للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
كيف تصلي خاشعًا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( كيف تصلي خاشعًا )) المقدمة: الحمد لله الذي جعل الصلاة صلة بينه وبين عباده، والصلاة والسلام على خير من صلى لله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه؛ أما بعد: فهذه كلمات يسيرة فيها بيان طريقة الخشوع؛ وهو حضور القلب في الصلاة وسكون الجوارح فيها، والخشوع هو روحها ولُبُّها، وللعبد أجر من صلاته قدر خشوعه فيها، والله أسأل أن ينفع بها ويتقبلها. القيام: إذا قمت إلى الصلاة فتذكر أنك واقف بين يدي الله ملك الملوك، وليس بين يدي ملوك الدنيا، بل بين يدي من له الملك الحقيقي سبحانه وتعالى، فلا ينصرف قلبك لغير الله ولغير الصلاة؛ قال تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238]؛ أي: وقوموا في صلاتكم مطيعين لله، خاشعين ذليلين. وتذكَّر الجنة والنار ولقاء العزيز الكبير الجبار جل وعلا. قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]. التكبير: إذا كبَّرت قائمًا، وقلت: "الله أكبر"، فتذكر معنى هذا الكلمة العظيمة، وهو أنه سبحانه أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجَلُّ من كل شيء، فلا يشغلك شيء عن هذه الصلاة من أمور الدنيا وحاجاتها؛ فالله أكبر، والصلاة أكبر. قال سبحانه: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 45، 46]. ﴿ وَإِنَّهَا ﴾؛ أي: الصلاة، ﴿ لَكَبِيرَةٌ ﴾؛ أي: شاقة، ﴿ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾، فإنها سهلة عليهم خفيفة؛ لأن الخشوع، وخشية الله، ورجاء ما عنده يوجب له فعلها، منشرحاً صدره لترقُّبه للثواب، وخشيته من العقاب، بخلاف من لم يكن كذلك، فإنه لا داعيَ له يدعوه إليها، وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء. وإذا دخلتَ الصلاة، فاعلم أنه لا أهم من الصلاة ينتظرك بعد الصلاة، فصلِّ صلاة مودِّع، وكأنها الصلاة الأخيرة فلا تدري لعلها كذلك. القراءة: فإذا بدأت في القراءة، فاعلم أن الله يسمع قراءتك، ويرى قيامك بين يديه؛ قال سبحانه: ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ [الشعراء: 218]؛ فقد نبَّه سبحانه على الاستعانة باستحضار قرب الله، والنزول في منزل الإحسان؛ ﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ [الشعراء: 219]؛ أي: يراك في هذه العبادة العظيمة، التي هي الصلاة، وقت قيامك، وتقلبك راكعًا وساجدًا خصها بالذكر؛ لفضلها وشرفها، ولأن من استحضر فيها قرب ربه، خشع وذل، وأكملها. الفاتحة: فإذا بدأت بقراءة الفاتحة تفكر بمعناها وأنك تناجي ربك؛ جاء في الحديث في صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأمِّ القرآن، فهي خِداج - ثلاثًا - غير تمام، فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام، فقال: اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل؛ فإذا قال العبد: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إليَّ عبدي، فإذا قال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). الركوع: فإذا ركعتَ، فاعلم أنك راكع لتعظيم الله العظيم سبحانه؛ ففي صحيح مسلم عن النبي صل الله عليه وسلم قوله: ((فأما الركوع فعظِّموا فيه الرب عز وجل))، واستحضر معنى ما تقول من قولك: "سبحان ربي العظيم". التسبيح معناه: تنزيه الله تعالى عن كل نقص وعيب، فإذا قلت: سبحان الله، فالمعنى: أنزهك يا رب، وأنفي عنك كل نقص وعيب. ومعنى العظيم: ذو العظمة البالغة، ومعنى الأعلى: العلي في ذاته، والعلي في صفاته. الرفع من الركوع: فإذا رفعت من الركوع تقول: "سمع الله لمن حمده". فتذكر معنى هذه الكلمة، وأن الله يسمع حمدك، ويستجيب لك سبحانه وتعالى. سمع الله: أي: أجاب الله. لمن حمده: أي: لمن وصفه بصفات الكمال حبًّا وتعظيمًا. السجود: فإذا سجدتَ، فاعلم أن السجود هو الذل والخضوع بين يدي الله، فأجلُّ ما في جسدك هو رأسك يساوي رجليك، فتضع جبهتك على الأرض بهيئة ذلٍّ وانكسار لله العزيز الجبار. وتقول: سبحان ربي الأعلى. سبحان ربي: أنزهك يا رب، وأنفي عنك كل نقص وعيب. الرب: هو الخالق المالك المدبِّر لجميع الأمور. الأعلى: أي: فوق كل شيء، والقاهر لكل شيء، له علوُّ الذات، وعلو الصفات سبحانه وتعالى. وتدعو الله وهو أقرب ما يكون منك في هذا الموضع؛ ففي صحيح مسلم عن النبي صل الله عليه وسلم قوله: ((وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمِنٌ أن يُستجاب لكم))؛ فقمن: أي: حقيق وجدير. وحديث أبي هريرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء))؛ [رواه مسلم]. الرفع من السجود: فإذا رفعت من السجود قلت: "رب اغفر لي، رب اغفر لي". فتأمل في معنى هذه الكلمة، بأنك تطلب من الله أن يغفر لك، ومعناها: أن يمحو ذنوبك، ويستر عيوبك. التشهد والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام: فإذا تشهدت، فتأمل معانيَ التشهد. فإذا قلت: (التحيات): فهي جمع تحية، والتحية هي التعظيم والسلامة من كل نقص، فكل أنواع التحيات والكمال لله سبحانه؛ فهو المتصف بكل كمال، والمنزه عن كل نقص سبحانه وتعالى. (والصلوات): أي: كل الصلوات فَرْضِها ونفلها، وكل الأدعية والأذكار لله وحده. (والطيبات): قال النبي صل الله عليه وسلم: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا))، فالله سبحانه طيب في ذاته وصفاته وأفعاله، ولا يقبل من أقوال وأفعال عباده إلا الطيب منها. (السلام عليك): قيل: السلام: اسم الله عز وجل، وقيل: السلام هنا بمعنى التسليم، وقيل: السلام هنا: بمعنى السلامة من النقائص والآفات، وقيل السلام هنا: بمعنى الدعاء أن يعافيك الله من كل كرب وسوء، والدعاء ليس مقصورًا في حال حياته صلى الله عليه وسلم، فهناك أهوال يوم القيامة؛ لذا كان دعاء الرسل آنئذٍ: ((اللهم سلِّم، سلِّم)). وقد يكون السلام بمعنى أعم؛ وهو سلامة شرعه صلى الله عليه وسلم من العبث والهلاك، فكما سلمه الله سبحانه حيًّا، فنسأله كذلك أن يسلم شرعه بعد موته صل الله عليه وسلم. (ورحمة الله): فأنت بعد أن دعوت لرسول الله صل الله عليه وسلم بالسلام، دعوت له بالرحمة ليزول عنه المرهوب، ويحصل له المطلوب، فسلامة النبي ورحمة الله له خير ونفع لنا نحن - المسلمين - لأننا سنفوز بشفاعته في الآخرة، كما فزنا بشرعه في الدنيا. (وبركاته): أي: بارك الله في النبي صل الله عليه وسلم ودعوته، ودليل ذلك كثرة أتباعه، وانتشار شرعه بالرغم من كيد الأعداء، وتخاذل الأنصار. (السلام علينا): السلام هنا بنفس ما مضى في السلام عليك، و(نا) في علينا يُراد بها الشخص نفسه، وجميع الأمة المحمدية، واستُدل به على استحباب البدء بالنفس في الدعاء، قبل أن تدعو لغيرك. (وعلى عباد الله الصالحين): وهم: كل عبد صالح أو ميت في السماء والأرض، من الآدميين والملائكة والجن. (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله): شهادة: تعني معاهدتك ربَّك على توحيده، واتباع نبيه؛ محمدٍ عبدالله ورسوله صل الله عليه وسلم. وتأمل معاني الصلاة: فإذا قلت: (اللهم صلِّ على محمد): اللهم: معناها: يا ألله، وصلاة الله على نبيه: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين. (وعلى آل محمد)؛ أي: وصلِّ على آل محمد؛ وهم أتباعه على دينه. (كما صليت على إبراهيم): يعني: كما أنك سبحانك سبق الفضل منك إلى إبراهيم عليه السلام وأتباعه، فألْحِقِ الفضل منك على محمد صل الله عليه وسلم وأتباعه. (إنك حميد مجيد): حامد: لعباده وأوليائه الذين قاموا بأمره. محمود: يُحمد عز وجل على ما له من الكمال في ذاته، وصفاته، وأفعاله وبألسنة خلقه. أما (مجيد)؛ أي: ذو المجد؛ وهو العظمة وكمال السلطان. (اللهم بارك على محمد) أي: وأنزل البركة على محمد صل الله عليه وسلم؛ والبركة: هي كثرة الخيرات ودوامها، فهذا دعاء؛ كأنك تقول: كما أنك يا رب قد تفضلت على أتباع إبراهيم، وباركت عليهم، فبارك على محمد صل الله عليه وسلم وأتباعه. السلام: فإذا سلمت وقلت: (السلام عليكم ورحمة الله). فتذكر معنى السلام. والسلام: هو دعاء الله بالسلامة من كل آفة. والمصلي ينوي بسلامة من الصلاة ثلاثة أمور: • الخروج من الصلاة. • السلام على الملائكة الحَفَظَة. • السلام على إخوانه المصلين. الخاتمة: الصلاة الكاملة في الخشوع والخشوع هو استحضار معاني الصلاة والتفكر فيها والتأثر بها. وهذه الصلاة هي التي قال الله فيها: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]. أسأل الله بعزته وجلاله، وعظمته وكماله، أن يجعلنا من الخاشعين له، المتابعين رسوله الكريم صل الله عليه وسلم. §§§§§§§§§§§§§§§§§ |
أدوات الموضوع | |
|
|