للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
اسباب سقوط الدوله الأمويه
أسباب سقوط الدولة الاموية:
لقد قامت الدولة الأموية في المشرق من عام الجماعة وهو العام الواحد والأربعون من الهجرة، كما سبق وذكرنا، وعاشت هذه الدولة تواجه عددًا من المشكلات حتى انتهت سريعًا وهي لا تزال فتية سنة مائة واثنتين وثلاثين. ويكاد يجمع المؤرخون على أن مؤسسها الأول وهو الصحابي معاوية بن أبي سفيان عظيم من عظماء العرب وداهية من دهاتهم، ويكادون يجمعون كذلك على أن مروان بن محمد -آخر خلفاء الدولة الأموية- هو الآخر من عظماء الخلفاء والقادة في تاريخ الإسلام كله، وأنه كان كفئًا بارعًا، ولولا تكالب عوامل السقوط وبزوغ دعوة آل العباس لكان قادرًا -هذا الخليفة الأخير- على قيادة السفينة باقتدار. وبين هذين الرجلين العظيمين مع اختلاف في درجة العظمة بينهما، تتابع خلفاء بني أمية الأربعة عشر، فكان منهم عظماء كبار وبناة دولة من طراز نادر مثل: عبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، وهشام بن عبد الملك. ومن يقرأ تاريخ الدولة الأموية ويدرس فتوحاتها العظيمة، ونظمها الإدارية الراقية ومساهمتها الحضارية المشرقة، وكفاءة خلفائها وولاتها العالية ربما لا يتوقع نهايتها المفجعة وسقوطها السريع، وبالفعل يعد سقوطها وانهيار بنيانها الشامخ من الأمور العجيبة في التاريخ الإسلامي، بل في التاريخ البشري كله. وإذا أردنا مقارنة تاريخية بين شخصيات الدولة الأموية وأعمالهم، وشخصيات عدد من الدول التي طال عمرها وأعمالها، فسوف تكشف لنا هذه المقارنة أن الأمويين لم يكونوا أقل من غيرهم، إن لم يكونوا أفضل منهم، سواء في نوعية الشخصيات الحاكمة وإمكاناتها الخلقية والنفسية والفكرية، والتزامها بالإسلام، أم في الأعمال والإنجازات العامة السلمية والحربية التي قامت بها كل دولة من هذه الدول. ومن هنا نرى أنه لا تطابق بالضرورة بين أعمار الدولة وبين عظمتها، وإن سقوط بني أمية السريع ليس دليلًا على عدم جدارتهم، كما أن امتداد أعمار بعض الدول ليس دليلًا على أهليتها للبقاء، ولربما يرى كثير من دارسي التاريخ أن ميزان الأمويين على قصر عمر دولتهم، لا يقل عن ميزان العباسيين مع طول عمر دولتهم. والسؤال الذي كان ولا يزال يلح كثيرًا على مؤرخي الإسلام، والذي يعد دليلًا على نوع من الاندهاش والحيرة، إزاء هذا العمر القصير والسقوط السريع لدولة الفتوحات العظيمة، السؤال هو: لماذا سقطت هذه الدولة الشابة الفتية إذًا؟ لقد اختلفت آراء المؤرخين قديمًا وحديثًا حول تفسير عوامل سقوط الدولة الأموية، مع اختلاف في إبراز هذا العامل أو ذاك، والواقع أنه لم يكن هناك عاملًا واحدًا أو اثنين هما اللذان قَوَّضا هذا البنيان الشامخ، وإنما تضافرت وتعاونت عدة أسباب، وتفاعلت كلها لتكون معاول هدم في جسم الدولة الأموية لينهار ذلك الصرح الكبير. ويمكن تلخيص هذه الأسباب في النقاط الآتية: 1. الثورات التي قامت ضد بني أمية على امتداد تاريخهم، وأهم هذه الثورات ثورات الشيعة العلويين، بدءًا من ثورة الحسين بن علي بن أبي طالب ضد الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، واستشهاده في كربلاء في المحرم سنة واحد وستين، ومرورًا بثورة التوابين في الكوفة سنة أربع وستين إلى سنة خمس وستين، وهؤلاء هم الذين خذلوا الحسين، ولم يوفوا ببيعتهم له ثم عبروا عن توبتهم بخروجهم ضد بني أمية يطلبون بثأر الحسين، وانتهى أمرهم بالهزيمة وقتل منهم عدد كبير. ثم ثورة المختار بن عبيد الله الثقفي سنة ست وستين إلى سنة سبع وستين في الكوفة، الذي استطاع أن يهزم جيوش الأمويين في أكثر من معركة، ويقيم دولة في الكوفة وضواحيها، وينجح في قتل عبيد الله بن زياد أمير العراق وهو المسئول الأول عن مقتل الحسين. وقد انتهت ثورة المختار بمقتله على أيدي الزبيريين سنة سبع وستين، ثم جاءت ثورة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في الكوفة، أيضًا سنة مائة وواحد وعشرين، وذلك في زمن الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وغير ذلك من ثورات العلويين. وربما لا تكون هذه الثورات كلها في وقتها ذات أثر عسكري كبير على الدولة الأموية، باستثناء حركة المختار، لكن أثرها كان بعيد المدى في نفوس الناس، وهذا ما استفاده دعاة العباسيين في مرحلة التحضير لثورتهم ضد الأمويين. ومن هذه الثورات أيضًا: ثورات الخوارج، وهذه كانت من القوة والعنف والاتساع، بحيث أسهمت إسهامًا واضحًا في إضعاف الدولة الأموية أمام أعدائها، فلم تتركها تستريح وظلت تنفجر في أماكن كثيرة، وبخاصة في العراق وجنوبي الجزيرة العربية، حتى آخر لحظة في حياة الدولة، وقد بلغت حركة الخوارج أقصى درجات العنف في عهد مروان بن محمد، آخر الخلفاء الأمويين، الذي شهد آخر ثورات الخوارج وأشدها خطرًا، بقيادة الضحاك بن قيس الشيباني في العراق وأبي حمزة الخارجي في اليمن. وكان للجهود الحربية التي بذلها هذا الخليفة الأخير طيلة ثلاث سنوات في محاربة الخوارج، رغم الصعاب التي واجهته في أنحاء دولته، كان لهذه الجهود الأثر الكبير في زوال نفوذهم، وما كاد يرجع إلى حران -وهي مقر إقامته- ليدبر شئون الخلافة بعد أن قضى على ثورات الخوارج، حتى أعقبه القدر بمن هو أقوى شوكة، وأعظم أتباعًا وأشد بأسًا من الخوارج وهو ظهور أبي مسلم الخرساني، يقود الجيوش العباسية في خراسان ويستولي على المدينة بعد الأخرى. ويمكن القول: إن الخوارج كانوا ستارًا كثيفًا حجب عن الولاة الأمويين بالعراق وخراسان ما يجري في الكوفة وخراسان من الدعوة للعباسيين. ومن هذه الثورات: ثورات بعض كبار القادة، وأبرزها ثورة عبد الله بن الزبير، الذي خرج على الأمويين بعد موت معاوية بن أبي سفيان، رافضًا البيعة لابنه يزيد، وقد أعلن نفسه خليفة في مكة بعد موت يزيد سنة أربع وستين، واستطاع ابن الزبير أن يكون دولة واسعة، شملت معظم أنحاء البلاد الإسلامية عدا منطقة الأردن في الشام، واستمرت نحو تسع سنوات من سنة أربع وستين إلى سنة ثلاث وسبعين، وانتهى أمره بمقتله وهو محاصر في مكة سنة ثلاث وسبعين. ومن ثورات بعض كبار القادة: ثورة عبد الله بن الأشعث الكندي في العراق سنة واحد وثمانين، وهي أعنف ثورة واجهت الخليفة عبد الملك بن مروان، وسببها السياسة القاسية التي انتهجها أمير العراق والمشرق في عهد عبد الملك، وهو الحجاج بن يوسف الثقفي، إضافة إلى الطموح الشخصي الذي لعب برءوس بعض أبناء القبائل الكبرى، وقد انضم عدد من الفقهاء والعباد من كبار التابعين إلى ابن الأشعث، وصدقوا دعواه بأنه إذا بويع بالخلافة فسوف يحكم بالعدل، ويعيد حكم الخلفاء الراشدين ويمحو مظالم بني أمية، وكان منهم الإمام الشعبي والإمام سعيد بن جبير، وقد استمرت هذه الثورة فترة تقرب من ثلاث سنوات، دارت خلالها نحو ثمانين معركة، قتل فيها عشرات الألوف من الرجال، وكان آخرها معركة دير الجماجم التي استمرت وحدها مائة يوم وانتهت بهزيمة ابن الأشعث ومقتله. ومن ثورات كبار القادة كذلك: ثورة يزيد بن المهلب بن أبي صفرة سنة مائة وواحد، وهو من أسرة آل المهلب العريقة، صاحبة الدور الكبير في مساندة الدولة الأموية في حربها مع الخوارج، وفي المشاركة في حركة الفتوحات الإسلامية على الجبهة المشرقية ببلاد خراسان وسجستان وغيرها، وقد اتسعت ثورة يزيد بن المهلب، حتى شملت البصرة والجزيرة الفراتية شمال العراق، والبحرين وعمان وفارس والأهواز، وانتهت بمقتله كذلك مع عدد كبير من أسرة آل المهلب سنة مائة واثنتين من الهجرة. فهذا كله السبب الأول من أسباب سقوط دولة بني أمية، ويتلخص -كما ذكرنا- في الثورات التي قامت ضد بني أمية على امتداد تاريخهم، فبعضها ثورات للشيعة العلويين وبعضها ثورات للخوارج، وبعضها الآخر ثورات لبعض كبار القادة كعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن الأشعث الكندي ويزيد بن المهلب بن أبي صفرة. 2. العصبيات القبلية، لقد جاء الإسلام بمبادئه الإنسانية التوحيدية ليضعف إلى حد كبير من روح العصبية القبيلة، التي كانت متفشية في المجتمع العربي قبل الإسلام، غير أنه لم يتسن إبان حياة النبي أن يقضي عليها تمامًا فظلت تخبو حينًا وتظهر حينًا آخر، حتى وجدنا دلائل على استمرارها في أخريات حياة الرسول وخليفتيه أبي بكر وعمر {، ثم استردت هذه العصبية شيئًا من عافيتها في خلافة عثمان وبخاصة في السنوات الأخيرة من خلافته، حتى كانت إحدى العوامل المحركة للخروج عليه واستشهاده. ثم وجدت هذه العصبية القبلية فرصتها في أجواء الفتنة التي أعقبت مقتل الخليفة الشهيد عثمان، وفي أثناء النزاع بين علي ومعاوية { والذي انتهى بقيام الدولة الأموية، بتنازل الحسن بن علي عن الخلافة سنة واحد وأربعين. وعلى الرغم من المجهودات الكبيرة التي بذلها بعض خلفاء بني أمية وولاتهم، وفي مقدمتهم معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان وأولاده من بعده: الوليد وسليمان ويزيد وهشام، وكذلك عمر بن عبد العزيز، أقول: على الرغم من تلك الجهود التي بذلها هؤلاء الخلفاء للحد من هذه العصبية، والتعامل معها بتوازن شديد، مدركين خطورتها على وحدة دولتهم وسلامة بنيانها الاجتماعي. أقول: على الرغم من ذلك فإننا نرى هذه العصبية تبرز بشكل خطير في بعض مراحل تاريخ هذه الدولة، حتى تكون هي السمة الأكثر بروزًا، كما حدث في الفترة التي تلت موت يزيد بن معاوية سنة أربع وستين، وتنازل ابنه معاوية الثاني عن الخلافة بالشام، وكما حدث بعد مقتل الوليد بن يزيد سنة مائة وخمسة وعشرين إلى سنة مائة وست وعشرين، وانقسام البيت الأموي على نفسه في الفترة الأخيرة من حكم بني أمية. ففي هذه الفترة الأخيرة التي تبدأ من سنة مائة وخمس وعشرين إلى سنة مائة واثنتين وثلاثين انفجرت العصبيات القبيلة، وفتحت فاهًا كألسنة النيران، دون أن يستطيع أحد أن يوقفها أو أن يسد فاهًا؛ لأن بعض الخلفاء الأواخر لم يكونوا أهلًا للقيادة، فعجزوا عن التصدي لهذه العصبيات، بل كانوا هم سببًا في اشتعالها. وقد زاد الأمر خطرًا أن تلك العصبيات انفجرت في الشام، وهي الحصن الحصين للدولة الأموية، فانقلبت عليهم القبائل اليمنية الحليف التقليدي لهم؛ بسبب تقلب سياسة الخلفاء وتذبذبها في الاعتماد على اليمنيين تارة، وعلى القيسيين تارة أخرى، فإذا تقدم اليمنية احتلوا مراتب الدولة ونكلوا بالقيسية، وإذا قدّم أحد الخلفاء القبائل القيسية وعادوا إلى بعض مناصب الحكم نكلوا من خصومهم اليمنيين. والأخطر من ذلك أن العرب خلال عمليات الفتح الإسلامي حملوا خلافاتهم وعصبياتهم في كل أرض يحلون بها، وبخاصة في خراسان بمشرق العالم الإسلامي، حيث أسهم بعض الولاة في تفاقم نار العصبية، والعمل على إشعالها، بسوء سياستهم وضيق أفقهم، فكان إذا جاء أمير ينتسب إلى اليمنية تعصب لقومه، وخصهم بالوظائف والمزايا، واضطهد القيسيين، وإذا جاء أمير من القيسية فعل عكس ذلك، والنتيجة أن خراسان لم تنعم بالاستقرار في أخريات حكم الأمويين. وكانت الأحوال تنتقل من سيء إلى أسوأ، مما ساعد الدعاة العباسيين، الذين اتخذوا من خراسان تربة خصبة لدعوتهم، ساعدهم على استثمار هذه الأوضاع لصالحهم، وأن يستغلوا الخلاف بين الفصائل العربية المتنازعة، ويحققوا نصرًا كبيرًا على الجيوش الأموية، كان المنطلق لتحقيق باقي الانتصارات ضد الوجود الأموي. 3. موقف الموالي من الدولة الأموية، والموالي هم سكان البلاد التي فتحها المسلمون، وكان هؤلاء من عناصر غير عربية، ويمكن تقسيمهم إلى أربع طوائف رئيسية: الطائفة الأولى: أسلمت إسلامًا حقيقيًّا، وارتفعوا فوق العصبيات القومية مثل: الإمام الحسن البصري، والإمام محمد بن سيرين، وعطاء بن يسار، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، فهذه الطبقة أسلمت وحسن إسلامها، ولم ترَ بأسًا أن يحكمها العرب، ونظرت إليهم نظرة تقدير واحترام لأنهم سبب هدايتها. وقد بادل العرب هذه الطائفة ودًّا بودٍّ وتقديرًا بتقدير، كما أن علماء هذه الطائفة من الموالي كانوا موضع احترام من المجتمع والدولة، وكان تأثيرهم في الحركة العلمية عظيمًا. الطائفة الثانية: هم الذين أسلموا إسلامًا خفيفًا، ولم تتخلص تمامًا من الماضي، وظلت تفخر بالأمجاد الفارسية القديمة، وهذه الطائفة لم ترفض الإسلام دينًا، لكنها رفضت السيادة والحكم العربيين، وظلت تسعى للقضاء عليهما، وكانت هذه الطائفة نواة الحركة الشعوبية التي نادت بتفضيل الفرس على العرب. الطائفة الثالثة: أسلمت نفاقًا؛ لأنها رأت أن السبيل إلى المال والجاه لا يكون إلا بالدخول في الإسلام، فأعلنت اعتناقه ولم يدخل الإيمان في قلوبها، ولم تدع فرصة للكيد للمسلمين إلا استغلتها، كما دعت إلى الشعوبية وإلى المذاهب الدينية الهدامة الباطلة، وهذه الطائفة كانت أساسًا لما عُرف بحركة الزندقة، التي ظهرت في مطالع العصر العباسي. الطائفة الرابعة: هي التي لم تسلم أبدًا، وبقيت على ديانتها بفضل الحرية التي منحها العرب لأهل البلاد المفتوحة، وقد كان لبعض الموالي من الفرس مواقف عدائية من الدولة الأموية، على الرغم من تسامح الحكومة معهم وإشراكهم في الإدارة، بل تفضيلهم أحيانًا على العرب أنفسهم. فلم يترك هؤلاء فرصة للخروج والثورة عليها إلا انتهزوها، ولا دعوة لثائر إلا انضموا إليه، فقاتلوا مع المختار بن عبيد الله الثقفي في الكوفة سنة ست وستين إلى سبع وستين، وقاتلوا مع عبد الرحمن بن الأشعث سنة واحد وثمانين، ومع يزيد بن المهلب، وغيرهم من الثائرين كما أنهم ناصروا الخوارج، وتحالفوا مع الشيعة دائمًا. ويذكر أن عدد الموالي الذين انضموا إلى ثورة ابن الأشعث كان مساويًا لعدد العرب المشاركين في هذه الثورة. إن هذه المواقف العدائية من الموالي أو من بعض الموالي تجاه الدولة الأموية جعلت الباحثين يظنون أنهم فعلوا ذلك لظلم وقع عليهم من الدولة، وراحوا يكيلون التهم جُزافًا للأمويين بأنهم متعصبون ضد الموالي، وهذا اتهام لم يقم عليه دليل ولا سند تاريخي، وبعيد عن واقع الأمر، والحق أن الدولة الأموية قد عرفت بتسامحها مع غير المسلمين من أهل الذمة، فكيف تضيق بالمسلمين من الموالي وتضطهدهم. ولعل السبب الرئيسي في عداء الموالي للدولة يكمن في أن طوائف منهم -كما ذكرنا- لم يستطيعوا أن يتخلصوا تمامًا من الماضي، حيث كانوا أصحاب السيادة على العرب قبل الإسلام، فلما فتح المسلمون بلادهم عز عليهم أن يحكمهم العرب فعملوا على تقويض الدولة. ومع ذلك وفي الوقت الذي ننفي فيه القول باضطهاد الدولة الأموية للموالي، فإننا لا ننكر أن يكون بعض الولاة العرب قد نظروا إلى الموالي الفرس نظرة كبر وتعالٍ، وأوقعوا بهم صورًا من الظلم مثل: فرض الجزية على من أسلم من أهل الذمة، لكن ذلك لم يكن سياسة دولة، وإنما نتج عن تجاوز وسوء فهم لأحكام الإسلام من بعض الأمراء، أو لأسباب سياسية واقتصادية عمقت الشكوك في حقيقة إسلام هؤلاء الموالي. 4. التآكل والانشقاق الداخلي للأسرة الأموية الحاكمة، وعدم المواءمة بين اتساع حركات الفتوحات والعمل على تثبيت الإسلام، ومع أن الثورات والفتن الكثيرة التي قامت ضد بني أمية على امتداد تاريخهم كانت من أسباب ضعفهم، وكبدت الدولة الكثير من الجهد والمال والرجال، فإن ذلك لا يعد من الأسباب الأساسية في سقوط بني أمية. فهذه الخلافات تكاد تكون من سنن الله في المجتمعات، ولا توجد دولة بلا خصوم من داخلها ومن خارجها، ومع أننا لا نستطيع أن ننكر تأثير العصبيات القبلية على مسيرة الدولة، وخصوصًا في الفترة الأخيرة من تاريخها، فإن ذلك أيضًا لا يعد من الأسباب الجوهرية لسقوط دولة بني أمية، فإنهم استطاعوا في معظم تاريخهم تحقيق التوازن والعدل بين القوى المتنافسة على الرئاسة والشرف، وليس صحيحًا -كما ذكرنا- أن الدولة الأموية كانت دولة عربية متعصبة ضد الموالي. نقول: إن ذلك كله لا يكفي لتفسير سقوط هؤلاء العظماء، وهي أسباب تكاد توجد في معظم الدول والحضارات، وكثير من الدول عاشت أضعاف أضعاف ما عاش بنو أمية، وهي تحمل جراثيم الفناء أكثر مما كانوا يحملون، وإذا كان الأمر كذلك كما قررنا فما الأسباب الحقيقية إذًا؟ ليس هناك إلا حقيقتان: الحقيقة الأولى: أن بني أمية انهاروا من الداخل، نعم انهاروا من الداخل، وأنهم انتحروا عندما تفرغوا لمحاربة بعضهم بعضًا، وتبادلوا مواقع الموت، وتركوا الدولة في السنوات السبع الأخيرة تتعرض لأشد المخاطر، حتى جاء من قضى عليهم جميعًا وهم العباسيون. الحقيقة الثانية: أن بني أمية وقعوا في خطأ حضاري كبير، وهو أنهم لم ينبعثوا بتيار حضاري يتمم تيارات الفتوحات الكبرى ويكمله، ويمتص كل حركات الخروج والفتن والثورات. لقد كان بإمكانهم تحويل كل المناوئين لهم إلى عاملين معهم في مجال نشر الإسلام والعربية، والقضاء على الفرق والطوائف والشيع بالحوار والفكر، ونشر الإسلام الصحيح، وترجمته إلى لغات البلاد المفتوحة، وتحقيق إسلام وتعريب كاملين لهذه الأراضي الشاسعة التي فتحها الله عليهم، بمعنى وفي إيجاز شديد: تحقيق التوازن بين الدولة والدعوة أو بين الأرض والعقيدة، أو بين السياسة والفكر. وكانت هذه رسالة عظمى لم يتقدم فيها الأمويون بصورة كافية، كما تقضي طبيعة الظروف والتحديات، وكما تقتضي الاستجابة الملائمة للتحدي، وهذا هو الخطأ الحضاري الكبير الذي وقع فيه بنو أمية، فانهارت دولتهم بسرعة، وباختصار شديد فيما يتعلق بهذه الحقيقة الثانية: أن الدولة الأموية لما وسعوا رقعة الفتوحات على الناحية العسكرية، فإنهم لم يتوسعوا في الدعوة ونشر الإسلام بنفس القدر، وبنفس الكفاية وبنفس الاتساع، ومن هنا جاء انهيار دولتهم سريعًا. هذه هي الأسباب الرئيسة، التي تفسر لنا سقوط دولة بني أمية http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=17084 |
#2
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع جميل وقيم ومهم جدا ويحتاج الى وقفات ودراسات كثيرة ولكنى ارى فى هذه العبارة افتئات كبير على مقام النبوة وكذلك مقام الخلافة الراشدة: اقتباس:
__________________
قـلــت : [LIST][*]من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*]ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*]ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*]ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|
#3
|
|||
|
|||
__________________
|
#4
|
|||
|
|||
رد: اسباب سقوط الدوله الأمويه
الاسلام هو الحل
|
أدوات الموضوع | |
|
|