيروزأبادي يرون أنّ الأثاثَ يشمل المتاع والعبيد والإبل والغنم. والواحدة: أثاثةٌ. قال تعالى في الآية 74 من سورة مريم: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً} . وجاء في تفسير الجلالين: هم أحسنُ مالاً ومتاعاً ومنظراً. (12) أثّر فيه أو به ويقولون: أثّر فلانٌ عليه تأثيراً كبيراً والصواب: أثّر فلانٌ فيه أو به تأثيراً كبيراً، أي: جعل فيه أثراً وعلامةً. وقد نقل إلينا التراجم حرف الجر (على) من الإنكليزية والفرنسية. قال علي – كرم الله وجهه – يذكر فاطمة، رضي الله عنها: "... فجرَّت بالرّحى حتى أثّرتْ بيدها، واستقت بالقربة حتى أثّرت في نحرها". وقال عنترة: أشكو من الهجر في سر وفي علنٍ ** شكوى تؤثر في صلدٍ من الحجرِ (راجع مادّتي "لا يخفى على الفرّاء" و "اعتَقَدَ"). (13) بكى من شدة التأثر ويقولون: بكى فلان من شدة التأثير. والصواب: بكى من شدة التأثر. أما التأثير فيهو مصدر الفعل ( أثّرَ ). نقول: أثّر فيه تأثيراً = ترك فيه أثراً. (14) مُؤْجِرٌ وَ مُؤَجِّرٌ ويخطئون من يقول: أجّرَهُ الدار، فهو مُؤَجِّرٌ. ويقولون إن الصواب هو: أَجَرَهُ الدار فهو مُؤْجِرٌ؛ لأن المعاجم كلها تقول إن الفعل هو: أَجَرَ إيجاراً لا أجَّرَ تأجيراً. ولكنّ مجمع اللغة العربية القاهري ذكر في "المعجم الكبير"، الذي أًصدره عام 1970 م. أنَّ أجَّرَ الدار ونحوها يعني: أَجَرَها، ثم قال إن كلمة ( أجَّرَ ) مولّدة، وقياس المطاوعة لـ ( فَعَّلَ ) هو ( تَفَعَّلَ ). وهنالك الفعلُ ( آجَرَ ) بمعنى ( أَجَرَ )، ولكنّ اسم الفاعل منه هو مُؤْجِرٌ أيضاً، لا مؤاجرٌ حسب القاعدة. ونقولُ: أُجرةُ العاملِ أو أَجرُهُ لا إيجارُهُ. وإيجارُ الدارِ لا أُجرتها. وقد جاء في الآية 51 من سورة هود: {يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً}. وجاء في الحديث: أعطُوا الأجيرَ أجْرَهُ قبل أنْ يجف عَرَقَه. (15) آخذهُ بذنبه ، أخذهُ بذنبه ويقولون: آخذه على ذنبه. والصواب: آخذه بذنبه مؤاخذةً: عاقبه عليه. جاء في الآية 225 من سورة البقرة: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ}. وقد جاء الفعلُ: آخذه بكذا، بمعنى عاقبه على كذا، سبع مرات أخرى في القرآن الكريم. ويجوز أن نقول: أخذه بذنبه، وقد جاء في الآية 40 من سورة العنكبوت: {فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ}. وجاء الفعلُ: أخذه بكذا، بمعنى عاقبه على كذا، إحدى عشرة مرة أخرى في القرآن الكريم. وجاء في الآية 48 من سورة الحج: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا}، أي: أخذتُها بالعذاب، فاستغنى عن ذكر العذاب لتقدم ذكره في قوله في مطلع الآية السابقة: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ}. وفي الحديث: "من أصاب من ذلك شيئاً أُخِذَ به"، أي عوقب عليه. (16) سافر في الطائرة لا خذ الطائرة ومن الأخطاء الحديثة الشائعة، ما انتقل إلينا من الترجمات الحرفية عن الإنكليزية، كقولهم: خذ الطائرة، بدلاً من: سافر في الطائرة، أو اركب الطائرة. وشبيهٌ به قولُهم: خذ وقتك، بدلاً من: تأنَّ ، أو تمهَّلْ. (17) مُؤْخِرُ العينِ ومُؤَخَّرها ومُؤْخِرَتُها وآخِرَتُها ويُخَطِّئ الأزهري من يقول: نظر إليه بمُؤَخَّر عينه، ويقول إن الصواب هو: نظر إليه بمُؤْخِر عينه، أي: طَرَفِها الذي يلي الصُّدْغَ. ولكنّ أبا عبيد والمصباح والتاج أجازوا تشديد الخاء ( مُؤَخَّر ) على قلة. ولم تذكر نسخة كلكتّا من القاموس سوى ( مُؤَخَّر العين ). ويجوز أن نقول أيضاً: مُؤْخِرَة العين وآخرتها. والجمع: مآخر. أما قسم العين الذي يلي الأنف فهو: مُقْدِمُها. والجمع: مقادِم. لذا يجوز أن نقول: مُؤْخِرُ العين ومُؤَخَّرُها ومُؤْخِرتُها وآخِرَتُها. (18) إذا هو قُبالةَ الأسدِ ويقولون: فإذا به قبالة الأسد وجهاً لوجه. والصواب: فإذا هو قبالةَ الأسد. ولا حاجة بنا أن إلى أن نقول: وجهاً لوجهٍ؛ لأن كلمة ( قبالة ) تحمل هذا المعنى. جاء في الآية 20 من سورة طه: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}. (19) إذا مات القائد، لا سمح الله ، حدث كذا ويقولون: إذا – لا سمح الله – مات القائد، كانت الخسارة فادحة. والصواب: إذا مات القائد – لا سمح الله – كانت الخسارة فادحة؛ لأن الجملة المعترضة يجب أن تأتي بعد أن تُذكر الجملة ( مات القائد )، المضافة إلى ( إذا ) وقد أخطأ الصاحب بن عباد حين قال: فإنْ عسى ملت إلى التباطي ** صَفَعتُ بالنعل قفا بُقراطِ فإقحام ( عسى ) هنا بين ( إنْ ) وشرطها ليس ضرورة من ضرائر الشعر، وهو حشوٌ وُضع لإقامة الوزن، دون أن تكون له قيمةٌ لفظية أو معنوية. (20) أَذِن له في السفر ويقولون: أذن له بالسفر. والصواب: أذِنَ له في السفر. أي أباحه له؛ لأن معنى ( أَذِنَ بالشيء) هو: عَلِمَ به. وفعله: أَذِنَ يأْذنُ إذْناً وأَذَناً وأَذَانةً: عَلِمَ. وقد قال تعالى في الآية 279 من سورة البقرة: {فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ} أي: كونوا على علم. وأَذِنَ له في الأمر يأذنُ إذْناً وأَذِيناً: أباحهُ لهُ. وأَذِنَ له وإليه: استمع معجباً. (21) إنْ مدحتني إذاً أمدحُكَ ويقولون: إنْ مدحتني إذن أمدحَك (بفتح الحاء). والصواب: إن مدحتني إذاً أمدحُك (بضم الحاء)؛ لأن (إذن) لا تنصب الفعل المضارع. إلا إذا كان في صدر الجملة، وكانت متصلة بالفعل. فإذا قال لك أحدهم: أريد أنْ أمدَحَك. قلت له: إذن أشكُرَك، بنصب المضارع؛ لأن الفعل بعدها خالص للاستقبال، وليس بينها وبينه فاصل. ويُنصب الفعل المضارع أيضاً بعد ( إذَنْ ). إذا فُصل بينهما بالقسم. أو ( لا ) النافية. نحو: إذن واللهِ أشكرَك (بفتح الراء). وقول الشاعر: إذن والله نرميَهم بحربٍ ** تُشيب الطفل من قبل المشيب بنصب الفعل ( نرمي ). ونحو: إذن لا أزورَك (بفتح الراء). أما كتابتها فقد أوجب ( الفرّاء ) أن تُكتبَ بالنون، إذا نصبت الفعل المستقبل. فإذا توسطت وكانت ملغاة، كُتبت بالألف ( إذاً). (22) استأذنه في كذا ويقولون: استأذن منه. والصواب: استأذنه في كذا، أي: سأله الإذن، حسب رأي المُحكم واللسان واللسان والمصباح والقاموس والتاج ومد القاموس والمعجم الوسيط والمعجم الكبير وقد جاء في الآية 86 من سورة التوبة: {وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ}. ويقال: استأذنتُ فلاناً لكذا. وفي الآية 62 من سورة النور: {فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ}. أما استأذن على فلانٍ، فمعناه: طلبَ الإذنَ في الدخول عليه. (23) قطَّعَه إرْباً إرْباً ويقولون: قطعه إرَباً إرَباً. والصواب: قطّعَه إرْباً إرْباً، أي عضواً عضواً. وقد يأتي ( الإرْب ) بمعنى ( الحاجة )، و( الدهاء والبصر بالأمور ). و ( الدِّين ). و( العقل ) أيضاً. أما كلمة الأَرَب، فمعناها: ( الحاجةُ ) و ( العقلُ ). ويقولون: قطَّعتُ الحبل إرْباً إرْباً. والصواب: قطَّعتُ الحبل قِطَعاً قِطَعاً. ولا يقال ( إرْب ) إلا للعضو في الإنسان. أو الحيوان؛ لأن كلمة ( إرْب ) معناها: عضوٌ مُوَفَّرٌ كاملٌ. وجمع الإرْب: آرابٌ وأرْآب. (24) المُترَفون و الإتراف لا الأرِستُقْراطيون و الأرِستُقْراطية ويقولون: الأرِستُقْراطيون و الأرِستُقراطية. ويقترح الدكتور مصطفى جواد أن نقول: المُترفون والإتراف. وأنا أؤيد اقتراحه، لأن معنى: أتْرَفَتْهُ النعمة: أبطرتْهُ، والأرِستُقراطية تُبطر أبناءها. ومن الأسباب الوجيهة التي أوردها الدكتور جواد: ( أ ) الأرِستُقراطية كلمة يونانية مركبة من لفظين هما "أرِستُوي" أي: العظماء، و "كراتوس" أي: السلطان، ثم استعمِلتْ لحكم العظماء والأغنياء. وهي كلمة طويلة ثقيلة. ( ب ) جاء في الصِّحاح: أتْرَفَتْهُ النعمةُ: أطغتْهُ. ( ج ) جاء في اللسان: المُتْرَف: المُتوسِّع في ملاذ الدنيا وشهواتها. وهو الذي أبْطَرَتْهُ النعمة وسَعَةُ العيش. ( د ) أورَدَ خمس آيات عن المترفين، منها قوله تعالى في الآية 16 من سورة الإسراء: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}. والمُتْرَفون هم: المُنَعَّمون. ولا نستطيع استعمال كلمة ( أرستقراطية )، إلا بعد أن يوافق على ذلك أحد مجامعنا. ومعجم القاهرة لم يذهرها في معجميه "الوسيط" و "المعجم الكبير"، ولم يذكرها المحيط وأقرب الموارد ومتن اللغة، وهي من المعاجم الحديثة أيضاً. |
#3
|
|||
|
|||
(25) وقع في مَأْزِقٍ
ويقولون: وقع فلان في مأزَقٍ. والصواب: وقع في مأزِق. ومعنى مأزِق: المَضيق، أو موضع الحرب، ويُستعار للدلالة على الموقف الحرج. وجمعُهُ: مآزِق. قال جعفر بن عُلبة الحارثي: إذا ما ابتدرْنا مأْزِقاً فرَّجَتْ لنا ** بأيماننا بيضٌ جلَتها الصَّياقلُ (26) أزْمَة أو آزِمَة أو أزَمَة لا أزِمَّة مالِيّة ويقولون أحياناً: وقع فلان في أزِمَّةٍ مالية، أي: في ضيقٍ مالي. والصواب: وقع في أزْمَةٍ أو آزمِةٍ أو أزَمَة مالية. والجمع: أزْمٌ و إزَمٌ و أزَماتٌ و أوَازِمُ. قال أبو خِراش: جزى الله خيراً خالداً مِن مكافئٍ ** على كل حال من رخاءٍ ومِنْ أزْمِ وفعلها: أَزَمَهُ يأْزِمُهُ أزْماً وأُزُوماً: عَضَّهُ. ومنهُ الأَزْمَة: السَّنَة الشديدة؛ لأن الجوع فيها يَعَضُّ الناس. ومن معاني الأَزْمَة: (1) الشدة والقحط. وفي المأثور: اشتدِّي أزْمَةُ تنفرِجي. (2) الأكلةُ الواحدةُ في اليوم مرَّة كالوجبة. ثم جاء في المعجم الكبير أنّ الأزمة هي الضيق والشِّدة، وجمعها: أَزَمٌ. لذا قل: أزمة و آزِمَة و أَزَمَة. (27) أُسِّسَتِ المدرسةُ وتَأَسَّسَتْ ويُخطِّئ بعضُهم من يقول: تأَسَّسَت المدرسةُ عام كذا، زاعمين أنَّ الصوابَ هو: أُسِّسَتِ المدرسةُ عام كذا، باعتبار أنَّ المدرسةَ لا تتأَسَّسُ بنفسها ولابدّ لها من أناسٍ يؤسسونها. ويمكن الرد على هؤلاء بأنَّ فعل المطاوعة مِن ( فَعَّلَ ) هو ( تَفَعَّلَ )، لذا ينتفي الاعتراضُ، ويصح القول: تأسَّسَت المدرسة أو أُسِّسَت. (28) أسِفٌ وآسِفٌ ويخطِّئون من يقول: فلانٌ آسفٌ على ما جرى لأخيك. ويقولون إن الصواب: فلانٌ أسِفٌ على ما جرى لأخيك، مستشهدين بقوله تعالى في الآية 150 من سورة الأعراف، والآية 86 من سورة طه: { رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً}. ولكنّ ذكر ( أسِفٍ ) مرتين في القرآن الكريم، وإهمال الأساس والمحيط والصِّحاح ذكر ( آسِف )، لا يعني أنه لا يوجد سواها في العربية. ففي اللسان والتاج والمعجم الكبير ما يُجيز لنا أن نقول: هو أسِفٌ، و آسِفٌ، و أسْفانُ، و أسِيفٌ، و أسُوفٌ. والجمعُ: أُسَفاءُ. والاسمُ: الأَسَافَةُ. وقد قال البحتري يمدح إسحاق بن يعقوب: بأقصى رِضانا أن يَعَضَّ حسودُهُ ** مِن الغيظ منه كفَّ غضبانَ آسفِ (29) يُؤسَفُ عليه و يُؤْسَفُ له ويخطِّئون من يقول: هذا مما يُؤسفُ له. ويقولون إن الصواب هو: هذا مما يُؤسفُ عليه، اعتماداً: ( أ ) على قوله تعالى في الآية 84 من سورة، يوسف: {َقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}. ( ب ) وعلى قول الشاعر: غير مأسوف على زمنٍ ** ينقضي بالهمِّ والحَزَنِ ( ج ) وعلى قول البحتري: كَلِفٌ يُكَفْكِفُ عبرةً مُهراقةً ** أسفاً على عهد الشباب وما انقضى ( د ) وعلى قول عفان بن شرحبيل التيمي: أحببتُ أهلَ الشامِ مِن بين الملا ** وبكيتُ مِن أسَفٍ على عثمانِ ( ه ) وعلى ما جاء في كتاب للإمام علي إلى ابن عباس: "فليكن سرورُك بما نلتَ مِن آخرتِك، وليكن أسفُك على ما فاتك منها". ولكنْ: رُوي في نوادر أبي علي القالي، عن أبي عبيدة في قصة أبي دهبل الجُمَحي، جاء في آخرها: "فوجد زوجتهُ الثانية قد ماتت حُزناً عليه، وأسفاً لفراقه". وجاء في طوق الحمامة ( ص 110 ) قول أحد الشعراء: فيا عجباً مِن آسفٍ لامرئ ثوى ** وما هو للمقتول ظلماً بآسفِ وانفرد المعجم الوسيط بقوله: أسِفَ له: تألَّمَ ونَدِمَ، دون أ يذكر المعجم أنَّ مجمع القاهرة وافق على ذلك. ثم أصدر المجمع نفسه الجزء الأول من المعجم الكبير، وقال فيه: "أسِفَ له أسفاً وأسافةً: تألَّمَ وندِمَ"، واستشهد بقول مِهْيار: أسِفْتُ لحلمٍ كان لي يومَ بارقٍ ** فأخرجه جهلُ الصَّبابةِ من يدي ونحنُ لا نستطيع الاعتماد على قول شاعر طوق الحمامة؛ لأنّ الضرورة الشعرية قد تكون السبب في الإتيان بـ (اللام) بعد ( آسِف )، بدلاً مِن ( على ). ولكننا نعتمد على قول المعجم الكبير وأبي علي القالي. ونعتمد أيضاً على رأي ابن جني، الذي أفرد بحثاً رائعاً في الخصائص عن استعمال الحروف بعضها مكان بعض، يُجيز لنا أن نقول: أسِفَ عليه وأسِفَ له. راجع مادتي "لا يخفى على القُرَاء" و "اعتقَدَ" في هذا المعجم. (30) لنا أسوةٌ حسنةٌ فيه ويخطِّئ المنذر من يقول: لنا أسوةٌ حسنةٌ في كثير من النقاد، ويرى أنَّ الصواب هو: لنا أسوة حسنة بكثير من النقاد. ولكنْ جاء في: ( أ ) الآية 21 من سورة الأحزاب: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. ( ب ) والآية 4 من سورة الممتحنة: {إَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ}. ( ج ) والآية 6 من سورة الممتحنة أيضاً: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ}. فقطعَتْ جهيزة بذلك قول كل خطيب، (هذا مثلٌ عربيٌّ أصله: أنَّ قوماً اجتمعوا يخطبون في صلح بين حيَّيْن، قَتَل أحدُهما من الآخرِ رجلاً، ويسألون أي يرضى أهل القتيل بالدِّية. فبينما هم في ذلك، ذ جاءت أمَةٌ يُقال لها جهيزةُ، فقالت: إنّ القاتلَ قد ظَفِر به بعض أولياء القتيل فقتله. فقالوا عند ذلك: قطعَتْ جَهيزَةٌ قول كل خطيب، أي: لم يبقَ مجال للكلام ). وقال الكميت: ولكنّ لي في آلِ أحمدَ أسوةً ** وما قد مضى في سالف الدهر أطولُ ومعنى الأُسْوة: القُدْوَة. ويجوز أن نقول: الإسْوة أيضاً. جاء في الأساس: في فلانٍ أُسْوَةٌ وإسْوَةٌ. وجاء في اللسان والتاج: لي في فلان أُسْوَةٌ، أي: قُدْوةٌ. و "في" هنا ليست للتعدية، ولم تخرج عن معنى الظرفية. وجاء في المعجم الكبير: "الأُسْوَةُ، والأًسْوَة، والإسْوَةُ: القُدْوَةُ". (31) بالأصالة عن نفسي ويقولون: أُرحِّبُ بكم بالإصالة عن نفسي والنيابة عن زملائي. والصواب: أرحب بكم بالأصالة عن نفسي. و( الأصالة ) مصدر الفعل: أَصُلَ يأصُلُ أصَالةً: (1) ثَبَتَ وقَوِيَ. (2) أَصُلَ الرأيُ: جاد واستحكم. (3) أَصُلَ الأسلوبُ: كان مبتكراً مُتميزاً. (4) أَصُلَ النَّسبُ: شَرُفَ فهو أصيلٌ. والأصالة: ( أ ) في الرأي: جودتُه. ( ب ) في الأسلوب: ابتكارُه. ( ج ) في النسب: عراقتُه. (32) أُطُرٌ و إطارٌ و أَطَرٌ و إطاراتٌ ويجمعون كلمة ( إطار ) على ( إطارات ). وتفضيلنا هو: ( أُطُرٌ )؛ والتاج يقول: إنّ الأُطرَةَ هي كل ما أحاط بشيء، وجمعها: أُطَرٌ و إطارٌ. ويقول كاللسان في مكان آخر: وكل شيء أحاط بشيء فهو إطارٌ له. وهذا يعني أنّ كلمة ( إطار ) عندهما مفردة وجمع في آنٍ واحد. ولكن مجمع اللغة العربية بالقاهرة وافق على جمع الإطار على إطارات في دورة عام 1973 . (33) أيقنتُ جُبنَهُ لا تأكَّدتُهُ ويقولون: تأكدتُ جُبْنَ عدوِّنا. والصواب: أيقنتُ، أو استيقنتُ، أو تبيَّنْتُ، أو تحققتُ جُبنَ عدونا؛ لأنّ ( تأكدَ ) كالفعل ( توكَّدَ ): فعل لازم، معناه: اشتدَّ وتوثَّقَ، كما جاء في اللسان والتاج والوسيط والمعجم الكبير. ويرى الدكتور مصطفى جواد في بحث طويل أن نُجيزَ: تأكَّدَ الأمرَ. ولا نستطيع الموافقة على رأيه ما دام الفعلُ ( تأكدَ ) لم يرِدْ في المعاجم إلا لازماً، دون أن تجيز المجامع تعديته. (34) هذا ألْفٌ أو هذه ألْفٌ ويقولون: هذه ألْفٌ. والصواب: هذا ألْفٌ، لأنّ ( الألْف ) عدد مذكر كما يقول الصِّحاح ومفردات الراغب ومختار الصِّحاح والمصباح المنير والتاج ومتن اللغة والوسيط. وقال الحريري في دُرَّة الغواص: فإنّ كلاباً هذه عَشْرُ أبطُنٍ ** وأنت بريءٌ مِنْ قبائلها العَشْرِ فإنه عنى بالبطن القبيلة فأنَّثه على معنى تأنيثها، كما ورد في القرآن: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} ( الآية 160 من سورة الأنعام )، فأنَّث المثل وهو مذكَّر، لمّا كان بمعنى الحسنة. ونظير تأنيثهم البطن، وهو مذكر، تأنيثهم أيضاً الألْف في العدد، فيقولون: قبضتُ ألْفاً تامة، والصواب أن يُذكّر، فيقال: ألْفٌ تامٌّ، كما قالت العرب في معناه: ألْفٌ صَتْمٌ (تامٌّ)، وألْفٌ أقرعُ (تامٌّ). والدليل على تذكير الألْف قوله تعالى في الآية 125 من سورة آل عمران: {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ}. والهاء في باب العدد (من 3-10) تُلحق بالمذكر، وتُحذف من المؤنث. وأما قولهم: "هذه ألفُ درهم"، فلا يشهد ذلك بتأنيث الألْف؛ لأنّ الإشارة وقعت على الدراهم، فكان تقديرُ الكلام: هذه الدراهم ألْفٌ. وقال ابنُ السِّكِّيت:"لو قلتَ هذه ألْفٌ، بمعنى: هذه الدراهمُ ألْفٌ؛ لجاز". وقال الفرّاء والزَّجّاج: قولهم هذه ألْفُ درهم، التأنيث لمعنى الدراهم، لا لمعنى الألف، والدليل على تذكير الألْف قوله تعالى: ذكرا الآية التي أوردها الحريري". وقال تعالى أيضاً في الآية 124 من سورة آل عمران: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ}. وقال اللِّسانُ: "يُقال ألْفٌ أقرع ( تامٌّ )؛ لأنّ العرب تُذكِّر الألْفَ، وإنْ أُنِّث على أنَّه جمعٌ فهو جائز، وكلام العرب فيه التذكير. قال الأزهري: وهذا قول جميع النحويين، ويُقال هذا ألْفٌ واحدٌ ولا يُقال واحدة". ثم ذكر قول ابن السِّكِّيت، كما فعل معظم المعاجم. وأنشد ابنُ برِّي في تذكير الألْف: فإنْ يَكُ حقي صادقاً، وهو صادقي ** نقُد نحوكم ألْفاً من الخيل أقرعا وأنشدَ لشاعر آخر: ولو طلبوني بالعقوق أتيتهم ** بألْفٍ أؤديه إلى القومِ أقْرعا وجاء في الأساس: "وهذه ألفٌ مُؤَّلفة، أي: مُكمَّلة". وأُرجِّح أنه يريد الألْف صفة لمعدود مؤنث، أو لجمع تكسير كالدراهم مثلا. أما المعجم الكبير فيقول: الألْفُ: مذكر، ويجوز تأنيثه. فمِن هذا كله نرى أنَّ الألْفَ مذكر، ويجوز تأنيثه على أنَّه جمعٌ، أو صفة لموصوف مؤنث أو لجمع تكسير محذوفين. ورأيي أن التذكير أسلمُ عاقبة. أما جمعُ الألْفِ فهو: (1) آلُفُ، ومنه قول بُكير أصمّ بني الحرث بن عبّاد: عَرَباً ثلاثةَ آلُفٍ، وكتيبةً ** ألْفينِ أعجمَ من بني الفدّامِ (2) وأُلوفُ، قال تعالى في الآية 243 من سورة البقرة: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ}، وألوف هو جمع الجمع. (3) وآلاف ( جمع قلِّة من ثلاثة آلاف إلى عشرة. وهذا الجمع ذُكر في الآيتين المذكورتين آنفاً. (35) ما مِنْ أحَدٍ إلا جزِعَ أو إلا وجَزِعَ ويخطِّئون من يقول: ما مِن أحدٍ إلا وجَزِع. ويقولون إنّ الصواب هو: ما مِنْ أحَدٍ إلا جَزِع. ولكن جاء في ( المغني ) أنَّ ( الواو ) تُزادُ بعدَ ( إلا ) لتأكيد الحكم المطلوب إثباته، إذا كان في محل الرد والإنكار. فهنا لا نقول: ما مِنْ أحدٍ إلا وجَزِع، إلا إذا شككنا في تسرُّب الجزع في كل قلب. (36) جاءني القومُ إلا إياك أو إلاك ويخطئون من يقول: جاءني القومُ إلاك، ويقولون إنَّ الصواب هو: جاءني القومُ إلا إياك، ويرون أنَّ الضمير المنفصل هو الذي يجب أن يأتي بعد ( إلا )، لا الضمير المتصل. واستشهدوا بقوله تعالى في الآية 23 من سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ}. واستشهدوا بقول عمرو بن معدي كَرِب: قد عَلِمتْ سلمى وجاراتها ** ما قَنْطَرَ الفارسَ إلا أنا ولكن جاء في شرح التسهيل أنَّ ابن الأنباري قال: "إنَّ وقوع المتصل بعد إلا مسموعٌ مقيسٌ عليه، فيُقال عنده قياساً: إلاك وحتَّاك". ومن شواهد وقوع الضمير متصلاً بعد ( إلا ) قول المتنبي: ليس إلاك يا عليُّ هُمامٌ ** سيفُهُ دونَ عِرْضِهِ مسلولُ وقول الشاعر: فما نُبالي إذا ما كُنتِ جارتنا ** ألَا يُجاوِرَنا إلاكِ ديّارُ وقول الآخر: أعوذُ بربِّ العرشِ مِنْ فِتيةٍ بَغَتْ ** عليَّ فمالي عَوْضُ إلاهُ ناصرُ وزعم الحريري أنَّ ذاك نادر، لا يُعتد به ولا يُقاسُ عليه. وجاء في كشف الطُّرَّة: "قال بعضهم هو ضرورة، ونفاها ابنُ مالكٍ، لِتَمَكُّنِ الأول مِنْ أن يقول: أنْ لا يُجاورَنا خِلٌّ ولا جارُ؛ والثاني أن يقول: فما في غيره عَوْضُ ناصِرُ". لذا يجوزُ أن نقول: جاءني القومُ إلا إياك، أو جاءني القومُ إلاك. (37) الأَلْيَةُ ويقولون: أصابتْ شظِيّةٌ إلْيَتَهُ. والصواب: أَلْيَتَهُ، وجمعها: أَلْيٌ وأَلَياتٌ وأَلايا ( والأخير على غير قياس ). ومثنّاها: أَلْيانِ، دون تاءٍ، على غيْرِ قياس، وأَلْيَتانِ ( على القياس في لغةٍ ). والأَلْيَةُ هي: العجيزةُ، أو ما رَكِبَ العَجُزَ وتدلَّى من لحمٍ وشحمٍ. (38) الأَمْر ويقولون: الأمْرُ الذي حَمَلَنا على نقل فلانٍ إلى المستشفى هو إصابتُهُ بالحُمَّى. والصواب: ما حَمَلَنا على نقل فلانٍ إلى المستشفى هو إصابتُهُ بالحمى. أو إصابة فلانٍ بالحمى حَمَلَتنا على نقلِهِ إلى المستشفى؛ لأن استعمال كلمة ( الأمر ) هنا، ركيكٌ جداً، وليس عربيَّ الأصولِ والسَّبكِ، وربما دخل الضاد بأقلامِ ضُعفاءِ المُتَرْجمين. (39) هو مُؤامِر وهما متآمِران وهم متآمرون ويقولون: فلانٌ مُتآمرٌ. والصواب: هو مُؤامِرٌ وهما متآمِران وهم متآمِرون؛ لأنّ وزن ( تَفاعَلَ ) يَتَطَلَّبُ التشاركَ بين اثنين أو أكثر في أمرٍ من الأمور. أما معنى آمَرَهُ في الأمر مؤامَرَةً فهو: شاوَرَه فيه، ومنهُ الحديث: "آمِروا النساءَ في أنفسِهِن"، أي: شاوِرُوهُنّ في تَزْويجِهِنَّ. ومعنى تآمروا: تشاوروا. وزاد المعجم الوسيط والمعجم الكبير: تآمروا عليه: تشاوروا في إيذائه ( مُوَلَّد ). ومعنى ائتَمَرُوا به: شاورَ بعضُهم بعضاً للفَتْكِ به وإيذائه. قال تعالى في الآية 20 من سورة القصص: {يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ}. أي: يُؤامِرُ بعضُهم بعضاً في قتلِك. (40) استِئمارَة ويُسَمُّونَ المثالَ المطبوع الذي يَتَطَلَّبُ بياناتٍ خاصةً، لإجازةِ أمْرٍ من الأمور: استمارةً. والصواب: استئْمارة ( المعجم الوسيط، والمعجم الكبير ). (41) أَمارَة ( عَلامة ) ويقولون: هي إمارةُ ما بيني وبينك. والصواب: أمارَةُ ما بيني وبينك. والأمارة هي: العلامةُ، قال الشاعر: إذا طلعت شمس النهار فإنها ** أمارةُ تسليمي عليكِ فسلِّمي وقيل: الأمارة والأمَرُ والأمارُ معناها العلامة. وقيل: الأَمارُ هو جمع الأمارة. والأمارة والأمار: الموعدُ والوقتُ المحدودُ. أما جمع الأمارة فهو: أَمارات. وجاء في "المعجم الكبير" أنّ ( الأمارة و الإمارة ) هما مصدران للفعلين ( أَمِرَ و أَمُرَ ) أي: صار أميراً. (42) أَمْسِ و بالأَمْسِ ويخطئون من يقول: لقيتُهُ بالأمسِ في السوق. ويقولون إن الصواب هو: لقيتُه أَمْسِ في السوق. وكلتا الجملتين صحيحة؛ لأنّ أَمْسِ يُراد بها اليومُ الذي قبل يومنا الذي نحن فيه. و ( الأمس ) تشمل ( أمسِ ) أو أيّ يوم من الأيام التي قبلها. وجمع أمسِ هو: أُمُوسٌ وآمُسُ وآماسٌ. وجاء في المعجم الكبير: " يٌقال: ما رأيته مُذْ أوَّلَ مِن أمْسِ، فإن لم تره يومين قبل ذلك، قُلتَ: ما رأيتُهُ مُذ أوّلَ مِن أوّلَ مِن أمسِ". "ويُقال: رأيته أوَّلَ أمس، أي في مبدأ أمسِ، قال البُحتري في إيوان كسرى: وكأنَّ اللقاءَ أوَّلَ مِن أمْـ ** ــسِ، ووشْكَ الفِراقِ أوَّلَ أمْسِ" "وفيه ثلاث لغات – إذا أُريدَ به اليومُ الذي قبل يومِك - : "أولاها: البناء على الكسر مُطلقاً، وهي لغة أهل الحجاز، فيقولون: ذهب أمْسِ بما فيه، واعتكفتُ أمسِ، وعجبتُ من أمسِ "بالكسر فيهن"، قال عمر بن أبي ربيعة: إنَّ الخليط تَصَدَّعوا أمْسِ ** وتصدَّعَتْ لفراقهم نفسي" "الثانية: إعرابه إعرابَ ما لا ينصرف في حالة الرفع خاصة، وبناؤه على الكسر في حالتي النصب والجر، وهي لغة جمهور بني تميم، يقولون: ذهب أمسُ بما فيه (يضمونه بغير تنوين)، واعتكفتُ أمسِ، وعجبتُ من أمسِ (بالكسر فيهما)". "الثالثة: إعرابه إعرابَ ما لا ينصرف مطلقاً، وهي لغة بعض بني تميم، وعليها قول الراجز: لقد رأيتُ عجباً مُذ أمْسا عجائزاً مثل السعالي خَمْسا يأكُلنَ ما في رحلِهنّ هَمْسا لا ترك الله لهنّ ضِرْسا [السَّعالي: جمع سِعْلاة وهي الغول]."" "وإذا أُريد بـ "أمْس" يومٌ من الأيام الماضية، أو دخلته "أل" أو أُضيفَ، أُعرِبَ بالإجماع. وفي الآية 82 من سورة القصص: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِر}. وقال عمر بن أبي ربيعة: يا صاحبَيَّ قِفا نستخبرِ الطَّللا ** عن بعض مَنْ حلَّهُ بالأمسِ ما فعلا" (43) أمَلَهُ و أَمَّلَهُ ويقولون: أمَلَ بفلانٍ وفي فلانٍ. والصواب: أمَلَ فلاناً يأمُلُهُ أمْلاً وأَمَّلَهُ تأميلاً: رجاه وترقَّبهُ. وقد نقلت المعاجم المصدر (أمْل) عن ابن جِنِّي. قال عَدِيُّ بن زيد العبادي: خَطِفَتْهُ منيّةٌ فتردَّى ** وَهْوَ في المُلكِ يأْمُلُ التعميرا وأمَلَ فلاناً: رجا عوْنَهُ، قال كعب بن زهير: وقال كُلُّ خليلٍ كنتُ آمُلُهُ ** لا أُلْهِينَّكَ إني عنك مشغولُ وأمَّلَ أكثرُ استعمالاً من أَمَلَ، قال الفرزدق: تقولُ أراهُ واحداً طاح أهْلُهُ ** يُؤَمِّلُهُ في الوارثين الأباعدُ (44) وقف تِـَـُجاهي أو قُبالتي أو إزائي لا أمامي ويقولون: حدَّثتُهُ عندما وقف أمامي. والصواب: حدَّثته عندما وقف تِـَـُجاهي أو قُبالتي أو إزائي؛ لأن المرء يحدِّث غيره وهو يواجهه. و (وقف أمامي) تعني: وقف مديراً لي ظهره، كما يدير الإمام ظهره للمصلين. ولا يُحدِّث إنسانٌ آخر – عادة – إلا إذا كان أحدهما يرى وجه الآخر. (45) عَلِمَ أنْ ستعودُ فلسطين ويقولون: عَلِمَ أن ستعودَ فلسطين إلى العرب. والصواب: عَلِمَ أنْ ستعودُ فلسطينُ إلى العرب؛ لأنّ (أنْ) هنا ليست الحرف الذي ينصب الفعل المضارع، بل هي الحرف المُشَبَّه بالفعل (أنَّ) مُخففاً. فالحرف الناصب والمصدري (أنْ) يجب أن لا تفصِل بينه وبين مضارعه السين أو سوف أو قد أو ما أو لو. فإذا فصلت هذه الحروف الخمسة بين أنْ والفعل المضارع، كانت أنْ هي أنْ المخففة. وقد جاء في الآية 20 من سورة المُزَّمِّل قوله تعالى: { عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى}. (46) أرادَ ألّا يتكلمَ ويقولون: أرادَ أنْ لا يتكلمَ. والصواب: أرادَ ألّا يتكلمَ. قال ابن قتيبةَ: إنّ الإدغام واجب، إذا كانت (أنْ) عاملةً في الفعل، أي ناصبةً. فإنْ لم تكنْ (أنْ) عاملة في الفعل، لم تُدغم. نحو: علمتُ أن لا تقولُ (بضم لام "تقول")، لأنها تكون مخففة من الثقيلة، والتقدير: علمتُ أنك لا تقولُ. (47) أنانيَّة ويقولون: هذا رجل ذو أنانِيَة (بتخفيف الياء). والصواب: هذا رجلٌ ذو أنانِيَّة (بتضعيف الياء)، أي: رجل أنانيٌّ. (دوزي ومحيط المحيط وأقرب الموارد). وللأنانِيَّة ثلاثة معانٍ: (1) تَمَدُّح الإنسان بما ليس عنده، إعجاباً بنفسه وتكبّراً. (2) حب النفس المُفرِط، مع عدم التفكير في الآخرين. (3) الصَّلَفُ والكِبْرِياء. أما قول شوقي في مسرحيته "مصرع كليوبترة": زنبقةٌ في الآنيهْ ** ضحية الأنانِيَهْ فقد عَثر فيه مرتين، أولاهما: عندما جعل "الآنية" مفردة، وهي جمع (إناء)، ولو قال: زنابقٌ في الآنيهْ لنجا من الخطأ، وظلَّ محافظاً على الوزن. أما ثانيتهما فهي: تخفيف ياء (الأنانِيَهْ)، وهي ضرورة شعرية، ذكرها الآلوسي في كتابه "الضرائر وما يسوغ للشاعر دون الناثر". وأنا – مع ذلك – أربأُ بأمير الشعراء الخالد أحمد شوقي أن يلجأ إليها؛ لأنّ الشاعر الكبير يستطيع الاستغناء عن جميع الضرورات الشعرية. (48) إنسانٌ وإنسانة ويقولون: فلانةُ إنسانةٌ صالحةٌ. ويقول ابن سيده صاحب المُخصَّص، وابن منظور صاحب لسان العرب: فلانةُ إنسانٌ طيب [طيِّب: صفة للفظ إنسان]. ويقولُ الفيُّومي صاحب المصباح المنير: الإنسانُ يقعُ على الذكر والأنثى والواحد والجمع. ويقول الجوهري في الصِّحاح: ويُقال للمرأة أيضاً إنسانٌ، ولا يُقال إنسانة، والعامة تقوله. ويقول أحمد رضا في متن اللغة: الإنسانُ للمذكر والمؤنث، وقولهم (إنسانة) عامي، عن ابن سيده. وقال غيره: إنها صحيحة. ويقول الفيروزأبادي في القاموس المحيط: والمرأة إنسانٌ، وبالهاء عامّيّة. وسُمِع في شعر كأنه مُوَلَّدُ: لقد كَسَتني في الهوى ** ملابسَ الصَّبِّ الغَزِلْ إنســانـــةٌ فـتَّـــانــــةٌ ** بدر الدجى منها خَجِلْ إذا زَنَتْ عــيـني بـها ** فبــالـدمــوعِ تـغـتسِلْ ولكنّ الزبيدي صاحب تاج العروس يُخالفهم في ذلك، ويقول: "إنّ العرب استعملت (إنسانة) قليلاً. والقلة لا تقتضي إنكارَها، والقول إنها عامِّيَّة". وأورَدَ قول كاهنٍ الثقفي: إنسانةُ الحَيِّ، أمْ نَدْمانةُ السَّمَرِ ** بالنِّهْي رَقَّصَها لحنٌ مِنَ الوَتَرِ والنِّهْيُ: اسم مكانٍ. وحكى الصَّفَدي في شرح لامية العَجَم، أنّ ابن المستكفي اجتمع بالمتنبي في مِصْرَ، وروى عنه قوْلَه: لاعبْتُ بالخاتَـِـم إنسانةً ** كمثل بدرٍ في الدجى الناجمِ وكلما حاولتُ أخذي له ** مِنَ البَنانِ المُتْرَفِ الناعمِ ألقتْهُ في فيها، فقلتُ انظروا ** قد أخْفَتِ الخاتمَ في الخاتمِ فإذا صحَّت نسبة هذه الأبيات إلى أبي الطَّيب. فإنّ صدر البيت الثاني لا يُعقل أن يكونَ مِن نظمِ المتنبي لركاكته. وتُنسب الأبيات التي ذكرها القاموس المحيط إلى أبي منصورٍ الثعالبي. صاحب يتيمة الدهر. ويُذكر قول ابن سُكَّرَة الهاشمي، أحدِ شعراء يتيمة الدهر: في وجهِ إنسانةٍ كَلِفْتُ بها ** أربعةٌ ما اجْتَمَعْنَ في أحَدِ فالخد وردٌ، والصُّدْغُ غاليةٌ ** والرِّيقُ خمْرٌ، والثَّغرُ مِنْ بَرَدِ لكل جزء مِن حسنها بِدَعٌ ** تُودِعُ قلبي ودائعَ الكَمَدِ وروى اللسانُ والمعجمُ الكبيرُ قول الشاعر: تَمْري بإنسانها إنسانَ مُقْلَتِها ** إنسانةٌ في سوادِ الليل عُطْبُولُ الإنسان الأول: الأنملة، الإنسان الثاني: إنسان العين (ناظرها)، العُطبول: المرأة الفتيّة الجميلة الممتلئة الطويلة العُنُق. وأنا من رأي صاحب التاج، من حيثُ جوازُ استعمال كلمة إنسانة؛ لأنني أحب القياس، ولا أميل إلى الشُّذوذ. (49) استأنَفَ التدريسَ ويخطِّئون من يقول: استأنف الأستاذ فلانٌ التدريسَ بعد أنِ انقطع عنه عامين. ويقولون إن الصواب هو: عاد إلى التدريسِ بعد أنِ انقطع عنه عامين؛ لأن المعاجم كلها تقول إن معنى: استأنف الشيءَ وأْتَنَفَهُ: ابتدأَهُ، أو أخذ أوَّلَهُ، وقيل: استقبَلَهُ. أما استأنفه بوعدٍ، فيقولون إن معناه: ابتدأه مِن غير أنْ يسأله إياه. وعندما أصدر مجمع اللغة العربية بالقاهرة الطبعة الأولى من "المعجم الوسيط" عام 1960 ، قال: "استأنف الشيءّ: أخَذَ أوَّلَهُ. ابتدأه. استقبله". ثم قال: "استأنف الحُكم (في القانون): طَلَبَ إعادة النظر فيه (مُحْدَثة)". ولكنّ المجمع نفسه أصدر الجزء الأول من "المعجم الكبير" عام 1970 ، قائلاً فيه: "استأنف العملَ: عاد إليه بعد انقطاع". ثم قال: "استأنَفَ الحُكْمَ (في القانون): طَلَبَ إعادة نظر موضوع الدَّعوى أمام هيئة أعلى". وهذا يحملنا على قبول: (1) استأنف العملَ: (أ) ابتدأه. (ب) أخَذَ أوَّلَه. (ج) استقبله. (د) عاد إليه بعد انقطاع. (2) استأنف الحُكْمَ: طلب إعادة نظر موضوع الدعوى أمام هيئة أعلى. (50) أَنِفَ من الذُّلِّ و أَنِفَ الذُّلَّ ويخطِّئون من يقول: أنِفَ الذُّلَّ، ويقولون إن الصواب هو: أَنِفَ مِن الذُّلِّ، اعتماداً على ما جاء في كثير من المعاجم، وعلى قول المتنبي: أَنَفُ الكريمِ من الدَّنيئةِ تاركٌ ** في عَيْنِهِ العَدَدَ الكثيرَ قليلا ولكنّ لسان الدين ابن الخطيب قال: قالوا لخدْمتِهِ دعاك مُحمَّدٌ ** فأنِفْتُها، وزَهِدْتُ في التَّنْويهِ وجاء في القاموس: يأْنَفُ أن يُضامَ. وقال ابن الأعرابي والأزهري: أَنِفَ البعيرُ الكلأَ. وجاء في تهذيب الأزهري: أَنِفَ الطعامَ وغيرَهُ. وجاء في المُحكم لابن سيده: أَنِفَتْ فَرَسي هذه هذا البلد. وجاء في المخصَّص لابن سيده أيضاً: أنِفْتُ الشيءّ: كَرِهْتُهُ. وقال الزَّجاج في كتاب ( فَعَلْتُ وأفْعَلْتُ ).: يُقال: أَنِفْتُ الشيءَ، إذا تَنَزَّهْتُ عنه. وقال وهب بن الحارث القُرشي: لا تَحْسَبَنِّي كأقوامٍ عَبِثْتَ بهم ** لَنْ يأْنَفُوا الذُّلَّ حتى يأْنَفَ الحُمُرُ وقال الثقفي: تنبو يداهُ إذا ما قلَّ ناصِرُهُ ** ويأْنَفُ الضَّيمَ إنْ أثرى له عَدَدُ وقال حسّان بن ثابت: قسامةُ أُمُّكُمْ، إنْ تنْسِبوها ** إلى نَسَبِ فَتَأْنَفُهُ الكرامُ وجاء في المعجم الكبير لمجمع اللغة العربية بالقاهرة: أَنِفَ من الشيء أو أَنِفَ الشيء: كَرِهَهُ وعافَتْهُ نفسُهُ. فمن هذا كله نرى أنه يجوز أن نقول: أَنِفَ من الذُّلِّ، وَأَنِفَ الذُّلَّ. أما فعلُهُ فهو: أَنِفَ يَأْنَفُ أَنَفَةً وأَنَفاً: استَنْكَفَ واستكْبَرَ. (51) هو أهلٌ للاحترامِ، يَسْتَأْهِلُ الاحترامَ ويخطِّئون من يقول: فلانٌ يَسْتأهِلُ الاحترامَ، أي: يَسْتَحِقُّهُ، ويقولون: إن الصواب هو: فلانٌ أهلٌ للاحترامِ، اعتماداً: (1) الصِّحاح الذي قال: " فلانٌ أهلٌ لكذا، ولا تُقل: مُسْتأْهلٌ؛ والعامةُ تقوله". (2) ثم قول الحريري في دُرّة الغواص: "يقولون فلانٌ يسْتأْهِلُ الإكرام، وهو مُسْتأْهلٌ للإنعامِ، ولم تُسمع هاتان اللفظتان في كلام العرب، ولا صوَّبهما أحد من أهل الأدب، ووجهُ الكلام أن يُقال: فلانٌ يستحق التَّكرِمةَ. وهو أهلٌ للمكْرُمَة، فأما قول الشاعر: لا بل كُلي أُمِّيَ، واستأْهلي ** إنَّ الذي أنْفَقْتِ مِن مالِيَهْ فإنه عنى بلفظة (استأهلي): اتخدي الإهالة، وهي ما يُؤْتَدَمُ به من السَّمْنِ والوَدَك". (3) ثم قولِ المِصباح: "لا يُقال (استأْهَلَ) بمعنى: استحقَّ". ولكنَّ: ( أ ) الأزهري أجاز لنا أن نقول: " فلانٌ يَسْتأْهِلُ أنْ يُكرمَ أو يُهانَ". ( ب ) ثم قال الزمخشري: "اسْتأْهَلَ فلانٌ لذلك، وهو مُسْتأْهِلٌ له، سمعتُ أهل الحجاز يستعملونه استعمالاً واسعاً". ( ج ) ثم أجاز الصَّاغاني استعمال (اسْتأْهَلَ) بمعنى: استحقَّ. ( د ) ثم أوردَ اللسان قول الأزهري، وذكر أن المازنيّ خطّأ من يستعمل (استأهل) بمعنى: استحقَّ، ثم قال: "اسْتأْهله: استوجَبَهُ. وكرِهها بعضهم". ( ه ) ثم قال القاموس: "استأْهلهُ: استوجبه لغةٌ جيدة، وإنكار الجوهري باطل". ( و ) وتلاه التاج فقال: "سمعتُ مِن فصحاء أعراب الصَّفراء واحداً يقول لآخر: أنت تسْتأْهلُ يا فلان الخير، وكذا سمعتُ أيضاً من فصحاء أعراب اليمن". قال ابن بَرّي: ذكر أبو القاسم الزَّجّاجي في أماليه لأبي الهيثم خالد الكاتب، يخاطب إبراهيم بن المهدي لما بويع بالخلافة: كُنْ أنْتَ للرحمةِ مستأهلاً ** إن لم أكُنْ منك بمُسْتأْهِلِ ثم روى التاج عن الأزهري قوله: "سمعتُ أعرابياً فصيحاً من بني أسد يقول لرجلٍ شَكَرَ عنده يداً أُولِيَها: تستأهِلُ يا أبا حازم ما أُولِيتَ، وحضر ذلك جماعةٌ من الأعراب فما أنكروا قوله". ( ز ) ثمّ أبَّد هؤلاء كلٌّ من المدِّ والمتْنِ والوسيط والمعجم الكبير. لذا يجوز لنا أن نقول: أنت أهلٌ للاحترامِ، أو تستأْهِلُ الاحترام. (52) حافلة لا أوتوبوس ويُطلقون كلمة أوتوبوس على السيارة الكبيرة، التي تنقل الناس من مكان إلى آخر، وأنا أرى أن نسمي تلك السيارة الكبيرة بـ (السيارة الحافلة أو الحافلة)؛ لأنها تَحفِلُ بالناس، أي: يحتشدون فيها، فما رأي مجامعنا؟ (53) عالَهُ لا قام بِأَوَدِه ويقولون: قام بِأَوَدِه، أي: كفاهُ معاشه. والصواب: عالهُ أو أعالَه. أما إذا أردنا أن نقول: أزال اعوجاجه، فإننا نقول: قوَّمَ أَوَدَهُ أو أقام أَوَدَهُ؛ لأنّ كلمة الأَوَد معناها الاعوجاج. وفي الحديث: "إنَّ المرأةَ خُلِقتْ من ضِلع، فإن تُقِمْها كسرْتَها، فدارِها فإن فيها أَوَداً وبُلْغةً". (البُلغَة): ما يكفي لسدِّ الحاجة، ولا يَفْضُلُ عنها. (54) ألُو بأسٍ أو أولو بأْسٍ ويقولون: العربُ قوم أولو بأسٍ. وأولو جمع بمعنى ذوو، لا واحدَ له، وقيل: هو اسمُ جمعٍ، واحدُهُ: ذو بمعنى صاحب، كالغنمِ واحدُهُ شاة. وإعرابه بالواو رفعاً، وبالياء نصباً وجراً. ويُؤثرُ معظمُ كُتُب الإملاء، وبعْضُ المعجمات، كتابة هذا الجمع (أولو وأولي) بالواو بعد الهمزة. ولمّا: (1) كانت (الواو) هنا هي مثل واو (عمرٍو)، تُكتبُ ولا تُلفظ. (2) ولمّا لم يكن لدينا مُسَوِّغٌ إملائي، لوَضع الواو بعد الهمزة في (أولو و أولي)، مثلُ مُسوِّغ وضع الواو في آخر (عمرٍو)، للتفريق بين هذا الاسم و (عُمَرَ). (3) ولمّا كان الصَّحابة: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام (رضي الله عنهم)، الذين كتبوا القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، وكتبوا (أولو) بالواو بعد الهمزة؛ لمّا كان هؤلاء بشراً مثلنا يُخطِئون ويُصيبون، ولمّا كانت عقول أبناء الأمة العربية في نموِّ مطَّرد، حَسَبَ سنَّة النشوء والارتقاء، فإنني أرى – دون أن أخطِّئ من يضع الواو بعد الهمزة – أن نكتبَ هذا الجمع في حالات الرفع والنصب والجر، دون واو بعد الهمزة، فنقول: أُلُو بأسٍ وأُلِي بأْسٍ، لكي نحولَ دون أن يلفظهما بعضُ القراء كما يلفظون (كونوا وكوني). فما هو رأي مجامعنا اللغوية في القاهرة ودمشق وبغداد وعمّان والمكتب الدائم لتنسيق التعريب في الرّباط؟ (55) أَيُّما أفضل الصناعة أم التجارة؟ ويقولون: أيهما أفضل الصناعة أم التجارة؟ والصواب: أيُّما أفضل الصناعة أم التجارة؛ لأن الضمير يجب أن يعود إلى اسم قبله، لا إلى اسم بعده. والضمير (هما) جاء هنا قبل الاسمين اللذين يعود إليهما. وهذا لا يجوز؛ لأن الاستفهام يكون عن الظاهر أول مرة، فإذا كُرِّر الظاهر، جاز لنا أن نستفهمَ عن ضميره، لذا وجب أن نضعَ (ما) مكان الظاهر، ونبدأ الجملة بـ (أيُّما) بدلا من (أيّهما). |
#4
|
|||
|
|||
باب الباء
(56) بئرٌ عميقةٌ ويقولون: هذا البئر عميقٌ. والصواب: هذه البئرُ عميقةٌ؛ لأن كلمة (بئر) مؤنثة. وقد جاء في الآية 45 من سورة الحج: {وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ}. وتُجمع (البِئرُ) على آبار و أبآر و أُبْؤُر و آبُر و بِئار وتُصغّر على بُؤَيْرة. وُيجيز المصباح أن نقول (بير) ونجمعها (أبيار). وفي العربية كلمات مؤنثة كثيرة، يُذَكِّرها عدد كبير من الكُتّاب، مثل: أرنب و ضبغ و كَرِش ويمين [قسم]. (57) بُؤسٌ وبائسون ويجمعون (بائس) على (بؤساء). والصواب: بُؤْسٌ. قال تأَبَّطَ شرّاً: قد ضِقْتُ من حبها ما لا يُضيّقُني ** حتى عُدِدْتُ من البُؤْسِ المساكينِ وقد أوردها اللسان والتاج غير مهموزة (البوس). وقد أخطأ حافظ إبراهيم عندما ترجم كتاب فيكتور هوجو، ووضع (البؤساء) عنواناً له. وما على مَن يُفلت من جمع التكسير (بؤس) مِن ذاكرته، إلا أن يجمع اسم الفاعل (بائس) جمعَ مذكرٍ سالماً (بائسون أو بائسين). وجاء في اللسان في مادة (أسف) جمع (بائس) على (بُؤَّس)، في بيت أنشده ابن بَرّي: ترى صُواهُ قُيَّماً وجُلَّسا ** كما رأيتَ الأُسفاءَ البُؤَّسا والصُّوى، مفردها: صُوّة، وهي القبر. الأرجح أن الصُّوى تعني الحجارة المنصوبة على جانبي الطريق. والأُسفاء، مفردها: أسِيف، وهو الشيخ الفاني، أو العبد ، أو الأسير، أو الأجير. أما (البؤساء) فهي جمع (بئيس). والبئيس هو: الشجاع القوي. وقد روى الصِّحاح واللسان والتاج عن أبي زيد، في كتابه "الهَمْز" قوله: "فهو بَئِيس على فَعِيل، أي: شجاع". وجاء في الصفحة 98 من الجزء الثاني من ديوان الهُذَلِيَّيْن، قول أبي كثير عامر بن حُلَيْس الهُذَليّ: ومعي لبُوسٌ للبئيس كأنه ** رَوْقٌ بجبهةِ ذي نِعاجٍ مُحْفِلِ وقال المرزوقي في المجلد الأول من شرح الحماسة، صفحة 254: "البئيس: هو الرجل الشجاع ذو البأس". و(فعيل) إذا جاء وصفاً لمذكر عاقل يُجمع على (فُعلاء). لذا يُجمع (بئيس) على (بُؤَساء). أما في القرآن الكريم فقد وردت (بئيس) مرة واحدة في الآية 165 من سورة الأعراف: {وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}. أي: بعذاب شديد. (58) أَلْبَتَّةَ أو البَتَّةَ أو بَتَّةً ويخطئون من يقول: لا أفعله بَتَّةً. ويقولون إن الصواب هو: أَلْبَتَّةَ و البَتَّةَ (تُقطع الهمزة وتوصل). ويُقال ".... أَلْبَتَّةَ" لكل أمر لا رجعة فيه. وتُنصب على المصدر. ويعتمد الذين يُخطئون التنكير (بَتَّةً)، ويوجبون التعريف (البتَّةَ): (1) على قول ابن بَرّي: إن سيبويه وأصحابه (البصريين) لا يُجيزون إلا: (لا أفعله البتة). (2) وعلى ما جاء في تهذيب الألفاظ لابن السِّكيت: "وقولهم "لا أفعله البتة" أي: قَطْعاً". (3) وعلى استعمال الخليل بن أحمد (البتة) وحدها. ولكنْ: (1) جاء في اللسان والتاج: قال ابن بَرّي: أجاز الفرّاء وحده التنكير (بتة). وهو كوفي. (2) قال ابن فارس في المجمل: يُقال لما لا رجعة فيه: لا أفعله بتَّةً. (3) نقل المصباح المنير قول ابن فارس. دون أن يُجيز تعريف (بتَّةً). أما الذين أجازوا كلتيهما (البتّةَ . بتَّةً) فهم أصحاب: (1) التاج (2) واللسان (3) والصِّحاج (4) والمُختار (5) والمُحكم (6) والقاموس (7) ومدِّ القاموس (8) ومتن اللغة (9) وكشف الطُّرَّة. وقد اختلفوا في همزة (البتَّة)؛ فمنهم من يقول إنها همزة قطع، ومنهم من يقول إنها همزة وصل. ومنهم من يجيز همزتي القطع والوصل كلتيهما؛ فالذين أيّدوا همزة القطع (ألبتة): (1) قال الدَّماميني في شرح التسهيل: زَعم في اللُّباب أنه سمع في (ألبتة) قطع الهمزة (2) أوردها القاموس همزة قطع (ألبتة). والذين أيدوا همزة الوصل (البتة)، هم أصحاب: (1) الصِّحاح (2) والمختار (3) ومد القاموس. والأعلام: (4) سيبويه (5) وابن السِّكِّيت (6) والخليل بن أحمد. والذين أجازوا الهمزتين (ألبتة والبتة) هم أصحاب: (1) التاج (2) وكشف الطُّرّة (3) ومتن اللغة. لذا قل: ألبتَّةَ أو البتَّةَ أو بتَّةً. (59) بَتَّ الأمرَ ويقولون: بتَّ فلان في الأمر. والصواب: بَتَّ فلان الأمر، أي: نواه وجزم به. وجاء في الأساس: بتَّ عليه القضاء وبتَّ النية: جزمها. وجاء في المحكم: بَتَّ الشيءَ يَبُتُّهُ ويَبِتُّهُ: قَطَعَهُ قَطْعاً مُسْتأصِلاً. ويقولون: بَتَّهُ السفر: جَهَدَهُ وأضناه (مجاز). بَتَّ طلاقَ امرأتِه: جعله باتّاً لا رجعة فيه (مجاز). بَتَّ الحُكمَ: أصدرهُ بلا تردُّد. (60) قضية سياسية بحتٌ أو بحتةٌ ويخطِّئون من يقول: قضية سياسية بحتةٌ. ويقولون إنّ علينا أنْ نتقيَّد بكلمة (بَحْت) في المذكر والمؤنث، والمثنى بنوعيه، والجمع بنوعيه، وقد أيَّد الصّحاح هذا القول، لكنه عاد فقال: "وإن شئت قلت: امرأةٌ عربيةٌ بحتةٌ، وثنَّيتَ وجمعتَ". لا شك في أن هذا الرأي هو الأقوى؛ لأن فيه حذفاً لعلامات التأنيث والتثنية والجمع، وفي الاختصار بلاغة أي بلاغة. ولكن ما دام كثير من أصحاب المعجمات كابن منظور، والفيروزأبادي، والزبيدي، وادوارد لاين، وبطرس البستاني، ومجمع القاهرة (المعجم الوسيط) يجيزون لنا تأنيث كلمة (بَحْت)، وتثنيتها، وجمعها، وما دام ذلك يتفق وقاعدة التأنيث والتثنية والجمع، ويجنبنا سلوك سبيل شاذ. فما علينا إلا أن نسمح للكاتب – إذا شاء – أن يقول: (1) قضية سياسية بَحْتٌ، أو قضيتان بَحْتٌ، أو قضايا بَحْتٌ. أو: (2) قضية سياسية بَحْتةٌ. أو: (3) قضيتان سياسيتان بحتتان. أو: (4) موضوعان سياسيان بحتان. أو: (5) قضايا سياسية بحتة. أو: (6) أمور سياسية بحتة. (61) بحوثٌ و أبحاثٌ ويخطّئون من يجمع (بَحْث) على (أبحاث). ويقولون إن الصواب هو: بُحوث؛ لأنّ المُعجمات كلها تذكر ذلك. ولأن النُّحاة منعوا جمع (فَعْل) على (أفعال)، اعتماداً على ما جاء في الجزء الثاني من كتاب سيبويه (ص 175). وهو قوله: "إنّ جمع (فَعْل) على (أفعال) ليس بالباب في كلام العرب، وإنْ كان قد ورد منه بعضُ ألفاظٍ؛ كأفراخ وأفراد وأجداد". وقد اقتدى بسيبويه كثير من النحاة حتى عصرنا هذا، كما فَعَل الشيخ مصطفى الغلاييني في كتابة "جامع الدروس العربية"، إذ قال: "ما كان على وزن (فَعْل)، وهو صحيح العين غير مضاعف، لا يُجمع على (أفعال) قياساً، وإنما يُجمع على (أَفْعُل)، لكنه قد شذّ جمْع: زَنْدٍ، وفَرْخٍ، ورَبْعٍ، وحَمْلٍ على وزن: أزْناد وأفراخ وأرباع وأحمالٍ". وقد أخطأ النُّحاة كما أخطأ إمامهم سيبويه لسببين: الأول: أحصى التصريح وحاشيتُه 28 جمعاً لـ (فَعْل) على (أفعال): (1) فرخ وأفراخ (2) حَبْر وأحبار (3) زَنْد وأزناد (4) حَمل وأحْمال (5) شَكْل (6) سَمْع (7) لَفْظ (8) لَحْظ (9) مَحْل (10) رَأْي (11) سَطْر (12) جَفْن (13) لَحْن (14) نَجْد (15) فَرْد (16) أَلْف (17) أَنْف (18) أَرْض (19) رَمْس (20) عَرْش (21) نَهْر (22) نَذْل (23) شَخْص (24) شَرْط (25) جَفْر (الشاة السمينة) (26) بَعْض (27) دَخْل (28) ضَرْب السبب الثاني: جاء في الصفحة 392 من الجزء الخامس من كتاب (إرشاد الأريب لمعرفة الأديب) تأليف ياقوت الرومي، وطبعةِ المستشرق الإنكليزي مَرْغوليوث، ما نصُّهُ: "(حدَّث أبو حيّان التوحيدي، قال: "قال الصاحب بن عبّاد يوماً: "فَعْل" (بفتح فسكون، ويريد ما كان منه صحيح العين، ليس من الأنواع التي ذكروها) و "أفعال" قليلٌ. ويزعُمُ النَّحْوِيُّون أنه ما جاء منه إلا: زَنْد وأزناد، فَرْخ وأفراخ وفَرْد وأفراد. فقلتُ له: أنا أحفظ ثلاثين حَرْفاً (أي: كلمة) كُلُّها: فَعْل وأفْعال. فقال: هاتِ يا مُدَّعي. فسردتُ الحروف، ودلَلْتُ على مواضعها من الكتب، ثم قلت: ليس للنحْوي أنْ يَلْزَمَ هذا الحكم إلا بعد التَّبَحُّر، والسَّماع الواسع، وليس للتقليد وجْهٌ، إذا كانت الرواية شائعة والقياس مُطَّرِداً ... وهذا كقولهم: فَعِيل على عشرةِ أوجه، وقد وجدتُه أنا يزيدُ على عشرين وجهاً، وما انتهيت في التتبع إلى أقصاه. فقال: خُروجُك مِنْ دعواك في فَعْل يدل على قيامك في فعيل)". وتورد مَحاضِر جلساتِ الانعقاد الرابع لمجمع القاهرة، صفحة 51، قول العلامة الأب انستانس الكرملي: " إنَ النُّحاة لم يُصيبوا في قولهم: إنّ فَعْلاً لا يُجمع على أفعال إلا في ثلاثة ألفاظ، لا رابع لها، وهي: فرْخ وأفراخ، وحَمْل وأحمال، وزَنْد وأزناد، وأكّد ابن هشام أن لا رابع لها. والذي وجدته أنَّ ما سُمِع عن الفصحاء مِنْ جُموع فَعْلٍ على أفعال أكثر مما سُمع من جُموعه، - أيْ: المُطّردة – على أَفْعُل، أو فِعال، أو فُعول. فعدد ما ورد على أفْعُل هو 142 اسماً، وعلى فِعال 221 اسماً، وعلى فُعول هو 42 . فأنْ يُسَلِّموا بجمعه قياساً مُطَّرِداً على أَفْعال أحق وأولى؛ لأن عدد ما ورد فيها هو 340 لفظة، وكلها منقولة عنهم، لورودها في الأُمَّهات المعتمدة؛ مثل القاموس واللسان". ثم قال: "يحق للمَجمع ألا يعتمدَ على مجرد الأقوال، التي تداولها النحاة ناقلين الأقوال، الواحد عن الآخر، بلا اجتهاد، ولا إمعان في التحقيق بأنفسهم. أما الذي يؤيده الاجتهاد فمخالف لما أثبتوه. وقد حان الوقت، أن يناديَ المجمع على رؤوس الملأ بهذه القاعدة الجديدة، المبنية على أقوال الأئمة الفُصحاء ....". ثم ذكر أن كل الأمثلة، التي وجدها هي لصحيح العين والفاء. وقد قرَّر مؤتمر مجمع القاهرة، في 1970 ، جواز جمع فَعْل على أفعال، ويدخل في ذلك مهموز الفاء ومعتلُّها والمضعَّف (مجلة المجمع، العدد 26 ، الصفحة 223). لذا علينا أن نُسلِّم بجمع (فَعْلٍ) على (أَفْعالٍ) قياساً مُطَّرِداً، دون أن نخشى النُّحاة والمُعجمات. (62) نَفَثَ الصِّلُّ سُمَّهُ ونَدَّى الثَّوْبَ بالماء لا بَخَّهُ ويقولون: بَخَّ الثوبَ بالماء. والصواب: نَدَّى الثوبَ بالماء، أي: أخْرَجَهُ مِن فيه نفْخاً كقطرات النَّدى. ويقولون: بَخَّ الصِّلُّ سُمَّهُ. والصواب: نَفَثَ سُمَّهُ. (63) البَخُور ويُطلقون على الشيء، الذي يُعطي رائحة ذكية حين نُحرقه، اسم بَخُّور. والصواب: بَخُور (بتخفيف الخاء). (64) عقيدة نبيلة أو مبدأ نبيل ويُخطِّئون مَن يقول: فلان ذو مبدأ نبيل، ويقولون إنَّ الصواب هو: فلان ذو عقيدة أو منهج أو خُطَّةٍ؛ وحُجَّتُهُم أنَّ المعجمات كلَّها ليس فيها كلمة (مَبْدأ)، التي تظهَرُ في المصدر الميمي، واسْمَيِ الزمان والمكان من الفعل الثلاثي (بَدَأَ). ولكنّ صاحب (متن اللغة) يقول ما نصه: المبدأ : الخُلُقُ الذي يثبُتُ عليه صاحبُهُ، ويبني عليه أعماله "مُوَلَّد". لذا أرى أن نستعملَ كلمة (مبدأ)؛ لأنّ الناس في العالم العربي كلِّه يفهمون مدلولها الحديث، ويستعملها كثير من أُدبائنا. فما هو رأي مجامعنا ؟ (65) بادَرَ إليه ويقولون: بادَرَ لجاره لمساعدته. والصواب: بادَرَ إلى جارِهِ لمساعدته؛ لأنّ الفعل (بادر) يتعدى بحرف الجر (إلى) لا بـ (اللام). ومعنى بادَرَ إليه: أسْرَعَ إليه. (راجع مادتَّيْ "لا يخفى على القراء" و "اعتَقَدَ"). (66) أبْدَلَ الجَهْلَ بالعلْمِ ويقولون: لا تُبدل العِلمَ بالجهلِ، ولا تستبدل الذهب بالفضة. والصواب: لا تُبدل الجهل بالعلم، ولا تستبدل الفضة بالذهب. ومن آي الذكر الحكيم: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}. [سورة البقرة، الآية: 61] . (67) بَرِحَ المكانَ وبارَحَهُ ويُخطِّئون من يقول: بارَحَ المكانَ. ويقولون إنَّ الصواب هو: بَرِحَ المكان يَبْرَحُهُ بَرَحاً وبَراحاً وبُروحاً. قال تعالى في الآية 80 من سورة يوسف: {فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ}. ولكنّ معنى بارَحَهُ مُبارحَةً وبِراحاً: فارقَهُ. وقد جاء في اللسان في مادة (حَفَرَ) ما نصه: "فكانوا لا يبارحون من اشتراها". وفي كلام عمر: " فما بارح الأرضَ حتى فعل الثلاث". لذا أرى أن نقول: (بارَحَ المكان) و (بَرِحَ المكان) ما دام عمر وابن منظور قد استعملا أوَّلَهما، وما دامت المعجمات قد أجازت استعمال ثانيهما. (68) البَرْدَعَة أو البَرْذَعَة ويسمون ما يوضع على الحمار أو البغل لِيُرْكَبَ عليه، كالسَّرج للفَرَس: بُرْدُعَةً. الصواب: بَرْدَعَة أو بَرْذَعَة. وجمعهما: بَرادِعُ وبراذِعُ. (69) بَرَّزَ في العِلْمِ ويقولون: بَرَزَ فلانٌ في العلم بروزاً عظيماً. والصواب: بَرَّزَ فلانٌ في العلمِ تَبْريزاً عظيماً؛ لأنّ معنى بَرَّزَ في العلم هو: فاقَ أصحابَهُ فيه. أما معنى بَرَز فهو: ظَهرَ بعد خفاء. ومن معاني بَرَّزَ: (1) ظَهَرَ بعد خُمول. (2) بَرَّزَهُ: أظْهرهُ وبيَّنهُ. (3) بَرَّزَ الفرسُ: سَبَقَ في الحلْبة. (4) بَرَّزَ راكِبَهُ: نَجّاهُ. (5) بَرَّزَ على الأقران: فاقهم. (70) بِرْسيم ويُطلقون على نبات العلف الممتاز، الذي تُسَمَّنُ عليه الدّوابُّ، اسم بَرْسيم. والصواب: بِرْسيم. ويطلقون عليه في الشام اسم الفِصَّة وهي عامِّيّة، كما ذكر الشِّهابي في مُعجمه، واسْمَ البرسيم الحجازي في مِصْر. وأطلق صاحب متن اللغة على ذلك النبات اسمَ الفِصْفِصَة، ويُضيف إليها اللسان اسمَ الفِصْفِص والرَّطْبَة أيضاً. (71) بَشَر الصابونَ ويقولون: بَرَشَ الصابونَ والسَّفَرْجل. والصواب: بَشَرَهما أو أبْشَرَهُما. أما الفعل الثلاثي بَرِشَ يَبْرُشُ بَرَشاً أو ابْرَشَّ، فيعني: (1) كان على جلده نُقَط بيض، فهو: أبْرَش و مُبْرَشٌّ، وهي بَرْشاء و مُبْرَشَّةٌ. (2) مكانٌ أبْرَشُ: كثير النبات، مُختلِفُ الألوان (مجاز). (3) سَنَةٌ بَرْشاءُ: كثيرةُ العشبِ. (72) بِرْطيل ويقولون عن الرَشوة (مُثلَّثة الرَّاء): بَرْطيل. والصواب: بِرْطيل. وقد أخطأ مَن ظنها غير فصيحة؛ لأننا نقول: بَرْطَلَهُ فتَبَرْطَلَ، أي: رشاه فارتشى. وجمع بِرْطيل: بَراطيل. (73) بُرْغُوث وبَرْغُوث ، وبِرْغُوث ويُخطِّئون من يُطلق على الحيوان الطُّفَيلي الصغير المُزعج اسم بَرْغوث. ويقولون إن الصواب هو: بُرْغوث، ولكن ذكَرَ الجلال السُّيوطي في كتاب (البرغوث) أنه مُثَلَّثُ الباء. وذكر الدّميري في كتابه: (حياة الحيوان الكبرى): (البرغوث) بالباء المثلّثة، وضَمّ بائه أشهر من كسرِها. (74) الدَّوّارة أو البِرْكار أو البّرْجَل ويقولون: استعمل المهندس البِرْكار. ويُطلِق عليه بعضهم اسم فِرْجار أو بِيكار. وقد عرَفَت العرب الفِرْجار، وأطلقت عليه اسم الدَّوّارة، كما ذكر اللسان والتاج. أما فِرْجار أو بِرْكار فهما كلمتان فارسيتان، ولا بأس باستعمالهما. وأضاف الوسيط إليهما كلمة البَرْجَل. (75) البِرْميل ويُطلقون على الوِعاء الخشبي، الذي يُوضع فيه الخَلُّ وخلافُه اسم بَرْميل. والصواب: بِرْميل. وهي كلمة دخيلة أَقَرَّها مجمع دار العلوم في الجدول رقم: 65 . (76) البُرْهَةُ والهُنَيْهَةُ ويقولون: أقام عنده بُرهة، (يريدون: مدة قصيرة من الزمن). والصواب: أقام عنده هُنَيْهَةً، أو مدة قصيرة من الزمن؛ لأنّ معنى بُرهة: المدة الطويلة من الزمان (كما يقول الصِّحاح). وجاء في لسان العرب: أقمتُ عنده بُرْهة من الدَّهر، كقولك: أقمتُ عنده سنةً من الدهر. ويورد الصِّحاح ولسان العرب وتاج العروس كلمة بَرْهة، بالإضافة إلى بُرْهة. ويُجيز القاموس والتاج أن تشمل (بُرهة) المدة القصيرة أيضاً، ولكننا لا بد لنا من استعمال كلمة هُنَيْهَةٍ للمدة القصيرة جداً دفعاً للالتباس. (77) البِسِلّة ويقولون: البَزِلْيا أو البازليا طعامٌ لَذٌّ. والصواب: البِسِلَّةُ أو البِسِلَّى طعامٌ لَذٌّ. (78) بُلْبُل الإبريق لا بَزْبُوزُه ويُسمون قناة الإبريق التي ينصبُّ منها الماء بَزْبُوزاً، أو زَنْبوعَةً. وصوابه: بُلْبُل الإبريق. والجمع: بَلابِل. ومن معاني البُلْبُل: (1) طائر صغير من فصيلة الجواثِم، يُضرب به المثل في طلاقة اللسان، وحُسْن الصوت. (2) الخفيف في السَّفَر، المِعْوان فيه، وهو البُلْبُلِيّ و البُلابِل. (3) سَمَكٌ قَدْرَ الكَفّ. |
#5
|
|||
|
|||
رد: اخطاء فى اللغه العربيه
جزاكـ الله كل الخير ورزقكـ الفردوس الأعلى
ونفع الله بكـ وزادكـ من علمه وفضله أسعدكـ الله في الدارين دمت فـي حفـظـ الله. |
أدوات الموضوع | |
|
|