للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
موت القلوب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين حياكم الله جميعا الدال على الخير وفاعل الخير واحد ان شاء الله العالم الان في حاله من التشويه والحرب على الاسلام يتكالبون على الاسلام نرد عليهم بكلام العلماء ونحن بحاجه ان نرجع للعلماء وبعد ما درست في الموضوع دا بصراحه اجد الخير في العلماء السابقون لا المعاصرون لماذا الهجوم على علماء العصر بختصار لا اريد ان اغرق واهلك اعلم اني سوف اجد استغراب من الاخوه لاكن الدين واضح نتتبع السلف الصالح لغاية الرسول صلى الله عليه وسلم وانصح الجميع اتباع العلماء الذين توفاهم الله والتابعين منهم ابن باز ابن العثيمين محمد بن عبد الوهام مفروض يكونوا قدوه لمن اتبعهم ولهاذا لا ارى علماء العصر الحالي يتكلمون عن من سلفهم وعلمنا الحق ندخل في الموضوع حتى لا اطيل عليكم موضوع يحتاج قلب مخلص لله أولاً: ظهور الذنوب والمعاصي وانتشار جميع أنواع المنكرات: إن السكوت عن قول كلمة الحق أو التخلي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُجَرِّئُ أهل الباطل على نشر باطلهم، ويشجع أهل الفجور على التمادي في فجورهم، ولذلك "فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس"(2)، فهو بسكوته يعين على نشر المنكرات والمعاصي، بل ويشاركهم في وزرهم إن كان قادراً على التغيير ولم يقم بذلك، وما ظهرت هذه الذنوب والمعاصي في أي أمة إلا بسبب سكوت أهل الحق وتخليهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ثانياً: استعلاء أهل الشر والفساد وسيطرة الأشرار على مقاليد الأُمور: ومن عواقب التخلي عن أداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ازدياد عدد المنحرفين وأهل الشر والفساد في الأرض، وانحسار عدد الصالحين وأهل الخير والتقى، وبازدياد عدد المفسدين والأشرار وانحسار عدد المصلحين والأخيار تكون الأجواء والظروف مهيأة لأهل الفجور للتمادي في انحرافهم وشرّهم وإفسادهم لعباد الله، وذلك لغياب من يردعهم، ومن يقف في وجوههم ليصدهم عن شرهم وفسادهم، حيث يأمنون من عدم الاعتراض وعدم الملاحقة، فتنطلق إرادتهم الضعيفة أمام الشهوات، وأنفسهم الشريرة من عقالها، فيعملون ما يحلو لهم، ثم يكون الأمر لهم ليسيطروا على مقاليد الأمور، ويوجهون الناس حسبما يرون ويشاءون، وتكون الكرّة لهم لملاحقة ومطاردة الأخيار والصالحين في جميع ميادين الحياة، ولا يبقى للأخيار والصالحين أي منفذٍ للنجاة أو النهوض بالأمر من جديد، فيعيشون الذل والامتهان إضافة إلى الأذى والتعذيب، وأعظم من ذلك تخلي الرعاية الإلهية عنهم، وعدم استجابة الله تعالى لدعائهم.(3) وإذا علا الفجار والأشرار في المجتمع كان ذلك بداية للدمار والخراب كما أُثر عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "توشك القرى أن تخرب وهي عامرة قيل وكيف تخرب وهي عامرة، قال إذا علا فجارُها أبرارَها وساد القبيلةَ منافقوها"(4). قال الإمام السعدي رحمه الله في كلامه عن عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: " ومنها: أن ذلك يجرئ العصاة والفسقة على الإكثار من المعاصي إذا لم يردعوا عنها، فيزداد الشر، وتعظم المصيبة الدينية والدنيوية، ويكون لهم الشوكة والظهور، ثم بعد ذلك يضعف أهل الخير عن مقاومة أهل الشر، حتى لا يقدرون على ما كانوا يقدرون عليه أوَّلا "(5). ثالثاً: انتفاء وصف الخيرية عن الأمة: ومن عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، زوال وصف الخيرية عن الأمة، لأنهم لم يستحقوا الثناء والمدح إلا لتحققهم بهذا الفعل، فإذا انتفى عنهم القيام بهذه الفريضة ينتفي عنهم الوصف بالخيرية، لأن انتفاء اللازم مستلزم لانتفاء الملزوم، قال الإمام القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى: ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ مدحٌ لهذه الأمة ما أقاموا ذلك واتصفوا به، فإذا تركوا التغيير وتواطأوا على المنكر زال عنهم اسم المدح ولحقهم اسم الذم، وكان ذلك سببا لهلاكهم"(6). وأي خير يبقى للأمة إن تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي به يظهر الحق ويزهق الباطل، وما أحسن ما تكلم به ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن حال هؤلاء، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها، وهو بارد القلب، ساكت اللسان، شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين، وخيارهم المتحزن المتلمظ ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون وهو موت القلوب فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل"(7). رابعاً: الهزيمة أمام الأعداء: من سنن الله تعالى أنه ينصر من ينصر دينه، وعلى العكس من ذلك فإن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أسباب الهزيمة أمام الأعداء، وذلك أن الساكت عن قول كلمة الحق إما أنه ممن ﴿يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ [النساء: 77]، وإما أنه قد انهزم أمام نفسه، واستسلم لهواه وشهواته، وأصبح لا يتمعر وجهه لمحارم الله تعالى، وفي كلا الحالين فهو لا يستحق نصر الله له، وقد مرّ معنا سابقاً حديث عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم، فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء، فتوضأ، وما كلم أحدا، ثم خرج، فلصقت بالحجرة أسمع ما يقول، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى يقول لكم: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوني، فلا أجيبكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم»، فما زاد عليهن حتى نزل(8). فمن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مخافة المخلوقين الذين لا يملكون ضراً ولا نفعاً نزعت منه الهيبة أمام الأعداء، وهذا ما نراه ونلمسه في واقعنا اليوم من تسلط الأعداء على أمة الإسلام وتوجه السهام إليها من كل حدب وصوب، وفقدان هيبتها أمام أعدائها وما ذلك إلا بتخليها عن منهج ربها وتركها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو صمام أمنها ومصدر عزتها، فإذا خذلت دينها وكتابها كان الجزاء من جنس العمل كما قال سبحانه: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران: 160]. ومن أعظم درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجهاد في سبيل الله تعالى، الذي تخلى عنه كثير من المسلمين، ولم يحصدوا من وراء ذلك إلا حياة الذل والهزيمة، والاستسلام لأعداء الأمة. خامساً: سبب لعنة الله: عندما ترك بنو إسرائيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لعنوا على لسان أنبيائهم، قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة: 79،78]. قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "﴿كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون﴾ أي كان لا ينهى أحدٌ منهم أحداً عن ارتكاب المآثم والمحارم ثم ذمهم على ذلك ليحذر أن يرتكب مثل الذي ارتكبوه"(9). وفي هذا المعنى حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض» ثم قال: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ إلى قوله ﴿فَاسِقُونَ﴾ [المائدة: 78 -81]، ثم قال: «كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا»(10). زاد الطبراني: «أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم» قال خلف: «تأطرونه»: تقهرونه(11). ويكون اللعن على في المقام الأول على العلماء والدعاة وطلاب العلم؛ لأنهم المبلغون عن الله، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "فعلى العالم من عبودية نشر السنة والعلم الذي بعث الله به رسوله ما ليس على الجاهل، وعليه من عبودية الصبر على ذلك ما ليس على غيره"(12)، فتركهم لهذا الواجب وسكوتهم عن ذلك من كتم العلم الذي يجب بيانه للناس، فلقد لعن الله أحبار اليهود ورهبانهم عندما كتموا الحق الذي عرفوه في كتبهم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم فلم يبينوا ذلك لأتباعهم فنزل فيهم قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ [البقرة: 159]. وقد استدل العلماء بهذه الآية على وجوب تبليغ العلم، وإظهار الحق للناس، دون أخذ الأجرة عليه، إذ لا يستحق الأجرة على ما يجب عليه فعله، كما لا يستحق الأجرة على الإسلام(13). قال الإمام الشوكاني رحمه الله: "قوله: ﴿إِنَّ الذين يَكْتُمُونَ﴾ إلى آخر الآية فيه الإخبار بأن الذي يكتم ذلك ملعون، واختلفوا مَن المراد بذلك؟ فقيل أحبار اليهود، ورهبان النصارى، الذين كتموا أمر محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل كل من كتم الحق، وترك بيان ما أوجب الله بيانه، وهو الراجح؛ لأن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما تقرر في الأصول، فعلى فرض أن سبب النزول ما وقع من اليهود، والنصارى من الكتم، فلا ينافي ذلك تناول هذه الآية كل من كتم الحق، وفي هذه الآية من الوعيد الشديد ما لا يقادر قدره، فإن من لعنه الله، ولعنه كل من يتأتى منه اللعن من عباده، قد بلغ من الشقاوة، والخسران إلى الغاية التي لا تلحق، ولا يدرك كنهها"(14). سادساً: نزول العقوبات العامة كما علمنا سابقاً أن القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدفع العقوبات والمصائب عن العباد، ويكون سبباً في نجاتهم، فعلى العكس من ذلك يكون التخلي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبباً في جلب المصائب والعقوبات، وقد يكون سبباً في هلاكهم، ولو شاء الله أن يحاسب الناس على أفعالهم في الدنيا لما نجا أحد من عذاب الله كما قال سبحانه: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرا﴾ [فاطر: 45]، فالله سبحانه يعفو عن الكثير من ذنوب عباده بمنه وحلمه وكرمه. وهذه السنن جارية في العباد أفراداً ومجتمعات، فلا تنزل مصيبة بعبد إلا بسبب ذنب اقترفه أو معصية وقع فيها فعن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يصيب عبداً نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر»، قال: وقرأ: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30] (15). هذا إذا كانت العقوبة متعلقة بالعبد بسبب بعده عن الله أو وقوعه في بعض الذنوب والمعاصي، فكيف إذا ظهرت الذنوب والمعاصي أمام الملأ، ومارسها بعض الناس جهاراً نهاراً، كما نراه اليوم ونسمعه في بعض المجتمعات، التي أصبحت فيها المنكرات تنتشر بطرق رسمية، وتهيأ لها الأجواء المناسبة، ويحاط أهلها بالعناية والرعاية، ليكون لهم الحرية الكاملة في إفساد الناس، تحت غطاء الحرية الشخصية، أو التعبير عن الرأي، أو غير ذلك من الشعارات المغلوطة ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد حذر الله سبحانه عباده المؤمنين من القعود عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو التراخي عن الدعوة وإرشاد الناس إلى الخير فيكون ذلك سبباً في وقوع الفتنة التي لا تختص بمن يمارسها من العاصين دون الطائعين بل تتعدى هؤلاء الواقعين في المنكر لتعمّ الصالح والطالح كما قال سبحانه: ﴿وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25]. قال ابن عباس رضي الله عنه: "أمر الله المؤمنين ألا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم العذاب" (16). قال الإمام الشنقيطي: "والتحقيق في معناها أن المراد بتلك الفتنة التي تعم الظالم وغيره هي أن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بالعذاب، صالحهم وطالحهم وبه فسرها جماعة من أهل العلم والأحاديث الصحيحة شاهدة لذلك"(17). وقد يقال: كيف يعم العذاب الصالح والطالح والله تعالى يقول: ﴿وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام: 164]، فكيف يؤاخذون بجريرة غيرهم؟؟. والجواب: أن ظهور هذه المعاصي والمجاهرة بها كان بسبب سكوت الصالحين عن إنكارها مع كونهم قادرين على تغييرها والحيلولة دون وقوعها، فيعتبر ذلك السكوت -الذي لا مبرر له- من علامات الرضا والإقرار بالمنكر. فمثلهم كمثل المجموعة الذين أرادوا خرق السفينة في نصيبهم وليس في نصيب الآخرين، ويبدو قصدهم حسناً، وهو عدم إيذاء جيرانهم، ولكن الهلاك لم يقتصر على من باشر الخرق، وإنما هو عام لكل ركاب السفينة، وهكذا فاعلو المنكر قد يظن من لم يفعل المنكر مثلهم، أنه سينجو من العقاب الذي ينزله الله بهم، ولو سكت عن منكرهم فلم ينكره، ولكن العقاب النازل بسبب فعلهم لا يخصهم، وإنما يعم معهم غيرهم، لعدم قيام المجتمع بتغيير ذلك المنكر.(18) قال الشهيد سيد قطب رحمه الله: "والجماعة التي تسمح لفريق منها بالظلم في صورة من صوره -وأظلم الظلم نبذ شريعة الله ومنهجه للحياة- ولا تقف في وجه الظالمين، ولا تأخذ الطريق على المفسدين، جماعة تستحق أن تؤخذ بجريرة الظالمين المفسدين.. فالإسلام منهج تكافلي إيجابي لا يسمح أن يقعد القاعدون عن الظلم والفساد والمنكر يشيع (فضلا على أن يروا دين الله لا يتبع؛ بل أن يروا ألوهية الله تنكر وتقوم ألوهية العبيد مقامها!) وهم ساكتون، ثم هم بعد ذلك يرجون أن يخرجهم الله من الفتنة لأنهم هم في ذاتهم صالحون طيبون!"(19). وقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث التي تبين أن العذاب يعم المجتمع برمته إذا ظهرت المعاصي بين فئة منهم مع سكوت الآخرين القادرين على تغييرها، وتخليهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان الآخرون صالحين، فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز منهم وأمنع لا يغيرون إلا عمهم الله بعقاب»(20)، وفي رواية: «هم أكثر وأعز ممن يعمل بها»(21). وعنه أيضاً -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا»(22)، وفي رواية «بعقاب»(23) بدلاً من لفظة «بعذاب». قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى الله: "«ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي» أي: وهم ممن لم يعمل بها بل عمل بها غيرهم «هم أعز» أي: أمنع «وأكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم الله منه بعقاب» لأن من لم يعمل إذا كانوا أكثر ممن يعمل كانوا قادرين على تغيير المنكر غالبا فتركهم له رضا بالمحرمات وعمومها وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح"(24). وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه» قالت: وفيهم أهل طاعة الله عز وجل؟ قال:«نعم ثم يصيرون إلى رحمة الله تعالى»(25). وفي رواية عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب، قلت: يا رسول الله، أما في الناس يومئذ ناس صالحون، قال: بلى، قلت: فكيف يصنع أولئك؟، قال: يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان»(26). وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول: «لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه» وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم إذا كثر الخبث»(27). وعن قيس بن أبي حازم قال قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: 105]، وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه»(28). وفي رواية أخرى «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه»(29). قال صاحب مصابيح التنوير في شرح هذا الحديث: "«إن الناس» المطيقين لإزالة الظلم مع سلامة العافية «إذا رأوا الظالم» أي: علموا بظلمه «فلم يأخذوا على يديه» أي: لم يمنعوه من الظلم بفعل أو قول. قال ابن جرير: وخص الأيدي لأن أكثر الظلم بها كقتل وجرح وغصب «أوشك» بفتح الهمزة والشين أي: قارب أو أسرع «أن يعمهم اللّه بعقاب منه» إما في الدنيا أو الأخرى أو فيهما لتضييع فرض اللّه بغير عذر وزاد قوله «منه» زيادة في التهويل والزجر والتحذير وقد أفاد بالخبر أن من الذنوب ما يعجل اللّه عقوبته في الدنيا ومنه ما يمهله إلى الآخرة والسكوت على المنكر يتعجل عقوبته في الدنيا بنقص الأموال والأنفس والثمرات وركوب الذل من المظلمة للخلق وقد تبين بهذا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية لا عين، إذ القصد إيجاد مصلحة أو دفع مفسدة لا تكليف فرد فرد فإذا أطبقوا على تركه استحقوا عموم العقاب لهم وقد يعرض ما يصيره فرض عين"(30). ثم قال في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «عليكم أنفسكم»: "فمعناه إذا فعلتم ما كلفتم به لا يضركم تقصير غيركم وفيه تحذير عظيم لمن سكت عن النهي فكيف بمن داهن؟ فكيف بمن رضي فكيف بمن أعان؟! نسأل اللّه السلامة"(31). وهذا يبين سنة من سنن الله تعالى في الأمم والمجتمعات فإن الأمة التي يقع فيها الظلم والفساد فينهض من يدفع عنها وينكر المنكر هي أمة ناجية لا يأخذها الله بالعذاب والتدمير، أما الأمة التي يظلم فيها المستبدون ويفسد فيها المفسدون فلا يكون فيها من ينكر المنكر ويجابه الفساد أمة مهددة بالدمار والعقاب العام فالأخذ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام أمان وسبب نجاة للجميع.(32) والعقاب الإلهي له مظاهر وألوان مختلفة، فقد يكون بنزع البركات والخيرات، وقد يكون بنزول الآفات السماوية، أو إذاقة البعض بأس البعض الآخر، أو الزلازل والبراكين، أو بالخسف والمسخ، وما يعلم جنود ربك إلا هو، نسأل الله أن يجنبنا سخطه وعقابه. سابعاً: عدم استجابة الدعاء: ومن عواقب ترك هذه الفريضة عدم استجابة الدعاء، فعن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم»(33). قال المباركفوري: "والمعنى: والله إن أحد الأمرين واقع إما الأمر والنهي منكم وإما إنزال العذاب من ربكم ثم عدم استجابة الدعاء له في دفعه عنكم بحيث لا يجتمعان ولا يرتفعان فإن كان الأمر والنهي لم يكن عذاب وإن لم يكونا كان عذاب عظيم"(34). وعن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم»(35). قال المناوي رحمه الله: "«مروا بالمعروف» أي بكل ما عرف من الطاعة من الدعاء إلى التوحيد والأمر بالعبادة والعدل بين الناس «وانهوا عن المنكر» أي المعاصي والفواحش وما خالف الشرع من جزيئات الأحكام، وعَرَّفَهُما إشارة إلى تقررهما وثبوتهما"(36). ومما يدل على ذلك أيضاً حديث عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم، فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء، فتوضأ، وما كلم أحدا، ثم خرج، فلصقت بالحجرة أسمع ما يقول، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى يقول لكم: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوني، فلا أجيبكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم»، فما زاد عليهن حتى نزل.(37) قال الإمام المناوي رحمه الله: "وأخذ الذهبي من هذا الوعيد أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الكبائر قال ابن العربي: والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل في الدين وعمدة من عمد المسلمين وخلافة رب العالمين والمقصود الأكبر من فائدة بعث النبيين وهو فرض على جميع الناس مثنى وفرادى بشرط القدرة والأمن"(38). وروى الإمام أحمد رحمه الله عن حذيفة رضي الله عنه أنه كان يقول لبعض أصحابه: " إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيصير منافقا وإني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر وَلَتَحَاضُّنَّ على الخير أو لَيُسْحِتَنَّكُمْ الله جميعا بعذاب أو لَيُؤَمِّرَنَّ عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم"(39). وقال بعض السلف: "إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بان ترى ما يسخطه فتجاوزه ولا تأمر ولا تنهى خوفا ممن لا يملك ضرا ولا نفعا... من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مخافة المخلوقين نزعت منه هيبة الله تعالى فلو أمر بعض ولده أو بعض مواليه لا ستخف به فكيف يستجاب دعاؤه من خالقه؟"(40). وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يقومون بهذه الفريضة على أكمل وجه، لا يخافون في الله لومة لائم، ونقلت عنهم الكثير من التوجيهات والتحذيرات من التفريط في هذا الأمر من ذلك ما روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: "لتأمرنّ بالمعروف ولتنهوُنّ عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطاناً ظالماً لا يجلّ كبيركم ولا يرحم صغيركم ويدعو خياركم فلا يستجاب لهم، ويستنصرون فلا ينصرون، ويستغفرون فلا يغفر لهم"(41). ثامناً: الخسران في الدنيا والآخرة: كما علمنا سابقاً أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب الفلاح في الدنيا والآخرة فعلى خلاف ذلك يكون ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب الخسران في الدنيا والآخرة، فلقد أقسم الله عز وجل في كتابه الكريم أن كل إنسان في هذه الدنيا في خسارة، إلا من حقق مراتب أربعة ذكرها الإمام ابن القيم عند قوله تعالى: ﴿وَالْعَصْر ِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 1-3]. قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "إن المراتب أربعة وباستكمالها يحصل للشخص غاية كماله إحداها: معرفة الحق، الثانية: عمله به، الثالثة تعليمه من لا يحسنه، الرابعة: صبره على تعلمه والعمل به وتعليمه فذكر تعالى المراتب الأربعة في هذه السورة وأقسم سبحانه في هذه السورة بالعصر إن كل أحد في خسر ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾وهم الذين عرفوا الحق وصدقوا به فهذه مرتبة، ﴿وعملوا الصالحات﴾ وهم الذين عملوا بما علموه من الحق فهذه مرتبة أخرى، ﴿وتواصوا بالحق﴾ وصى به بعضهم بعضا تعليما وإرشادا فهذه مرتبة ثالثة، ﴿وتواصوا بالصبر﴾ صبروا على الحق ووصى بعضهم بعضا بالصبر عليه والثبات فهذه مرتبة رابعة" (42). قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "﴿وتواصوا بالحق﴾ وهو أداء الطاعات وترك المحرمات ﴿وتواصوا بالصبر﴾ أي على المصائب والأقدار وأذى من يؤذي ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر"(43). فهذه السورة القصيرة في آياتها، الواسعة في مدلولاتها قد جمعت الكثير من أصول الدين ولذلك قال الإمام الشافعي رحمه الله: "لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم"(44). ويظهر خطر ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للاعتبار والتفكر في بيان حال الناس مع هذه الفريضة، ففي حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا»(45). فقوله صلى الله عليه وسلم: «فإن يتركوهم وما أرادوا» أي: فإن يترك الذين سكنوا فوقهم إرادة الذين سكنوا تحتهم من الخرق.. «هلكوا جميعا» أي: كلهم الذين سكنوا فوق والذين سكنوا أسفل لأن بخرق السفينة تغرق السفينة ويهلك أهلها.(46) ويظهر التشبيه وضرب المثل في هذا الحديث بمعرفة عدة فوائد منها: الأولى: أن سكوت أصحاب السفينة عن شركائهم الذين أرادوا خرقها سبب هلاكهم في الدنيا، فكذلك سكوت المسلمين عن الفاسق وترك الإنكار عليه سبب هلاكهم في الدنيا بنزول العقوبة العامة وفي الآخرة بالعذاب الأليم. الثانية: أن تحجج المفسدين بقولهم إنما نخرق في نصيبنا، لا ينجي أصحاب السفينة من الهلاك، فكذلك قول مرتكب المنكر: إنما أجني على ديني لا على دينكم، وعليكم أنفسكم، ولي عملي ولكم عملكم، وكل شاة معلقة بعرقوبها، ونحو هذا الكلام مما يجري على ألسنة الجاهلين، فهذا لا ينجي المسلمين من الإثم والعقوبة وذلك لأن شؤم فعله وسوء عاقبته فساد يشملهم أجمعين. الثالثة: أنه إذا قام أحد الشركاء في السفينة بمنع المفسدين من خرقها كان سببًا في نجاة أهل السفينة كلهم، كذلك من قام من المسلمين بإنكار المنكر كان قائمًا بفرض الكفاية عنهم، وكان سببًا لنجاة المسلمين جميعًا من الإثم، وله عند الله الأجر الجزيل على ذلك. الرابعة: أنه إذا أنكر مُنْكِر من أهل السفينة على الشريك الذي أراد خرقها، فاعترض عليه معترض منهم، نسب ذلك المُعترض إلى الحمق وقلة العقل، والجهل بعواقب هذا الفعل، إذ المُنكِر ساعٍ في نجاة المُعترض وغيره، كذلك لا يعترض على من ينكر المُنكَر إلا من عظم حمقه وقل عقله، وجهل عواقب المعصية وشؤمها، إذ المُنكِر قائمٌ بإسقاط الفرض الواجب على المعترض وغيره، وساع في نجاتهم وخلاصهم من الإثم والحرج. الخامسة: أن من سكت عن خرق الشريك السفينة مع استطاعته حتى غرق آثم فيما نـزل به، وعاص بقتل نفسه، كذلك الساكت عن إنكار المنكر آثم بسكوته، عاص بإهلاك نفسه. السادسة: أن شركاء السفينة إذا سكتوا عمن أراد خرقها كانوا هم وإياه في الهلاك سواء، ولم يتميز المفسد في الهلاك من غيره، ولا الصالح منهم من الطالح، كذلك إذا سكت الناس عن تغيير المنكر عمهم العذاب ولم يميز بين مرتكب الإثم وغيره، ولا بين الصالح منهم وغيره كما سيأتي. السابعة: أنه لا يقدم من الشركاء على خرق السفينة إلا من هو أحمق، يستحسن ما هو في الحقيقة قبيح، ويجهل عاقبة فعله الشنيع، كذلك لا يقدم على المعصية إلا من استحسنها لنفسه، وجهل ما فيها من عظيم الإثم وأليم العاقبة، إذ لو علم حق العلم أنه يفعل في دينه بمعصيته من الفساد ما يفعله خارق السفينة؛ لما أقدم على المعصية أبدًا. الثامنة: أنه لا يقدم على خرق السفينة من آمن يقينًا بما في خرقها من هلاكه، إذ لا يقدم على إهلاك نفسه إلا من جهل أو شك فيه، كذلك لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن بوعيد الله تعالى وأليم عذابه على الزنا، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن.(47) تاسعاً: ظهور الفساد في جميع جوانب الحياة (الديني، الاجتماعي، الأخلاقي، السياسي، الاقتصادي، الصحي، الإعلامي): أ- الفساد في الجانب الديني: في هذا الجانب يظهر الشرك والبدع وكل مظاهر الخرافات والأوهام، وتتزعزع عقائد الناس ويضعف إيمانهم بالله تعالى وباليوم الآخر، وتتضاءل صلتهم بالله تعالى، ويقل الوازع الديني في قلوبهم، ويكثر الجهل بالدين، ويندرس العلم، وتتزين المعصية في صدور الناس، لعدم وجود من يقبح الفعل وينكره أمام العصاة، بل قد يصبح الحق باطلاً والباطل حقاً، والمعروف منكراً والمنكر معروفاً، ويتخذ الناس رؤساء جهالاً يفتونهم بحسب هواهم وأمزجتهم، فيعيش الناس في حالة من الضلال والعمى والحيرة، وتظهر عليهم مظاهر الضياع والتخبط، ويقعون في شباك الشبهات التي يبثها أعداء الله، ويغرقون أمام الشهوات التي يسعى لنشرها أهل الفجور، ويطبع على القلوب التي تتقبل لهذه الفتن، كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه»(48). قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أول ما تغلبون عليه من الجهاد، الجهاد بأيديكم ثم الجهاد بألسنتكم ثم الجهاد بقلوبكم فإذا لم يعرف القلب المعروف ولم ينكر المنكر نكس فجعل أعلاه أسفله"(49)، ولما سئل حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه عن ميت الأحياء قال: "الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه"(50). وهذا من أعظم العقوبات أن يُطبع على القلب فلا يميز بين المعروف والمنكر، بل يصبح تبعاً لهواه، فكثرة الرؤية للمنكرات قد تقوم مقام ارتكابها في سلب القلب نور التمييز والإنكار؛ لأن المنكرات إذا كثر على القلب ورودها، وتكرر في العين شهودها، ذهبت عظمتها من القلوب شيئا فشيئًا، إلى أن يراها الإنسان فلا تخطر بباله أنها منكرات، ولا يميز بفكره أنها معاصي؛ لما أحدث تكرارها من تألف القلب لها،(51) وكما قيل في المثل: "إذا كثر الإمساس قلّ الإحساس"(52). ب- الفساد في الجانب الاجتماعي: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي إلى انتشار الظلم واستفحاله بين أفراد المجتمع، فتؤكل الأموال بالباطل، ويُستهان بالحقوق، وتضيع الأمانات، وتكثر الخيانات، وتنتهك الأعراض، وتتدابر الوجوه، وتتنافر القلوب، وينتشر الحقد والحسد(53)، فتضعف العلاقات الاجتماعية، وتتفكك الروابط بينهم، فيتطاول القوي على الضعيف، ويظهر العدوان والاضطهاد والاستبداد والاستغلال، لعدم وجود الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فتكثر المعاصي التي من عواقبها الخلاف والشقاق بين المسلمين، والتنافر بين قلوبهم كما أخبرنا بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «والذي نفس محمد بيده ما تواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما»(54)، وهذا ما نراه ونلمسه اليوم في كثير من المجتمعات التي انعدم فيها الإخاء والتعاون والتآزر والتكاتف والتناصر، فهُدد الناس في أرواحهم وأعراضهم وأموالهم ونفوسهم، حتى أصبحوا يعيشون حياة الضنك والبؤس والشقاء بسبب بعدهم عن منهج الله تعالى القائل: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾ [طه: 124]. ج- الفساد في الجانب الأخلاقي: إن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي إلى انتشار الرذائل وتقلص الفضائل، فتتسع جوانب الشر، وتظهر الفواحش علناً، ويعم الانحلال الأخلاقي، ويحقر أصحاب الفضل والصلاح، وتضعف شوكتهم، فيصعب عليهم عند ذلك مقاومة المنكرات لكثرتها، ويتفكك كيان الأسرة التي هي نقطة البدء في إصلاح الجيل الناشئ، وتنعدم المروءة بين أفراد المجتمع فلا ينظرون إلى المنكر أنه منكر، ويغتر الناس بالمعصية وتتزين في قلوبهم لعدم إنكار أهل الدين والعلم لها، فيظن بعض الجاهلين أنها ليست بمعصية، قال الشيخ السعدي: "السكوت على معصية العاصين، ربما تزينت المعصية في صدور الناس، واقتدى بعضهم ببعض، فالإنسان مولع بالاقتداء بأضرابه وبني جنسه"(55). فعند ذلك تنبذ في المجتمع الأخلاق الحسنة، وتفقد القيم والمبادئ، ويعيش المجتمع بأخلاق غير أخلاق الإسلام، ويتربى الناس على أخلاق مستوردة ممن لا خلاق لهم ولا دين. د- الفساد في الجانب السياسي: من عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجال السياسي وصول المنحرفين والمفسدين إلى المراكز الحساسة في السلطة السياسية، فيسوس المسلمين أهلُ الشر والفساد في الأرض، فيحكمون بغير شرع الله تعالى، وتعطل الحدود الشرعية، ويستبد الحاكم، ويوقع رعيته بالمشقة والعنت، وتسوء العلاقة بينه وبين رعيته، ويُوطد لمبدأ الاستسلام والانجرار وراء القوانين الوضعية التي تتصادم مع أحكام الشريعة الإسلامية. ومن جانب آخر فإن التخلي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي إلى ظهور أنواع كثيرة من المنكرات منها الغش في البيع والشراء ونقص المكيال والميزان الذي يكون عقوبته جور السلطان كما جاء من حديث عبد الله بن عمر قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: «يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في بأيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم»(56). هـ- الفساد في الجانب الاقتصادي: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي إلى عواقب وخيمة في الجانب الاقتصادي، وذلك بتسلط الأشرار على زمام الأمور في هذا الجانب، فتنشأ عن ذلك السياسات الاقتصادية الخاطئة التي تقوم على الإفقار والتجويع، بأخذ القروض الكبيرة التي تنهك كاهل البلد، ولتسديدها يتم فرض الضرائب الباهظة على السلع الأساسية التي لا يستغني عنها أي فرد في المجتمع، فتوقع العباد بالمشقة واللهث ليل نهار وراء لقمة العيش، التي لا تكاد تسد الرمق في بعض الأسر التي وقعت ضحية لهذا النوع من الفساد، وعند ذلك يفقد التوازن في اقتصاد الأمة بسبب عبث السفهاء بالأموال العامة، وصرفها في غير مصارفها، بل واحتكار الاستثمار في فئة قليلة من الناس، ويؤدي ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كذلك إلى محاربة الشركات والجهات التي تريد النهوض باقتصاد الأمة، ويُضَيّق على المحتسبين من أهل الاختصاص في هذا الجانب، وتنعدم الرقابة الشرعية على البنوك التي تريد أن تتعامل بالربا، وهي لا تعلم أنها تفتح على نفسها حرباً مع الله القائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 279،278]. و- الفساد في الجانب الصحي: ومن عواقب ترك لأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فساد الجانب الصحي في حياة الناس، فلا تقوم المستشفيات والمراكز الصحية بأداء واجبها بالشكل المطلوب، ويصبح هدفها الأول هو جمع الأموال من المرضى، ويفرط أهل الاختصاص في هذا الشأن بواجبهم أمام خالقهم، ويروج المفسدون للأدوية الفاسدة، وتحتكر بعض العقارات الطبية لغرض بيعها بمبالغ باهظة، ويتطبب من ليس بطبيب، وينتحل هذه المهنة من ليس أهلاً لها، وتفتح المراكز العلاجية دون رقابة من أهل الاختصاص، ويسمح للجهات الأجنبية بفتح مراكز مشبوهة تحت مسمى (العلاج بالمساج) الذي هو في الحقيقة دعوة إلى الرذيلة والفاحشة كما هو حاصل في بعض الدول الإسلامية، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن جانب آخر فإن بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستفحل الشر والرذيلة وتظهر الفاحشة، ويجاهر أهل المعاصي بمعاصيهم وفجورهم، وعند ذلك تظهر الأمراض والأوبئة عقوبة من الله عز وجل، وهذا ما حذر منه رسولنا صلى الله عليه وسلم وتنبأ به فعن عبد الله بن عمر قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: «يامعشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن»، وذكر منها: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا»(57). وكم هي الأمراض والأوباء والأوجاع التي ظهرت في عصرنا مما لم يعرفه أسلافنا الذين مضوا، هذه الأمراض الخطيرة كالزهري والسيلان والهيربس والإيدز وغير ذلك كثير، بسب انتشار الفواحش وظهور الانحلال الخلقي في المجتمعات ويرجع السبب الأصلي في ذلك إلى ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ي- الفساد في الجانب الإعلامي: كما أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دوراً كبيراً في إيجاد الإعلام الهادف، فعلى العكس من ذلك يكون من عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ظهور الإعلام الفاسد، الذي يدمر ولا يعمر، ويهدم ولا يبني، ويفسد ولا يصلح، ويفرق ولا يوفق، هذا الإعلام الذي يزيف الحقائق، ويقلب الوقائع بحسب أهواء وأمزجة أهل الفجور والشر، ليكون معول هدم في الأفراد والمجتمعات، ويسعى لتحقيق الأهداف الخبيثة التي رسمها أعداء الأمة، ويأتي بالكذبة التي تبلغ الآفاق في لحظات. هذا النوع من الإعلام هو ما نراه ونلمسه اليوم من وسائل إعلامية متعددة صوبَت سهامها الخبيثة لهجمة شرسة على هذه الأمة من أجل هدم أخلاقها، وسلخها من عقيدتها، وتغيير ثوابتها، هذا الإعلام الفاسد الذي يبث الشبهات حول الإسلام، وينال من علماء الأمة ويحقر من شأنهم، ويزعزع العلاقة بين أفراد المجتمع، ويفكك كيان الأسر، ويجمع أنواع الشر من جميع أقطار الأرض، ليمطرهم بتلك المناظر المخزية، والصور العارية والمسلسلات الفاضحة، بل ويعترض على أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، فالسكوت عن قول كلمة الحق والتخلي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا المجال هو الذي جَرَّأ أهل الفجور من التطاول على كتاب الله تعالى، والتطاول على رسوله صلى الله عليه وسلم، وتصدر أهل الأهواء للإفتاء في مسائل الدين، والتقول على الله بغير علم، فكيف يمكن لجيل أن ينهض أو يرتقي وقد أصبح أسيراً لهذا النوع من الإعلام الفاسد الذي أفسد جميع مجالات الحياة. خاتمة: وبعد أن عرفنا بعض العواقب التي تجنيها الأمة من تخليها عن واجبها الشرعي من القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، علنا نكون قد أدركنا شيئاً من حكمة الشارع بفرض هذه الفريضة العظيمة، وإيجابها على عباده، فبترك الأمة لهذه الشعيرة تظهر الذنوب والمعاصي وتنتشر جميع أنواع المنكرات، ويستعلي أهل الشر والفساد ويسيطر الأشرار على مقاليد الأُُمور، وينتفي وصف الخيرية عن الأمة، وتهزم أمام أعداءها، وتتسبب في لعنة الله لها، فعند ذلك تنزل العقوبات العامة التي تعم الصالح والطالح، وتفسد حياة الأمة بجميع جوانبها الدينية، والاجتماعية، والأخلاقية والسياسية، الاقتصادية، والصحية، والإعلامية، وإذا لجأت إلى ربها بالدعاء فأنى لها أن يستجيب لدعائها، وقد تخلت عن الاستجابة لدينه، فتكون بذلك قد جنت على نفسها الخسران في الدنيا والآخرة.. هذا ما تيسر جمعه من عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو المبحث الثالث والأخير من البحث الذي جمعنا فيه الفضائل والآثار والعواقب والذي كان بعنوان: (حكمة الشارع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فما أصبت من ذلك فمن فضل الله ومنته، وما أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله من ذلك. ونسأل الله عز وجل أن ينفع به، وأن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم.. والحمد لله رب العالمين.
__________________
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ صفحة نجاة المصلحين https://www.facebook.com/groups/474580642562110/ |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خير
ورفع الله قدرك |
#3
|
|||
|
|||
وجزاكم المثل
__________________
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ صفحة نجاة المصلحين https://www.facebook.com/groups/474580642562110/ |
#4
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
|
#5
|
|||
|
|||
انشروه لعل الناس تستوعب ان السلف الصالح ثقة وقوه لنا بارك الله فيكم
__________________
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ صفحة نجاة المصلحين https://www.facebook.com/groups/474580642562110/ |
#6
|
|||
|
|||
إذا القلوب ماتت أنتزع منها الخير وحل محلها الشر
انتزع منها الحب والود وحل محلها الكره والبغض والحسد انتزع منها الطمأنينة وحل محلها الخوف والرعب انتزع منها العمل والاخلاص والأمانة وحل محلها الفساد والخيانة وانعدام الضمير انتزع منها الصدق والمعاملة الحسنة وحل محلها الكذب والمعاملة القبيحة انتزع منها صفاء القلوب وحل محلها سواد القلوب والعياذ بالله ودمتم |
#7
|
|||
|
|||
احسنتم
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها، وهو بارد القلب، ساكت اللسان، شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين، وخيارهم المتحزن المتلمظ ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون وهو موت القلوب فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل
__________________
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ صفحة نجاة المصلحين https://www.facebook.com/groups/474580642562110/ |
#8
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرآ
ونفع الله بكم أخي الشيخ أبو زكريا
__________________
ليت لي ( درة كـ درة عمر ) لـ اضرب كل رافضي على راسه فلعله يستفيق!! |
#9
|
|||
|
|||
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
أدوات الموضوع | |
|
|