للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
"إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً" )الإسراء:9(
"إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً" )الإسراء:9(
هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أوائل سورة الإسراء, وهي سورة مكية, وآياتها(111) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الإسم لورود الإشارة فيها إلي رحلة الإسراء والمعراج التي كرم الله ـ تعالي ـ بها خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ تكريما لم ينله مخلوق من قبل ولا من بعد. ويدور المحور الرئيسي لسورة الإسراء حول قضية العقيدة الإسلامية, شأنها في ذلك شأن كل السور المكية. وتبدأ بقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ: " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ "(الإسراء:1). ثم تنتقل السورة الكريمة إلي الحديث عن( التوراة), ذلك الكتاب المقدس الذي أنزله الله ـ سبحانه وتعالي ـ علي عبده ونبيه موسي بن عمران, وجعله هداية لبني إسرائيل فانصرفوا عنه. وتذكرهم الآيات بأنهم من ذرية الناجين من طوفان نوح, ولكنهم آثروا الانحراف عن منهج الله, والصد عن سبيله فكتب الله ـ سبحانه وتعالي ـ عليهم النكبات عقابا لهم علي إجرامهم وإفسادهم في الأرض, وظلمهم وجورهم. ثم تمتدح سورة الإسراء القرآن الكريم, ذلك الكتاب الخاتم الذي أنزله الله( تعالي) بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله, وحفظه بحفظه في نفس لغة وحيه( اللغة العربية) علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية, وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا كي يبقي القرآن شاهدا علي جميع الخلق إلي قيام الساعة بأنه كلام الله الخالق وشاهدا للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة ولذلك قال ربنا ـ تبارك اسمه ـ: إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (الإسراء:9) وتقرر الآيات أن الله( تعالي) قد أعد للذين لا يؤمنون بالآخرة عذابا أليما, وأن الإنسان في طبعه شئ من الاندفاع والعجلة, ومن المبادرة بالدعاء بالشر قبل الدعاء بالخير, علما بأن الله( تعالي) قد فصل له كل شئ, في محكم كتابه الذي تقرر آياته المسئولية الفردية في الهدي والضلال وتقضي بأنه(... وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ...), وأن الله( سبحانه وتعالي) لا يعذب أحدا دون إنذار(... وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً), ومن هنا كانت حكمة الله( تعالي) باتخاذه العهد علي ذاته العلية بحفظ رسالته الخاتمة. كذلك تقرر الآيات في سورة الإسراء قاعدة التبعية الجماعية في التصرفات والسلوك, وتحذر من الترف المخل الذي يؤدي إلي الفسوق, ومن ثم إلي التدمير والهلاك, كما تحذر من الإقبال علي الدنيا ونسيان الآخرة, وتحذر من عواقب ذلك, وتدعو إلي السعي للآخرة مع الإيمان الكامل, وتؤكد أن الله( تعالي) يمد بعطائه الدنيوي كلا من المؤمنين والكافرين, وأن التفاضل في درجات الآخرة أكبر وأعظم من التفاضل في أمور الدنيا. وتحذر الآيات من أخطار الشرك بالله( تعالي), وتؤكد أن الواقع في هذه الكبيرة مذموم مخذول, كما تؤكد أن الله( سبحانه وتعالي) قد قضي بألا يعبد سواه, وتثني بالحض علي بر الوالدين, وإيتاء ذوي القربى, والمساكين, وأبناء السبيل في غير إسراف ولا تبذير, وتأمر بتحريم قتل الذرية, وبعدم الاقتراب من جريمة الزنا, وتحرم القتل بغير الحق تحريما قاطعا, كما تأمر برعاية مال اليتيم, وبالوفاء بالعهود, وبتوفية كل من الكيل والميزان, وتؤكد المسئولية عن الحواس, وتنهي عن الخيلاء والكبر, وتكرر التحذير من الشرك, مؤكدة أن جزاء الواقع فيه هو الخلود في جهنم مذموما مدحورا, وتستنكر الآيات في( سورة الإسراء) فرية الولد والشريك لله( تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا) وتبين ما فيها من اضطراب وتهافت, وتقرر توحيد الكون لله( تعالي) وخضوع كل من فيه وما فيه لذات الله العلية بالعبادة والتسبيح والتقديس والتنزيه عن جميع صفات خلقه, وعن كل وصف لا يليق بجلاله. ثم تنتقل الآيات إلي الحديث عن أوهام الوثنية الجاهلية حول نسبة البنات والشركاء إلي الله( تعالي), وإلي موقف كفار قريش ـ وموقف الكفار والمشركين من بعدهم في كل زمان ومكان ـ من الاستماع إلي القرآن الكريم, وهم يجاهدون أنفسهم في صم آذانهم عنه, وإغلاق عقولهم عن الإنصات إلي حجيته, وصد قلوبهم عن التحرك بما نزل فيه من الحق, وصرف فطرتهم عن أن تستجيب لندائه الصادق. وبعد ذلك تستعرض الآيات موقف الكفار والمشركين من خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم), وإنكارهم لبعثته الشريفة, وتؤكد نزغ الشيطان بين الناس وأنه عدو مبين لهم, كما تؤكد أن الله( تعالي) هو المتصرف في شئون الخلائق بلا معقب لحكمه, ولا راد لأمره, وأنه( تعالي) أعلم بمن في السماوات والأرض, وقد فضل بعض النبيين علي بعض, وأن دور الرسول منحصر في التبليغ عن ربه( سبحانه وتعالي), وفي الإنذار والتبشير. ثم تبين الآيات السبب في أن معجزات الرسول الخاتم( صلي الله عليه وسلم) لم تكن كلها من قبيل الخوارق المادية التي كذب بها الأولون, فمعجزته الخالدة هي القرآن الكريم, والخوارق المادية شهادة علي من رآها من الناس, والقرآن باق إلي قيام الساعة. ثم تتناول تكذيب المشركين لما رآه رسول الله( صلي الله عليه وسلم) في رحلة الإسراء والمعراج من خوارق, ويجئ في هذا السياق طرف من قصة إبليس وإعلانه أنه سيكون حربا علي ذرية آدم( عليه السلام), وتعقب الآيات بتخويف البشر من عذاب الله, وتذكيرهم بنعمه عليهم, وبتكريمه للإنسان, وبمصائرهم في يوم القيامة. ويأتي في الجزء الأخير من هذه السورة المباركة استعراض كيد المشركين لخاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم), ومحاولة فتنته عن بعض ما أنزل إليه, ومحاولة إخراجه من مكة المكرمة, ولو أخرجوه قسرا قبل أن يأذن الله( تعالي) له بذلك لحل بهم العذاب والهلاك الذي حل بالأمم من قبلهم حين أخرجوا رسلهم أو قاتلوهم أو قتلوهم, وتأمر الايات هذا النبي الخاتم( صلي الله عليه وسلم) بالاستمرار في طريقه متعبدا لله( تعالي) بما أمر, داعيا إياه( سبحانه) أن يحسن مدخله ومخرجه, وأن يعلن مجيء الحق وظهوره, وزهوق الباطل واندحاره, مؤكدا أن هذا القرآن فيه شفاء وهدي للمؤمنين, بينما الإنسان علمه قليل, قليل, قليل!!! وتختم السورة الكريمة كما بدأت بحمد الله, وبتقرير وحدانيته( بلا شريك ولا شبيه ولا منازع ولا صاحبة ولا ولد), وتنزيهه( سبحانه وتعالي) عن الشريك والشبيه والمنازع والصاحبة والولد وعن الحاجة إلي الولي والنصير, وهو العلي الكبير المتعال, وأن له الأسماء الحسني, والصفات العلي, وتأمر بالتوسط في تلاوة القرآن الكريم في الصلاة فتقول: " قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَياًّ مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * وَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً "(الإسراء:111,110) من ركائز العقيدة في سورة الإسراء1) ضرورة تنزيه الله( تعالي) عن جميع صفات خلقه, وعن كل وصف لا يليق بجلاله. 2) الإيمان بقدسية كل من المسجد الحرام والمسجد الأقصى, وبضرورة تطهيرهما من دنس المعتدين, والمحافظة علي وجودهما بأيدي المسلمين, والدفاع عنهما بالنفس والنفيس مهما كلف ذلك من ثمن. 3) التصديق بمعجزة الإسراء والمعراج, وما اطلع عليه المصطفي( صلي الله عليه وسلم) أثناءها من أحداث ومراء عديدة, وأمور خارقة للعادة. (4) اليقين بأن الله( تعالي) هو رب السماوات والأرض ومن فيهن, وهو قيوم السماوات والأرض ومن فيهن, المهيمن علي الوجود كله, الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر, والذي يرحم من يشاء ويعذب من يشاء, وأنه( تعالي) هو السميع البصير الخبير العليم, وهو الحليم الودود الغفور, وأنه( تعالي) ما كان معذبا أحدا حتى يبعث رسولا, وأن الكون بجميع من فيه وما فيه, يخضع لله( تعالي) بالعبادة والطاعة والتسبيح إلا عصاه الإنس والجن, وإن سبحت خلايا وذرات أجسادهم رغم أنوفهم. 5) التسليم بأن التوراة أنزلت بالتوحيد الكامل لله( تعالي) الذي أيد عبده ورسوله موسي( عليه السلام) بتسع آيات بينات, كفر بها فرعون وآله فأغرقهم الله أجمعين, ولذلك فإن توحيد الله( تعالي) واجب علي كل العباد, نزلت به كل الشرائع, ومن هنا كان الشرك بالله كفرا به, وكان من موجبات الذم والخذلان في الدنيا والآخرة, والإلقاء في جهنم خلودا فيها أبدا باللوم والدحور, حيث لا يملك الذين أشركوا بهم كشف الضر عنهم أو تحويله. 6) التصديق بأن جهنم هي مثوى الكافرين الضالين المنكرين للبعث, أو الجاحدين لبعثة النبي والرسول الخاتم( صلي الله عليه وسلم). 7) اليقين بأن القرآن الكريم قد أنزل بالحق, وأنه "... يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً" (الإسراء:9). وأن القرآن الكريم, هو"... شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً " (الإسراء:82) وأن هذا الكتاب معجز في كل أمر من أموره, لا تقوي قوة علي وجه الأرض أن تأتي بشيء من مثله: " ُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً "( الإسراء88). 8) التسليم بأن كل إنسان مسئول مسئولية كاملة عن أعماله, وأنه سوف يسلم كتابا تفصيليا بتلك الأعمال في يوم القيامة حتي يكون هو حسيبا علي نفسه, وأنه "... وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ..." ( الإسراء:15). 9) الإيمان بأن الترف المسرف من موجبات التدمير الذي حدث للعديد من الأمم السابقة, وأن السعي المشكور هو السعي للآخرة, مع عدم إهمال مسئولية الفرد في الحياة الدنيا, وأن التفاضل فيه أكبر من التفاضل في ماديات الدنيا, وأن البعث بعد الموت حتمي وضروري. 10) التصديق بأن الإنسان مخلوق مكرم, خلقه الله( تعالي) من طين, ونفخ فيه من روحه, وعلمه من علمه, وفضله علي كثير من خلقه, وأمر الملائكة بالسجود له, وأن الشيطان عدو مبين للإنسان. 11) التسليم بأن مهمة الأنبياء والمرسلين هي التبليغ عن الله( تعالي), والإنذار والتبشير, وأن الله( جل شأنه) قد فضل بعض النبيين علي بعض, وآتي داود كتابا اسمه الزبور كما آتي موسي كتابا اسمه التوراة. 12) اليقين بأن كل أناس في الآخرة سوف يدعون بإمامهم"... فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً " ( الإسراء:71). 14) الإيمان بأن الروح غيب من أمر الله, لا يعلمه إلا الله( تعالي), وعلي ذلك فلا يجوز الخوض في مثل هذه الغيوب المطلقة. 15) اليقين بأن الله( تعالي) هو المستحق للحمد وللتكبير, وأنه( سبحانه وتعالي)... لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل... وأنه( جل شأنه) منزه عن جميع صفات خلقه, وعن كل وصف لا يليق بجلاله ومنزه عن جميع هذه النقائص تنزيها كبيرا, لأنها من صفات المخلوقين والخالق ـ جل شأنه ـ منزه عن صفات المخلوقين. من التشريعات الإسلامية في سورة الإسراء1) أن بر الوالدين فريضة إسلامية, ومن أعظم الطاعات لله, ومن موجبات رحمته ومغفرته, وكذلك إيتاء ذي القربى حقه, والمسكين, وابن السبيل, وعدم التبذير والإسراف لأن المبذرين هم إخوان الشياطين( وكان الشيطان لربه كفورا), وعدم البخل والتقتير وجعل اليد مغلولة إلي العنق. 2) تحريم قتل الأولاد خشية الإملاق, لأن الله ـ تعالي ـ هو( الرزاق ذو القوة المتين). 3) النهي القاطع عن الاقتراب من الزنا ومن جميع مقدماته"... إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ". 4) النهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, وعن الإسراف في القصاص لذلك. 5) النهي عن أكل مال اليتيم أو الاقتراب منه إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده. 6) الأمر بالوفاء بالعهد وبتأكيد المسئولية عنه, وبالوفاء بكل من الكيل والميزان. 7) الأمر بالمحافظة علي الحواس مثل السمع والبصر والفؤاد, واستخدامها فيما يرضي الله ـ تعالي ـ والتأكيد علي مسئولية الإنسان عن حواسه مسئولية كاملة. 8) النهي عن الاختيال والزهو بالنفس وعن الاستعلاء والاستكبار في الأرض, لأن الإنسان أضعف من ذلك, والله ـ تعالي ـ لايحب كل مختال فخور. 9) الأمر بإقامة الصلاة لدلوك الشمس إلي غسق الليل, وبالتهجد نافلة بالليل, وبتلاوة القرآن في الفجر لأن(.. إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ). من الإشارات الكونية في سورة الإسراء 1) الإشارة الي آيتي الليل والنهار, أي: نورهما, حيث كان الليل ينار بظاهرة بقي منها اليوم ما يعرف بظاهرة الفجر القطبي, وكان النهار ينار ـ كما ينار اليوم ـ بالحزمة المرئية من ضوء الشمس, فمحي الله تعالي نور الليل بواسطة نطق الحماية المتعددة التي خلقها حول الأرض, وأبقي ظاهرة الفجر القطبي دلالة علي ذلك. 2) النهي القاطع عن الاقتراب من الزنا أو الخوض في مقدماته لأنه من الفواحش وسبيله الهلاك في الدنيا والآخرة. 3) الإشارة إلي تسبيح كل شيء في هذا الوجود لله( سبحانه وتعالي) ماعدا عصاة كل من الجن والإنس وفي ذلك يقول الحق( تبارك وتعالي): " وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ..." ( الإسراء:44). 4) الإشارة إلي ما وهب الله( سبحانه وتعالي) الماء من قدرات تمكنه من حمل الفلك في البحر بقانون الطفو. 5) التأكيد علي أن الروح من الغيوب المطلقة التي لا سبيل للإنسان في الوصول اليها. 6) الإشارة إلي أن أجل كل كائن محدد سلفا في علم الله ولا حيلة لمخلوق في تحديد أجله. وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة فإلي المقال القادم إن شاء الله "إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً" )الإسراء:9( هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أوائل سورة الإسراء, وهي سورة مكية, وآياتها(111) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الإسم لورود الإشارة فيها إلي رحلة الإسراء والمعراج التي كرم الله ـ تعالي ـ بها خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ تكريما لم ينله مخلوق من قبل ولا من بعد. ويدور المحور الرئيسي لسورة الإسراء حول قضية العقيدة الإسلامية, شأنها في ذلك شأن كل السور المكية. وتبدأ بقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ: " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ "(الإسراء:1). ثم تنتقل السورة الكريمة إلي الحديث عن( التوراة), ذلك الكتاب المقدس الذي أنزله الله ـ سبحانه وتعالي ـ علي عبده ونبيه موسي بن عمران, وجعله هداية لبني إسرائيل فانصرفوا عنه. وتذكرهم الآيات بأنهم من ذرية الناجين من طوفان نوح, ولكنهم آثروا الانحراف عن منهج الله, والصد عن سبيله فكتب الله ـ سبحانه وتعالي ـ عليهم النكبات عقابا لهم علي إجرامهم وإفسادهم في الأرض, وظلمهم وجورهم. ثم تمتدح سورة الإسراء القرآن الكريم, ذلك الكتاب الخاتم الذي أنزله الله( تعالي) بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله, وحفظه بحفظه في نفس لغة وحيه( اللغة العربية) علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية, وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا كي يبقي القرآن شاهدا علي جميع الخلق إلي قيام الساعة بأنه كلام الله الخالق وشاهدا للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة ولذلك قال ربنا ـ تبارك اسمه ـ: إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (الإسراء:9) وتقرر الآيات أن الله( تعالي) قد أعد للذين لا يؤمنون بالآخرة عذابا أليما, وأن الإنسان في طبعه شئ من الاندفاع والعجلة, ومن المبادرة بالدعاء بالشر قبل الدعاء بالخير, علما بأن الله( تعالي) قد فصل له كل شئ, في محكم كتابه الذي تقرر آياته المسئولية الفردية في الهدي والضلال وتقضي بأنه(... وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ...), وأن الله( سبحانه وتعالي) لا يعذب أحدا دون إنذار(... وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً), ومن هنا كانت حكمة الله( تعالي) باتخاذه العهد علي ذاته العلية بحفظ رسالته الخاتمة. كذلك تقرر الآيات في سورة الإسراء قاعدة التبعية الجماعية في التصرفات والسلوك, وتحذر من الترف المخل الذي يؤدي إلي الفسوق, ومن ثم إلي التدمير والهلاك, كما تحذر من الإقبال علي الدنيا ونسيان الآخرة, وتحذر من عواقب ذلك, وتدعو إلي السعي للآخرة مع الإيمان الكامل, وتؤكد أن الله( تعالي) يمد بعطائه الدنيوي كلا من المؤمنين والكافرين, وأن التفاضل في درجات الآخرة أكبر وأعظم من التفاضل في أمور الدنيا. وتحذر الآيات من أخطار الشرك بالله( تعالي), وتؤكد أن الواقع في هذه الكبيرة مذموم مخذول, كما تؤكد أن الله( سبحانه وتعالي) قد قضي بألا يعبد سواه, وتثني بالحض علي بر الوالدين, وإيتاء ذوي القربى, والمساكين, وأبناء السبيل في غير إسراف ولا تبذير, وتأمر بتحريم قتل الذرية, وبعدم الاقتراب من جريمة الزنا, وتحرم القتل بغير الحق تحريما قاطعا, كما تأمر برعاية مال اليتيم, وبالوفاء بالعهود, وبتوفية كل من الكيل والميزان, وتؤكد المسئولية عن الحواس, وتنهي عن الخيلاء والكبر, وتكرر التحذير من الشرك, مؤكدة أن جزاء الواقع فيه هو الخلود في جهنم مذموما مدحورا, وتستنكر الآيات في( سورة الإسراء) فرية الولد والشريك لله( تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا) وتبين ما فيها من اضطراب وتهافت, وتقرر توحيد الكون لله( تعالي) وخضوع كل من فيه وما فيه لذات الله العلية بالعبادة والتسبيح والتقديس والتنزيه عن جميع صفات خلقه, وعن كل وصف لا يليق بجلاله. ثم تنتقل الآيات إلي الحديث عن أوهام الوثنية الجاهلية حول نسبة البنات والشركاء إلي الله( تعالي), وإلي موقف كفار قريش ـ وموقف الكفار والمشركين من بعدهم في كل زمان ومكان ـ من الاستماع إلي القرآن الكريم, وهم يجاهدون أنفسهم في صم آذانهم عنه, وإغلاق عقولهم عن الإنصات إلي حجيته, وصد قلوبهم عن التحرك بما نزل فيه من الحق, وصرف فطرتهم عن أن تستجيب لندائه الصادق. وبعد ذلك تستعرض الآيات موقف الكفار والمشركين من خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم), وإنكارهم لبعثته الشريفة, وتؤكد نزغ الشيطان بين الناس وأنه عدو مبين لهم, كما تؤكد أن الله( تعالي) هو المتصرف في شئون الخلائق بلا معقب لحكمه, ولا راد لأمره, وأنه( تعالي) أعلم بمن في السماوات والأرض, وقد فضل بعض النبيين علي بعض, وأن دور الرسول منحصر في التبليغ عن ربه( سبحانه وتعالي), وفي الإنذار والتبشير. ثم تبين الآيات السبب في أن معجزات الرسول الخاتم( صلي الله عليه وسلم) لم تكن كلها من قبيل الخوارق المادية التي كذب بها الأولون, فمعجزته الخالدة هي القرآن الكريم, والخوارق المادية شهادة علي من رآها من الناس, والقرآن باق إلي قيام الساعة. ثم تتناول تكذيب المشركين لما رآه رسول الله( صلي الله عليه وسلم) في رحلة الإسراء والمعراج من خوارق, ويجئ في هذا السياق طرف من قصة إبليس وإعلانه أنه سيكون حربا علي ذرية آدم( عليه السلام), وتعقب الآيات بتخويف البشر من عذاب الله, وتذكيرهم بنعمه عليهم, وبتكريمه للإنسان, وبمصائرهم في يوم القيامة. ويأتي في الجزء الأخير من هذه السورة المباركة استعراض كيد المشركين لخاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم), ومحاولة فتنته عن بعض ما أنزل إليه, ومحاولة إخراجه من مكة المكرمة, ولو أخرجوه قسرا قبل أن يأذن الله( تعالي) له بذلك لحل بهم العذاب والهلاك الذي حل بالأمم من قبلهم حين أخرجوا رسلهم أو قاتلوهم أو قتلوهم, وتأمر الايات هذا النبي الخاتم( صلي الله عليه وسلم) بالاستمرار في طريقه متعبدا لله( تعالي) بما أمر, داعيا إياه( سبحانه) أن يحسن مدخله ومخرجه, وأن يعلن مجيء الحق وظهوره, وزهوق الباطل واندحاره, مؤكدا أن هذا القرآن فيه شفاء وهدي للمؤمنين, بينما الإنسان علمه قليل, قليل, قليل!!! وتختم السورة الكريمة كما بدأت بحمد الله, وبتقرير وحدانيته( بلا شريك ولا شبيه ولا منازع ولا صاحبة ولا ولد), وتنزيهه( سبحانه وتعالي) عن الشريك والشبيه والمنازع والصاحبة والولد وعن الحاجة إلي الولي والنصير, وهو العلي الكبير المتعال, وأن له الأسماء الحسني, والصفات العلي, وتأمر بالتوسط في تلاوة القرآن الكريم في الصلاة فتقول: " قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَياًّ مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * وَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً "(الإسراء:111,110) من ركائز العقيدة في سورة الإسراء1) ضرورة تنزيه الله( تعالي) عن جميع صفات خلقه, وعن كل وصف لا يليق بجلاله. 2) الإيمان بقدسية كل من المسجد الحرام والمسجد الأقصى, وبضرورة تطهيرهما من دنس المعتدين, والمحافظة علي وجودهما بأيدي المسلمين, والدفاع عنهما بالنفس والنفيس مهما كلف ذلك من ثمن. 3) التصديق بمعجزة الإسراء والمعراج, وما اطلع عليه المصطفي( صلي الله عليه وسلم) أثناءها من أحداث ومراء عديدة, وأمور خارقة للعادة. (4) اليقين بأن الله( تعالي) هو رب السماوات والأرض ومن فيهن, وهو قيوم السماوات والأرض ومن فيهن, المهيمن علي الوجود كله, الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر, والذي يرحم من يشاء ويعذب من يشاء, وأنه( تعالي) هو السميع البصير الخبير العليم, وهو الحليم الودود الغفور, وأنه( تعالي) ما كان معذبا أحدا حتى يبعث رسولا, وأن الكون بجميع من فيه وما فيه, يخضع لله( تعالي) بالعبادة والطاعة والتسبيح إلا عصاه الإنس والجن, وإن سبحت خلايا وذرات أجسادهم رغم أنوفهم. 5) التسليم بأن التوراة أنزلت بالتوحيد الكامل لله( تعالي) الذي أيد عبده ورسوله موسي( عليه السلام) بتسع آيات بينات, كفر بها فرعون وآله فأغرقهم الله أجمعين, ولذلك فإن توحيد الله( تعالي) واجب علي كل العباد, نزلت به كل الشرائع, ومن هنا كان الشرك بالله كفرا به, وكان من موجبات الذم والخذلان في الدنيا والآخرة, والإلقاء في جهنم خلودا فيها أبدا باللوم والدحور, حيث لا يملك الذين أشركوا بهم كشف الضر عنهم أو تحويله. 6) التصديق بأن جهنم هي مثوى الكافرين الضالين المنكرين للبعث, أو الجاحدين لبعثة النبي والرسول الخاتم( صلي الله عليه وسلم). 7) اليقين بأن القرآن الكريم قد أنزل بالحق, وأنه "... يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً" (الإسراء:9). وأن القرآن الكريم, هو"... شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً " (الإسراء:82) وأن هذا الكتاب معجز في كل أمر من أموره, لا تقوي قوة علي وجه الأرض أن تأتي بشيء من مثله: " ُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً "( الإسراء88). 8) التسليم بأن كل إنسان مسئول مسئولية كاملة عن أعماله, وأنه سوف يسلم كتابا تفصيليا بتلك الأعمال في يوم القيامة حتي يكون هو حسيبا علي نفسه, وأنه "... وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ..." ( الإسراء:15). 9) الإيمان بأن الترف المسرف من موجبات التدمير الذي حدث للعديد من الأمم السابقة, وأن السعي المشكور هو السعي للآخرة, مع عدم إهمال مسئولية الفرد في الحياة الدنيا, وأن التفاضل فيه أكبر من التفاضل في ماديات الدنيا, وأن البعث بعد الموت حتمي وضروري. 10) التصديق بأن الإنسان مخلوق مكرم, خلقه الله( تعالي) من طين, ونفخ فيه من روحه, وعلمه من علمه, وفضله علي كثير من خلقه, وأمر الملائكة بالسجود له, وأن الشيطان عدو مبين للإنسان. 11) التسليم بأن مهمة الأنبياء والمرسلين هي التبليغ عن الله( تعالي), والإنذار والتبشير, وأن الله( جل شأنه) قد فضل بعض النبيين علي بعض, وآتي داود كتابا اسمه الزبور كما آتي موسي كتابا اسمه التوراة. 12) اليقين بأن كل أناس في الآخرة سوف يدعون بإمامهم"... فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً " ( الإسراء:71). 14) الإيمان بأن الروح غيب من أمر الله, لا يعلمه إلا الله( تعالي), وعلي ذلك فلا يجوز الخوض في مثل هذه الغيوب المطلقة. 15) اليقين بأن الله( تعالي) هو المستحق للحمد وللتكبير, وأنه( سبحانه وتعالي)... لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل... وأنه( جل شأنه) منزه عن جميع صفات خلقه, وعن كل وصف لا يليق بجلاله ومنزه عن جميع هذه النقائص تنزيها كبيرا, لأنها من صفات المخلوقين والخالق ـ جل شأنه ـ منزه عن صفات المخلوقين. من التشريعات الإسلامية في سورة الإسراء1) أن بر الوالدين فريضة إسلامية, ومن أعظم الطاعات لله, ومن موجبات رحمته ومغفرته, وكذلك إيتاء ذي القربى حقه, والمسكين, وابن السبيل, وعدم التبذير والإسراف لأن المبذرين هم إخوان الشياطين( وكان الشيطان لربه كفورا), وعدم البخل والتقتير وجعل اليد مغلولة إلي العنق. 2) تحريم قتل الأولاد خشية الإملاق, لأن الله ـ تعالي ـ هو( الرزاق ذو القوة المتين). 3) النهي القاطع عن الاقتراب من الزنا ومن جميع مقدماته"... إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ". 4) النهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, وعن الإسراف في القصاص لذلك. 5) النهي عن أكل مال اليتيم أو الاقتراب منه إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده. 6) الأمر بالوفاء بالعهد وبتأكيد المسئولية عنه, وبالوفاء بكل من الكيل والميزان. 7) الأمر بالمحافظة علي الحواس مثل السمع والبصر والفؤاد, واستخدامها فيما يرضي الله ـ تعالي ـ والتأكيد علي مسئولية الإنسان عن حواسه مسئولية كاملة. 8) النهي عن الاختيال والزهو بالنفس وعن الاستعلاء والاستكبار في الأرض, لأن الإنسان أضعف من ذلك, والله ـ تعالي ـ لايحب كل مختال فخور. 9) الأمر بإقامة الصلاة لدلوك الشمس إلي غسق الليل, وبالتهجد نافلة بالليل, وبتلاوة القرآن في الفجر لأن(.. إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ). من الإشارات الكونية في سورة الإسراء 1) الإشارة الي آيتي الليل والنهار, أي: نورهما, حيث كان الليل ينار بظاهرة بقي منها اليوم ما يعرف بظاهرة الفجر القطبي, وكان النهار ينار ـ كما ينار اليوم ـ بالحزمة المرئية من ضوء الشمس, فمحي الله تعالي نور الليل بواسطة نطق الحماية المتعددة التي خلقها حول الأرض, وأبقي ظاهرة الفجر القطبي دلالة علي ذلك. 2) النهي القاطع عن الاقتراب من الزنا أو الخوض في مقدماته لأنه من الفواحش وسبيله الهلاك في الدنيا والآخرة. 3) الإشارة إلي تسبيح كل شيء في هذا الوجود لله( سبحانه وتعالي) ماعدا عصاة كل من الجن والإنس وفي ذلك يقول الحق( تبارك وتعالي): " وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ..." ( الإسراء:44). 4) الإشارة إلي ما وهب الله( سبحانه وتعالي) الماء من قدرات تمكنه من حمل الفلك في البحر بقانون الطفو. 5) التأكيد علي أن الروح من الغيوب المطلقة التي لا سبيل للإنسان في الوصول اليها. 6) الإشارة إلي أن أجل كل كائن محدد سلفا في علم الله ولا حيلة لمخلوق في تحديد أجله. وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة فإلي المقال القادم إن شاء الله |
أدوات الموضوع | |
|
|