للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
حقوق الأطفال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( حقوق الأطفال )) الشيخ صلاح نجيب الدق الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّهُ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، أَمَّا بَعْدُ: فإنَّ للأطفال على آبائهم حقوقًا، نستطيع أن نوجز حقوق الأطفال في الأمور التالية: 1- شكر الله تعالى على نعمة الذرية: يُستحب أن يسجد الوالد شكرًا لله تعالى بمجرد أن يعلم أن زوجته قد أنجبت، وأن الله قد جعل مِن صُلبه مَن يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ روى ابن ماجه عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ أَوْ بُشِّرَ بِهِ، خَرَّ سَاجِدًا شُكْرًا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ (حديث حسن) (صحيح ابن ماجه للألباني حديث 1143). 2- الإيمان بأن كراهية البنات عادة جاهلية: إن التسخط وعدم الرضا بالذرية من الإناث من صفات أهل الجاهلية التي ذمَّها الله تعالى في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58: 59]. يقول الله تعالى: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49: 50]. قال ابنُ القيم: رحمه الله تعليقًا على هذه الآية الكريمة: قسم سبحانه حال الزوجين إلى أربعة أقسام، اشتمل عليها الوجود، وأخبر أن ما قدره بينهما من الولد فقد وهبهما إياه، وكفى بالعبد تعرضًا لمقته أن يتسخط ما وهبه؛ (تحفة المودود لابن القيم صـ16). فضل الإحسان إلى البنات: حثنا نبينا صَلَّ الله عليه وسلم على الإحسان إلي البنات والاهتمام بتربيتهن؛ روى مسلمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ؛ (مسلم حديث 2631)، وروى مسلمٌ عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أن النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ؛ (مسلم حديث 2629). وقفة مع النفس: إن الذرية نعمة كبيرة من الله تعالى، وبمجرد أن يُبشر المسلم بأن الله قد رزقه بمولود، ينبغي أن يحمد الله تعالى، دون أن يسأل هل هو أذكر أم أنثى؟ ففي كل خير إن شاء الله، ولا فرق بينهما إلا بالتقوى والعمل الصالح؛ روى البخاري في الأدب المفرد عن كثير بن عبيد قال: كانت عائشة رضي الله عنها إذا وُلد فيهم مولودٌ؛ يعني في أهلها، لا تسأل غلامًا ولا جارية، تقول: خُلِقَ سويًّا؟ فإذا قيل: نعم، قالت: الحمد لله رب العالمين؛ (حديث حسن) (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث 951). قال واثلة بن الأسقع رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إن من يُمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر، وذلك أن الله تعالى يقول: ﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾ [الشورى: 49: 50]، فبدأ بالإناث؛ (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي جـ16 صـ47). وعلى المسلم أن يرضى بما قسمه الله تعالى له من الذرية ذكرًا كان أم أنثى، فإن الرزاق هو الله، والوهاب هو الله؛ قال الله تعالى: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49: 50]. وليعلم العبد أنه لا يدري أين الخير؛ قال الله تعالى: ﴿ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً ﴾ [النساء: 11]. وقال سبحانه: ﴿ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. وكم من أنثى كانت سببًا لسعادة أبويها في الدنيا والآخرة، وكم من ذكر كان سببًا في شقاء أبويه، وهذا مشاهد في واقعنا المعاصر، ويجب على الآباء أن يعلموا أن كل شيء قد كتبه الله تعالى وقدره قبل خلق السماوات والأرض، وذلك لعلمه بأحوال عباده؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقال جل شأنه: ﴿ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ﴾ [فصلت: 47]. وليتأمل هذا الذي يسخط على الذرية من الإناث، كيف يكون حاله لو أن الله كتب عليه أن يكون عقيمًا لا ذرية له. 3- الاهتمام برقية المولود من الحسد: ينبغي على والد المولود أن يقوم برقيته الرقية الشرعية من القرآن والسُّنة، فهذه أم مريم عندما وضعت مريم عليها السلام، استعاذت بالله لها ولذريتها من الشيطان الرجيم، فاستجاب الله دعائها؛ قال تعالى: ﴿ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36]. ويجب أن نعلم أن الحسد حق، ولا ينكره إلا جاهل؛ قال تعالى: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 54]. وروى مسلمٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا"؛ (مسلم حديث 2188). وروى مسلمٌ عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمْ الْحَاجَةُ، قَالَتْ: لَا، وَلَكِنْ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: " ارْقِيهِمْ "، قَالَتْ: فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " ارْقِيهِمْ "؛ (مسلم حديث 2198). وينبغي المحافظة على قراءة المعوذات: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ من حين لآخر، وخاصة عندما يشتكي المولود من شيء. 4- إعداد عقيقة للمولود: تعريف العقيقة: هي الذبيحة التي تذبح عن المولود. روى أبو داودَ عَنْ سَمُرَةَ بنِ جندب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ، تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسمى؛ (حديث صحيح)، (صحيح أبي داود للألباني حديث 2463). الحكمة من العقيقة: إن للعقيقة حِكمًا كثيرة يمكن إجمالها فيما يلي: أولًا: تعتبر العقيقة قربة إلى الله وشكرًا له على نعمة الذرية. ثانيًا: فدية يُفدى بها المولود من المصائب والآفات، كما فدى الله إسماعيل صلى الله عليه وسلم بالذبح العظيم. ثالثًا: إظهار الفرح والسرور، بإقامة شرائع الإسلام وبخروج نسمة مؤمنة يكثر بها نسل المسلمين. رابعًا: توثيق أواصر الأخوة والمحبة بين المسلمين، وذلك باجتماع الفقراء والأغنياء على مائدة واحدة ابتهاجًا بالمولود الجديد. خامسًا: فكاك لرهان المولود في الشفاعة لوالديه؛ (تربية الأولاد لعبدالله ناصح علوان ـ جـ1 ـ صـ86). حُكم العقيقة: قال ابن قدامة: الْعَقِيقَةُ سُنَّةٌ فِي قَوْلِ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ، مِنْهُمْ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَعَائِشَةُ، وَفُقَهَاءُ التَّابِعِينَ، وَأَئِمَّةُ الْأَمْصَارِ؛ (المغني لابن قدامة جـ13 صـ393). روى أبو داودَ عَن عبدِاللهِ عَمْرِو بْنِ العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْعَقِيقَةِ، فَقَالَ: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْعُقُوقَ كَأَنَّهُ كَرِهَ الِاسْمَ، وَقَالَ: مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ، فَلْيَنْسُكْ عَنْ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 2467). ويتضح من هذا الحديث المبارك أن السُّنة هي أن يذبح عن الذكر شاتان، وعن الأنثى شاة واحدة، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ولا تكون العقيقة إلا من الإبل والبقر والغنم، ولا تجزئ من غير هذه الثلاثة؛ لقول الله سبحانه: ﴿ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 34]. سن الذبيحة: يُجْزئ من الضأن والماعز ما له سَنَة كاملة، ولكن إذا لم يتيسر الحصول على ثني من الضأن، أجزأ الثني منه، وهو ما له ستة أشهر، ولا يجوز ذلك في الماعز، ويُجْزئ من البقر ما له سَنَتان كاملتان، ويُجْزئ من الإبل ما له خمس سنين، يستوي في ذلك الذكر والأنثى، ولا يجزئ أقل من ذلك؛ (الاستذكار لابن عبدالبر جـ15 صـ154)، و(المغني لابن قدامة جـ13 صـ368: صـ369). ويجب أن تكون العقيقة سليمة من العيوب البارزة التي تضر باللحم، فلا تكون عمياءَ، ولا عوراءَ، ولا هزيلة، ولا عرجاءَ، ولا مقطوعة الأذن أو الذنب، وذلك لأن العقيقة قربة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى. وقت العقيقة: مِنَ السُّنَّة أن تكون العقيقة يوم السابع، فإن لم يتيسر فيوم الرابع عشر، فإن لم يتيسر فيوم الحادي والعشرين، فإن لم يتيسر ذلك ففي أي يوم؛ (المغني لابن قدامة جـ13 صـ396). روى الطبراني عن بريدة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبِيَّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: العقيقة تذبح لسبع أو لأربع عشرة أو لإحدى وعشرين؛ (حديث صحيح) (صحيح الجامع للألباني حديث 4132). يُستحبُ عند ذبح العقيقة أن توجه تجاه القبلة وأن يُقال: (باسم الله، اللهم منك وإليك، هذه عقيقة فلان بن فلان)، وقال بعض أهل العلم إن نوى المسلم بقلبه ولم يتكلم، أجزأه ذلك إن شاء الله؛ (تحفة المودود لابن القيم صـ60). وهذه الذبيحة يأكل منها أهل البيت ويهدون لأقاربهم وجيرانهم، ويتصدقون منها على الفقراء. 5- اختيار اسم حسن للمولود: من السنن التي يجب مراعاتها يوم السابع تسمية المولود، ويجوز أن تكون التسمية في اليوم الأول للولادة فعل النبي صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ روى مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ؛ (صحيح مسلم حديث 2315). ] أفضل الأسماء: إن من حق المولود على أبيه أن يختار له اسمًا حسنًا، فلا يسمه باسم يضايقه ولا يلقب بلقب يؤذيه ويعيره به الناس، بل يُسميه باسم طيب من أسماء الأنبياء والصالحين، وذلك لأن الأسماء يتفاءل بها ويُستبشر بها، والوالد الذي يحرص على تسمية أولاده بأسماء أهل الصلاح، ليس كالذي يبحث عن أسماء أهل الفسق والضلال، فالأول يثاب على حسن نيته، والثاني له جزاء نيته السيئة، والشخص يحب مَنْ تسمى باسمه في الغالب، فترى من اسمه محمد يُحب مَن اسمهم محمد، ومن اسمه عمر يحب من اسمهم عمر، وهكذا سائر الأسماء، فجدير بالوالد إذًا أن يختان لولده اسمًا من أسماء أهل الفضل والصلاح. فعلى العبد المسلم أن يفكر جيدًا عند اختيار اسم لولده؛ حتى لا يندم حين لا ينفع الندم؛ لأن الأسماء تؤثر كثيرًا في شخصية أصحابها؛ روى مسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ عَبْدُاللَّهِ وَعَبْدُالرَّحْمَنِ؛ (صحيح مسلم – كتاب الفضائل حديث 62). تغيير الأسماء القبيحة: روى الترمذي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُغَيِّرُ الِاسْمَ الْقَبِيحَ؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 2275). وروى البخاري عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قال: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: اسْمِي حَزْنٌ، قَالَ: بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي، قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتْ فِينَا الْحُزُونَةُ بَعْدُ؛ (صحيح البخاري حديث 6190). وروى الترمذي عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ وَقَالَ: أَنْتِ جَمِيلَةُ؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 2274). 6- الاهتمام بحلق رأس المولود: يُستحب حلق رأس المولود الذكر فقط يوم سابعه والتصدق بقيمة وزنه على الفقراء والمساكين. روى أحمد عن أبي رافع رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة لما ولدت الحسن: (احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين؛ (حديث حسن) (إرواء الغليل للألباني حديث 1175). قال ابن باز: السُّنَّة حلق رأس الطفل الذكر عند التسمية في اليوم السابع فقط، أما الأنثى فلا تحلق رأسها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى)؛ (فتاوى ابن باز جـ10 صـ47: صـ48). فائدة حلق الرأس: ذكر بعض أهل العلم أن في إزالة شعر الرأس تقوية لشعر المولود، وفتحًا لمسام الرأس، وتقوية كذلك لحاسة البصر والشم والسمع، وعلى الرغم من ذلك يخشى بعض الناس حلق رأس المولود يوم السابع بحجة أن الرأس لا تزال لينة، لذا نحب أن ننبه أن من يقوم بعملية الحلق يجب أن يكون ذا خبرة، وأن يكون رفيقًا بالمولود أثناء حلق الرأس. النهي عن القزع: روى الشيخانِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْقَزَعِ؛ (البخاري حديث 5921 / مسلم حديث 2121). والْقَزَعِ: هو حلق شعر الرأس وترك البعض الآخر، وهو أربعة أنواع منهي عنها. أولًا: أن يحلق من رأسه مواضع من هنا وهنا. ثانيًا: أن يحلق وسط ويترك جوانبه. ثالثًا: أن يحلق جوانبه ويترك وسطه. رابعًا: أن يحلق مقدمه ويترك مؤخره. (تحفة المودود لابن القيم صـ63: صـ64). أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلاَ أَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصًَا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وأنْ ينفعَ بِهِ طُلاَّبَ العِلْمِ الكِرَامِ. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّ اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ. §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
نصائح للأهل لمساعدة الأطفال في التعليم عن بعد | محمود كمال | حوارات عامة | 0 | 2021-10-24 12:32 PM |